التفسير الموضوعي
| | |
| |
|
| |
|
| |
التفسير الموضوعي، هو بيان المفاهيم المرتبطة بموضوع خاص في آيات القرآن الكريم، ففي هذا المنهج يحاول المفسر أن يبحث ويجمع الآيات القرآنية التي تتحدث في موضوع خاص، ثم يناقشه. يعتقد السيد محمد باقر الصدر أن التفسير الموضوعي هو الطريق الوحيد لاستنباط النظريات الإسلامية من القرآن الكريم، كما أن محمد تقي مصباح اليزدي يعدّه أفضل أسلوب ممنهج للمعارف القرآنية.
وتطرق السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسير الميزان إلى موضوعات عديدة، وناقشها من الناحية التفسيرية، وبناء عليه، يعد الرائد في التفسير الموضوعي للقرآن، لكن يعتقد جعفر سبحاني أن العلامة المجلسي هو أول من تطرق إلى التفسير الموضوعي، وذلك بصورة مقتضبة.
وهناك مؤلفات كثيرة وبشكل مستقل كتبت في هذا المجال، ومنها: التفسير الموضوعي للقرآن الكريم لـعبد الله جوادي الآملي، ومعارف قرآن لمحمد تقي مصباح اليزدي، والمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي.
المفهوم والمكانة
التفسير الموضوعي هو بيان موضوع ما من خلال آيات القرآن الكريم في سورة واحدة أو سور متعددة،[١] أو جمع الآيات المرتبطة بموضوع خاص في القرآن ومناقشتها للحصول على الرؤية القرآنية حوله.[٢]
أكّد العديد من المفسّرين والعلماء في علوم القرآن على أهمية ومكانة التفسير الموضوعي،[٣] اعتبر السيد محمد باقر الصدر التفسير الموضوعي أكثر أهمية من التفسير الترتيبي،[٤] والاستفادة منه هو الطريق الوحيد لاستخراج النظريات الإسلامية من القرآن الكريم،[٥] وكان يعتقد أن التفسير الترتيبي لم يتجاوز فهم المعنى الظاهري لألفاظ وآيات القرآن الكريم، ولم ينجح في نشر الفكر الإسلامي،[٦] كما أن توسعة علم الفقه تعود إلى الاتجاه الموضوعي لأحاديث المعصومين، ويرى أن للإجابة على مختلف الحاجات المعقدة والعديدة ينبغي استخدام أسلوب التفسير الموضوعي.[٧]
ويعتقد محمد تقي مصباح اليزدي أنه لا يمكن توفير نظام فكري منسجم على ضوء القرآن الكريم، إلا من خلال التفسير الموضوعي، ومناقشة المعارف القرآنية بصورة ممنهجة، ومن ثم مواجهة الأنظمة الفكرية المنحرفة.[٨]ويؤكد آية الله سبحاني ضرورة الاتجاه إلى التفسير الموضوعي والابتعاد من تكرار التفسير الترتيبي، وأن التفسير الموضوعي يفتح آفاق كبيرة للعلوم والمعارف، وهذا ما لا يفتحه التفسير الترتيبي.[٩]
التاريخ
تطرق المفسر البارز الشيعي السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسير الميزان إلى موضوعات عديدة كــالتوحيد،[١٠] والإمامة،[١١] والشفاعة،[١٢] وناقشها من الناحية التفسيرية ومن منظور القرآن الكريم،[١٣] وعليه يعد الرائد في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم.[١٤]
ويعتقد جعفر السبحاني أن العلامة المجلسي هو أول من تطرق إلى التفسير الموضوعي، وذلك بصورة موجزة؛ لأن أسلوب المجلسي في بحار الأنوار كان يأتي في بداية أي موضوع منه بـالآيات المرتبطة به، ويقدم لها تفسيراً موجزاً،[١٥] ويرى محمد هادي معرفة أن التفسير الموضوعي للعلامة المجلسي يعد أدق وأشمل تبويب وضع في مختلف المعارف الإسلامية، الأمر الذي قل نظيره في هذا الباب.[١٦]
يُعتبَر الشيخ محمد عبده (1266-1323 هـ) هو أول من بدأ بالتفسير الموضوعي عند أهل السنة،[١٧] والشيخ محمد شلتوت (1310-1383 هـ)، الفقيه السني استفاد في تفسيره الفقهي من هذا الأسلوب أيضا،[١٨] كما أن بعض الكتب كالقرآن والقتال، والقرآن والمرأة، و... ألفت على هذا المنهج.[١٩]
كتب حول الموضوع
هناك تفاسير كثيرة ألّفت في هذا الموضوع، ودونت أيضاً معاجم موضوعية للقرآن الكريم بغية جمع الآيات القرآن على هذا الصعيد، منها:
تفسير منشور جاويد لـجعفر السبحاني في 14 جزء وهو أول تفسير موضوعي باللغة الفارسية،[٢٠] وبيام قرآن لناصر مكارم الشيرازي في 10 مجلدات من التفاسير الموضوعية الأخرى، ويعد التفسير الموضوعي للقرآن الكريم لعبد الله جوادي الآملي في 17 مجلداً وكتاب معارف القرآن لمحمد تقي مصباح اليزدي في عشرة محاور كلية من جملة هذه التفاسير.[٢١]
بالإضافة إلى التفاسير الموضوعية، هنالك معاجم موضوعية ألّفت في هذا المجال؛ وذلك تسهيلاً لمعرفة الآيات المرتبطة بموضوع خاص،[٢٢] منها: تفصيل الآيات لجول بوم، والمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي، والمدخل إلى التفسير الموضوعي للقرآن الكريم للسيد محمد باقر الأبطحي،[٢٣] وأيضاً فرهنك قرآن (بالفارسية) لأكبر هاشمي الرفسنجاني والذي أُلّف بالتعاون مع مركز القرآن الكريم للثقافة والمعارف.[٢٤]
الهوامش
- ↑ مسلم، مباحث في التفسير الموضوعي، ص16.
