مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة حنين»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Madani |
imported>Madani طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٥: | سطر ٥: | ||
== سبب الغزوة == | == سبب الغزوة == | ||
بعد فتح مكة وإستسلام معظم أهلها، أو إسلام القبائل المحيطة بمكة فضلاً عن قبائل قريش ومشايخه، إلاّ (هوازن) و(ثقيف) فإنهم عتوا عن أمر رسول اللّه (ص) وفكّروا في اجتياح المسلمين والإغارة عليهم، فاجتمعوا وجمعوا الجموع والسلاح وقالوا: إنّ محمداً قاتله قوم لم يحسنوا القتال ولم يكن لهم علم بالحرب فغلب عليهم، ونحن اُولوا بصيرة في الحرب وتجربة في القتال، فسوف نغلبه. ثم عزموا على قصده قبل أن يقصدهم، وقالوا: قبل أنّ يظهر ذلك منه سيروا إليه. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، | بعد فتح مكة وإستسلام معظم أهلها، أو إسلام القبائل المحيطة بمكة فضلاً عن قبائل قريش ومشايخه، إلاّ (هوازن) و(ثقيف) فإنهم عتوا عن أمر رسول اللّه (ص) وفكّروا في اجتياح المسلمين والإغارة عليهم، فاجتمعوا وجمعوا الجموع والسلاح وقالوا: إنّ محمداً قاتله قوم لم يحسنوا القتال ولم يكن لهم علم بالحرب فغلب عليهم، ونحن اُولوا بصيرة في الحرب وتجربة في القتال، فسوف نغلبه. ثم عزموا على قصده قبل أن يقصدهم، وقالوا: قبل أنّ يظهر ذلك منه سيروا إليه. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 885 ؛ البلاذري، أحمد بن يحيى، انساب الاشراف، ج 1، ص 438 .</ref>وفي رواية أخرى: كانت ثقيف وهوازن قد جمعوا قبل ذلك حين سمعوا بمخرج رسول الله من المدينة، وهم يظنون أنّه إنمّا يريدهم حيث خرج من المدينة، فلمّا أتاهم أنّه قد نزل مكّة، أقبلت هوازن عامدين إلى النبي {{صل}} وأقبلت معهم ثقيف، حتى نزلوا حُنيناً. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 70.</ref> | ||
وقد سمّيت الغزوة بيوم حُنين تارة <ref>سورة التوبة، آيه 25 ؛ ابن حزم، جوامع السيرة، وخمس رسائل أخرى، ص 241 .</ref>ووقعة حُنين، <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 62 .</ref> وغزاة حُنين، <ref> أحمد بن يحيى البلاذري، أنساب الأشراف، ج ۱، ص 438 .</ref>وغزوة هوازِن <ref> ابن سعد، الطبقات | وقد سمّيت الغزوة بيوم حُنين تارة <ref>سورة التوبة، آيه 25 ؛ ابن حزم، جوامع السيرة، وخمس رسائل أخرى، ص 241 .</ref>ووقعة حُنين، <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 62 .</ref> وغزاة حُنين، <ref> أحمد بن يحيى البلاذري، أنساب الأشراف، ج ۱، ص 438 .</ref>وغزوة هوازِن <ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 149 ؛ المسعودي، التنبيه والأشراف، ص 269 .</ref> ووقعة هوازِن تارة أخرى. <ref> ابن حزم، جوامع السيرة، وخمس رسائل أخرى، ص 241 .</ref> | ||
== الحوادث التي سبقت وقوعها == | == الحوادث التي سبقت وقوعها == | ||
=== الخطوات التي قام بها المشركون قبل المعركة === | === الخطوات التي قام بها المشركون قبل المعركة === | ||
