الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البخاري»
imported>Odai78 أنشأ الصفحة ب'{{صندوق معلومات شخص |سابقة تشريفية = |اسم = محمّد بن إسماعيل البخاري |لاحقة تشريفية = |الإ...' |
imported>Odai78 طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١٣٩: | سطر ١٣٩: | ||
عندما انتهى البخاري من كتابة صحيحه عرضه على كبار أئمة الحديث، ك[[أحمد بن حنبل]]، وعلي بن المديني و يحيى بن معين. مدحه الجميع وشهدوا على صحة الأحاديث إلا أربعة منها.<ref>ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 491.</ref> | عندما انتهى البخاري من كتابة صحيحه عرضه على كبار أئمة الحديث، ك[[أحمد بن حنبل]]، وعلي بن المديني و يحيى بن معين. مدحه الجميع وشهدوا على صحة الأحاديث إلا أربعة منها.<ref>ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 491.</ref> | ||
لصحيح البخاري مكانة خاصة لدى أهل السنة؛ حيث إنّ البعض الدّعى اتفاق الأمة على أنّ أصحّ الكتب بعد القرآن هو صحيح البخاري، ومن بعده صحيح | لصحيح البخاري مكانة خاصة لدى أهل السنة؛ حيث إنّ البعض الدّعى اتفاق الأمة على أنّ أصحّ الكتب بعد [[القرآن]] هو صحيح البخاري، ومن بعده [[صحيح مسلم]]،<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 541؛ القسطلانيّ، ج 1، ص 19؛ ابن حجر الهيتمي، ص 9؛ النووي، ج 1، ص 120.</ref> | ||
ولكنّ الشافعي وآخرون أطلقوا على موطّأ مالك صفة أصحّ الكتب وعدّوه الأصل الأول وصحيح البخاري الأصل الثاني. وقد بالغ البعض بمکانة الصحيح البخاري وأوصله بمرتبة القرآن وذكر له بعض الفضائل، <ref>حيدر، مج 1، ج 1، ص 78.</ref> | ولكنّ [[الشافعي]] وآخرون أطلقوا على [[موطّأ مالك (كتاب)|موطّأ مالك]] صفة أصحّ الكتب وعدّوه الأصل الأول وصحيح البخاري الأصل الثاني. وقد بالغ البعض بمکانة الصحيح البخاري وأوصله بمرتبة القرآن وذكر له بعض الفضائل، <ref>حيدر، مج 1، ج 1، ص 78.</ref> | ||
وجدّ علماء الحديث منذ العصور السالفة وحتى عصرنا الحاضر في شرحه والتعليق عليه. ذكر حاج خليفة عشرات الشروح والتعليقات.<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 545 - 555.</ref> | وجدّ علماء الحديث منذ العصور السالفة وحتى عصرنا الحاضر في شرحه والتعليق عليه. ذكر حاج خليفة عشرات الشروح والتعليقات.<ref>حاجي خليفة، ج 1، العمود 545 - 555.</ref> | ||
وفي الصحيح نادراً ما نقل البخاري أحاديثاً عن أئمة الشيعة بواسطة أو بدون واسطة، حيث إنه روى في صحيحه تسعة وعشرين حديثاً فقط عن الإمام علي (ع)، وأحاديث قليلة أيضاً عن الإمام الحسن | وفي الصحيح نادراً ما نقل البخاري أحاديثاً عن أئمة الشيعة بواسطة أو بدون واسطة، حيث إنه روى في صحيحه تسعة وعشرين حديثاً فقط عن [[الإمام علي (ع)]]، وأحاديث قليلة أيضاً عن [[الإمام الحسن]] و[[الإمام الباقر]] عليهما السلام.<ref>الحسنيّ، ص 124، النجمي، ج 1، ص 125.</ref> | ||
<ref>الحسنيّ، ص 124، النجمي، ج 1، ص 125.</ref> | |||
==نقد ومدح الصحيح== | ==نقد ومدح الصحيح== | ||
لم يجرئ أحدٌ على التشكيك بصحّة أحاديث التي وردت في الصحيح البخاري أو التجريح برجاله. وعلى قول أبي الحسن | لم يجرئ أحدٌ على التشكيك بصحّة أحاديث التي وردت في الصحيح البخاري أو [[التجريح]] برجاله. وعلى قول [[أبو الحسن المقدسيّ|أبي الحسن المقدسيّ]]، إنّ كل من انتمى إلى طبقة ناقلي أحاديث الصحيحين (صحيح البخاري ومسلم) مبرّاٌ من كلّ عيب ونقص وانتقاد!<ref>القسطلاني، ج 1، ص 21.</ref> | ||
