انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البخاري»

أُضيف ٢٦٦ بايت ،  ٣٠ أبريل ٢٠١٨
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Odai78
(أنشأ الصفحة ب'{{صندوق معلومات شخص |سابقة تشريفية = |اسم = محمّد بن إسماعيل البخاري |لاحقة تشريفية = |الإ...')
 
imported>Odai78
طلا ملخص تعديل
سطر ١٣٩: سطر ١٣٩:


عندما انتهى البخاري من كتابة صحيحه عرضه على كبار أئمة الحديث، ك[[أحمد بن حنبل]]، وعلي بن المديني و يحيى بن معين. مدحه الجميع وشهدوا على صحة الأحاديث إلا أربعة منها.<ref>ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 491.</ref>
عندما انتهى البخاري من كتابة صحيحه عرضه على كبار أئمة الحديث، ك[[أحمد بن حنبل]]، وعلي بن المديني و يحيى بن معين. مدحه الجميع وشهدوا على صحة الأحاديث إلا أربعة منها.<ref>ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 491.</ref>
لصحيح البخاري مكانة خاصة لدى أهل السنة؛ حيث إنّ البعض الدّعى اتفاق الأمة على أنّ أصحّ الكتب بعد القرآن هو صحيح البخاري، ومن بعده صحيح مسلم،<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 541؛ القسطلانيّ، ج 1، ص 19؛ ابن حجر الهيتمي، ص 9؛ النووي، ج 1، ص 120.</ref>
لصحيح البخاري مكانة خاصة لدى أهل السنة؛ حيث إنّ البعض الدّعى اتفاق الأمة على أنّ أصحّ الكتب بعد [[القرآن]] هو صحيح البخاري، ومن بعده [[صحيح مسلم]]،<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 541؛ القسطلانيّ، ج 1، ص 19؛ ابن حجر الهيتمي، ص 9؛ النووي، ج 1، ص 120.</ref>
ولكنّ الشافعي وآخرون أطلقوا على موطّأ مالك صفة أصحّ الكتب وعدّوه الأصل الأول وصحيح البخاري الأصل الثاني. وقد بالغ البعض بمکانة الصحيح البخاري وأوصله بمرتبة القرآن وذكر له بعض الفضائل، <ref>حيدر، مج 1، ج 1، ص 78.</ref>
ولكنّ [[الشافعي]] وآخرون أطلقوا على [[موطّأ مالك (كتاب)|موطّأ مالك]] صفة أصحّ الكتب وعدّوه الأصل الأول وصحيح البخاري الأصل الثاني. وقد بالغ البعض بمکانة الصحيح البخاري وأوصله بمرتبة القرآن وذكر له بعض الفضائل، <ref>حيدر، مج 1، ج 1، ص 78.</ref>


وجدّ علماء الحديث منذ العصور السالفة وحتى عصرنا الحاضر في شرحه والتعليق عليه. ذكر حاج خليفة عشرات الشروح والتعليقات.<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 545 - 555.</ref>
وجدّ علماء الحديث منذ العصور السالفة وحتى عصرنا الحاضر في شرحه والتعليق عليه. ذكر حاج خليفة عشرات الشروح والتعليقات.<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 545 - 555.</ref>
وفي الصحيح نادراً ما نقل البخاري أحاديثاً عن أئمة الشيعة بواسطة أو بدون واسطة، حيث إنه روى في صحيحه تسعة وعشرين حديثاً فقط عن الإمام علي (ع)، وأحاديث قليلة أيضاً عن الإمام الحسن والإمام الباقر عليهما السلام.
وفي الصحيح نادراً ما نقل البخاري أحاديثاً عن أئمة الشيعة بواسطة أو بدون واسطة، حيث إنه روى في صحيحه تسعة وعشرين حديثاً فقط عن [[الإمام علي (ع)]]، وأحاديث قليلة أيضاً عن [[الإمام الحسن]] و[[الإمام الباقر]] عليهما السلام.<ref>الحسنيّ، ص 124، النجمي، ج 1، ص 125.</ref>
<ref>الحسنيّ، ص 124، النجمي، ج 1، ص 125.</ref>