اجتمعت هوازن إلى مالك بن عوف من بني النصر، وقد أوعب معه بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن وبني جشم بن معاوية، وبني سعد بن بكر وناساً من بني هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية والأحلاف، وبني مالك بن ثقيف بن بكر، ولم يحضرها من هوازن كعب ولا كلاب. وفي جشم دريد بن الصمة بن بكر بن علقمة ابن خزاعة بن أزية بن جشم رئيسهم وسيّدهم شيخ كبير ليس فيه إلا ليؤتم برأيه ومعرفته. وفي ثقيف سيّدان ليس لهم في الأحلاف إلّا قارب بن الأسود، وفي بني مالك ذو الخمار سُبَيع بن الحرث وأخوه أحمر. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، | اجتمعت هوازن إلى مالك بن عوف من بني النصر، وقد أوعب معه بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن وبني جشم بن معاوية، وبني سعد بن بكر وناساً من بني هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية والأحلاف، وبني مالك بن ثقيف بن بكر، ولم يحضرها من هوازن كعب ولا كلاب. وفي جشم دريد بن الصمة بن بكر بن علقمة ابن خزاعة بن أزية بن جشم رئيسهم وسيّدهم شيخ كبير ليس فيه إلا ليؤتم برأيه ومعرفته. وفي ثقيف سيّدان ليس لهم في الأحلاف إلّا قارب بن الأسود، وفي بني مالك ذو الخمار سُبَيع بن الحرث وأخوه أحمر. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 885 ؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4 ، ص 80 ؛ المسعودي، التنبيه والاشراف، ص 270 .</ref> | ||
سطر ٣٠: | سطر ٣٠: | ||
قالوا: لم يشهدها منهم أحد. | قالوا: لم يشهدها منهم أحد. | ||
قال: غاب الجدّ والجَد، لو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب وكلاب، ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب، فمن شهدها منكم؟ قالوا: عمرو بن عامر وعوف بن عامر. | قال: غاب الجدّ والجَد، لو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب وكلاب، ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب، فمن شهدها منكم؟ قالوا: عمرو بن عامر وعوف بن عامر. | ||
قال: ذلك الجذعان لا ينفعان ولا يضران. <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 80 - 82 .</ref> وجعلت الأمداد تأتيهم- وهم في أوطاس- من كلّ ناحية. <ref> الواقدي، محمد بن عمر، | قال: ذلك الجذعان لا ينفعان ولا يضران. <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 80 - 82 .</ref> وجعلت الأمداد تأتيهم- وهم في أوطاس- من كلّ ناحية. <ref> الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 886 - 887 .</ref>ولمّا سمع بهم النبي (ص) بعث إليهم عبد اللّه بن أبي حدود - حَدْرَد- الأسلمي وأمره أن يدخل في الناس، فدخل فيهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا عليه من حرب رسول اللّه (ص) فأتاه وأخبره الخبر. <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 82 - 83 .</ref> | ||
=== الخطوات الاحترازية التي قام بها النبي (ص) قبل المعركة === | === الخطوات الاحترازية التي قام بها النبي (ص) قبل المعركة === | ||
سطر ٤٤: | سطر ٤٤: | ||
== وقائع الغزوة == | == وقائع الغزوة == | ||
=== نشوب القتال === | === نشوب القتال === | ||
في المقابل نجد الرسول (ص) يخطط للمعركة ويعد لها عدّتها حيث نظم صفوف جيشه فعبّأ (ص) أصحابه وصفّهم صفوفا في السّحر، ووضع الألوية والرايات في أهلها، مع المهاجرين لواء يحمله عليّ عليه السلام، وفي الأنصار رايات، مع الخزرج لواء يحمله الحباب بن المنذر- و يقال لواء الخزرج الأكبر مع سعد بن عبادة- ولواء الأوس مع أسيد بن حضير، وفي كلّ بطن من الأوس والخزرج لواء أو راية. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 895 - 897 ؛ ابن سعد، الطبقات | في المقابل نجد الرسول (ص) يخطط للمعركة ويعد لها عدّتها حيث نظم صفوف جيشه فعبّأ (ص) أصحابه وصفّهم صفوفا في السّحر، ووضع الألوية والرايات في أهلها، مع المهاجرين لواء يحمله عليّ عليه السلام، وفي الأنصار رايات، مع الخزرج لواء يحمله الحباب بن المنذر- و يقال لواء الخزرج الأكبر مع سعد بن عبادة- ولواء الأوس مع أسيد بن حضير، وفي كلّ بطن من الأوس والخزرج لواء أو راية. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 895 - 897 ؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج ۲، ص 150 -151 . و ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 83 . و . ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 85 .</ref> | ||
