الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فضة النوبية»
imported>Obaidan أنشأ الصفحة ب'{{تطوير مقال}} '''فضة''' هي خادمة عاشت في بيت رسول الله {{صل}} وبعد أن احتاجت فاطمة الزهراء {{عل...' |
imported>Obaidan لا ملخص تعديل |
||
سطر ٦: | سطر ٦: | ||
ورواه أيضاً عن ابن عبّاس في قوله {'''يُوفُونَ بِالنَّذْرِ'''} <ref>سورة الإنسان، الآية 7 </ref>: وقالت جارية يقال لها فضة، نوبيةٌ... الخ <ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة: ج 5 ص 530 .</ref>. | ورواه أيضاً عن ابن عبّاس في قوله {'''يُوفُونَ بِالنَّذْرِ'''} <ref>سورة الإنسان، الآية 7 </ref>: وقالت جارية يقال لها فضة، نوبيةٌ... الخ <ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة: ج 5 ص 530 .</ref>. | ||
ومثله [[ابن حجر]] الذي قال: إن [[رسول الله]] أقدم فاطمة ابنته جارية اسمها فضة النوبية. | ومثله [[ابن حجر]] الذي قال: إن [[رسول الله]] أقدم فاطمة ابنته جارية اسمها فضة النوبية. | ||
ثم روى عن [[الإمام الصادق|جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي]]، عن أبيه، عن علي: أنّ [[رسول الله]] (صلى الله عليه [وآله] وسلم) أخدم فاطمة ابنته جاريةً اسمها فضة النوبية <ref>ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة: ج 8 ص 281 برقم 11632 .</ref>. | ثم روى عن [[الإمام الصادق|جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي]]، عن أبيه، عن علي: أنّ [[رسول الله]] (صلى الله عليه [وآله] وسلم) أخدم فاطمة ابنته جاريةً اسمها فضة النوبية <ref>ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة: ج 8 ص 281 برقم 11632 .</ref>. | ||
ورُوي مثله عن أبي عبد الله (صلوات الله عليه) ، قال: «كانت لفاطمة {{عليها السلام}} جارية يقال لها: فضة» <ref>النعمان المغربي، شرح الأخبار: ج 2 ص 328 ، ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 183 .</ref>. | |||
== | ==نسبها== | ||
كما لم يصل إلينا اسمها الحقيقي، أيضاً لم يصلنا اسم أبيها ولا ذُكر شيء عنها إلا ما نقله ابن الأثير وابن حَجر أنها نوبيّة. | |||
وعلى خلاف هذا الرأي ـ من أنّها نُوبيّة ـ ما ذكره الحافظ البرسي (رحمه الله) الذي ذهب إلى أنّها ابنة ملك الهند<ref>البرسي، مشارق أنوار اليقين: ص 121 .</ref>. | |||
وقال الفيروزآبادي: النُّوبة ـ بالضم ـ بلاد واسعة للسودان بجنوب الصعيد، منها [[بلال الحبشي]] <ref>الفيروز آبادي، القاموس المحيط: ج 1 ص 135 .</ref>. | |||
عن عاصم بن شريك، عن أبي البختري، عن [[الإمام الصادق|أبي عبد الله الصادق]]، عن آبائه {{عليهم السلام}} ، قال: | وقال ابن الوردي: بلاد النوبة في جنوبي مصر وشرقي النيل وغربية، وهي بلاد واسعة، وأهلها أمة عظيمة، وهم على دين النصرانية <ref>ابن الوردي، رياض السالكين: ج 4 ص 224 .</ref>. | ||
==فضة، القصة الخالدة== | |||
===اللهم بارك لنا في فضّتنا=== | |||
عن عاصم بن شريك، عن أبي البختري، عن [[الإمام الصادق|أبي عبد الله الصادق]]، عن آبائه {{عليهم السلام}} ، قال: | |||
