انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «لا حكم إلا لله»

من ويكي شيعة
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات)
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات)
عدد انگلیسی
سطر ١: سطر ١:
{{قيد الإنشاء|user=A.yasin|date=٢١ يونيو ٢٠٢٣}}  
{{قيد الإنشاء|user=A.yasin|date=21 يونيو 2023}}  
'''لا حكم إلا لله''' كان شعار [[الخوارج]] في اعتراضهم على مسألة [[التحكيم]] أثناء [[معركة صفين|حرب صفين]]. عبّر الخوارج في بداية الأمر من خلال هذا الشعار عن مخالفتهم لحكم الناس، ورفضوا قبول تحكيم أبي موسى الأشعري و [[عمرو بن العاص]] الذين تم تعيينهما كحكمين نيابة عن [[الإمام علي (ع)]] و [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]، وقالوا بأنّ الحكم إنّما يكون لله، و ليس من حقّ أحد سواه.
'''لا حكم إلا لله''' كان شعار [[الخوارج]] في اعتراضهم على مسألة [[التحكيم]] أثناء [[معركة صفين|حرب صفين]]. عبّر الخوارج في بداية الأمر من خلال هذا الشعار عن مخالفتهم لحكم الناس، ورفضوا قبول تحكيم أبي موسى الأشعري و[[عمرو بن العاص]] الذين تم تعيينهما كحكمين نيابة عن [[الإمام علي (ع)]] و[[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]، وقالوا بأنّ الحكم إنّما يكون لله، وليس من حقّ أحد سواه.
اعتبر الإمام علي (ع) أنّ هذه المقولة "كلمة حقّ أريد بها باطل"، و رأى أنّه لا بدّ للناس من أمير(حاكم)، بَرّاً كان أم فاجراً.
اعتبر الإمام علي (ع) أنّ هذه المقولة "كلمة حقّ أريد بها باطل"، ورأى أنّه لا بدّ للناس من أمير(حاكم)، بَرّاً كان أم فاجراً.
واستمرّ استخدام هذا الشعار من قبل الخوارج إلى ما بعد [[معركة النهروان|حرب النهروان]]، ثم ما لبث أن صار يُعرف بأنّه من [[أصول العقائد|أصولهم الاعتقادية]]، و اعتُمد شعاراً لهم في ثوراتهم اللاحقة.
واستمرّ استخدام هذا الشعار من قبل الخوارج إلى ما بعد [[معركة النهروان|حرب النهروان]]، ثم ما لبث أن صار يُعرف بأنّه من [[أصول العقائد|أصولهم الاعتقادية]]، واعتُمد شعاراً لهم في ثوراتهم اللاحقة.
اعتبر بعض الباحثين أنّ سوء الفهم من جهة؛ و كذلك كون الخوارج [[الأعراب|أعراباً]] (سكان بادية) وعدم إدراكهم الصحيح لمفاهيم [[الإمامة]] و السياسة من جهة أخرى؛ كانت من العوامل المؤثّرة في فهمهم المنحرف لشعار "لا حكم إلا لله".
اعتبر بعض الباحثين أنّ سوء الفهم من جهة؛ وكذلك كون الخوارج [[الأعراب|أعراباً]] (سكان بادية) وعدم إدراكهم الصحيح لمفاهيم [[الإمامة]] والسياسة من جهة أخرى؛ كانت من العوامل المؤثّرة في فهمهم المنحرف لشعار "لا حكم إلا لله".
== دلالات المعنى ==
== دلالات المعنى ==
"لا حكم إلا لله" كان شعار [[الخوارج]] في مخالفة و مواجهة الإمام علي (ع)<ref>النوبختي، فرق الشيعة، ۱۴۰۴ق، ص۶؛ الأشعري القمي، المقالات و الفرق، ۱۳۶۰ق، ص۵.</ref>، و على إثر ذلك باتوا يُعرفون بـ"[[فرقة المحكمة|المُحكّمة]]"<ref> الشوشتري، إحقاق الحق، ۱۴۰۹ق، ج۳۲، ص۵۲۳، تعليقة آية الله المرعشي النجفي.</ref>. وقد كان وقتئذٍ المعنى المراد من الحُكم في هذا الشعار (القضاء)، أي أنّه لا يمكن لغير الله أن يقضي ويصدر الأحكام<ref>الفراهيدي، كتاب العين، قم، ج۳، ص۶۷؛ الأزهري، تهذيب اللغة، بيروت، ج۴، ص۷۰-۷۱.</ref>.
"لا حكم إلا لله" كان شعار [[الخوارج]] في مخالفة ومواجهة الإمام علي (ع)<ref>النوبختي، فرق الشيعة، 1404ق، ص6؛ الأشعري القمي، المقالات والفرق، 1360ق، ص5.</ref>، وعلى إثر ذلك باتوا يُعرفون بـ"[[فرقة المحكمة|المُحكّمة]]"<ref> الشوشتري، إحقاق الحق، 1409ق، ج32، ص523، تعليقة آية الله المرعشي النجفي.</ref>. وقد كان وقتئذٍ المعنى المراد من الحُكم في هذا الشعار (القضاء)، أي أنّه لا يمكن لغير الله أن يقضي ويصدر الأحكام<ref>الفراهيدي، كتاب العين، قم، ج3، ص67؛ الأزهري، تهذيب اللغة، بيروت، ج4، ص70-71.</ref>.
استُمدّ هذا الشعار من [[آية (قرآن)|الآية القرآنية]] "إن الحكم إلا لله"، وقد تكرّر هذا التعبير في العديد من الآيات في القرآن<ref>سورة الأنعام، آية ۵۷؛ سورة يوسف، آية ۴۰، ۶۷.</ref>، وفيما بعد صار مراد الخوارج من هذه المقولة نفي أيّ حاكميّة عن غير [[الله]].<ref> مكارم الشيرازي، پيام امام امير المومنين(ع)، ج۲، ص۴۳۲.</ref>
استُمدّ هذا الشعار من [[آية (قرآن)|الآية القرآنية]] "إن الحكم إلا لله"، وقد تكرّر هذا التعبير في العديد من الآيات في القرآن<ref>سورة الأنعام، آية 57؛ سورة يوسف، آية 40، 67.</ref>، وفيما بعد صار مراد الخوارج من هذه المقولة نفي أيّ حاكميّة عن غير [[الله]].<ref> مكارم الشيرازي، پيام امام امير المومنين(ع)، ج2، ص432.</ref>