=== المدافعون عن النبي (ص) والمنهزمون من المعركة === | === المدافعون عن النبي (ص) والمنهزمون من المعركة === | ||
سطر ٥٨: | سطر ٥٨: | ||
=== استبسال الإمام علي عليه السلام === | === استبسال الإمام علي عليه السلام === | ||
روى أبو يعلى والطبراني برجال ثقات عن أنس، قال: وكان عليّ- رضي الله عنه- يومئذ أشدّ الناس قتالا بين يديه. <ref>شمسشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 5، ص 324 .</ref> ومضى علي بن أبي طالب إلى صاحب راية هوازن فقتله. <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 63 ؛ ابن الأثير، | روى أبو يعلى والطبراني برجال ثقات عن أنس، قال: وكان عليّ- رضي الله عنه- يومئذ أشدّ الناس قتالا بين يديه. <ref>شمسشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 5، ص 324 .</ref> ومضى علي بن أبي طالب إلى صاحب راية هوازن فقتله. <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 63 ؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 263 .</ref>وجاء في الكافي وإعلام الورى أن عليّاً عليه السلام قتل أربعين رجلاً من المشركين. <ref>الكليني، أصول الكافي، ج 8، ص 376 ؛ الطبرسي، الفضل بن الحسن، أعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص 387.</ref> | ||
=== الإمداد الغيبي في المعركة === | === الإمداد الغيبي في المعركة === | ||
سطر ٦٤: | سطر ٦٤: | ||
=== قتلى المشركين وأسراهم === | === قتلى المشركين وأسراهم === | ||
بلغ عدد قتلى المشركين من بني مالك من قبيلة ثقيف سبعين قتيلاً. <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 92 .</ref> وفي رواية أخرى أن قتلى هوازن كان بعدد قتلى المشركين في بدر أي سبعين قتيلا. <ref> الذهبي، محمد بن احمد، تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام، ج 1، ص 582 .</ref> وفي رواية المسعودي: وقتل دريد بن الصمة يومئذ في نحو من مائة وخمسين رجلاً من هوازن، وهرب مالك بن عوف. <ref>. المسعودي، التنبيه والإشراف، ج 1، ص 270 .</ref>وكان السبي ستة آلاف رأس. والإبل أربعة وعشرين ألف بعير. والغنم أكثر من أربعين ألف شاة. وأربعة آلاف أوقية فضة. <ref>ابن سعد، الطبقات | بلغ عدد قتلى المشركين من بني مالك من قبيلة ثقيف سبعين قتيلاً. <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 92 .</ref> وفي رواية أخرى أن قتلى هوازن كان بعدد قتلى المشركين في بدر أي سبعين قتيلا. <ref> الذهبي، محمد بن احمد، تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام، ج 1، ص 582 .</ref> وفي رواية المسعودي: وقتل دريد بن الصمة يومئذ في نحو من مائة وخمسين رجلاً من هوازن، وهرب مالك بن عوف. <ref>. المسعودي، التنبيه والإشراف، ج 1، ص 270 .</ref>وكان السبي ستة آلاف رأس. والإبل أربعة وعشرين ألف بعير. والغنم أكثر من أربعين ألف شاة. وأربعة آلاف أوقية فضة. <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 155 .</ref> | ||
== أحداث ما بعد المعركة == | == أحداث ما بعد المعركة == | ||