قال الذهبي لولا هيبة صحيح البخاري لقلت إنّ هذه الأحاديث مختلقة،<ref>ابن حجر العسقلاني، 1404 هـ، ج 8، ص 146.</ref> | قال [[الذهبي]] لولا هيبة صحيح البخاري لقلت إنّ هذه الأحاديث مختلقة،<ref>ابن حجر العسقلاني، 1404 هـ، ج 8، ص 146.</ref> | ||
ويقول إمام الحرمين لو أنّ أحداً يُقسم أنّ كلّ ما ورد في الصحيحين، مطابقة لواقع رسل الله (ص) وكلامه، فقسمه صحيح، ولا كفاّرة عليه، لأنّ كل أمة الإسلام متفقة عليها. <ref>النووي، ج 14، ص 127.</ref> | ويقول إمام الحرمين لو أنّ أحداً يُقسم أنّ كلّ ما ورد في الصحيحين، مطابقة لواقع رسل الله (ص) وكلامه، فقسمه صحيح، ولا [[الكفاّرة|كفاّرة]] عليه، لأنّ كل أمة الإسلام متفقة عليها. <ref>النووي، ج 14، ص 127.</ref> | ||
'''أهل السنة؛''' | '''أهل السنة؛''' | ||
مع هذا انتقد بعض علماء الحديث | مع هذا انتقد بعض علماء الحديث ك[[الدار قطني]] الصحيح وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة،<ref>أبو رية، ص 312 - 313.</ref> ونقلاً عن [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] انتقد الحفّاظ صحيحي مسلم والبخاري وأخرج من صحيح البخاري 78 حديثاً . وكذلك تم تصنيف حوالي الثمانين من رجال الحديث في الصحيح ووضعه في خانة غير الثقاة.<ref>ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 9.</ref> | ||
وعلى رأي محمد رشيد رضا، إنّ الأحاديث المعرّضة للانتقاد في هذا الكتاب أكثر بكثير من هذا العدد.<ref>محمد رشيد رضا، ج 1، ص 671.</ref> | وعلى رأي محمد رشيد رضا، إنّ الأحاديث المعرّضة للانتقاد في هذا الكتاب أكثر بكثير من هذا العدد.<ref>محمد رشيد رضا، ج 1، ص 671.</ref> | ||
'''الشيعة؛''' | '''الشيعة؛''' | ||
ووجّه علماء الشيعة النقد إلى البخاري حيث إنه لم ينقل الأحاديث عن أئمة الشيعة وأبنائهم (ع) في صحيحه، مع أنه عاصر على الأقل اثنين منهم | ووجّه علماء الشيعة النقد إلى البخاري حيث إنه لم ينقل الأحاديث عن [[أئمة الشيعة]] وأبنائهم (ع) في صحيحه، مع أنه عاصر على الأقل اثنين منهم ك[[الإمام الهادي]] و[[الإمام الحسن العسكري(ع)|الإمام الحسن العسكريّ]] (ع)، إلاّ إنه ذكر بعض الأحاديث عن [[أمير المؤمنين]] و[[الإمام الحسن المجتبى]] و[[الإمام الباقر]] (ع)،<ref>الحسني، ص 124، النجمي، ج 1، ص 125.</ref> حيث إنّ في سند تلك الأحاديث يوجد من ضعاف الرواة الذين ضعّفهم أو يرفضهم محدثو أهل السنة أنفسهم،<ref>ابن أبي الحديد، ج 5، ص 93؛ الخوانساري، ج 7، ص 279-280؛ الحسني، ص 165-191.</ref> | ||
خاصة وأنّ الأئمة لم يكونوا أشخاصاً مجهولين وغير معروفين، وأنّ تلامذتهم وبخاصّة تلامذة الإمام الباقر | خاصة وأنّ الأئمة لم يكونوا أشخاصاً مجهولين وغير معروفين، وأنّ تلامذتهم وبخاصّة تلامذة الإمام الباقر و[[الإمام الصادق]] (ع) كانوا متواجدين بكثرة في [[العراق]] و[[الحجاز]]، إلاّ أنّ البخاري لم يذكر سوى أسم عشرين رجلا من [[الشيعة]] فقط، <ref>حيدر، مج 3، ج 6، ص 501.</ref> بحيث إنّ مصادر شيعية اتهمته بالتعصّب، <ref>الحسنيّ، ص 176؛ النجمي، ج 1، ص 7.</ref> وذكرت بعض كتب السنة هذا الانتقاد واعطت تبريراً له، <ref>ابن تيمية، ج 4، ص 133؛ الذهبي، ج 1، ص 414؛ أبو رية، ص 311-312.</ref> | ||