== الاستعمالات المتقدّمة ==
== الاستعمالات المتقدّمة ==
أوّل استعمال لشعار "لا حكم إلا لله" كان من قِبل الذين اعترضوا على مسألة [[التحكيم]] في حرب صفّين، وكان عسكر [[بلاد الشام|الشام]] على وشك خسارة المعركة حينها؛ فاحتال لهم [[عمرو بن العاص]] وأشار عليهم أن يقوموا برفع [[المصحف الشريف|المصاحف]] على الرماح ويطالبوا بتحكيم القرآن<ref>الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ۱۳۸۷ق، ج۵، ص۴۸.</ref>. قبل الإمام علي (ع) بمسألة التحكيم تحت الضغط الذي تعرّض له ممن حوله، وأرسل بكتاب إلى معاوية يعلمه بذلك<ref>المنقري، وقعة صفين، ۱۳۸۲ق، ص۴۹۳-۴۹۴.</ref>، فكُتبت وثيقة تحدّد الحكمين و شروط التحكيم<ref>راجع تاريخ الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ۱۳۸۷ق، ج۵، ص۵۳-۵۴.</ref>.
أوّل استعمال لشعار "لا حكم إلا لله" كان من قِبل الذين اعترضوا على مسألة [[التحكيم]] في حرب صفّين، وكان عسكر [[بلاد الشام|الشام]] على وشك خسارة المعركة حينها؛ فاحتال لهم [[عمرو بن العاص]] وأشار عليهم أن يقوموا برفع [[المصحف الشريف|المصاحف]] على الرماح ويطالبوا بتحكيم القرآن<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص48.</ref>. قبل الإمام علي (ع) بمسألة التحكيم تحت الضغط الذي تعرّض له ممن حوله، وأرسل بكتاب إلى معاوية يعلمه بذلك<ref>المنقري، وقعة صفين، 1382ق، ص493-494.</ref>، فكُتبت وثيقة تحدّد الحكمين وشروط التحكيم<ref>راجع تاريخ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص53-54.</ref>.
عندما قام [[الأشعث بن قيس الكندي]] بقراءة متن الوثيقة على مختلف [[القبيلة|القبائل]]؛ تشكّلت معارضة لذلك تحت شعار "لا حكم إلا لله". ومن ذلك أن قام شابّان من [[بنو عنز|بني عنز]] بالهجوم على عسكر معاوية هاتفين بشعار "لا حكم إلا لله" وقُتلا على أطراف خيمة [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]].<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ۱۳۶۸ش، ص۱۹۶؛ المنقري، وقعة صفين، ۱۳۸۲ق، ص۵۱۲.</ref> ويعتقد بعض الباحثين أنّ هذين الشابّين هما أول من استعمل هذا الشعار<ref> الدينوري، الأخبار الطوال، ص۱۹۶؛ المنقري، وقعة صفين، ۱۳۸۲ق، ص۵۱۲</ref>. و بعد هذه الواقعة ذهب الأشعث إلى قبيلة [[بنو مراد|بني مراد]] و قرأ عليهم المعاهدة، فردّ عليه أحد وجوه القبيلة وهو [[صالح بن شقيق]] بهذا الشعار<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ۱۳۶۸ش، ص۱۹۷.</ref>، ووقع مثل ذلك مع [[بنو راسب|بني راسب]].<ref>المنقري، وقعة صفين، ۱۳۸۲ق، ص۵۱۳.</ref>
عندما قام [[الأشعث بن قيس الكندي]] بقراءة متن الوثيقة على مختلف [[القبيلة|القبائل]]؛ تشكّلت معارضة لذلك تحت شعار "لا حكم إلا لله". ومن ذلك أن قام شابّان من [[بنو عنز|بني عنز]] بالهجوم على عسكر معاوية هاتفين بشعار "لا حكم إلا لله" وقُتلا على أطراف خيمة [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]].<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ش، ص196؛ المنقري، وقعة صفين، 1382ق، ص512.</ref> ويعتقد بعض الباحثين أنّ هذين الشابّين هما أول من استعمل هذا الشعار<ref> الدينوري، الأخبار الطوال، ص196؛ المنقري، وقعة صفين، 1382ق، ص512</ref>. وبعد هذه الواقعة ذهب الأشعث إلى قبيلة [[بنو مراد|بني مراد]] وقرأ عليهم المعاهدة، فردّ عليه أحد وجوه القبيلة وهو [[صالح بن شقيق]] بهذا الشعار<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ش، ص197.</ref>، ووقع مثل ذلك مع [[بنو راسب|بني راسب]].<ref>المنقري، وقعة صفين، 1382ق، ص513.</ref>
لم تتوقف مخالفة التحكيم عند الاستعمال اللفظي لهذا الشعار، وحينما وصل الأشعث إلى قبيلة [[بنو تميم|بني تميم]] قام أفراد من هذه القبيلة بمهاجمته وطعنوا فرسه<ref>الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ۱۳۸۷ق، ج۵، ص۴۹؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج۲، ص۳۳۶؛ المسعودي، مروج الذهب، ج۲، ص۳۹۳.</ref>. ويعتقد [[البلاذري]] صاحب [[أنساب الأشراف]] أنّ هذا الشعار سُمع لأول مرة من قبل هذه القبيلة<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ۱۴۱۷ق، ج۲، ص۳۳۶.</ref>، وأما المؤرّخ [[اليعقوبي]] المتوفى في [[القرن الثالث الهجري]] فيعتقد أنّ استعمال هذا الشعار كان قبل اجتماع الحكمين من قِبل رجل يدعى [[عروة بن أدية التميمي]].<ref> اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج۲، ص۱۹۰.</ref>
لم تتوقف مخالفة التحكيم عند الاستعمال اللفظي لهذا الشعار، وحينما وصل الأشعث إلى قبيلة [[بنو تميم|بني تميم]] قام أفراد من هذه القبيلة بمهاجمته وطعنوا فرسه<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص49؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص336؛ المسعودي، مروج الذهب، ج2، ص393.</ref>. ويعتقد [[البلاذري]] صاحب [[أنساب الأشراف]] أنّ هذا الشعار سُمع لأول مرة من قبل هذه القبيلة<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، 1417ق، ج2، ص336.</ref>، وأما المؤرّخ [[اليعقوبي]] المتوفى في [[القرن الثالث الهجري]] فيعتقد أنّ استعمال هذا الشعار كان قبل اجتماع الحكمين من قِبل رجل يدعى [[عروة بن أدية التميمي]].<ref> اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص190.</ref>