«أتى [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} منزل [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، فنادى: "يا فضّة ائتينا بشيء من ماء نتوضأ به". | «أتى [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} منزل [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، فنادى: "يا فضّة ائتينا بشيء من ماء نتوضأ به". | ||
فلم يجبه أحد، ونادى ثلاثاً فلم يجبه أحد، فولّى عن الباب يُريد منزل الموفقة السعيدة الحوراء الإنسية فاطمة (عليها السلام) ، فإذا هو بهاتف يهتف ويقول: "يا أبا الحسن، دونك الماء فتوضأ به". | فلم يجبه أحد، ونادى ثلاثاً فلم يجبه أحد، فولّى عن الباب يُريد منزل الموفقة السعيدة الحوراء الإنسية فاطمة (عليها السلام) ، فإذا هو بهاتف يهتف ويقول: "يا أبا الحسن، دونك الماء فتوضأ به". | ||
فإذا هو بإبريق من ذهب مملوء ماء عن يمينه، فتوضأ، ثم عاد الإبريق إلى مكانه. | فإذا هو بإبريق من ذهب مملوء ماء عن يمينه، فتوضأ، ثم عاد الإبريق إلى مكانه. | ||
سطر ٣٩: | سطر ٤٦: | ||
فقال [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} : "منه السلام، وإليه يردُّ السلام، وإليه يعود طيب الكلام". | فقال [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} : "منه السلام، وإليه يردُّ السلام، وإليه يعود طيب الكلام". | ||
ثم التفت إلى علي {عليه السلام}} فقال: "حبيبي علي، هذا جبرئيل أتانا من عند رب العالمين، وهو يقرئك السلام ويقول: إنّ فضّة كانت حائضاً" . | ثم التفت إلى علي {عليه السلام}} فقال: "حبيبي علي، هذا جبرئيل أتانا من عند رب العالمين، وهو يقرئك السلام ويقول: إنّ فضّة كانت حائضاً" . | ||
فقال علي {{عليه السلام}} : "'''اللهم بارك لنا في فضتنا'''" » <ref>الطوسي، ابن حمزة، الثاقب في المناقب: ص 280 ـ 282 الباب الثالث ح 12 .</ref>. | فقال علي {{عليه السلام}} : "'''اللهم بارك لنا في فضتنا'''" » <ref>الطوسي، ابن حمزة، الثاقب في المناقب: ص 280 ـ 282 الباب الثالث ح 12 .</ref>. | ||
سطر ٥٩: | سطر ٦٦: | ||
ففي الرواية عن عمرو بن داود، عن أبي عبد الله [[الإمام الصادق|جعفر بن محمد]] (صلوات الله عليه) قال: «كانت لفاطمة {{عليها السلام}} جارية يقال لها: فضة، فصارت من بعدها إلى علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) ، فزوّجها من أبي ثعلبة الحبشي، فأولدها ابناً، ثم مات عنها أبو ثعلبة، وتزوّجها من بعده سليك الغطفاني، ثم توفي ابنها من أبي ثعلبة، فامتنعت من سليك أنْ يقربها، فشكاها إلى [[عمر بن الخطاب|عمر]] وذلك في أيامه، فقال لها عمر: ما يشتكي منك سليك، يا فضة؟ | ففي الرواية عن عمرو بن داود، عن أبي عبد الله [[الإمام الصادق|جعفر بن محمد]] (صلوات الله عليه) قال: «كانت لفاطمة {{عليها السلام}} جارية يقال لها: فضة، فصارت من بعدها إلى علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) ، فزوّجها من أبي ثعلبة الحبشي، فأولدها ابناً، ثم مات عنها أبو ثعلبة، وتزوّجها من بعده سليك الغطفاني، ثم توفي ابنها من أبي ثعلبة، فامتنعت من سليك أنْ يقربها، فشكاها إلى [[عمر بن الخطاب|عمر]] وذلك في أيامه، فقال لها عمر: ما يشتكي منك سليك، يا فضة؟ | ||
فقالت: أنت تحكم في ذلك وما يخفى عليك لمَ منعته من نفسي! | فقالت: أنت تحكم في ذلك وما يخفى عليك لمَ منعته من نفسي! | ||
