الهلال الشيعي

من ويكي شيعة

الهلال الشيعي، مصطلح سياسي ومذهبي، أطلق على مناطق يقطنها غالبية شيعية، واستخدم هذا المصطلح لأول مرة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، عام 2004 للميلاد، وكان استخدامه كنوع من التحذير من العلاقات الشيعية العربية مع سائر الشيعة وخصوصا شيعة إيران. واعتبر المسؤولون الإيرانيون وبعض المثقفين العرب هذا المصطلح بمثابة تأليب الرأي العام على الشيعة، وتوجيهه الى عدو وهمي متمثل في إيران بدلا عن العدو الحقيق إسرائيل.

نشأة المصطلح وحدوده الجغرافية

استخدم مصطلح الهلال الشيعي لأول مرة العاهل الأردني عبد الله الثاني بن حسين، وأراد من خلاله أن يظهر مخاطر تسلّم الشيعة للقوة في المنطقة.[١] كما وتطرق لخطر التشيّع والهلال الشيعي كل من الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك،[٢] والسلطات السعودية،[٣] ويعتقد أصحاب هذه اللفظة أن إيران تسعى لتشييع هذا الهلال ـ المزعوم ـ والتوغل في إقليم يبدأ من شواطئ البحر الأبيض المتوسط، حيث سوريا ولبنان، مرورا بالعراق وصولا إلى اليمن والسودان وما حولهما، لكي تسيطر على المنطقة بعد إلحاق هذه البلدان بها.[٤] وكانت بدايات استخدام هذا المصطلح في نهاية سنة 2004،[٥] حيث تسلّم شيعة العراق دفة الحكم لأول مرة في التاريخ السياسي لهذا البلد.[٦] فبدأت مخاوف من توغل إيراني في العراق والسيطرة على زمام الحكم فيه.[٧]

الضروف التي نشأ فيها المصطلح

تزامنت ولادة المصطلح مع المجازر التي ارتكبتهاامريكا في الفلوجة، و في نفس هذا الشهر قتل ياسر عرفات ثم بعد شهرين من تاريخ تصريح ملك الأردن الذي عبر فيه عن خشيته مما سماه بالهلال الشيعي تم اغتيال رفيق الحريري، ثم خروج الجيش السوري من لبنان... و على ضوء كل تلك الأحداث اعتبر بعض المحللين و المثقفين أن ضهور مصطلح الهلال الشيعي في هذه الضروف ليس الا محاولة للتغطية على الجرائم الأمريكية و توجيه الرأي العام نحو عدو وهمي اسمه ايران.[٨]

الهدف من وراء اطلاقه

من أهم الأهداف التي تقف خلف إطلاق مصطلح"الهلال الشيعي"، وذلك بحسب ما ذهب إليه كثير من الأكادميين وأغلب مراكز الدراسات الإستراتيجيةهي:

  • تثبيت هذا المصطلح في أذهان العالم الإسلامي لتغذية الصراع الطائفي، وبذلك إضعاف الإسلام من الداخل، وتحويل الانتباه من إستهداف المصالح الأميركية الى إستهداف الشيعة.[٩]
  • خلق صراع سني-شيعي بقصد لفت الإنتباه عن الإحتلال الأمريكي للعراق و جرائم إسرائيل في فلسطين.[١٠]
  • تقسيم النسيج الإجتماعي الإسلامي الى سنة و شيعة، بإنشاء جماعات اسلامية متطرفة.[١١]
  • إيجاد ذريعة لوجود جماعات إسلامية متطرفة تحمل شعار الدفاع عن أهل السنة من الخطر الشيعي المزعوم، ثم تغذية التطرف فيه من أجل إدخال المنطقة في صراع طائفي تمهيدا لتقسيمها الى دويلات.[١٢]