فيمكن القول إنّ العقيدة الشخصية للبخاري إضافة إلى تزامن حياته في زمن المتوكل العباسي والذي تميّز بعدائه | فيمكن القول إنّ العقيدة الشخصية للبخاري إضافة إلى تزامن حياته في زمن [[المتوكل العباسي]] والذي تميّز بعدائه ل[[أهل البيت]] (ع)، أثّر كثيراً فيما جاء في الصحيح من روايات وانتقاء لها، كما انتقدت بعض المصادر الشيعية عدم نقل أحاديث حول بيان مقام أهل البيت (ع)، <ref>الخوانساري، ج ج 7، ص 279.</ref> في الصحيح بالذات، وذكر رواة مجهولين مختَلَقين، وأورد في الصحيح أحاديث موضوعة،<ref>الأميني، ج 9، ص 281-289.</ref> | ||
==مؤلفاته== | ==مؤلفاته== | ||
سطر ١٧٩: | سطر ١٧٨: | ||
==وفاته== | ==وفاته== | ||
بعد أن نفي البخاري من بخارى دعاه أهل سمرقند إليهم، فتوجه إلى سمرقند. وبعد وصوله إلى مسقط رأسه الذي يبعد فرسخين عن سمرقند، توفي بعد مدة وجيزة في مساء الخميس ليلة عيد الفطر من العام 256 هـ.<ref>الخطيب البغدادي، ج 2، ص 33؛ ياقوت الحموي، ج 1، ص 521؛ الصفديّ، ج 2، ص 208.؛ ابن خلّكان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، ج 2، ص 232؛ ابن العماد، ج 2، ص 135.</ref> | بعد أن نفي البخاري من بخارى دعاه أهل [[سمرقند]] إليهم، فتوجه إلى سمرقند. وبعد وصوله إلى مسقط رأسه الذي يبعد فرسخين عن سمرقند، توفي بعد مدة وجيزة في مساء الخميس ليلة [[عيد الفطر]] من العام 256 هـ.<ref>الخطيب البغدادي، ج 2، ص 33؛ ياقوت الحموي، ج 1، ص 521؛ الصفديّ، ج 2، ص 208.؛ ابن خلّكان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، ج 2، ص 232؛ ابن العماد، ج 2، ص 135.</ref> | ||
مراجعة ٢٣:١٢، ٣٠ أبريل ٢٠١٨
![]() صورة تخيلية للبخاري | |
تاريخ ولادة | 194 هـ |
---|---|
تاريخ وفاة | 256 هـ |
جنسية | ايراني |
سبب شهرة | محدّث |
لقب | البخاري، الجعفي |
دين | الإسلام |
مذهب | أهل السنة والجماعة |
والدان | إسماعيل بن إبراهيم |
أعمال بارزة | كتاب صحيح البخاري |
"البخاري"، هو أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن بَردِزْبَة، من أشهر المحدّثين لدى أهل السنة ومؤلف الكتاب في علم الحديث الجامع الصحيح المعروف بصحيح البخاري. كان أبوه من المحدثين فبدأ منذ طفولته بحفظ الروايات وتحصيل العلم، وسافر إلى رحلات طويلة لأخذ علم الحديث عن أساتذة كبار في هذا المجال، فللبخاري مكانة خاصة في الحديث حتى أصبح كتابه المسمى بالصحيح من أهم الكتب لدى أهل السنة بعد القرآن الكريم.
كان البخاري صاحب مسلك فقهي خاص ومستقل حيث إنه لم يحسب على إحدى المذاهب الأربعة المعروفة وله آراءه الخاصة في مجال الفقه. للبخاريّ معايير خاصّة لاختيار الأحاديث الصحيحة، عُرفت بـ شرط البخاريّ.
ذكر البخاري أنّ عدد مشايخه يتعدّى الألف، ونقل عنه الحديث بعض مؤلفي جوامع الحديث المشهورة، كالترمذي، ومسلم، وعدد كبير من أئمة الحديث.
ارتأى البخاري أن يجمع الحديث الصحيح في كتاب اشتهر فيما بعد بالصحيح البخاري، حيث إنّ مجامع الحديث آنذاك كانت تحتوي على كل أصناف الحديث.
مع هذا انتقد علماء الحديث من أهل السنة كتاب الصحيح وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة.
وانتقده علماء الشيعة حيث إنه لم ينقل الأحاديث عن أئمة الشيعة وأبنائهم (ع) في صحيحه، مع أنه عاصر ما لا يقل عن اثنين منهم، بالإضافة أنّ الأئمة لم يكونوا أشخاصاً مجهولين وغير معروفين، وأنّ تلامذتهم كانوا منتشرين في البلدان التي سافر إليها ليسمع الحديث منهم كسائر حملة الحديث وحافظيه.
