انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية القبلة»

من ويكي شيعة
Foad (نقاش | مساهمات)
Foad (نقاش | مساهمات)
سطر ٣٤: سطر ٣٤:
بحسب ما نقله محمد بن جرير الطبري، أحد مفسري [[أهل السنة]]، إنَّ يهود المدينة عابوا على [[رسول الله]]{{اختصار/ص}} صلاته نحو [[المسجد الاقصى]]، وقالوا: إنَّ محمد{{اختصار/ص}} يُخالف ديننا، ولكنه يصلي نحو قبلتنا؛ ولهذا السبب أراد النبي أن تكون قبلة [[المسلمين]] مستقلة وأن يصلوا نحو [[الكعبة]].<ref>الطبري، جامع البيان، 1412هـ، ج2، ص13.</ref> وذكرت [[الروايات]] هذا السبب وأسباب أخرى جعلت [[رسول الله]]{{اختصار/ص}} ينظر إلى السماء ويتمنى أن تكون الكعبة هي قبلة المسلمين، ولكنه{{اختصار/ص}} لم يُعبر عن رغبته لأدبه أمام [[الله تعالى]].<ref>أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، 1375ش، ج2، ص208؛ الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج1، ص420؛ الطباطبائي، الميزان، 1417هـ، جذ، ص490.</ref> فنزلت هذه [[الآية]]، وجاء الأمر بتغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة.<ref>الطبري، جامع البيان، 1412هـ، ج2، ص13؛ الواحدي، أسباب النزول، 1388هـ، ص27؛ القمي، تفسير القمي، 1404هـ، ج1، ص63؛ المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج19، ص198؛ الطباطبائي، الميزان، 1417هـ، ج1، ص 35.</ref>
بحسب ما نقله محمد بن جرير الطبري، أحد مفسري [[أهل السنة]]، إنَّ يهود المدينة عابوا على [[رسول الله]]{{اختصار/ص}} صلاته نحو [[المسجد الاقصى]]، وقالوا: إنَّ محمد{{اختصار/ص}} يُخالف ديننا، ولكنه يصلي نحو قبلتنا؛ ولهذا السبب أراد النبي أن تكون قبلة [[المسلمين]] مستقلة وأن يصلوا نحو [[الكعبة]].<ref>الطبري، جامع البيان، 1412هـ، ج2، ص13.</ref> وذكرت [[الروايات]] هذا السبب وأسباب أخرى جعلت [[رسول الله]]{{اختصار/ص}} ينظر إلى السماء ويتمنى أن تكون الكعبة هي قبلة المسلمين، ولكنه{{اختصار/ص}} لم يُعبر عن رغبته لأدبه أمام [[الله تعالى]].<ref>أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، 1375ش، ج2، ص208؛ الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج1، ص420؛ الطباطبائي، الميزان، 1417هـ، جذ، ص490.</ref> فنزلت هذه [[الآية]]، وجاء الأمر بتغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة.<ref>الطبري، جامع البيان، 1412هـ، ج2، ص13؛ الواحدي، أسباب النزول، 1388هـ، ص27؛ القمي، تفسير القمي، 1404هـ، ج1، ص63؛ المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج19، ص198؛ الطباطبائي، الميزان، 1417هـ، ج1، ص 35.</ref>


==مكان النزول==
==زمان ومكان النزول==
لقد اختلف المؤرخون في مكان نزول آية القبلة على ثلاث أقوال:
لقد اختلف المؤرخون في مكان نزول آية القبلة على ثلاث أقوال:
*لقد ذكرت أكثر المنابع التاريخية أنها نزلت في مسجد محلة بني سَلِمة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 186.</ref> الواقع في شمال غرب [[المدينة]]، والذي يُطلق عليه مسجد القبلتين.<ref>الأنصاري، آثار المدينة المنورة، ص 131 ــ 133.</ref>
*لقد ذكرت أكثر المنابع التاريخية أنها نزلت في مسجد محلة بني سَلِمة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 186.</ref> الواقع في شمال غرب [[المدينة]]، والذي يُطلق عليه مسجد القبلتين.<ref>الأنصاري، آثار المدينة المنورة، ص 131 ــ 133.</ref>

مراجعة ١٣:١٢، ٣ أكتوبر ٢٠٢٣

آية القبلة
عنوان الآيةآية القبلة
رقم الآية144
في سورةالبقرة
في جزء2
رقم الصفحة22
شأن النزولقول اليهود لرسول الله إنّك تابع لقبلتنا
مكان النزولالمدينة
الموضوعتغير القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة


آية القبلة وهي الآية 144 من سورة البقرة، سبب نزول الآية، بعد هجرة الرسول صلی الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة، وقد كان قد صلى إلى بيت المقدس ثلاث عشر سنة، قبل الهجرة، وتسعة عشر شهراً بعد الهجرة بالمدينة، عيره اليهود، فقالوا: إنك تابع لقبلتنا، فاغتم لذلك غماً شديداً، وكان يتمنى أن تكون قبلة المسلمين إلى الكعبة، فنزلة هذه الآية المباركة، مصرحة بتغير القبلة إلى الكعبة الشريفة.

اختلف المؤرخون في مكان نزول الآية على أقوال ثلاث: الأول: أنها نزلة في مسجد القبلتين، والثاني: في مسجد قبيلة بني سالم بن عوف، المعروف بمسجد الجمعة، والثالث: في المسجد النبوي.