== صيرورته شعاراً للخوارج ==
== صيرورته شعاراً للخوارج ==
بعد إقرار وثيقة التحكيم في [[معركة صفين|حرب صفين]] عام [[سنة 37 للهجرة|37ه]]ـ <ref> المنقري، وقعة صفين، ۱۳۸۲ق، ص۵۰۸.</ref>، عاد جيش الإمام إلى [[الكوفة]]، لكنّ بعضهم مّمن عُرفوا فيما بعد بـ"الخوارج" اعتزلوا جيش الإمام علي في منطقة تدعى [[الحروراء]] تحت شعار "لاحكم إلا لله" و استقرّوا هناك، و رفضوا العودة إلى الكوفة<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج۲، ص۱۹۱.</ref>، بل و هدّدوا الإمام بأنه إن لم يعد عن قبول التحكيم فسوف يتبرؤون منه و يقاتلونه<ref>الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ۱۳۸۷ق، ج۵، ص۷۲؛ ابن‌مسكويه، تجارب الأمم، ۱۳۷۹ش، ج۱، ص۵۵۵-۵۵۶.</ref>.
بعد إقرار وثيقة التحكيم في [[معركة صفين|حرب صفين]] عام [[سنة 37 للهجرة|37ه]]ـ <ref> المنقري، وقعة صفين، 1382ق، ص508.</ref>، عاد جيش الإمام إلى [[الكوفة]]، لكنّ بعضهم مّمن عُرفوا فيما بعد بـ"الخوارج" اعتزلوا جيش الإمام علي في منطقة تدعى [[الحروراء]] تحت شعار "لاحكم إلا لله" واستقرّوا هناك، ورفضوا العودة إلى الكوفة<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص191.</ref>، بل وهدّدوا الإمام بأنه إن لم يعد عن قبول التحكيم فسوف يتبرؤون منه ويقاتلونه<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص72؛ ابن‌مسكويه، تجارب الأمم، 1379ش، ج1، ص555-556.</ref>.
استناداً إلى شعار "لا حكم إلا لله" طالب الخوارج بترك تحكيم الرجال في أمور الدين<ref> البلاذري، أنساب الأشراف، ۱۴۱۷ق، ج۲، ص۳۶۰.</ref>، وبنقض العهد مع معاوية ومتابعة قتاله<ref>جعفريان، حيات فكري سياسي امامان شيعه، ۱۳۹۰ش، ص۱۰۰ ۱۰۱.</ref>. وقد ادّعوا التوبة من ذنب قبول التحكيم، واعتبروا الإمام علي (ع) و بقية المسلمين عصاةً وكفاراً، وطالبوهم بالتوبة أو القتال<ref>ابن‌الطقطقي، الفخري، ۱۴۱۸ق، ص۹۹.</ref>.
استناداً إلى شعار "لا حكم إلا لله" طالب الخوارج بترك تحكيم الرجال في أمور الدين<ref> البلاذري، أنساب الأشراف، 1417ق، ج2، ص360.</ref>، وبنقض العهد مع معاوية ومتابعة قتاله<ref>جعفريان، حيات فكري سياسي امامان شيعه، 1390ش، ص100 101.</ref>. وقد ادّعوا التوبة من ذنب قبول التحكيم، واعتبروا الإمام علي (ع) وبقية المسلمين عصاةً وكفاراً، وطالبوهم بالتوبة أو القتال<ref>ابن‌الطقطقي، الفخري، 1418ق، ص99.</ref>.
هذا و قد كان الإمام علي (ع) مخالفاً لقبول التحكيم، غير أنّه اضطرّ للقبول به تحت تهديد و إكراه أنصاره الذين قام عدّة منهم بالانضمام للخوارج فيما بعد، ولم يقبل بعدها بنقض هذه المعاهدة<ref>الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ۱۳۸۷ق، ج۵، ص۴۹.</ref>. أحد قادة الخوارج وهو [[ابن الكواء]] كان من الموافقين على مسألة التحكيم في البداية، و كان من الذين خالفوا تمثيل [[عبد الله بن عباس]] لجيش الكوفة كحكم عنه، و من الذين حملوا الإمام على القبول [[أبو موسى الأشعري|بأبي موسى الأشعري]]،<ref>المنقري، وقعة صفين، ۱۳۸۲ق، ص۵۰۲.</ref> ثم ما لبث أن أصبح بصحبة [[شبث بن ربعي|شبث بن ربعي التميمي]] من أوائل الداعين إلى تحكيم الله تحت شعار "لا حكم إلا لله".<ref> الذهبي، تاريخ الإسلام، ۱۴۱۳ق، ج۳، ص۵۵۴.</ref>
هذا وقد كان الإمام علي (ع) مخالفاً لقبول التحكيم، غير أنّه اضطرّ للقبول به تحت تهديد وإكراه أنصاره الذين قام عدّة منهم بالانضمام للخوارج فيما بعد، ولم يقبل بعدها بنقض هذه المعاهدة<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص49.</ref>. أحد قادة الخوارج وهو [[ابن الكواء]] كان من الموافقين على مسألة التحكيم في البداية، وكان من الذين خالفوا تمثيل [[عبد الله بن عباس]] لجيش الكوفة كحكم عنه، ومن الذين حملوا الإمام على القبول [[أبو موسى الأشعري|بأبي موسى الأشعري]]،<ref>المنقري، وقعة صفين، 1382ق، ص502.</ref> ثم ما لبث أن أصبح بصحبة [[شبث بن ربعي|شبث بن ربعي التميمي]] من أوائل الداعين إلى تحكيم الله تحت شعار "لا حكم إلا لله".<ref> الذهبي، تاريخ الإسلام، 1413ق، ج3، ص554.</ref>
===مجادلة الإمام علي (ع)===
===مجادلة الإمام علي (ع)===
جادل الخوارج الإمام في عدّة مناسبات استناداً إلى هذا الشعار، فمثلاً عندما انتُخب أبو موسى الأشعري للتحكيم؛ جاء رجلان من الخوارج وهما [[زرعة بن البرج الطائي]] و [[حرقوص بن زهير السعدي]] إلى الإمام علي (ع) يهتفان بشعار "لا حكم إلا لله"، و طالبا الإمام بأن يتوب من فعله و أن ينهض لقتال معاوية، وقام الإمام بدوره بتذكيرهما بالوفاء بالعهد ولم يقبل بمطالبتهما<ref> الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ۱۳۸۷ق، ج۵، ص۷۲؛ ابن‌مسكويه، تجارب الأمم، ۱۳۷۹ش، ج۱، ص۵۵۵-۵۵۶؛ الشوشتري، إحقاق الحق، ۱۴۰۹ق، ج۳۲، ص۵۲۹.</ref>.
جادل الخوارج الإمام في عدّة مناسبات استناداً إلى هذا الشعار، فمثلاً عندما انتُخب أبو موسى الأشعري للتحكيم؛ جاء رجلان من الخوارج وهما [[زرعة بن البرج الطائي]] و[[حرقوص بن زهير السعدي]] إلى الإمام علي (ع) يهتفان بشعار "لا حكم إلا لله"، وطالبا الإمام بأن يتوب من فعله وأن ينهض لقتال معاوية، وقام الإمام بدوره بتذكيرهما بالوفاء بالعهد ولم يقبل بمطالبتهما<ref> الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص72؛ ابن‌مسكويه، تجارب الأمم، 1379ش، ج1، ص555-556؛ الشوشتري، إحقاق الحق، 1409ق، ج32، ص529.</ref>.
تعرّض الإمام علي (ع) في مواضع عدّة للمضايقة من قبل الخوارج تحت عنوان هذا الشعار، ومنها أنّه كان يوماً في طريقه إلى [[مسجد الكوفة]] ليخطب بالناس؛ فقام رجل بجانب المسجد ينادي بـ"لا حكم إلا لله" وقام عدة أشخاص بتكراره أيضاً<ref>الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ۱۳۸۷ق، ج۵، ص۷۳.</ref>. وكان الإمام يوماً يخطب بالناس في مسجد الكوفة فقاطعه نفر من الخوارج عدة مرّات بهذا الشعار<ref>ابن‌شاذان، الإيضاح، ۱۳۶۳ش، ص۴۷۴.</ref>. وقد تكرّرت هذه الحادثة مرات عديدة.<ref> الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ۱۳۸۷ق، ج۵، ص۷۴؛ ابن‌مسكويه، تجارب الأمم، ۱۳۷۹ش، ج۱، ص۵۵۵-۵۵۶؛ ابن‌حيون، دعائم الإسلام، ۱۳۸۵ق، ج۱، ص۳۹۳.</ref>
تعرّض الإمام علي (ع) في مواضع عدّة للمضايقة من قبل الخوارج تحت عنوان هذا الشعار، ومنها أنّه كان يوماً في طريقه إلى [[مسجد الكوفة]] ليخطب بالناس؛ فقام رجل بجانب المسجد ينادي بـ"لا حكم إلا لله" وقام عدة أشخاص بتكراره أيضاً<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص73.</ref>. وكان الإمام يوماً يخطب بالناس في مسجد الكوفة فقاطعه نفر من الخوارج عدة مرّات بهذا الشعار<ref>ابن‌شاذان، الإيضاح، 1363ش، ص474.</ref>. وقد تكرّرت هذه الحادثة مرات عديدة.<ref> الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص74؛ ابن‌مسكويه، تجارب الأمم، 1379ش، ج1، ص555-556؛ ابن‌حيون، دعائم الإسلام، 1385ق، ج1، ص393.</ref>