ردود فعل

  • عبر قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد علي الخامنئي عن قلقه من استخدام مصطلح الهلال الشيعي واعتبر هذه الألفاظ هي ضمن سلسلة السياسات الغربية التي تهدف إلى الفرقة بين المذاهب، وأضاف بأن على العالم الإسلامي، شيعة وسنة، أن ينتبهوا كي لا يكونوا ألعوبة بيد العدو.[١٣] كما ووصف من يتحدثون عن تحديد ما يسمى الهلال الشيعي هم مرتزقة للأمريكيين، وأضاف أن الخطر الواقعي هي المجموعات التي يصفون المسلمين بالكفر لنيل رضاء الولايات المتحدة والصهاينة.[١٤]
  • خلال كلمة ألقاها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في مؤتمر الوحدة الإسلامية كرر استياءه من استخدام مصطلح الهلال الشيعي وقال: "نحن لدينا هوية واحدة، وهي الهوية الإسلامية، الإعلان عن وجود شيء تحت مسمّى الهلال الشيعي، يعتبر عمل خاطئ والقائم به مريض، نحن ليس لدينا هلال شيعي ولا هلال سنّي، بل لدينا بدر إسلامي.[١٥]
  • استنكر كل من إبراهيم الجعفري ـ رئيس الوزراء العراقي آنذاك ـ وجلال الطلباني ـ رئيس جمهورية العراق آنذاك ـ وعدنان الباججي ـ رئيس البرلمان العراقي آنذاك ـ التصريحات التي تشير إلى وجود الهلال الشيعي وولاء الشيعة لإيران والطعن في وطنية وحضارة الشعب العراقي وأكد الجعفري أن هذا الكلام "سبب ازعاج شعبنا العراقي من مختلف الخلفيات الدينية والمذهبية والقومية والسياسية وأثار أيضا استغراب واستياء الحكومة العراقية".[١٦]
  • أكد السيد حسن نصر الله، خلال كلمته في يوم القدس العالمي على "أن أي أحاديث عن مشروع صفوي أو هلال شيعي في المنطقة هي أكاذيب، وشدد إلى انه الدولة الوحيدة التي تعتبر تهديدا للوجود الإسرائيلي هي الجمهورية الإسلامية في إيران، ولهذا تحرض الكونغرس والعالم والعرب على إيران.[١٧]
  • ندد نواب وقيادات شيعية في الكويت بشدة أمثال هذه التصريحات المثيرة للجدل، وطالبوا بالاعتذار عنها. وقال النائب في مجلس الأمة الكويتي حسن جوهر: "إننا لا نستجدي شهادات الولاء والطاعة لأوطاننا... إنها تصريحات غير مسؤولة .. ولا تخدم سوى إثارة الفتنة الطائفية".[١٨]
  • خاطب إمام مسجد القدس في صيدا، الشيخ ماهر حمود المسلمين قائلا: ليس هنالك هلال شيعي ولا احتلال إيراني ولا خطر فارسي، كلها اوهام يبثها العدو الأمريكي والإسرائيلي والعملاء من حكام العرب.[١٩]
  • كما وجه الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل عبر قناة الجزيرة دعوة الى ملك الأردن وطلب منه التحدث عن النجمة الإسرائيلية بدلا من الكلام على خطر الهلال الشيعي، واعتبر أن الخطر الحقيقي الذي يواجه الأمة قادم من اسرائيل وليس من إيرن، وقال هيكل:"إن الكلام على الهلال الشيعي هو من باب ارضاء أمريكا".[٢٠]

الهوامش

  1. شحادة: أسامة، الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم، ص111
  2. صحيفة البناء، الهلال الشيعي بقلم محمد الحاج
  3. وكالة رويترز، برقية إلى السفارة الأمريكية في الرياض
  4. شحادة: أسامة، الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم، ج3، ص111
  5. شحادة: أسامة، الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم، ج3، ص145
  6. المؤمن: علي، صدمة التاريخ، ص52
  7. شحادة: أسامة، الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم، ج3، ص111
  8. http://www.alalam.ir/news/1545153
  9. http://www.alhejaz.org/seyasah/015509.htm
  10. http://www.alhejaz.org/seyasah/015509.htm
  11. http://www.alhejaz.org/seyasah/015509.htm
  12. http://www.alhejaz.org/seyasah/015509.htm
  13. موقع السيد الخامنئي، الذكرى السادسة والعشرين لرحيل السيد الإمام
  14. جريدة الشرق الأوسط، خامنئي يخوّن الذين يتحدثون عن هلال شيعي
  15. وكالة فارس، مؤتمر الوحدة الإسلامية
  16. وكالة الجمل، اعتراضات حول تصريحات الهلال الشيعي
  17. موقع الحج، يوم القدس العالمي
  18. وكالة الجمل، اعتراضات حول تصريحات الهلال الشيعي
  19. صحيفة الوسط البحرينية، الشيخ ماهر حمود ونقاطه السبع
  20. http://www.aljazeera.net/programs/with-haykal/2005/4/13/%D9%87%D9%8A%D9%83%D9%84-2004-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%8A%D8%A8%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9

المصادر والمراجع

  • شحادة: أسامة، وهيثم الكسواني، الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم، ج3، القاهرة: مكتبة مدبولي، 2010.
  • المؤمن: علي، صدمة التاريخ، د.ن، بيروت، 2007.