==نقد ومدح الصحيح==
==نقد ومدح الصحيح==
لم يجرئ أحدٌ على التشكيك بصحّة أحاديث التي وردت في الصحيح البخاري أو التجريح برجاله. وعلى قول أبي الحسن المقدسيّ، إنّ كل من انتمى إلى طبقة ناقلي أحاديث الصحيحين (صحيح البخاري ومسلم) مبرّاٌ من كلّ عيب ونقص وانتقاد!<ref>القسطلاني، ج 1، ص 21.</ref>
لم يجرئ أحدٌ على التشكيك بصحّة أحاديث التي وردت في الصحيح البخاري أو [[التجريح]] برجاله. وعلى قول [[أبو الحسن المقدسيّ|أبي الحسن المقدسيّ]]، إنّ كل من انتمى إلى طبقة ناقلي أحاديث الصحيحين (صحيح البخاري ومسلم) مبرّاٌ من كلّ عيب ونقص وانتقاد!<ref>القسطلاني، ج 1، ص 21.</ref>
قال الذهبي لولا هيبة صحيح البخاري لقلت إنّ هذه الأحاديث مختلقة،<ref>ابن حجر العسقلاني، 1404 هـ، ج 8، ص 146.</ref>
قال [[الذهبي]] لولا هيبة صحيح البخاري لقلت إنّ هذه الأحاديث مختلقة،<ref>ابن حجر العسقلاني، 1404 هـ، ج 8، ص 146.</ref>
ويقول إمام الحرمين لو أنّ أحداً يُقسم أنّ كلّ ما ورد في الصحيحين، مطابقة لواقع رسل الله (ص) وكلامه، فقسمه صحيح، ولا كفاّرة عليه، لأنّ كل أمة الإسلام متفقة عليها. <ref>النووي، ج 14، ص 127.</ref>
ويقول إمام الحرمين لو أنّ أحداً يُقسم أنّ كلّ ما ورد في الصحيحين، مطابقة لواقع رسل الله (ص) وكلامه، فقسمه صحيح، ولا [[الكفاّرة|كفاّرة]] عليه، لأنّ كل أمة الإسلام متفقة عليها. <ref>النووي، ج 14، ص 127.</ref>


'''أهل السنة؛'''
'''أهل السنة؛'''


مع هذا انتقد بعض علماء الحديث كالدار قطني الصحيح وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة،<ref>أبو رية، ص 312 - 313.</ref> ونقلاً عن ابن حجر انتقد الحفّاظ صحيحي مسلم والبخاري وأخرج من صحيح البخاري 78 حديثاً . وكذلك تم تصنيف حوالي الثمانين من رجال الحديث في الصحيح ووضعه في خانة غير الثقاة.<ref>ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 9.</ref>  
مع هذا انتقد بعض علماء الحديث ك[[الدار قطني]] الصحيح وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة،<ref>أبو رية، ص 312 - 313.</ref> ونقلاً عن [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] انتقد الحفّاظ صحيحي مسلم والبخاري وأخرج من صحيح البخاري 78 حديثاً . وكذلك تم تصنيف حوالي الثمانين من رجال الحديث في الصحيح ووضعه في خانة غير الثقاة.<ref>ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 9.</ref>  
وعلى رأي محمد رشيد رضا، إنّ الأحاديث المعرّضة للانتقاد في هذا الكتاب أكثر بكثير من هذا العدد.<ref>محمد رشيد رضا، ج 1، ص 671.</ref>
وعلى رأي محمد رشيد رضا، إنّ الأحاديث المعرّضة للانتقاد في هذا الكتاب أكثر بكثير من هذا العدد.<ref>محمد رشيد رضا، ج 1، ص 671.</ref>


'''الشيعة؛'''
'''الشيعة؛'''


ووجّه علماء الشيعة النقد إلى البخاري حيث إنه لم ينقل الأحاديث عن أئمة الشيعة وأبنائهم (ع) في صحيحه، مع أنه عاصر على الأقل اثنين منهم كالإمام الهادي والإمام الحسن العسكريّ (ع)، إلاّ إنه ذكر بعض الأحاديث عن أمير المؤمنين والإمام الحسن المجتبى والإمام الباقر (ع)،<ref>الحسني، ص 124، النجمي، ج 1، ص 125.</ref> حيث إنّ في سند تلك الأحاديث يوجد من ضعاف الرواة الذين ضعّفهم أو يرفضهم محدثو أهل السنة أنفسهم،<ref>ابن أبي الحديد، ج 5، ص 93؛ الخوانساري، ج 7، ص 279-280؛ الحسني، ص 165-191.</ref>
ووجّه علماء الشيعة النقد إلى البخاري حيث إنه لم ينقل الأحاديث عن [[أئمة الشيعة]] وأبنائهم (ع) في صحيحه، مع أنه عاصر على الأقل اثنين منهم ك[[الإمام الهادي]] و[[الإمام الحسن العسكري(ع)|الإمام الحسن العسكريّ]] (ع)، إلاّ إنه ذكر بعض الأحاديث عن [[أمير المؤمنين]] و[[الإمام الحسن المجتبى]] و[[الإمام الباقر]] (ع)،<ref>الحسني، ص 124، النجمي، ج 1، ص 125.</ref> حيث إنّ في سند تلك الأحاديث يوجد من ضعاف الرواة الذين ضعّفهم أو يرفضهم محدثو أهل السنة أنفسهم،<ref>ابن أبي الحديد، ج 5، ص 93؛ الخوانساري، ج 7، ص 279-280؛ الحسني، ص 165-191.</ref>