سطر ٧٥: | سطر ٨٢: | ||
قال: فمشى حتى وضع يديه على جسد [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}} ، فأقبلت الخيل، فلما نظروا إليه قال لهم [[عمر بن سعد |عمر بن سعد]] (لعنه الله) : فتنة لا تُثيروها، انصرفوا . فانصرفوا <ref>الكليني، الكافي: ج 1 ص 465 ـ 466 ح 8 .</ref>. | قال: فمشى حتى وضع يديه على جسد [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}} ، فأقبلت الخيل، فلما نظروا إليه قال لهم [[عمر بن سعد |عمر بن سعد]] (لعنه الله) : فتنة لا تُثيروها، انصرفوا . فانصرفوا <ref>الكليني، الكافي: ج 1 ص 465 ـ 466 ح 8 .</ref>. | ||
==وفاتها== | ==وفاتها== | ||
كما لم يذكر التاريخ شيئاً وافياً عن فضّة وتاريخها ـ مع أنها كانت ملازمة [[أهل البيت عليهم السلام|لأهل البيت]] {{عليهم السلام}} ـ أيضاً لم ينقل لنا شيئاً عن وفاتها وكيف توفيت، وكم كان عمرها. | كما لم يذكر التاريخ شيئاً وافياً عن فضّة وتاريخها ـ مع أنها كانت ملازمة [[أهل البيت عليهم السلام|لأهل البيت]] {{عليهم السلام}} ـ أيضاً لم ينقل لنا شيئاً عن وفاتها وكيف توفيت، وكم كان عمرها. | ||
==مرقدها== | ==مرقدها== | ||
سطر ١٠٤: | سطر ١٠٩: | ||
==المصادر== | ==المصادر== | ||
* | * ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة | ||
* | * ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة | ||
* ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب | * ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب | ||
* ابن الوردي، رياض السالكين | |||
* البرسي، مشارق أنوار اليقين | * البرسي، مشارق أنوار اليقين | ||
* الخوئي، معجم رجال الحديث | |||
* الطوسي، ابن حمزة، الثاقب في المناقب | * الطوسي، ابن حمزة، الثاقب في المناقب | ||
* | * الفيروز آبادي، القاموس المحيط | ||
* | * الكليني، الكافي | ||
* النعمان المغربي، شرح الأخبار | |||
==الهوامش== | ==الهوامش== |
مراجعة ٢٢:٢٠، ٥ سبتمبر ٢٠١٥
هذه مقالة أو قسم تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها. فضلًا أزل القالب لو لم تُجرَ أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. imported>Obaidan |
فضة هي خادمة عاشت في بيت رسول الله وبعد أن احتاجت فاطمة الزهراء
لخادمة تساعدها في أمور بيتها أهداها إيها أبوها، بقيت مع أهل البيت إلى ما بعد واقعة كربلاء ، ثم هاجرت إلى بلاد الشام وتوفيت هناك، ولها فيه مرقد معروف.
اسمها
ليس هناك أي مصدر تعرض لترجمتها أو الحديث عنها وإنما فقط فلم يُذكر أكثر من اسمها، لكن ذكرها ابن الأثير بإيجاز فقال: فضة النوبية، جارية فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) . ورواه أيضاً عن ابن عبّاس في قوله {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} [١]: وقالت جارية يقال لها فضة، نوبيةٌ... الخ [٢].
ومثله ابن حجر الذي قال: إن رسول الله أقدم فاطمة ابنته جارية اسمها فضة النوبية.
ثم روى عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن علي: أنّ رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) أخدم فاطمة ابنته جاريةً اسمها فضة النوبية [٣].