== تبدّل مفهوم الشعار ==   
== تبدّل مفهوم الشعار ==   
كان الخوارج في بدايات الأمر ومن خلال شعار "لا حكم إلا لله" يعتبرون الحكم - بمعنى [[القضاء]] - مختصّاً بالله، ثم ما لبثوا أن اعتقدوا بأنّ الحكم - بمعنى الإمارة و الرئاسة - لا يكون كذلك إلا لله، ولا يحقّ ل[[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|عليّ (ع)]] ولا ل[[معاوية]] حكم ولا إمارة. وأرادوا من خلال ذلك أن يغدو المجتمع بلا حكومة.<ref> مكارم شيرازي، پيام امام امير المومنين(ع)، ۱۳۸۵ش، ج۲، ص۴۳۲.</ref>  
كان الخوارج في بدايات الأمر ومن خلال شعار "لا حكم إلا لله" يعتبرون الحكم - بمعنى [[القضاء]] - مختصّاً بالله، ثم ما لبثوا أن اعتقدوا بأنّ الحكم - بمعنى الإمارة والرئاسة - لا يكون كذلك إلا لله، ولا يحقّ ل[[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|عليّ (ع)]] ولا ل[[معاوية]] حكم ولا إمارة. وأرادوا من خلال ذلك أن يغدو المجتمع بلا حكومة.<ref> مكارم شيرازي، پيام امام امير المومنين(ع)، 1385ش، ج2، ص432.</ref>  


يعتقد العلّامة السبحاني في كتابه "الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف" بأنّ ضرورة الحكومة غنيّة عن الدليل و البرهان، كما وردت في أهميّتها روايات عن [[النبي (ص)]] و<nowiki/>[[الأئمة المعصومين]].<ref>السبحاني، الإنصاف، ۱۳۸۱ش، ج۳، ص۴۳۳.</ref> فمن أجل المحافظة على [[التوحيد]] و حاكمية الله اعتبر الخوارج بناءً على استنتاجات خاطئة أيّ شكل من أشكال حكم البشر باطلاً، وأعلنوا أنّ الحكومة لا تكون إلا لله.<ref> مكارم شيرازي، پيام امام امير المومنين(ع)، ۱۳۸۵ش، ج۲، ص۴۳۲.</ref> ويعتقد باحثون آخرون بأنّ أكثر الخوارج كانوا أعراباً لا يملكون تصوّراً صحيحاً عن [[الإمامة]] و السياسة وكونها تتعدّى المفاهيم و التصورات القَبَليّة للمسألة، فأسقطوا ميولهم و توجهاتهم على تفسيرهم المنحرف لشعار "لا حكم إلا لله".<ref>جعفريان، حيات فكري سياسي امامان شيعه، ۱۳۹۰ش، ص۱۰۰ ۱۰۱.</ref>
يعتقد العلّامة السبحاني في كتابه "الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف" بأنّ ضرورة الحكومة غنيّة عن الدليل والبرهان، كما وردت في أهميّتها روايات عن [[النبي (ص)]] و<nowiki/>[[الأئمة المعصومين]].<ref>السبحاني، الإنصاف، 1381ش، ج3، ص433.</ref> فمن أجل المحافظة على [[التوحيد]] وحاكمية الله اعتبر الخوارج بناءً على استنتاجات خاطئة أيّ شكل من أشكال حكم البشر باطلاً، وأعلنوا أنّ الحكومة لا تكون إلا لله.<ref> مكارم شيرازي، پيام امام امير المومنين(ع)، 1385ش، ج2، ص432.</ref> ويعتقد باحثون آخرون بأنّ أكثر الخوارج كانوا أعراباً لا يملكون تصوّراً صحيحاً عن [[الإمامة]] والسياسة وكونها تتعدّى المفاهيم والتصورات القَبَليّة للمسألة، فأسقطوا ميولهم وتوجهاتهم على تفسيرهم المنحرف لشعار "لا حكم إلا لله".<ref>جعفريان، حيات فكري سياسي امامان شيعه، 1390ش، ص100 101.</ref>
=== موقف الإمام علي (ع) ===
=== موقف الإمام علي (ع) ===
و في ردّه على الادّعاء الموجّه ضدّه بكونه قد حكّم الرجال في دين الله؛ قال [[الإمام علي (ع)]] بأنّ تعيين أفراد ليحكموا على أساس [[القرآن]] ليس معناه أننا نحكّمهم في دين الله،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج۲، ص۱۹۲.</ref>  بل اعتبر ذلك الفعل عمليّاً و لا مفرّ منه، لأنّ القرآن نفسه لايمكنه أن ينطق. ويُروى أنّه في إحدى مناظراته مع الخوارج أحضر معه قرآناً وخاطبه قائلاً "أيها المصحف، حدّث الناس"، فناداه الناس: يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه إنما هو مداد في ورق ونحن نتكلم بما روينا منه، فماذا تريد؟ قال أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا بيني وبينهم كتاب الله..." .<ref>ابن‌كثير، البداية و النهاية، ۱۴۰۷ق، ج۷، ص۲۷۹.</ref>
و في ردّه على الادّعاء الموجّه ضدّه بكونه قد حكّم الرجال في دين الله؛ قال [[الإمام علي (ع)]] بأنّ تعيين أفراد ليحكموا على أساس [[القرآن]] ليس معناه أننا نحكّمهم في دين الله،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص192.</ref>  بل اعتبر ذلك الفعل عمليّاً ولا مفرّ منه، لأنّ القرآن نفسه لايمكنه أن ينطق. ويُروى أنّه في إحدى مناظراته مع الخوارج أحضر معه قرآناً وخاطبه قائلاً "أيها المصحف، حدّث الناس"، فناداه الناس: يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه إنما هو مداد في ورق ونحن نتكلم بما روينا منه، فماذا تريد؟ قال أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا بيني وبينهم كتاب الله..." .<ref>ابن‌كثير، البداية والنهاية، 1407ق، ج7، ص279.</ref>