خاصة وأنّ الأئمة لم يكونوا أشخاصاً مجهولين وغير معروفين، وأنّ تلامذتهم وبخاصّة تلامذة الإمام الباقر والإمام الصادق (ع) كانوا متواجدين بكثرة في العراق والحجاز، إلاّ أنّ البخاري لم يذكر سوى أسم عشرين رجلا من الشيعة فقط، <ref>حيدر، مج 3، ج 6، ص 501.</ref> بحيث إنّ مصادر شيعية اتهمته بالتعصّب، <ref>الحسنيّ، ص 176؛ النجمي، ج 1، ص 7.</ref> وذكرت بعض كتب السنة هذا الانتقاد واعطت تبريراً له، <ref>ابن تيمية، ج 4، ص 133؛ الذهبي، ج 1، ص 414؛ أبو رية، ص 311-312.</ref>
خاصة وأنّ الأئمة لم يكونوا أشخاصاً مجهولين وغير معروفين، وأنّ تلامذتهم وبخاصّة تلامذة الإمام الباقر و[[الإمام الصادق]] (ع) كانوا متواجدين بكثرة في [[العراق]] و[[الحجاز]]، إلاّ أنّ البخاري لم يذكر سوى أسم عشرين رجلا من [[الشيعة]] فقط، <ref>حيدر، مج 3، ج 6، ص 501.</ref> بحيث إنّ مصادر شيعية اتهمته بالتعصّب، <ref>الحسنيّ، ص 176؛ النجمي، ج 1، ص 7.</ref> وذكرت بعض كتب السنة هذا الانتقاد واعطت تبريراً له، <ref>ابن تيمية، ج 4، ص 133؛ الذهبي، ج 1، ص 414؛ أبو رية، ص 311-312.</ref>


فيمكن القول إنّ العقيدة الشخصية للبخاري إضافة إلى تزامن حياته في زمن المتوكل العباسي والذي تميّز بعدائه لأهل البيت (ع)، أثّر كثيراً فيما جاء في الصحيح من روايات وانتقاء لها، كما انتقدت بعض المصادر الشيعية عدم نقل أحاديث حول بيان مقام أهل البيت (ع)، <ref>الخوانساري، ج ج 7، ص 279.</ref> في الصحيح بالذات، وذكر رواة مجهولين مختَلَقين، وأورد في الصحيح أحاديث موضوعة،<ref>الأميني، ج 9، ص 281-289.</ref>
فيمكن القول إنّ العقيدة الشخصية للبخاري إضافة إلى تزامن حياته في زمن [[المتوكل العباسي]] والذي تميّز بعدائه ل[[أهل البيت]] (ع)، أثّر كثيراً فيما جاء في الصحيح من روايات وانتقاء لها، كما انتقدت بعض المصادر الشيعية عدم نقل أحاديث حول بيان مقام أهل البيت (ع)، <ref>الخوانساري، ج ج 7، ص 279.</ref> في الصحيح بالذات، وذكر رواة مجهولين مختَلَقين، وأورد في الصحيح أحاديث موضوعة،<ref>الأميني، ج 9، ص 281-289.</ref>


==مؤلفاته==
==مؤلفاته==
سطر ١٧٩: سطر ١٧٨:


==وفاته==
==وفاته==
بعد أن نفي البخاري من بخارى دعاه أهل سمرقند إليهم، فتوجه إلى سمرقند. وبعد وصوله إلى مسقط رأسه الذي يبعد فرسخين عن سمرقند، توفي بعد مدة وجيزة في مساء الخميس ليلة عيد الفطر من العام 256 هـ.<ref>الخطيب البغدادي، ج 2، ص 33؛ ياقوت الحموي، ج 1، ص 521؛ الصفديّ، ج 2، ص 208.؛ ابن خلّكان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، ج 2، ص 232؛ ابن العماد، ج 2، ص 135.</ref>
بعد أن نفي البخاري من بخارى دعاه أهل [[سمرقند]] إليهم، فتوجه إلى سمرقند. وبعد وصوله إلى مسقط رأسه الذي يبعد فرسخين عن سمرقند، توفي بعد مدة وجيزة في مساء الخميس ليلة [[عيد الفطر]] من العام 256 هـ.<ref>الخطيب البغدادي، ج 2، ص 33؛ ياقوت الحموي، ج 1، ص 521؛ الصفديّ، ج 2، ص 208.؛ ابن خلّكان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، ج 2، ص 232؛ ابن العماد، ج 2، ص 135.</ref>




مستخدم مجهول