سيرته
"البخاري"، هو أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَردِزْبَة الجعفي، ونسبة الجعفي مردّها إلى جدّه الثاني، المغيرة، كان من موالي يمان الجعفي حاكم بخارى، الذي أسلم المغيرة على يديه. وكان والد المغيرة، بَردِزبَة [ملاحظة ١]زرادشتياً وقد توفي على هذا الدين، [١]
ولد البخاريّ في 13 شوال من العام 194 هـ في خرتنغ، إحدى قرى بخارى. فقد والده _ الذي كان هو أيضا من رواة الحديث _ في مرحلة الطفولة، وتكفّلت أمه برعايته. وفي طفولته فقد بصره لفترة ثم عاد إليه وشُفي.[٢] بدأ منذ طفولته بتحصيل العلم في بُخارى، وفرغ نفسه منذ العاشرة من عمره إلى حفظ الأحاديث وجمعها،[٣] ورد في المصادر، أنّ أصحابه كانوا يصححون الأحاديث التي كتبوها على أساس ما يقرأه من ذاكرته.[٤] وفي السادسة عشرة من عمره ذهب إلى الحجاز ليحجّ وأن يحيط بعلم الحديث.[٥] وفي الثامنة عشرة من عمره ألّف في المدينة كتاب قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.[٦]
سافر البخاري في رحلات طويلة، وأخذ علم الحديث عن أساتذته، في كلّ من خراسان، والجبال، والعراق، ومصر، والشام، والحجاز. وحفظ أكثر من مائتي ألف حديث بين صحيح السند وغيره.[٧] ويقول البخاري إنه سمع الحديث لأكثر من ألف شيخ.[٨]
البخاري لدى أهل السنة
للبخاري أهمية كبيرة لدى أهل السنة، وقد أطنب أئمة الحديث في الكلام على فضائله؛ فادّعى بعضهم أن لا أحد أعلم من البخاري في علم الحديث، وقال مسلم إنني أشهد أن لا مثيل له في الدنيا.[٩] بعد أن أنهى كتابه الصحيح الذي جمع فيه الأحاديث عاد إلى بخارى وكل ما مرّ على مدينة استقبله الناس، حتى أنّ في نيسابور استقبله أربعة آلاف فارس فقط دون من كان راجلاً وغيره.
وقبل وصوله إلى مدينة بخارى بفرسخ نصبت له خيمة، فتوافد أهل المدينة لاستقباله ناثرين عليه الدراهم والدنانير. فاستقر البخاري في المدينة وأقام فيها مجلساً للحديث، وبسبب العداء الذي كنّه له حاكم مدينة بخارى لرفضه إقامة مجلس خاص له في شرح الحديث إضافة إلى مخالفة البعض كمحمد بن يحيى الذهلي أحد أستاذة البخاري وهو من كبار أهل الحديث الذي أضمر له العداوة لما رأى حفاوة استقبال الناس له،[١٠] وهذا ما أثار اللغط حول مذهبه وأدّى إلى نفيه من هناك.[١١]
مسلكه الفقهي
اختلف المحققون في أنّ البخاريّ هل هو تابع لأحد المذاهب الأربعة المعروفة لأهل السنة أو غيرها. لأنّ البخاري كان صاحب مسلك فقهي خاص ومستقل، ويعبّر عن آرائه الاجتهادية عبر نقل قول أحد الصحابة أو أئمة مذاهب أهل السنة.[١٢]
مع ذلك حاول بعض أتباع المذاهب أن يعدّوه من أتباع مذهبهم ومن بينهم السبكيّ،[١٣] الذي عدّه من جملة علماء الشافعية، وذكره القاضي ابن أبي يعلى،[١٤] من بين العلماء الحنابلة، وبحسب ما جمعه جمال الدين القاسمي الدمشقي من آراء وفتاوى فقهية للبخاري من خلال الرجوع إلى عناوين أبواب كتاب صحيح البخاري يمكن عدّ البخاري أنه صاحب مسلك مستقل في الاجتهاد والرأي.
