الآية 9 من سورة يس

من ويكي شيعة
(بالتحويل من الآية 9 سورة يس)
الآية 9 من سورة يس
رقم الآية9
في سورةسورة يس
في جزء22
شأن النزولمؤامرة قتل النبي (ص) واختفاؤه عن المتآمرين
مكان النزولمكة
الموضوعالعقائد
آيات ذات صلةالآية 7 من سورة يس - الآية 8 من سورة يس - الآية 171 من سورة البقرة


الآية 9 من سورة يس تشير إلى أنّ الله يجعل سدّاً أمام رؤساء الكفار والمشركين وخلفهم؛ حتى لا يبصروا آياته الآفاقية، ولا يدخل الإيمان قلوبهم. يرى المفسرون أن سبب نزول هذه الآية هي مؤامرة قتل النبي محمد (ص) من جانب أبي جهل وعدد آخر من الكافرين، إلا أنها أخفقت بإرادة الله.

قال المفسرون إنّ الآية تشير إلى السبب في عدم إيمان الكافرين، فذهب جعفر السبحاني إلى أنّ المراد من الآية هو إيجاد السد والحائل بين الكفار والهداية التشريعية التي تأتي بها الأنبياء والأولياء، حيث أنّ هذا الحرمان هو جزاء عملهم في إهمال الهداية العامة المتمثّلة في العقل والفطرة.

وبحسب رواية عن الإمام علي (ع) فإنّ هذه الآية من الآيات التي كان آدم (ع) يقرأها في الجنة. وقد شاع بين المؤمنين قراءة هذه الآية للاختفاء عن الآخرين.

موجز عن الآية

وفقاً لمكارم الشيرازي فإنّ الآية 9 من سورة يس تصف أئمة الكفر والنفاق المعاندين.[١] حيث أنّهم وبسبب انحرافهم، جعل الله أمامهم وخلفهم سدّاً حتى لا يروا آياته الآفاقية ولا يدخل الإيمان قلوبهم.[٢] ويرى العلامة الطباطبائي أنّ التعبير بوضع السد من بين أيديهم ومن خلفهم هي كناية عن جميع الجهات.[٣]

وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ

شأن النزول

ورد في بعض التفاسير الروائية حديث عن الإمام الباقر (ع) في سبب نزول الآية 9 من سورة يس.[٤] فبناءاً على هذا الحديث أقسم أبو جهل إن رأى النبي محمد (ص) مصلّيا يشجّ رأسه، فجاء وفي يده حجر، وعندما وجد النبي يصلي، همّ بضربه، لكن كلما رفع يده ليضرب بالحجر على رأسه «أَثْبَتَ اللَّهُ يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ، وَلَا يَدُورُ الْحَجَرُ بِيَدِهِ» فعندما رجع إلى أصحابه سقط الحجر من يده. فتقدّم رجل آخر من أقربائه، إلا أنّه شعر بالرعب عندما سمع قراءة النبي. وقد وردت روايات أخرى عن ابن عباس في أنّ الآية نزلت في مؤامرة أبي جهل وآخرين من الكفار لقتل النبي (ص)، إلا أنّهم لم يروه.[٥]

حرمان الكافرين

ذهب مفسرو الشيعة إلى أنّ هذه الآية تشير إلى حرمان الكافرين من الاهتداء إلى الإيمان، جزاءاً لكفرهم.[٦] ووفقاً لجعفر السبحاني فإنّ المراد من هذه الآية هو وضع الحائل بين الكفار وبين الهداية التشريعية التي يأتي بها الأنبياء والأولياء، وليس هذا الحرمان إلا نتيجة عملهم في إهمال الهداية العامة المتمثلة في العقل والفطرة.[٧]

وذكر صاحب مجمع البيان احتمالين حول هذه الآية:[٨]

  • إنّ الآية ومن خلال تمثيل قرآني؛ شبّهت حال الكافرين في إعراضهم عن الحق وقبول الإيمان بمن سُدّ طريقه من أمامه وخلفه، فتركهم الله مخذولين. وإن كان المراد حالهم في الآخرة؛ فالكلام على حقيقته،‌ بمعنى ضيق المكان في النار، إذ سدّ عليهم جوانبهم.
  • إنّ الآية تقصد الكفار الذين همّوا بقتل النبي محمد (ص)، كما تدلّ عليه بعض الروايات أيضا، حيث همّ أبو جهل بذلك ليلاً، إلا أنّ الله أغشاهم فلم يبصروه.