نص الآية

﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السًّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ

وهي الآية التي ورد فيها حكم تغيير القبلة، وتُعرف بآية القبلة.[١] وذكر بعض المفسرين الآية 150 من سورة البقرة بعنوان آية القبلة.[٢] كما اعتبر الطنطاوي من مفسري أهل السنة أنَّ الآيات 142 ـ 144 من سورة البقرة آيات تغيير القبلة.[٣]

شأن النزول

بحسب ما نقله محمد بن جرير الطبري، أحد مفسري أهل السنة، إنَّ يهود المدينة عابوا على رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم صلاته نحو المسجد الاقصى، وقالوا: إنَّ محمدصلی الله عليه وآله وسلم يُخالف ديننا، ولكنه يصلي نحو قبلتنا؛ ولهذا السبب أراد النبي أن تكون قبلة المسلمين مستقلة وأن يصلوا نحو الكعبة.[٤] وذكرت الروايات هذا السبب وأسباب أخرى جعلت رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم ينظر إلى السماء ويتمنى أن تكون الكعبة هي قبلة المسلمين، ولكنهصلی الله عليه وآله وسلم لم يُعبر عن رغبته لأدبه أمام الله تعالى.[٥] فنزلت هذه الآية، وجاء الأمر بتغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة.[٦]

زمان ومكان النزول

لقد اختلف المؤرخون في مكان نزول آية القبلة على ثلاث أقوال:

معنى الآية

﴿قَدْ نَرى‏ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ، مادة راى لها استعمالات كثيرة في القرآن الكريم بهيئات مختلفة، والمعنى الجامع لها: هو الإدراك بما له من المراتب الكثيرة، فيشمل علم اللّه تعالى وإدراكات المجردات وإدراكات القوى الحاسة الظاهرية والباطنية، والوهم، والخيال، والتفكير والوجدان، والعلم والظن كل ذلك بحسب مراتبها، والتقلب: التحول من حال إلى حال، والمراد به في هذه الآية تحويل النبيصلی الله عليه وآله وسلم وجهه المبارك في السماء من جهة إلى أخرى تطلعا للوحي، وانتظاراً لأوامر اللّه تعالى، ويستفاد من الآية الكريمة أنهصلی الله عليه وآله وسلم كان ينتظر تحويل القبلة، وكان اللّه تعالى يعلم بأنهصلی الله عليه وآله وسلم يرغب في قبلة جديدة.[١١]

﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها، أي سنأمرك باستقبال القبلة التي ترضاها، ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ، الشطر يطلق على القسم المنفصل من الشي‏ء، أي النصف، والجزء، والمراد به هنا النحو والجهة، لم تستعمل هذه الكلمة في القرآن الكريم، ‏إلّا في تشريع القبلة إلى المسجد الحرام.[١٢]

﴿وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ،‏ تعميم للمستقبلين في جميع أنحاء العالم، سواء كانوا في بر أو بحر، أو سهل أو جبل، بأن يولوا وجوههم نحو المسجد الحرام.[١٣]

﴿وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ، إنّ أهل الكتاب بعد التفاتهم إلى كتبهم المنزلة عليهم من التوراة والإنجيل، ليعلمون أنّ كون الكعبة قبلة، هو الحق من ربهم، أو ليعلمون أنها قبلة إبراهيمعليه السلام المتفق بينهم أن ملته هي الحنيفية التي أمروا باتباعها.[١٤]

﴿وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ‏، والمعنى: أنه لا يعقل الغفلة عن كليات الأمور و جزئياتها بالنسبة إليه تعالى، وفي الآية المباركة تهديد بالنسبة إلى مرتكب السيئات، ويصح أن يراد بعدم الغفلة عدم الغفلة العملية، أي: يجزي على الحسنات بالجنة، كما يجزي على السيئات بالنار.[١٥]

الهوامش

  1. الطباطبائي، الميزان، 1417هـ، ج1، ص325.
  2. الطباطبائي، الميزان، 1417هـ، ج1، ص329.
  3. الطنطاوي، تفسير الوسيط، 1412هـ، ج1، ص294.
  4. الطبري، جامع البيان، 1412هـ، ج2، ص13.
  5. أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، 1375ش، ج2، ص208؛ الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج1، ص420؛ الطباطبائي، الميزان، 1417هـ، جذ، ص490.
  6. الطبري، جامع البيان، 1412هـ، ج2، ص13؛ الواحدي، أسباب النزول، 1388هـ، ص27؛ القمي، تفسير القمي، 1404هـ، ج1، ص63؛ المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج19، ص198؛ الطباطبائي، الميزان، 1417هـ، ج1، ص 35.
  7. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 186.
  8. الأنصاري، آثار المدينة المنورة، ص 131 ــ 133.
  9. القمي، تفسير القمي، ج1، ص63؛ الطبرسي، إعلام الورى، ص71.
  10. السمهودي، وفاء الوفاء، ج1، ص 278.
  11. السبزواري، مواهب الرحمن، ج 2، ص 128 ــ 129.
  12. السبزواري، مواهب الرحمن، ج 2، ص 129.
  13. الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 315.
  14. السبزواري، مواهب الرحمن، ج 2، ص 130 ــ 131.
  15. السبزواري، مواهب الرحمن، ج 2، ص 132.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن سعد، أبو عبد الله محمد ، الطبقات الکبری، بیروت، ‌دار الکتب العلمیه، 1410 هـ.
  • الأنصاري، عبد القدوس، آثار المدينة المنورة، المدينة المنورة، د.ن، 1393 هـ.
  • السبزواري، عبد الأعلى، مواهب الرحمن في تفسير القرآن، قم، المطبعة نكين، ط 5، 1413 هـ/ 2010 م.
  • السمهودي، علي بن عبد الله بن أحمد، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1419 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، من لا يحضره الفقيه،قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 2، 1413 ه‍.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار المرتضى، ط 1، 1427 هـ/ 2006 م.
  • القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، قم، مؤسسة دار الكتاب، ط 3، 1404 هـ.