معيار الحديث الصحيح
للبخاريّ معايير خاصّة لاختيار الأحاديث الصحيحة، عُرفت بـ شرط البخاريّ. وعلى أساسه يعدّ البخاريّ الحديث صحيحاً إذا ما اتفق المحدّثون الكبار حول وثاقة سلسلة الرواة واحداً واحداً وصولاً إلى صحابيّ مشهور، وأن يكون السند متّصلاً وغير منقطع. ومن المستحسن أن ينقل راويان أو أكثر عن صحابيّ واحد، ولكن إذا روى عنه راوٍ واحد معتبر فذلك يكفي في أن يكون الحديث صحيحاً.[١٥]
على هذا الأساس اعتمد البخاري اتصال السند، والإتقان ووثاقة الرجال، وعدم وجود إشكال أو ضعف في متن الحديث أو في سنده (عدم العلل). ولكن يمكن أن نرى من خلال تصنيف أحاديث الصحيح عند ابن حجر، [١٦] أنّ الشرط المذكور لم يكن في جميع الأحاديث، وقد أورد بعض الأحاديث التي لم يُراع فيها الشرط المذكور.[١٧]
مشايخه وتلامذته
ذكر البخاري أنّ عدد مشايخه يتعدّى الألف، [١٨] أبرزهم في بخارى: وهم محمد بن سلام ومحمد بن يوسف البيكنديّ، محمد بن عرير، هارون بن الأشعث؛ وفي بلخ: مكّي بن إبراهيم، يحيى بن بشير الزاهد،؛ وفي مرو: علي بن الحسن بن شفيق، وصدقة بن الفضل، وفي نيسابور: يحيى بن يحيى، وبشر بن الحكم وتلقى الحديث من مشايخ في الرّي وبغداد والبصرة والكوفة ومكة والمدينة وواسط ودمشق وبقيسارية وعسقلان وحمص أيضاً.[١٩]
كما روى البخاري الأحاديث وكتبها نقلاً عن رواة أكبر منه وأصغر أو في مثل سنّه. لذلك قُسّم مشايخه إلى خمس طبقات: 1. الذين نقلوا الحديث عن التابعين 2. الذين كانوا في زمانه لكنّهم لم يلتقوا بأيّ من التابعين المعتبرين 3. الطبقة الوسطى من مشايخه الذين رووا عن كبار تابعي التابعين 4. أتراب البخاري ومن هم أكبر منه بقليل 5. أولئك الذين هم من ناحية العمر ودرجة الإسناد بمنزلة تلامذته. وعن المجموعة الأخيرة نقل القليل من الأحاديث.[٢٠]
من روى عنه
روى العديد من المحدّثين في المدن المختلفة الحديث من البخاري وكتبوه. أقدمهم أبو زرعة وأبو حاتم، ونقل عنه الحديث بعض مؤلفي جوامع الحديث المشهورة، كالترمذي، ومسلم، وعدد كبير من أئمة الحديث.[٢١]
وذهب البخاريّ مرات عديدة إلى بغداد حيث أقام مجالس للحديث. وكان الناس يكتبون الحديث حيث يصل الحضور إلى عشرين ألف شخص،[٢٢] ونقل عنه في بغداد الأحاديث مثل إبراهيم بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد، و محمد بن هارون الحضرمي وغيرهم. وكانت النسخة الأصلية لكتاب الصحيح عندهم، لكنّ النسخ التي كانت بحوزتهم كانت متفاوته من حيث التقدم والتأخر.[٢٣] وسمع الحديث من البخاريّ تسعون ألف محدّث.[٢٤]
الصحيح البخاري
إنّ البخاري رأى أنّ مجامع الأحاديث المدوّنة في عصره، كانت تحتوي على أحاديث صحيحة وغير صحيحة، لذلك أقدم إلى جمع الأحاديث الصحيحة منها في كتاب، وبحسب قوله إنّ أستاذه إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ كان المشجع الأساسي له في ذلك.[٢٥] وقضى البخاري خمس عشرة سنة في تأليف كتاب الصحيح، واختار أحاديثه من بين ستة آلاف حديث.[٢٦] ويبلغ عدد أحاديثه بحسب قول ابن حجر 2761 حديثاً مع المكررات واختلفت الروايات حول عدد الأحاديث الدقيق. [٢٧]
من ميزات هذا الكتاب كما يقول شارحوه مثل النووي وابن حجر أنّ عناوين الأبواب تدّل على أنّ البخاري لم يكن يهدف إلى جمع الأحاديث فقط، بل إلى توضيح استنباطه منها، واستدلاله على المواضيع المختلفة كالأصول، والفروع، والآداب والأمثال.[٢٨]