ورُوي مثله عن أبي عبد الله (صلوات الله عليه) ، قال: «كانت لفاطمة جارية يقال لها: فضة» [٤].
نسبها
كما لم يصل إلينا اسمها الحقيقي، أيضاً لم يصلنا اسم أبيها ولا ذُكر شيء عنها إلا ما نقله ابن الأثير وابن حَجر أنها نوبيّة.
وعلى خلاف هذا الرأي ـ من أنّها نُوبيّة ـ ما ذكره الحافظ البرسي (رحمه الله) الذي ذهب إلى أنّها ابنة ملك الهند[٥].
وقال الفيروزآبادي: النُّوبة ـ بالضم ـ بلاد واسعة للسودان بجنوب الصعيد، منها بلال الحبشي [٦].
وقال ابن الوردي: بلاد النوبة في جنوبي مصر وشرقي النيل وغربية، وهي بلاد واسعة، وأهلها أمة عظيمة، وهم على دين النصرانية [٧].
فضة، القصة الخالدة
اللهم بارك لنا في فضّتنا
عن عاصم بن شريك، عن أبي البختري، عن أبي عبد الله الصادق، عن آبائه ، قال:
«أتى أمير المؤمنين منزل عائشة، فنادى: "يا فضّة ائتينا بشيء من ماء نتوضأ به".
فلم يجبه أحد، ونادى ثلاثاً فلم يجبه أحد، فولّى عن الباب يُريد منزل الموفقة السعيدة الحوراء الإنسية فاطمة (عليها السلام) ، فإذا هو بهاتف يهتف ويقول: "يا أبا الحسن، دونك الماء فتوضأ به".
فإذا هو بإبريق من ذهب مملوء ماء عن يمينه، فتوضأ، ثم عاد الإبريق إلى مكانه.
فلما نظر إليه رسول الله قال: يا علي، ما هذا الماء الذي أراه يقطر كأنه الجُمان؟".
قال: " بأبي أنت وأمي، أتيت منزل عائشة فدعوت فضّة تأتينا بماء للوضوء، ثلاثاً، فلم يجبني أحد، فولّيت، فإذا أنا بهاتف يهتف وهو يقول: يا (عليٌ، دونك الماء) . فالتفت فإذا أنا بإبريق من ذهب مملوء ماء" .
فقال: "يا علي، تدري من الهاتف؟ ومن أين كان الإبريق؟ ".
فقال: " الله ورسوله أعلم" .
فقال قالب:صلى الله عليه وآله : "أما الهاتف فحبيبي جبرئيل ، وأمّا الإبريق فمن الجنّة، وأمّا الماء فثلث من المشرق، وثلث من المغرب، وثلث من الجنة" .
فهبط جبرئيل فقال: يا رسول الله، الله يقرئك السلام ويقول لك: "أقرى علياً السلام مني، وقل: إنّ فضّة كانت حائضاً" .
فقال النبي : "منه السلام، وإليه يردُّ السلام، وإليه يعود طيب الكلام".
ثم التفت إلى علي {عليه السلام}} فقال: "حبيبي علي، هذا جبرئيل أتانا من عند رب العالمين، وهو يقرئك السلام ويقول: إنّ فضّة كانت حائضاً" .
فقال علي : "اللهم بارك لنا في فضتنا" » [٨].
فضّة وما عندها من العلوم الغريبة
قال الحافظ رجب البرسي (رحمه الله) : لما جاءت إلى بيت الزهراء ودخلت بيت النبوة ومعدن الرحمة ومنبع العصمة ودار الحكمة وأم الأئمة، لم تجد هناك إلاّ السيف والدرع والرحى، وكانت فضّة بنت ملك الهند [٩]، وكان عندها ذخيرة من الإكسير، فأخذت قطعة من النحاس وألانتها وجعلتها على هيئة سمكة وألقت عليها الدواء وصبغتها ذهباً.