اعتبر الإمام علي (ع) أن شعار "لا حكم إلا لله" كلمة حق أريدَ بها باطل، وردّ رأي الخوارج بأنّ الحكم لا يكون إلا لله بأنّه لا بدّ للناس من أمير بَرّ أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي.<ref>المجلسي، بحارالانوار، ۱۴۰۳ق، ج۳۳، ص۳۵۸.</ref>  وقد ورد ردّ الإمام على شعار "لا حكم إلا لله" في الخطبة الأربعين من [[نهج البلاغة]].<ref>نهج‌البلاغة، ۱۴۱۴ق، ص۸۲.</ref>
اعتبر الإمام علي (ع) أن شعار "لا حكم إلا لله" كلمة حق أريدَ بها باطل، وردّ رأي الخوارج بأنّ الحكم لا يكون إلا لله بأنّه لا بدّ للناس من أمير بَرّ أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي.<ref>المجلسي، بحارالانوار، 1403ق، ج33، ص358.</ref>  وقد ورد ردّ الإمام على شعار "لا حكم إلا لله" في الخطبة الأربعين من [[نهج البلاغة]].<ref>نهج‌البلاغة، 1414ق، ص82.</ref>


ورغم أنّ مباحثات الإمام علي (ع) مع الخوارج<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج۲، ص۱۹۱؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ۱۴۱۷ق، ج۲، ص۳۵۳؛ ابن‌كثير، البداية و النهاية، ۱۴۰۷ق، ج۷، ص۲۸۰.</ref> أفضت إلى رجوع جميع الخوارج،<ref> ابن‌خلدون، تاريخ ابن‌خلدون، ۱۴۰۸ق، ج۲، ص۶۳۵.</ref> أو أربعة آلاف منهم على رواية؛<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، ۱۴۱۳ق، ج۳، ص۵۹۱.</ref> غير أنهم بعد فشل التحكيم أصرّوا على اعتبار الإمام عاصياً [[كافر|كافراً]]، ولذلك اعتزلوا جيش [[الكوفة]] و امتنعوا عن متابعة قتال [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]،<ref>الدينوري، الأخبارالطوال، ۱۳۶۸ش، ص۲۰۶.</ref> واجتمعوا في بيت [[عبد الله بن وهب الراسبي]]،<ref>الدينوري، الأخبارالطوال، ۱۳۶۸ش، ص۲۰۲.</ref> وأعدّوا لقتال الإمام في [[حرب النهروان]] التي انتهت بخسارتهم.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج۲، ص۱۹۲-۱۹۳.</ref>
ورغم أنّ مباحثات الإمام علي (ع) مع الخوارج<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص191؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 1417ق، ج2، ص353؛ ابن‌كثير، البداية والنهاية، 1407ق، ج7، ص280.</ref> أفضت إلى رجوع جميع الخوارج،<ref> ابن‌خلدون، تاريخ ابن‌خلدون، 1408ق، ج2، ص635.</ref> أو أربعة آلاف منهم على رواية؛<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، 1413ق، ج3، ص591.</ref> غير أنهم بعد فشل التحكيم أصرّوا على اعتبار الإمام عاصياً [[كافر|كافراً]]، ولذلك اعتزلوا جيش [[الكوفة]] وامتنعوا عن متابعة قتال [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]،<ref>الدينوري، الأخبارالطوال، 1368ش، ص206.</ref> واجتمعوا في بيت [[عبد الله بن وهب الراسبي]]،<ref>الدينوري، الأخبارالطوال، 1368ش، ص202.</ref> وأعدّوا لقتال الإمام في [[حرب النهروان]] التي انتهت بخسارتهم.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص192-193.</ref>


== استعمالات الشعار بعد النهروان ==
== استعمالات الشعار بعد النهروان ==
بقي شعر "لا حكم إلا لله" من أهمّ رموز الخوارج، حيث استند إليها [[ابن ملجم المرادي]] فيما بعد أثناء طعنه للإمام علي (ع)،<ref> ابن‌كثير، البداية و النهاية، ۱۴۰۷ق، ج۷، ص۳۲۶.</ref> وبعد سنوات بات يُعرف هذا الشعار أحد المباني الاعتقادية لهم،<ref> ابن‌أعثم الكوفي، الفتوح، ۱۴۱۱ق، ج۷، ص۶۳.</ref> وكانوا يستعملونه في ثوراتهم اللاحقة.<ref> الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ۱۳۸۷ق، ج۶، ص۲۷۶؛ ابن‌أعثم الكوفي، الفتوح، ۱۴۱۱ق، ج۷، ص۶۱.</ref>
بقي شعر "لا حكم إلا لله" من أهمّ رموز الخوارج، حيث استند إليها [[ابن ملجم المرادي]] فيما بعد أثناء طعنه للإمام علي (ع)،<ref> ابن‌كثير، البداية والنهاية، 1407ق، ج7، ص326.</ref> وبعد سنوات بات يُعرف هذا الشعار أحد المباني الاعتقادية لهم،<ref> ابن‌أعثم الكوفي، الفتوح، 1411ق، ج7، ص63.</ref> وكانوا يستعملونه في ثوراتهم اللاحقة.<ref> الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج6، ص276؛ ابن‌أعثم الكوفي، الفتوح، 1411ق، ج7، ص61.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
{{مراجع}}
{{مراجع}}
==المصادر والمراجع==
==المصادر والمراجع==
* ابن أعثم الكوفي، أبو محمد أحمد، الفتوح، التحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، الطبعة الأولى، ۱۴۱۱هـ.
* ابن أعثم الكوفي، أبو محمد أحمد، الفتوح، التحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، الطبعة الأولى، 1411هـ.
* ابن الطقطقي، محمد بن علي، الفخري، التحقيق: عبد القادر محمد مايو، بيروت،‌ دار القلم العربي، ۱۴۱۸هـ.
* ابن الطقطقي، محمد بن علي، الفخري، التحقيق: عبد القادر محمد مايو، بيروت،‌ دار القلم العربي، 1418هـ.
* ابن حيون، نعمان بن محمد المغربي، دعائم الإسلام و ذكر الحلال و الحرام و القضايا و الأحكام، قم، مؤسسة آل البيت (ع)، الطبعة الثانية، ۱۳۸۵هـ.
* ابن حيون، نعمان بن محمد المغربي، دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام، قم، مؤسسة آل البيت (ع)، الطبعة الثانية، 1385هـ.
* ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ العرب و البربر و...، التحقيق: خليل شحادة، بيروت، دارالفكر، الطبعة الثانية، ۱۴۰۸هـ.
* ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر و...، التحقيق: خليل شحادة، بيروت، دارالفكر، الطبعة الثانية، 1408هـ.
* ابن شاذان، الفضل بن شاذان النيشابوري، الإيضاح، طهران، نشر جامعة طهران، ۱۳۶۳هـ ش.
* ابن شاذان، الفضل بن شاذان النيشابوري، الإيضاح، طهران، نشر جامعة طهران، 1363هـ ش.
* ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية و النهاية، بيروت، دار الفكر، ۱۴۰۷هـ.
* ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407هـ.
* ابن مسكويه، أبوعلي مسكويه الرازي، تجارب الأمم، التحقيق: أبوالقاسم إمامي، طهران، سروش، ۱۳۷۹هـ ش.
* ابن مسكويه، أبوعلي مسكويه الرازي، تجارب الأمم، التحقيق: أبوالقاسم إمامي، طهران، سروش، 1379هـ ش.
* الأزهري، محمد بن أحمد، تهذيب اللغة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د. ت.
* الأزهري، محمد بن أحمد، تهذيب اللغة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د. ت.
* الأشعري القمي، سعد بن عبدالله، المقالات و الفرق، طهران، مركز انتشارات علمي فرهنگي، ۱۳۶۰هـ ش.
* الأشعري القمي، سعد بن عبدالله، المقالات والفرق، طهران، مركز انتشارات علمي فرهنگي، 1360هـ ش.
* البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر، أنساب الأشراف، التحقيق: سهيل زكار و رياض زركلي، بيروت، دار الفكر، ۱۴۱۷هـ.
* البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر، أنساب الأشراف، التحقيق: سهيل زكار ورياض زركلي، بيروت، دار الفكر، 1417هـ.
* جعفريان، رسول، حيات فكري سياسي امامان شيعه، طهران، نشر علم، ۱۳۹۰هـ ش.
* جعفريان، رسول، حيات فكري سياسي امامان شيعه، طهران، نشر علم، 1390هـ ش.
* الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، التحقيق: عبد المنعم عامر، قم، منشورات الرضي، ۱۳۶۸هـ ش.
* الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، التحقيق: عبد المنعم عامر، قم، منشورات الرضي، 1368هـ ش.
* الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام و وفيات المشاهير و الأعلام، تحقيق عمر عبدالسلام التدمري، بيروت،‌ دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية، ۱۴۱۳هـ.
* الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق عمر عبدالسلام التدمري، بيروت،‌ دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية، 1413هـ.
* الراغب الأصفهاني، حسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن، بيروت، دار القلم، ۱۴۱۲هـ.
* الراغب الأصفهاني، حسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن، بيروت، دار القلم، 1412هـ.
* السبحاني، جعفر، الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف، قم، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، ۱۳۸۱هـ ش.
* السبحاني، جعفر، الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف، قم، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، 1381هـ ش.
* الشريف الرضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح، قم، نشر هجرت، ۱۴۱۴هـ.
* الشريف الرضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح، قم، نشر هجرت، 1414هـ.
* الشوشتري، القاضي نور الله، إحقاق الحق و إزهاق الباطل، قم، مكتبة آية‌الله المرعشي النجفي، ۱۴۰۹هـ.
* الشوشتري، القاضي نور الله، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، قم، مكتبة آية‌الله المرعشي النجفي، 1409هـ.
* الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم و الملوك، التحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار التراث، ۱۳۸۷هـ.
* الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، التحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار التراث، 1387هـ.
* الفراهيدي، الخليل بن أحمد، كتاب العين، قم، نشر هجرت، الطبعة الثانية، د. ت.
* الفراهيدي، الخليل بن أحمد، كتاب العين، قم، نشر هجرت، الطبعة الثانية، د. ت.
* المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيروت،‌ دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية، ۱۴۰۳هـ.
* المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيروت،‌ دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية، 1403هـ.
* المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب و معادن الجوهر، التحقيق: أسعد داغر، قم،‌ دار الهجرة، ۱۴۰۹هـ.
* المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، التحقيق: أسعد داغر، قم،‌ دار الهجرة، 1409هـ.
* مكارم الشيرازي، ناصر، پيام امام امير المومنين(ع)، طهران، دار الكتب الإسلامية، ۱۳۸۵هـ ش.
* مكارم الشيرازي، ناصر، پيام امام امير المومنين(ع)، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1385هـ ش.
* المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، التحقيق: عبدالسلام محمد هارون، القاهرة، المؤسسة العربية الحديثة، الطبعة الثانية، ۱۳۸۲هـ.
* المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، التحقيق: عبدالسلام محمد هارون، القاهرة، المؤسسة العربية الحديثة، الطبعة الثانية، 1382هـ.
* النوبختي، حسن بن موسى، فرق الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ۱۴۰۴هـ.
* النوبختي، حسن بن موسى، فرق الشيعة، بيروت، دار الأضواء، 1404هـ.
* اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د. ت.
* اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د. ت.