عندما انتهى البخاري من كتابة صحيحه عرضه على كبار أئمة الحديث، كأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني و يحيى بن معين. مدحه الجميع وشهدوا على صحة الأحاديث إلا أربعة منها.[٢٩] لصحيح البخاري مكانة خاصة لدى أهل السنة؛ حيث إنّ البعض الدّعى اتفاق الأمة على أنّ أصحّ الكتب بعد القرآن هو صحيح البخاري، ومن بعده صحيح مسلم،[٣٠] ولكنّ الشافعي وآخرون أطلقوا على موطّأ مالك صفة أصحّ الكتب وعدّوه الأصل الأول وصحيح البخاري الأصل الثاني. وقد بالغ البعض بمکانة الصحيح البخاري وأوصله بمرتبة القرآن وذكر له بعض الفضائل، [٣١]
وجدّ علماء الحديث منذ العصور السالفة وحتى عصرنا الحاضر في شرحه والتعليق عليه. ذكر حاج خليفة عشرات الشروح والتعليقات.[٣٢] وفي الصحيح نادراً ما نقل البخاري أحاديثاً عن أئمة الشيعة بواسطة أو بدون واسطة، حيث إنه روى في صحيحه تسعة وعشرين حديثاً فقط عن الإمام علي (ع)، وأحاديث قليلة أيضاً عن الإمام الحسن والإمام الباقر عليهما السلام.[٣٣]
نقد ومدح الصحيح
لم يجرئ أحدٌ على التشكيك بصحّة أحاديث التي وردت في الصحيح البخاري أو التجريح برجاله. وعلى قول أبي الحسن المقدسيّ، إنّ كل من انتمى إلى طبقة ناقلي أحاديث الصحيحين (صحيح البخاري ومسلم) مبرّاٌ من كلّ عيب ونقص وانتقاد![٣٤] قال الذهبي لولا هيبة صحيح البخاري لقلت إنّ هذه الأحاديث مختلقة،[٣٥] ويقول إمام الحرمين لو أنّ أحداً يُقسم أنّ كلّ ما ورد في الصحيحين، مطابقة لواقع رسل الله (ص) وكلامه، فقسمه صحيح، ولا كفاّرة عليه، لأنّ كل أمة الإسلام متفقة عليها. [٣٦]
أهل السنة؛
مع هذا انتقد بعض علماء الحديث كالدار قطني الصحيح وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة،[٣٧] ونقلاً عن ابن حجر انتقد الحفّاظ صحيحي مسلم والبخاري وأخرج من صحيح البخاري 78 حديثاً . وكذلك تم تصنيف حوالي الثمانين من رجال الحديث في الصحيح ووضعه في خانة غير الثقاة.[٣٨] وعلى رأي محمد رشيد رضا، إنّ الأحاديث المعرّضة للانتقاد في هذا الكتاب أكثر بكثير من هذا العدد.[٣٩]
الشيعة؛
ووجّه علماء الشيعة النقد إلى البخاري حيث إنه لم ينقل الأحاديث عن أئمة الشيعة وأبنائهم (ع) في صحيحه، مع أنه عاصر على الأقل اثنين منهم كالإمام الهادي والإمام الحسن العسكريّ (ع)، إلاّ إنه ذكر بعض الأحاديث عن أمير المؤمنين والإمام الحسن المجتبى والإمام الباقر (ع)،[٤٠] حيث إنّ في سند تلك الأحاديث يوجد من ضعاف الرواة الذين ضعّفهم أو يرفضهم محدثو أهل السنة أنفسهم،[٤١]
خاصة وأنّ الأئمة لم يكونوا أشخاصاً مجهولين وغير معروفين، وأنّ تلامذتهم وبخاصّة تلامذة الإمام الباقر والإمام الصادق (ع) كانوا متواجدين بكثرة في العراق والحجاز، إلاّ أنّ البخاري لم يذكر سوى أسم عشرين رجلا من الشيعة فقط، [٤٢] بحيث إنّ مصادر شيعية اتهمته بالتعصّب، [٤٣] وذكرت بعض كتب السنة هذا الانتقاد واعطت تبريراً له، [٤٤]
فيمكن القول إنّ العقيدة الشخصية للبخاري إضافة إلى تزامن حياته في زمن المتوكل العباسي والذي تميّز بعدائه لأهل البيت (ع)، أثّر كثيراً فيما جاء في الصحيح من روايات وانتقاء لها، كما انتقدت بعض المصادر الشيعية عدم نقل أحاديث حول بيان مقام أهل البيت (ع)، [٤٥] في الصحيح بالذات، وذكر رواة مجهولين مختَلَقين، وأورد في الصحيح أحاديث موضوعة،[٤٦]
مؤلفاته
يبلغ عدد آثار ما ألّفه البخاري 25 كتاباً، وقد فقد بعض منها والبعض الآخر على شكل مخطوطات محفوظة في المكتبات، طبع جزء منها. ومن جملة آثاره:
- التاريخ الكبير: في أحوال أربعين راوٍ منذ عهد الصحابة إلى زمان المؤلّف.[٤٧]
- التاريخ الصغير، كتاب مختصر وموثّق في أسماء الرجال.