فلما جاء أمير المؤمنين وضعتها بين يديه، فلمّا رآها قال: «أحسنتِ يا فضة، لكن لو أذنبت الجسد لكن الصبغ أعلى والقيمة أغلى».
فقالت: يا سيدي، أتعرف هذا العلم؟
فقال: «نعم، وهذا الطفل يعرفه». ، وأشار إلى الحسن ، فجاء وقال كما قال أمير المؤمنين
.
ثم قال لها أمير المؤمنين: «نحن نعرف أعظم من هذا». ، ثم أومى بيده، وإذا عنق من ذهب وكنوز سائرة، فقال: «ضعيها مع أخواتها». ، فوضعتها فسارت[١٠].
زواجها بعد وفاة فاطمة (عليها السلام)
بعد أن توفيت فاطمة صارت فضّة تحت ظلال اسم أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وصارة جاية له، فأراد أن يعتقها إكراماً لفاطمة
فلم يكن أمامه إلاً تزويجها؛ فهي امرأة لا تقدر على تحمّل أعباء المعيشة بمفردها، خاصّة وأنّها كانت أمة مملوكة.
ففي الرواية عن عمرو بن داود، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (صلوات الله عليه) قال: «كانت لفاطمة جارية يقال لها: فضة، فصارت من بعدها إلى علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) ، فزوّجها من أبي ثعلبة الحبشي، فأولدها ابناً، ثم مات عنها أبو ثعلبة، وتزوّجها من بعده سليك الغطفاني، ثم توفي ابنها من أبي ثعلبة، فامتنعت من سليك أنْ يقربها، فشكاها إلى عمر وذلك في أيامه، فقال لها عمر: ما يشتكي منك سليك، يا فضة؟
فقالت: أنت تحكم في ذلك وما يخفى عليك لمَ منعته من نفسي!
قال عمر: ما أجد لك رخصة.
قالت: يا أبا حفص، ذَهَبَتْ بك المذاهب! إنّ ابني من غيره مات، فأردت أنْ أستبرئ نفسي بحيضة، فإذا أنا حِضت علمت أنّ ابني مات ولا أخ له. وإنْ كنت حاملاً كان الذي في بطني أخوه.
فقال عمر: شعرة من آل أبي طالب أفقه من عدي» [١١].
مع زينب (عليها السلام) يوم عاشوراء
روى الشيخ الكليني عن الحسين بن محمد، قال: حدّثني أبو كريب وأبو سعيد الأشج، قال: حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه إدريس بن عبدالله الأودي، قال: لما قُتل الحسين أراد القوم أنْ يُوطئوه الخيل، فقالت فضّة لزينب: يا سيدتي، إنّ سفينة [١٢] كُسر به في البحر فخرج إلى جزيرة فإذا هو بأسد، فقال: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله
، فهمهم بين يديه حتى وقفه على الطريق، والأسد رابض في ناحيةٍ، فدعيني أمضي إليه وأُعلمه ما هم صانعون غداً.
قال: فمضت إليه فقالت: يا أبا الحارث، فرفع رأسه، ثم قالت: أتدري ما يريدون أنْ يعملوا غداً بأبي عبد الله ؟ يريدون أن يُوطئوا الخيل ظهره.
قال: فمشى حتى وضع يديه على جسد الحسين ، فأقبلت الخيل، فلما نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد (لعنه الله) : فتنة لا تُثيروها، انصرفوا . فانصرفوا [١٣].
وفاتها
كما لم يذكر التاريخ شيئاً وافياً عن فضّة وتاريخها ـ مع أنها كانت ملازمة لأهل البيت ـ أيضاً لم ينقل لنا شيئاً عن وفاتها وكيف توفيت، وكم كان عمرها.
مرقدها
يُنسب إلى فضّة مقامان، أحدهما قبر والآخر لا يبدو كذلك:
مقام يقع في العراق في محلّة باب النجف إحدى محلاّت مدينة كربلاء المقدسة داخل زقاق متفرّع من شارع العباس ويسمّى زقاق (شير فضة) نسبة إلى المقام المذكور.
