آية الدية
عنوان الآية | آية الدية |
---|---|
رقم الآية | 92 |
في سورة | سورة النساء |
في جزء | 5 |
رقم الصفحة | 93 |
شأن النزول | أحد مشركي مكة المعادون للإسلام قتل ولم يكن يعلم أنَّه أسلم وتاب، فنزلت الآية تبيِّن حكم القتل الناتج عن خطأ. |
مكان النزول | المدينة |
الموضوع | حكم القتل الخطأ. |
آية الدية هي الآية 92 من سورة النساء، ومضمون الآية هو حول الدِّية، وقد نزلت هذه الآية ظرف حصول حادثة قتل بالخطأ، وإجمالًا تبيِّن الآية أنَّ من يقتل إنسانًا بشكلٍ غير عمدي - أي: خطأً- فعليه غرامة وهي أن يحرِّر القاتل عبدًا من عبيده، ولا تدفع الدِّية للكافر الحربي، وفي آخر المطاف تتعرَّض الآية إلى مفهوم التوبة ولهذا المفهوم عدة احتمالات ومن هذه الاحتمالات هو التخفيف من الله في حقّ من لا يستطيع دفع دية القتل غير العمدي.
نص الآية
وهي الآية 92 من سورة النساء، قال تعالى:
﴿وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَ دِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَ إِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾
شأن النزول
ذكر بخصوص شأن نزول الآية عدة موارد؛ إذ قد ذكر الفخر الرازي بخصوص شأن نزول الآية أربعة أسباب لنزول الآية، والطبرسي والشيخ الطوسي أشار إلى سببين منها،[١] وبحسب تفسير الأمثل فإنَّ الآية نزلت في مورد أنَّ أحد المسلمين رأى شخصًا كان سابقًا أحد مشركي مكة أي من الكفَّار المعادين للإسلام، فقتله ظنًّا منه أنَّه ما زال عدو للإسلام، ولم يعلم أنَّه قد تاب وأسلم، فعلم النبي (صلى الله عليه وآله) بهذه الحادثة، فنزلت هذه الآية الشريفة؛ لتبيِّن حكم مثل هذا القتل الناتج عن خطأ.[٢]
محتوى الآية
إذا كان المقتول خطأً أحد المسلمين، فالآية تذكر نوعين من الدية و الكفارة للقتل غير العمدي:
- النوع الأول: أن يدفع الدِّية إلى أهل القتيل وتكون تحريرَ عبدٍ مسلمٍ. وهذا النوع يشمل حالة كون القتيل ينتمي لعائلة مسلمة ويشمل حالة كون القتيل ينتمي لعائلة من الكفار الذميين، والآية صرَّحت بإمكان أن تعفو العائلة عن الدِّية إذا كانت العائلة مسلمة، ولم تتعرض الآية لفرض كون العائلة غير مسلمة، والشيخ ناصر مكارم الشيرازي يقول أنًّ سبب ذلك هو أرضيَّة الصفح والعفو متوفرة بين المسلمين أنفسهم، أمَّا مثل هذه الأرضيَّة فغير متوفِّرة من غير المسلمين تجاه المسلمين، وكذلك يجب على المسلم ألا يقبل معروفًا أو منَّةً من غير المسلم، [٣] وكذلك الشيخ يستنتج أنَّ وجوب دفع الدية لغير المسلمين فوري؛ اتقاءًا للفتنة، ولئلا يفسِّر غير المسلمين أن القتل الحاصل يمثِّل نقضًا للعهود والمواثيق بينهم وبين المسلمين.[٤]
- النوع الثاني: تحرير عبدٍ ولا تدفع الدية إلى أهل القتيل. وهذا النوع يكون في صورة كون القتيل مسلم، لكنَّه ينتمي لعائلة معادية للإسلام (كفار حربيون).
يعتقد المفسرون أن سبب عدم دفع الدِّية للكفار الحربيين هو إرث الدِّية؛ لأنَّ الكافر لا يرث من المسلم شيء.[٥] وقيل أنَّ أن المقصود من العبد هنا هو أن يكون العبد المحرَّر مسلم وبالغ[٦]، وبحسب ما ذكرته الآية إن لم يستطع القاتل أن يحرِّر عبدًا أو لم يجد عبدًا ليحرِّره فعليه أن يصوم شهرين متتابعين.[٧]
التوبة في الآية
وبحسب ما ذكره السيد محمد حسين الطباطبائي أنَّ كلمة التوبة في نهاية الآية تنطبق على التخفيف أي الحكم تخفيف من الله في حقِّ غير المستطيع، ويمكن أن يراد بها أنَّ الله تعالى يوجب الصيام في حقِّ من لا يستطيع تحرير رقبة، ويمكن أن يكون المعنى أيضًا هو أشمل مما سبق، وهو أنَّ عقوبة القتل خطأً أقلّ نسبيًّا من عقوبة القصاص في القتل العمدي.[٨]
الهوامش
- ↑ الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج3، ص290؛ الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج3، ص138؛ الفخر الرازي، التفسیر الکبیر، ج10، ص174.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج3 ص379.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج3، ص383.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج3، ص383.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج3، ص139.
- ↑ الإمام الخميني، تحریر الوسیلة، ج2، ص127.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج3، ص382؛ الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج3، ص291.
- ↑ الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج5، ص40.
المصادر والمراجع
- الإمام الخميني، السيد روح الله، تحریر الوسیلة، نشر مؤسسه مطبوعات دار العلم، الطبعة: الأولى.
- الطباطبائي، السيد محمد حسين، المیزان في تفسیر القرآن، قم، دفتر انتشارات اسلامی، الطبعة: الخامسة، 1417ق.
- الشيخ الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، إيران، ناصر خسرو، الطبعة: الثالثة، 1373ش.
- الشيخ الطوسي، محمد بن حسن، التبيان في تفسير القرآن، بیروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الأولى.
- فخر الدين الرازي، محمد بن عمر، التفسیر الکبیر، لبنان، دار إحیاء التراث العربی، الطبعة: الثالثة، 1420ق.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب(ع)، الطبعة: الأولى، 1379ش.