الحديث المستفيض
الحديث المستفيض؛ هو مصطلح يطلق في علم دراية الحديث، ويُقصد به الحديث الذي وَرَدَ من خلال أكثر من طريقين، ولم يبلغ حدَّ التواتر، وقد اختلف علماء الحديث من الشيعة والسنّة في؛ هل أنّه هو نفسه الحديث المشهور، أم هو مغاير عنه؟
كما اختلفوا أيضاً في تحديد الضابطة التي تميّزه عن باقي أقسام الحديث، فمنهم من قال: أنّه ما رواه أكثر من اثنين ولم يبلغ حدّ التواتر، ومنهم من قال: أنه ما رواه أكثر من ثلاثة ولم يبلغ حدّ التواتر.[١]
تعريف الحديث المستفيض
ذهب جملة من أعلام المسلمين، من الشيعة، ومن السنّة، إلى كون الحديث المستفيض، هو نفسه المعبّر عنه بالحديث المشهور، بينما ذهب جماعة أخرى إلى كونه مستقلّ عن الحديث المشهور، وفرّقوا بينهما .
عند الشيعة
فمن الشيعة الذين ذهبوا للقول بأنّ الحديث المستفيض هو عينه المشهور:
- الشهيد الثاني: حينما قال: "وهو المستفيض إن زادت رُواته على ثلاثة، أو اثنين، ويقال له: المشهور أيضاً".[٢]
أمّا من ذهب للمغايرة بينهما، فمنهم:
- المامقاني، حينما قال عن المستفيض: "الخبر الذي تكثّرت رواته في كل مرتبة، والأكثر على اعتبار زيادتهم في كل طبقة عن ثلاثة". [٣]
عند السنة
أمّا علماء أهل السنّة، فقد اختلفوا:
- فمنهم؛ من ذهب إلى كون الحديث المستفيض هو عين المتواتر وهو ما نُقل عن الصيرفي.[٤]
- ومنهم؛ من ذهب إلى كونه نفس الحديث المشهور، وهو قول جملة من فقهاء وأصوليي أهل السنة وبعض محدّثيهم.[٥]
- ومنهم ؛ من قال أنّه:، أخص من المشهور كما هو قول ابن كثير. [٦]
وفي خصوص تعريفه، لمن فرّق بينه وبين المشهور، فهو: " من رواه أكثر من إثنين، وكان في ابتدائه وانتهائه واحد". [٧]
أقسام الحديث المستفيض
عند الشيعة
قسّم بعض علماء الشيعة الحديث المستفيض إلى:
- المستفيض اللّفظي
- المستفيض االمعنوي[٨]
عند السنة
قسّم الذين ذهبوا لكون الحديث المستفيض هو عينه المشهور، إلى:
- مشهور أو مستفيض عند المحدثين فقط.
- مشهور أو مستفيض عند المحدّثين وغيرهم.[٩]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ الفضلي، أصول الحديث، ص 99 - 100.
- ↑ الشهيد الثاني، البداية في علم الدراية، ص 21.
- ↑ المامقاني، مقباس الهداية، ج 1، ص 111.
- ↑ الصنعاني، إسبال المطر على قصب السكر، ص 201.
- ↑ السخاوي، فتح المغيث، ج 3، ص 389.
- ↑ ابن كثير، الباعث الحثيث، ج 2، ص 455.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، نزهة النظر، ص 49.
- ↑ المامقاني، مقباس الهداية، ج 1، ص 111.
- ↑ ابن جَماعة، المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي، ص 55.
المصادر والمراجع
- ابن جماعة، محمد بن إبراهيم، المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي، بيروت، دار الفكر، ط 2، د.ت.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، نزهة الناظر، تحقيق وتعليق: عبد الله الرحيلي، الرياض، د.ن، ط 1، 1422 هـ/ 2001 م.
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث، الرياض، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، ط 1، 1417 هـ/ 1996 م.
- السخاوي، محمد بن عبد الرحمن، فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، الرياض، مكتبة دار المنهاج، ط 1، 1426 هـ.
- الشهيد الثاني، زين الدين بن علي، البداية في علم الدراية، قم، انتشارات محلاتي، ط 1، 1421 هـ.
- الصنعاني، محمد بن إسماعيل، إسبال المطر على قصب السكر (نظم نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر)، بيروت، دار ابن حزم، ط 1، 1427 هـ/ 2006 م.
- الفضلي، عبد الهادي، أصول الحديث، بيروت، مؤسسة أم القرى للتحقيق والنشر، ط 3، 1420 هـ.
- المامقاني، عبد الله، مقباس الهداية في علم الدراية، قم، نشر دليلما، ط 1، 1428 هـ.