- كتاب الضعفاء الصغير.
- كتاب الكِنى حول كنية ألف راوٍ.
- كتاب خلق أفعال العباد في الرّد على فرقة الجهمية وبعض الفرق الأخرى.
- الأدب المفرد في الحديث.
- قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم.
- ثلاثيّات البخاري (والمقصود منها الأحاديث عالية السند التي ترجع عبر ثلاثة رواة إلى الرسول (ص)، وقد بلغ عددها 22 حديثاً في صحيح البخاري).[٤٨]
- تفسير البخاريّ، الذي يعده البخاري أحد كتب الجامع الصحيح. وينسب أليه التفسير الكبير أيضاً.[٤٩]
- الجامع الصحيح، المعروف بصحيح البخاري الذي هو أكثر الكتب البخاري شهرةً، وأحد الصحاح السّتة لدى أهل السنة، بل أكثرها توثيقاً واعتباراً عندهم.
وفاته
بعد أن نفي البخاري من بخارى دعاه أهل سمرقند إليهم، فتوجه إلى سمرقند. وبعد وصوله إلى مسقط رأسه الذي يبعد فرسخين عن سمرقند، توفي بعد مدة وجيزة في مساء الخميس ليلة عيد الفطر من العام 256 هـ.[٥٠]
الهوامش
- ↑ الخطيب البغدادي، ج 2، ص 6، 11؛ ابن خلكان، ج 4، ص 190؛ ابن العماد، ج 2، ص 134.
- ↑ الخطيب البغدادي، ج 2، ص 10؛ الصفديّ، ج 2، ص 207؛ القسطلاني، ج 1، ص 31.
- ↑ الخطيب البغدادي، ج 2، ص 6-7.
- ↑ الخطيب البغدادي، ج 2، ص 6-7.
- ↑ الخطيب البغدادي، ج 2، ص 6-7.
- ↑ الخطيب البغدادي، ج 2، ص 6-7.
- ↑ ابن أبي يعلى، ج 1، ص 276.
- ↑ الصفدي، ج 2، ص 207؛ ابن العماد، ج 2، ص 134.
- ↑ ابن العماد، ج 2، ص 134.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 491.
- ↑ الخطيب البغدادي، ج 2، ص 33.
- ↑ البخاريّ، مقدمة منبر الدمشقي، ص 40 -42.
- ↑ السبكيّ، ج 2، ص 212.
- ↑ ابن أبي يعلى، ج 1، ص 271.
- ↑ ابن حجر العسقلانيّ، 1408 هـ، ص 7.
- ↑ ابن حجر، 1408 هـ، ص 6.
- ↑ ابن حجر، 1408 هـ، ص 346.
- ↑ ابن العماد، ج 2، ص 124.
- ↑ الصّفدي، ج 2، ص 206 - 207.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 479 480.
- ↑ الصفدي، ج 2، ص 207.
- ↑ الخطيب البغدادي، ج 2، ص 20.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، 1404 هـ، ص 6.
- ↑ ابن خلّكان، ج 4، ص 190.
- ↑ الخطيب البغدادي، ج 2، ص 8؛ ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 5.
- ↑ الخطيب البغدادي، ج 2، ص 8؛ ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 5.
- ↑ ابن حجر، ص 478، 465.
- ↑ ابن حجر، 1408 هـ، ص 6.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 491.
- ↑ حاجي خليفة، ج 1، العمود 541؛ القسطلانيّ، ج 1، ص 19؛ ابن حجر الهيتمي، ص 9؛ النووي، ج 1، ص 120.
- ↑ حيدر، مج 1، ج 1، ص 78.
- ↑ حاجي خليفة، ج 1، العمود 545 - 555.
- ↑ الحسنيّ، ص 124، النجمي، ج 1، ص 125.
- ↑ القسطلاني، ج 1، ص 21.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، 1404 هـ، ج 8، ص 146.
- ↑ النووي، ج 14، ص 127.
- ↑ أبو رية، ص 312 - 313.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، 1408 هـ، ص 9.
- ↑ محمد رشيد رضا، ج 1، ص 671.
- ↑ الحسني، ص 124، النجمي، ج 1، ص 125.
- ↑ ابن أبي الحديد، ج 5، ص 93؛ الخوانساري، ج 7، ص 279-280؛ الحسني، ص 165-191.
- ↑ حيدر، مج 3، ج 6، ص 501.
- ↑ الحسنيّ، ص 176؛ النجمي، ج 1، ص 7.