=== مصير المشركين === | === مصير المشركين === | ||
لمّا انهزم الناس أتوا بمعيّة مالك بن عوف الطائفَ، وعسكر عسكر منهم بأوطاس، وتوجّه بعضهم نحو نخلة ولم يكن فيمن توجّه إلى نخلة إلّا بنو عنزة من ثقيف. فبعث رسول الله {{صل}} خيلاً تتبع من سلك نخلة. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، | لمّا انهزم الناس أتوا بمعيّة مالك بن عوف الطائفَ، وعسكر عسكر منهم بأوطاس، وتوجّه بعضهم نحو نخلة ولم يكن فيمن توجّه إلى نخلة إلّا بنو عنزة من ثقيف. فبعث رسول الله {{صل}} خيلاً تتبع من سلك نخلة. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 914 .</ref> وبعث رسول الله{{صل}} أبا عامر الأشعري إلى أوطاس متبعاً للكفرة، فقتل. فقام بأمر الناس أبو موسى الأشعري، وأقبل المسلمون إلى أوطاس، فهرب المشركون منهم إلى الطائف. <ref>البلاذري، احمد بن يحيى، أنساب الاشراف، ج 1، ص 439 - 440.</ref> وقد كان في السبي اُخت رسول اللّه {{صل}} الرضاعية: شيماء بنت الحارث بن عبد العُزّى، فلما قامت على رأسه قالت: يا محمّد اُختك شيماء. فنزع رسول اللّه {{صل}} برده فبسطه لها، فأجلسها عليه، ثم أكبّ عليها يسائلها، ورحّب بها، ودمعت عيناه. ثم قال: إن أحببت فأقيمي عندنا محبّة مكرّمة، وإن أحببت أن ترجعي إلى قومك وصلتك رجعت إلى قومك. قالت: أرجع إلى قومي. <ref> الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 913 - 914 .</ref> وقال اليعقوبي في تاريخه: جاءت الشيماء وكلمته في السبايا وقالت: إنما هن خالاتك وأخواتك. فقال: ما كان لي ولبني هاشم فقد وهبته لك. فوهب المسلمون ما كان في أيديهم من السبايا كما فعل، إلا الأقرع ابن حابس وعيينة بن حصن. <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 63 .</ref> | ||
=== الخطوات التي قام بها المسلمون بعد المعركة === | === الخطوات التي قام بها المسلمون بعد المعركة === | ||
قال رسول الله {{صل}}: من قتل قتيلاً له عليه بيّنة فله سلبه. <ref> الواقدي، محمد بن عمر، | قال رسول الله {{صل}}: من قتل قتيلاً له عليه بيّنة فله سلبه. <ref> الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 908 .</ref> ثم جمعت إلى رسول الله {{صل}} سبايا حُنين وأموالها، وكان على المغانم مسعود بن عمرو الغفاريّ، وأمر رسول الله {{صل}} بالسّبايا والأموال إلى الجعرّانة، فحبست بها. <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 101 .</ref>وكان رسول الله {{صل}} انتهى إلى الجعرّانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة فأقام بها ثلاث عشرة ليلة. <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 154 .</ref> | ||
=== إطلاق سراح الأسرى === | === إطلاق سراح الأسرى === | ||
سطر ٨٦: | سطر ٨٦: | ||
=== العودة إلى المدينة === | === العودة إلى المدينة === | ||
وبعد أن أقام {{صل}} بالجعرّانة ثلاث عشرة ليلة، خرج ليلة الأربعاء الثامن عشر من ذي القعدة إلى مكة معتمراً ثم خرج منها يوم الخميس متوجّها صوب المدينة. <ref>ابن سعد، الطبقات | وبعد أن أقام {{صل}} بالجعرّانة ثلاث عشرة ليلة، خرج ليلة الأربعاء الثامن عشر من ذي القعدة إلى مكة معتمراً ثم خرج منها يوم الخميس متوجّها صوب المدينة. <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 154.</ref> | ||
== الهوامش == | == الهوامش == | ||
سطر ١١٦: | سطر ١١٦: | ||
{{غزوات الرسول}} | {{غزوات الرسول}} | ||
[[fa:غزوه | [[fa:غزوه حنين]] | ||
[[ur:غزوہ | [[ur:غزوہ حنين]] |