{{الخوارج}}
{{الخوارج}}

مراجعة ١٨:٣٤، ٢١ يونيو ٢٠٢٣

لا حكم إلا لله كان شعار الخوارج في اعتراضهم على مسألة التحكيم أثناء حرب صفين. عبّر الخوارج في بداية الأمر من خلال هذا الشعار عن مخالفتهم لحكم الناس، ورفضوا قبول تحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص الذين تم تعيينهما كحكمين نيابة عن الإمام علي (ع) ومعاوية، وقالوا بأنّ الحكم إنّما يكون لله، وليس من حقّ أحد سواه. اعتبر الإمام علي (ع) أنّ هذه المقولة "كلمة حقّ أريد بها باطل"، ورأى أنّه لا بدّ للناس من أمير(حاكم)، بَرّاً كان أم فاجراً. واستمرّ استخدام هذا الشعار من قبل الخوارج إلى ما بعد حرب النهروان، ثم ما لبث أن صار يُعرف بأنّه من أصولهم الاعتقادية، واعتُمد شعاراً لهم في ثوراتهم اللاحقة. اعتبر بعض الباحثين أنّ سوء الفهم من جهة؛ وكذلك كون الخوارج أعراباً (سكان بادية) وعدم إدراكهم الصحيح لمفاهيم الإمامة والسياسة من جهة أخرى؛ كانت من العوامل المؤثّرة في فهمهم المنحرف لشعار "لا حكم إلا لله".

دلالات المعنى

"لا حكم إلا لله" كان شعار الخوارج في مخالفة ومواجهة الإمام علي (ع)[١]، وعلى إثر ذلك باتوا يُعرفون بـ"المُحكّمة"[٢]. وقد كان وقتئذٍ المعنى المراد من الحُكم في هذا الشعار (القضاء)، أي أنّه لا يمكن لغير الله أن يقضي ويصدر الأحكام[٣]. استُمدّ هذا الشعار من الآية القرآنية "إن الحكم إلا لله"، وقد تكرّر هذا التعبير في العديد من الآيات في القرآن[٤]، وفيما بعد صار مراد الخوارج من هذه المقولة نفي أيّ حاكميّة عن غير الله.[٥]

الاستعمالات المتقدّمة

أوّل استعمال لشعار "لا حكم إلا لله" كان من قِبل الذين اعترضوا على مسألة التحكيم في حرب صفّين، وكان عسكر الشام على وشك خسارة المعركة حينها؛ فاحتال لهم عمرو بن العاص وأشار عليهم أن يقوموا برفع المصاحف على الرماح ويطالبوا بتحكيم القرآن[٦]. قبل الإمام علي (ع) بمسألة التحكيم تحت الضغط الذي تعرّض له ممن حوله، وأرسل بكتاب إلى معاوية يعلمه بذلك[٧]، فكُتبت وثيقة تحدّد الحكمين وشروط التحكيم[٨]. عندما قام الأشعث بن قيس الكندي بقراءة متن الوثيقة على مختلف القبائل؛ تشكّلت معارضة لذلك تحت شعار "لا حكم إلا لله". ومن ذلك أن قام شابّان من بني عنز بالهجوم على عسكر معاوية هاتفين بشعار "لا حكم إلا لله" وقُتلا على أطراف خيمة معاوية.[٩] ويعتقد بعض الباحثين أنّ هذين الشابّين هما أول من استعمل هذا الشعار[١٠]. وبعد هذه الواقعة ذهب الأشعث إلى قبيلة بني مراد وقرأ عليهم المعاهدة، فردّ عليه أحد وجوه القبيلة وهو صالح بن شقيق بهذا الشعار[١١]، ووقع مثل ذلك مع بني راسب.[١٢] لم تتوقف مخالفة التحكيم عند الاستعمال اللفظي لهذا الشعار، وحينما وصل الأشعث إلى قبيلة بني تميم قام أفراد من هذه القبيلة بمهاجمته وطعنوا فرسه[١٣]. ويعتقد البلاذري صاحب أنساب الأشراف أنّ هذا الشعار سُمع لأول مرة من قبل هذه القبيلة[١٤]، وأما المؤرّخ اليعقوبي المتوفى في القرن الثالث الهجري فيعتقد أنّ استعمال هذا الشعار كان قبل اجتماع الحكمين من قِبل رجل يدعى عروة بن أدية التميمي.[١٥]