- ↑ سبحانی، منشور جاوید قرآن، ج1، ص23؛ مکارم شیرازی، پیام قرآن، ج1، ص21.
- ↑ سعید، المدخل الی التفسیر والموضوعی، ص40-55؛ مسلم، مباحث في التفسير الموضوعي، ص30-33؛ یداله‌پور، مبانی و سیر تاریخی تفسیر موضوعی قرآن، ص157؛ جلیلی، تفسیر موضوعی، 1387ش، ص24-30.
- ↑ الصدر، المدرسة القرآنية، ص20-43.
- ↑ الصدر، المدرسة القرآنية، ص28-37.
- ↑ الصدر، المدرسة القرآنية، ص34-35.
- ↑ الصدر، المدرسة القرآنية، ص25-28.
- ↑ مصباح یزدی، معارف قرآن، ص8-10.
- ↑ سبحانی، منشور جاوید قرآن، ج1، ص11.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج6، ص86-91.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج1، ص270-276.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج1، ص157-186.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج1، ص157-186، 270-276؛ ج2، ص260-278؛ ج6، ص86-104.
- ↑ مرکز فرهنگ و معارف قرآن، دائرة المعارف قرآن کریم، ج8، ص365.
- ↑ سبحانی، منشور جاوید قرآن، ج1، ص24.
- ↑ معرفة، التفسير والمفسرون، ج2، ص531.
- ↑ العمري، دراسات في التفسير الموضوعي، ص56-57.
- ↑ العمري، دراسات في التفسير الموضوعي، ص63.
- ↑ مرکز فرهنگ و معارف قرآن، دائرة المعارف قرآن کریم، ج8، ص364.
- ↑ سبحانی، منشور جاوید قرآن، ج1، ص2.
- ↑ مصباح یزدی، معارف قرآن، ص14-16.
- ↑ مرکز فرهنگ و معارف قرآن، دائرة المعارف قرآن کریم، ج8، ص367.
- ↑ مرکز فرهنگ و معارف قرآن، دائرة المعارف قرآن کریم، ج8، ص367.
- ↑ مرکز فرهنگ و معارف قرآن، دائرة المعارف قرآن کریم، ج8، ص367.
المصادر والمراجع
- القرآن الکريم.
- جليلي سنزيقي، سيد هدايت، تفسير موضوعي: چيستي، بنيان‌ها و پيشفرض‌ها، قم، بوستان کتاب، 1387 ش.
- رجبي، محمود، «تفسير موضوعي قرآن از منظر استاد محمدتقي مصباح يزدي»، در مجله قرآن‌شناخت، ش4، پاييز و زمستان 1388 ش.
- سبحاني، جعفر، منشور جاويد قرآن، قم، مؤسسه امام صادق (ع)، 1383 ش.
- سعيد، عبدالستار فتح الله، المدخل الي التفسير الموضوعي، القاهرة، دارالتوزيع والنشر الاسلامية، 1411 هـ.
- الصدر، سيد محمدباقر، المدرسة القرآنيه، به کوشش لجنة التحقيق، مرکز الابحاث والدراسات، 1421 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1393 هـ.
- العمري، أحمد جمال، دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني، قاهرة، مطبعة المدني، 1406 هـ.
- مرکز فرهنگ و معارف قرآن، دائرة المعارف قرآن کريم، ج8، قم، بوستان کتاب، 1389 ش.
- مسلم، مصطفي، مباحث في التفسير الموضوعي، دمشق، دارالقلم، 1410 هـ.
- مصباح يزدي، محمدتقي، معارف قرآن، قم، در راه حق، 1373 ش.
- معرفة، محمد هادي، التفسير والمفسرون، قم، التمهيد، 1373 ش.
- مکارم شيرازي، ناصر، پيام قرآن، قم، مدرسه امام علي بن ابي طالب (ع)، 1374 ش.
- يداله‌پور، بهروز، مباني و سير تاريخي تفسير موضوعي قرآن، قم، دارالعلم، 1383 ش.