- ↑ ابن تيمية، ج 4، ص 133؛ الذهبي، ج 1، ص 414؛ أبو رية، ص 311-312.
- ↑ الخوانساري، ج ج 7، ص 279.
- ↑ الأميني، ج 9، ص 281-289.
- ↑ الكتانيّ، ص 96.
- ↑ حاجي خليفة، ج 1، العمود 522.
- ↑ حاجي خليفة، ج 1، العمود 443.
- ↑ الخطيب البغدادي، ج 2، ص 33؛ ياقوت الحموي، ج 1، ص 521؛ الصفديّ، ج 2، ص 208.؛ ابن خلّكان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، ج 2، ص 232؛ ابن العماد، ج 2، ص 135.
ملاحظة
- ↑ بَردِزْبَة: بمعنى المزارع: وقد وردت في المصادر المختلفة أسماء أخرى هي: برزويه، وبدذبة، ويزذبة، ويزدزبة والأحنف. الخطيب البغدادي، ج 2، ص 6، 11؛ ابن خلكان، ج 4، ص 190؛ السبكيّ، ج 2، ص 212؛ الذهبيّ، ج 2، ص 555؛ ابن حجر العسقلاني، 1404 هـ، ص 41.
المصادر والمراجع
- ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، طبعة أبو الفضل إبراهيم، بيروت، 1385 - 1378 هـ/ 1965 - 1967 م.
- ابن أبي يعلي، طبقات الحنابلة، بيروت، د.ت.
- ابن أبي تيمية، منهاج السّنة، د.ن، مصر، 1331 هـ.
- ابن حَجَر، العسقلانيّ، الإصابة في تمييز الصحابة، مصر 1328 هـ.
- ابن حَجَر، العسقلانيّ، تهذيب التهذيب، بيروت، 1404 هـ/ 1988 م.
- ابن حَجَر الهيثمي، الصواعق المحرقة، طبعة عبد الوهاب عبد اللطيف، القاهرة، 1385 هـ/ 1965 م.
- ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، بغداد، د.ت.
- ابن خلكان، وفيات الأعيان، قم، 1364 هـ ش/ 1985 م.
- ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، بيروت، 1405 هـ.
- ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، بيروت، د.ت.
- محمود أبو ريّة، أضواء على السنة المحمدية، مصر، (تاريخ المقدمة 1377 هـ/ 1957 م).
- عبد الحسين الأميني، الغدير في الكتاب والسّنة والأدب، ج 9، بيروت، 1397 هـ/ 1977 م.
- محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، مقدمة محمد منير الدمشقي، بيروت، 1406هـ/ 1986 م.
- مصطفى بن عبد الله حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، بيروت، 1410 هـ/ 1990 م.
- هاشم معروف الحسني، دراسات في الحديث والمحدّثين، بيروت، 1398 هـ/ 1978 م.
- أسد حيدر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، بيروت، 1403 هـ/1983 م.
- أحمد بن علي الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، بيروت، د.ت.
- محمد باقر بن زين العابدين، الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، قم، 1390 - 1392 هـ.
- محمد بن أحمد الذهبي، تذكرة الحُفاظ، محمد رشيد رضا، تفسير المنار، مصر، د.ت.
- عبد الوهاب بن علي السبكيّ، طبقات الشافعية الكبرى، مصر، د.ت.
- صبحي الصالح، علوم الحديث، بيروت، 1965 م.
- خليل بن أبيك الفديّ، كتاب الوافي بالوفيات، ج 2، طبعة: س. ديدرينغ، فيسبادن، 1394 هـ/ 1974 م.
- أحمد بن محمد القسطلاني، إرشاد الساري في شرح البخاري، بولاق، 1305 هـ.
- محمد بن جعفر الكتّاني، الرسالة المستطرفة، القاهرة، د.ت.
- مالك بن انس، الموطأ، إسطنبول، 1401 هـ/ 1981 م.
- محمد باقر محمد تقي المجلسي، بحار الأنوار، بيروتن، 1403 هـ/ 1983 م.
- محمد صادق النجمي، سيري در صحيحين (جولة في الصحيحين)، قم، 1351 هـ/ 1972 م.
- يحيى بن شرف النووي، شرح صحيح مسلم، ج 1، طبعة: خليل الميس، بيروت، 1407 هـ/ 1987 م.
- محمد فريد وجدي، دائرة معارف القرن الرابع عشر الهجري/ العشرين الميلادي، بيروت، د.ت.
- ياقوت الحموي، معجم البلدان، طبعة: واستنفلد، لايبزيغ، 1866 - 1873 م، طبعة: أفست، طهران، 1965 م.