صيرورته شعاراً للخوارج

بعد إقرار وثيقة التحكيم في حرب صفين عام 37هـ [١٦]، عاد جيش الإمام إلى الكوفة، لكنّ بعضهم مّمن عُرفوا فيما بعد بـ"الخوارج" اعتزلوا جيش الإمام علي في منطقة تدعى الحروراء تحت شعار "لاحكم إلا لله" واستقرّوا هناك، ورفضوا العودة إلى الكوفة[١٧]، بل وهدّدوا الإمام بأنه إن لم يعد عن قبول التحكيم فسوف يتبرؤون منه ويقاتلونه[١٨]. استناداً إلى شعار "لا حكم إلا لله" طالب الخوارج بترك تحكيم الرجال في أمور الدين[١٩]، وبنقض العهد مع معاوية ومتابعة قتاله[٢٠]. وقد ادّعوا التوبة من ذنب قبول التحكيم، واعتبروا الإمام علي (ع) وبقية المسلمين عصاةً وكفاراً، وطالبوهم بالتوبة أو القتال[٢١]. هذا وقد كان الإمام علي (ع) مخالفاً لقبول التحكيم، غير أنّه اضطرّ للقبول به تحت تهديد وإكراه أنصاره الذين قام عدّة منهم بالانضمام للخوارج فيما بعد، ولم يقبل بعدها بنقض هذه المعاهدة[٢٢]. أحد قادة الخوارج وهو ابن الكواء كان من الموافقين على مسألة التحكيم في البداية، وكان من الذين خالفوا تمثيل عبد الله بن عباس لجيش الكوفة كحكم عنه، ومن الذين حملوا الإمام على القبول بأبي موسى الأشعري،[٢٣] ثم ما لبث أن أصبح بصحبة شبث بن ربعي التميمي من أوائل الداعين إلى تحكيم الله تحت شعار "لا حكم إلا لله".[٢٤]

مجادلة الإمام علي (ع)

جادل الخوارج الإمام في عدّة مناسبات استناداً إلى هذا الشعار، فمثلاً عندما انتُخب أبو موسى الأشعري للتحكيم؛ جاء رجلان من الخوارج وهما زرعة بن البرج الطائي وحرقوص بن زهير السعدي إلى الإمام علي (ع) يهتفان بشعار "لا حكم إلا لله"، وطالبا الإمام بأن يتوب من فعله وأن ينهض لقتال معاوية، وقام الإمام بدوره بتذكيرهما بالوفاء بالعهد ولم يقبل بمطالبتهما[٢٥]. تعرّض الإمام علي (ع) في مواضع عدّة للمضايقة من قبل الخوارج تحت عنوان هذا الشعار، ومنها أنّه كان يوماً في طريقه إلى مسجد الكوفة ليخطب بالناس؛ فقام رجل بجانب المسجد ينادي بـ"لا حكم إلا لله" وقام عدة أشخاص بتكراره أيضاً[٢٦]. وكان الإمام يوماً يخطب بالناس في مسجد الكوفة فقاطعه نفر من الخوارج عدة مرّات بهذا الشعار[٢٧]. وقد تكرّرت هذه الحادثة مرات عديدة.[٢٨]

تبدّل مفهوم الشعار

كان الخوارج في بدايات الأمر ومن خلال شعار "لا حكم إلا لله" يعتبرون الحكم - بمعنى القضاء - مختصّاً بالله، ثم ما لبثوا أن اعتقدوا بأنّ الحكم - بمعنى الإمارة والرئاسة - لا يكون كذلك إلا لله، ولا يحقّ لعليّ (ع) ولا لمعاوية حكم ولا إمارة. وأرادوا من خلال ذلك أن يغدو المجتمع بلا حكومة.[٢٩]

يعتقد العلّامة السبحاني في كتابه "الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف" بأنّ ضرورة الحكومة غنيّة عن الدليل والبرهان، كما وردت في أهميّتها روايات عن النبي (ص) والأئمة المعصومين.[٣٠] فمن أجل المحافظة على التوحيد وحاكمية الله اعتبر الخوارج بناءً على استنتاجات خاطئة أيّ شكل من أشكال حكم البشر باطلاً، وأعلنوا أنّ الحكومة لا تكون إلا لله.[٣١] ويعتقد باحثون آخرون بأنّ أكثر الخوارج كانوا أعراباً لا يملكون تصوّراً صحيحاً عن الإمامة والسياسة وكونها تتعدّى المفاهيم والتصورات القَبَليّة للمسألة، فأسقطوا ميولهم وتوجهاتهم على تفسيرهم المنحرف لشعار "لا حكم إلا لله".[٣٢]

موقف الإمام علي (ع)

و في ردّه على الادّعاء الموجّه ضدّه بكونه قد حكّم الرجال في دين الله؛ قال الإمام علي (ع) بأنّ تعيين أفراد ليحكموا على أساس القرآن ليس معناه أننا نحكّمهم في دين الله،[٣٣] بل اعتبر ذلك الفعل عمليّاً ولا مفرّ منه، لأنّ القرآن نفسه لايمكنه أن ينطق. ويُروى أنّه في إحدى مناظراته مع الخوارج أحضر معه قرآناً وخاطبه قائلاً "أيها المصحف، حدّث الناس"، فناداه الناس: يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه إنما هو مداد في ورق ونحن نتكلم بما روينا منه، فماذا تريد؟ قال أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا بيني وبينهم كتاب الله..." .[٣٤]

اعتبر الإمام علي (ع) أن شعار "لا حكم إلا لله" كلمة حق أريدَ بها باطل، وردّ رأي الخوارج بأنّ الحكم لا يكون إلا لله بأنّه لا بدّ للناس من أمير بَرّ أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي.[٣٥] وقد ورد ردّ الإمام على شعار "لا حكم إلا لله" في الخطبة الأربعين من نهج البلاغة.[٣٦]

ورغم أنّ مباحثات الإمام علي (ع) مع الخوارج[٣٧] أفضت إلى رجوع جميع الخوارج،[٣٨] أو أربعة آلاف منهم على رواية؛[٣٩] غير أنهم بعد فشل التحكيم أصرّوا على اعتبار الإمام عاصياً كافراً، ولذلك اعتزلوا جيش الكوفة وامتنعوا عن متابعة قتال معاوية،[٤٠] واجتمعوا في بيت عبد الله بن وهب الراسبي،[٤١] وأعدّوا لقتال الإمام في حرب النهروان التي انتهت بخسارتهم.[٤٢]