و (شير) كلمة فارسية تعني الحنفية (الصنبور) أو الأسد، ولعل سبب اختيار هذا الموقع وتسميته بهذا الاسم الفارسي راجع إلى: كون كربلاء كان يسكنها الكثير من الإيرانيين مُجاورةً أو طلباً للعلم، حتى نهاية السبعينات من العقد المنصرم، حيث قامت حكومات البعث المتعاقبة بإخراجهم منها.
وقيل بأن هذه المكان هي التي كان الأسد رابض فيها فأتته فضّة وكلمته في شأن جثّة الإمام الحسين كما في الرواية، ولكن هذا لا دليل عليه سوى تناقل الأجيال، والله أعلم.
والمقام الثاني وهو مرقد فضّة، ويقع في بلاد الشام في مقبرة الباب الصغير في دمشق، حيث قيل بأنّها رجعت إلى الشام مع العقيلة زينب وبقيت هناك حتى توفيت (رضي الله عنها) .
كُتب حول شخصيتها
- حضرت فضه سوانح (أوردو) ـ لم أعرف المؤلفـ طبع في اداره علوم اسلامي صغرى، سلطان پريس، لاهور.
- حضرت فضه (أوردو) ـ محمد حسين سابقي.
- حضرت فضه (أوردو) ـ محمد ياورحسنين جعفري.
- دفتر خاطرات فضه كنيز حضرت زهرا (سلام الله عليها) ـ محمد رضا انصاري.
- داستان فضه كنيز حضرت زهرا ـ محسن ماجراجو.
- فضه خادم حضرت زهرا ، ابو الفضل هادي مَنش.
- فضة خادمة الزهراء ـ كريم جهاد الحساني .
- فضة خادمةٌ في بيت فاطمة ـ أحمد بن حسين العبيدان ـ ضمن كتاب (نوبيّات في بيت النبوّة) .
- نفحات من حياة فضّة خادمة فاطمة الزهراء ـ فوزية المرزوق.
المصادر
- ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة
- ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة
- ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب
- ابن الوردي، رياض السالكين
- البرسي، مشارق أنوار اليقين
- الخوئي، معجم رجال الحديث
- الطوسي، ابن حمزة، الثاقب في المناقب
- الفيروز آبادي، القاموس المحيط
- الكليني، الكافي
- النعمان المغربي، شرح الأخبار
الهوامش
- ↑ سورة الإنسان، الآية 7
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة: ج 5 ص 530 .
- ↑ ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة: ج 8 ص 281 برقم 11632 .
- ↑ النعمان المغربي، شرح الأخبار: ج 2 ص 328 ، ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 183 .
- ↑ البرسي، مشارق أنوار اليقين: ص 121 .
- ↑ الفيروز آبادي، القاموس المحيط: ج 1 ص 135 .
- ↑ ابن الوردي، رياض السالكين: ج 4 ص 224 .
- ↑ الطوسي، ابن حمزة، الثاقب في المناقب: ص 280 ـ 282 الباب الثالث ح 12 .
- ↑ وقد تقدم انها لم تكن من الهند .
- ↑ البرسي، مشارق أنوار اليقين: ص 121 .
- ↑ النعمان المغربي، شرح الأخبار: ج 2 ص 328 ، ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 183 .
- ↑ لقب مولى رسول الله
يُكنى أبا ريحانة واسمه قيس بن ورقاء على ما ذكره ابن شهرآشوب و الكفعمي في المصباح ، ذكر البرقي في رجاله في الطبقة الثالثة من أصحاب رسول الله
. لاحظ: الخوئي، معجم رجال الحديث: ج 9 ص 170 ـ 172 برقم 5255 .
- ↑ الكليني، الكافي: ج 1 ص 465 ـ 466 ح 8 .
.