واعتقدت السيدة نصرت الأمين إنّ الآية 8 من سورة يس تشير إلى الصفات الباطنية للكفار والمشركين، فتأتي الآية اللاحقة (يعني الآية 9) مترتّبة عليها. فبناء عليها تُلقى عليهم غطاء الغفلة من أمامهم ومن خلفهم، فلا يبصرون الحق والآيات القرآنية، وتنطبق عليهم الآية 171 من سورة البقرة.[٩]

التفسير الروائي

وفقاً لرواية عن الإمام الصادق (ع) وردت في تأويل هذه الآية، فإنّها تشير إلى العقوبة التي تنزل في الدنيا على الجاحدين لولاية أئمة أهل البيت.[١٠] وبحسب رواية وردت في تفسير علي بن إبراهيم القمي فإنّ قريش حاصرت بيت النبي (ص) في ليلة المبيت لتقتله، لكن نزل جبرئيل وخرج بالنبي من بين قريش، فقرأ النبي هذه الآية وهما يخرجان من بينهم، فهاجر النبي إلى المدينة.[١١] وروي عن أمير المؤمنين (ع) أن هذه الآية هي من ضمن الآيات التي كان آدم (ع) يقرؤها في الجنة.[١٢]

أثر قراءة هذه الآية

بالنظر إلى الروايات التي تتحدث عن نجاة النبي(ص) من كفار قريش بسبب قراءة الآية 9 من سورة يس؛ فيقرؤها المؤمنون للاختباء من أعين الآخرين.[١٣] واعتبر العلماء مدى تأثير مثل هذه الأذكار رهن إخلاص الشخص وإيمانه بالقرآن.[١٤]

الهوامش

  1. مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج14، ص135.
  2. مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج14، ص138 - 139.
  3. العلامه الطباطبائي، تفسير الميزان، ج17، ص65.
  4. القمي، تفسير القمي، ج2، ص212؛ البحراني، تفسير البرهان، ج4، ص565.
  5. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج18، ص72ـ73 و65ـ64.
  6. راجع: العلامة الطباطبائي، تفسير الميزان، ج17، ص65؛ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج14، ص135-136؛ السيدة الأمين، مخزن العرفان، ج11، ص11ـ12.
  7. «درس التفسير لآية الله سبحاني»، موقع مدرسة الفقاهة.
  8. الطبرسي، مجمع البيان، ج8، ص652.
  9. السيدة الأمين، مخزن العرفان، ج11، ص11ـ12.
  10. الكليني، الكافي، ج1، ص432.
  11. القمي، تفسير القمي، ج1، ص275 و276.
  12. الشيخ الصدوق، علل الشرايع، ج2، ص594ـ595.
  13. جمع من الباحثين، فرهنگ‌نامه علوم قرآني،‍‍ ص557؛ «ذكري كه معجزه مي‌كند!»، موقع تبيان.
  14. جمع من الباحثين، فرهنگ‌نامه علوم قرآني،‍‍ ص557.

المصادر والمراجع

  • السيدة الأمين، نصرت بيگم، مخزن العرفان در تفسير قرآن، طهران، نهضت زنان مسلمان، 1363ش.
  • البحراني، السيد هاشم، البرهان في تفسير القرآن، طهران، مؤسسة البعثة، 1374ش.
  • جمع من الباحثين، فرهنگ‌نامه علوم قرآني،‍‍ قم، معهد أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية، 1394ش.
  • «درس التفسير لآية الله سبحاني»، موقع مدرسة الفقاهة، تاريخ المراجعة: 17 دي 1402ش.
  • «ذكري كه معجزه مي‌كند!»، موقع تبيان، تاريخ النشر: 5 اسفند 1388ش، تاريخ المراجعة: 17 دي 1402ش.
  • الشيخ الصدوق، محمد بن علي، علل الشرايع، قم، مكتبة داوري، 1385ش.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، طهران، دار ناصر خسرو للنشر، 1372ش.
  • العلامة الطباطبائي، السيد محمد‌ حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم، مكتب النشر الإسلامي، ط5، 1417هـ.
  • العلامة المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403هـ.
  • القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، التحقيق: السيد طيب الموسوي الجزائري، قم، دار الكتاب، 1404هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، التحقيق: علي أكبر غفاري ومحمد آخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1407هـ.
  • مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، 1379ش.