استعمالات الشعار بعد النهروان

بقي شعر "لا حكم إلا لله" من أهمّ رموز الخوارج، حيث استند إليها ابن ملجم المرادي فيما بعد أثناء طعنه للإمام علي (ع)،[٤٣] وبعد سنوات بات يُعرف هذا الشعار أحد المباني الاعتقادية لهم،[٤٤] وكانوا يستعملونه في ثوراتهم اللاحقة.[٤٥]

الهوامش

  1. النوبختي، فرق الشيعة، 1404ق، ص6؛ الأشعري القمي، المقالات والفرق، 1360ق، ص5.
  2. الشوشتري، إحقاق الحق، 1409ق، ج32، ص523، تعليقة آية الله المرعشي النجفي.
  3. الفراهيدي، كتاب العين، قم، ج3، ص67؛ الأزهري، تهذيب اللغة، بيروت، ج4، ص70-71.
  4. سورة الأنعام، آية 57؛ سورة يوسف، آية 40، 67.
  5. مكارم الشيرازي، پيام امام امير المومنين(ع)، ج2، ص432.
  6. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص48.
  7. المنقري، وقعة صفين، 1382ق، ص493-494.
  8. راجع تاريخ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص53-54.
  9. الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ش، ص196؛ المنقري، وقعة صفين، 1382ق، ص512.
  10. الدينوري، الأخبار الطوال، ص196؛ المنقري، وقعة صفين، 1382ق، ص512
  11. الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ش، ص197.
  12. المنقري، وقعة صفين، 1382ق، ص513.
  13. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص49؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص336؛ المسعودي، مروج الذهب، ج2، ص393.
  14. البلاذري، أنساب الأشراف، 1417ق، ج2، ص336.
  15. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص190.
  16. المنقري، وقعة صفين، 1382ق، ص508.
  17. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص191.
  18. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص72؛ ابن‌مسكويه، تجارب الأمم، 1379ش، ج1، ص555-556.
  19. البلاذري، أنساب الأشراف، 1417ق، ج2، ص360.
  20. جعفريان، حيات فكري سياسي امامان شيعه، 1390ش، ص100 – 101.
  21. ابن‌الطقطقي، الفخري، 1418ق، ص99.
  22. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص49.
  23. المنقري، وقعة صفين، 1382ق، ص502.
  24. الذهبي، تاريخ الإسلام، 1413ق، ج3، ص554.
  25. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص72؛ ابن‌مسكويه، تجارب الأمم، 1379ش، ج1، ص555-556؛ الشوشتري، إحقاق الحق، 1409ق، ج32، ص529.
  26. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص73.
  27. ابن‌شاذان، الإيضاح، 1363ش، ص474.
  28. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج5، ص74؛ ابن‌مسكويه، تجارب الأمم، 1379ش، ج1، ص555-556؛ ابن‌حيون، دعائم الإسلام، 1385ق، ج1، ص393.
  29. مكارم شيرازي، پيام امام امير المومنين(ع)، 1385ش، ج2، ص432.
  30. السبحاني، الإنصاف، 1381ش، ج3، ص433.
  31. مكارم شيرازي، پيام امام امير المومنين(ع)، 1385ش، ج2، ص432.
  32. جعفريان، حيات فكري سياسي امامان شيعه، 1390ش، ص100 – 101.
  33. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص192.
  34. ابن‌كثير، البداية والنهاية، 1407ق، ج7، ص279.
  35. المجلسي، بحارالانوار، 1403ق، ج33، ص358.
  36. نهج‌البلاغة، 1414ق، ص82.
  37. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص191؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 1417ق، ج2، ص353؛ ابن‌كثير، البداية والنهاية، 1407ق، ج7، ص280.
  38. ابن‌خلدون، تاريخ ابن‌خلدون، 1408ق، ج2، ص635.
  39. الذهبي، تاريخ الإسلام، 1413ق، ج3، ص591.
  40. الدينوري، الأخبارالطوال، 1368ش، ص206.
  41. الدينوري، الأخبارالطوال، 1368ش، ص202.
  42. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص192-193.
  43. ابن‌كثير، البداية والنهاية، 1407ق، ج7، ص326.
  44. ابن‌أعثم الكوفي، الفتوح، 1411ق، ج7، ص63.
  45. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387ق، ج6، ص276؛ ابن‌أعثم الكوفي، الفتوح، 1411ق، ج7، ص61.

المصادر والمراجع

  • ابن أعثم الكوفي، أبو محمد أحمد، الفتوح، التحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، الطبعة الأولى، 1411هـ.
  • ابن الطقطقي، محمد بن علي، الفخري، التحقيق: عبد القادر محمد مايو، بيروت،‌ دار القلم العربي، 1418هـ.
  • ابن حيون، نعمان بن محمد المغربي، دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام، قم، مؤسسة آل البيت (ع)، الطبعة الثانية، 1385هـ.
  • ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر و...، التحقيق: خليل شحادة، بيروت، دارالفكر، الطبعة الثانية، 1408هـ.
  • ابن شاذان، الفضل بن شاذان النيشابوري، الإيضاح، طهران، نشر جامعة طهران، 1363هـ ش.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407هـ.
  • ابن مسكويه، أبوعلي مسكويه الرازي، تجارب الأمم، التحقيق: أبوالقاسم إمامي، طهران، سروش، 1379هـ ش.
  • الأزهري، محمد بن أحمد، تهذيب اللغة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د. ت.
  • الأشعري القمي، سعد بن عبدالله، المقالات والفرق، طهران، مركز انتشارات علمي فرهنگي، 1360هـ ش.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر، أنساب الأشراف، التحقيق: سهيل زكار ورياض زركلي، بيروت، دار الفكر، 1417هـ.
  • جعفريان، رسول، حيات فكري سياسي امامان شيعه، طهران، نشر علم، 1390هـ ش.
  • الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، التحقيق: عبد المنعم عامر، قم، منشورات الرضي، 1368هـ ش.
  • الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق عمر عبدالسلام التدمري، بيروت،‌ دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية، 1413هـ.
  • الراغب الأصفهاني، حسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن، بيروت، دار القلم، 1412هـ.
  • السبحاني، جعفر، الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف، قم، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، 1381هـ ش.
  • الشريف الرضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح، قم، نشر هجرت، 1414هـ.
  • الشوشتري، القاضي نور الله، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، قم، مكتبة آية‌الله المرعشي النجفي، 1409هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، التحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار التراث، 1387هـ.
  • الفراهيدي، الخليل بن أحمد، كتاب العين، قم، نشر هجرت، الطبعة الثانية، د. ت.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيروت،‌ دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية، 1403هـ.
  • المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، التحقيق: أسعد داغر، قم،‌ دار الهجرة، 1409هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، پيام امام امير المومنين(ع)، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1385هـ ش.
  • المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، التحقيق: عبدالسلام محمد هارون، القاهرة، المؤسسة العربية الحديثة، الطبعة الثانية، 1382هـ.
  • النوبختي، حسن بن موسى، فرق الشيعة، بيروت، دار الأضواء، 1404هـ.
  • اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د. ت.