انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القضاء والقدر»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ١٢٦: سطر ١٢٦:


*'''كاشف الغطاء:'''
*'''كاشف الغطاء:'''
اول مساهمة نتناولها في هذا المقال هي مطارحات للشيخ كاشف الغطاء حول الموضوع والتي سجلت في كتابه ( الإسلام والدين)
اول مساهمة نتناولها في هذا المقال هي مطارحات للشيخ كاشف الغطاء حول الموضوع والتي سجلت في كتابه ( الإسلام والدين)
 
فلقد ركّز كاشف الغطاء على قضية الانحطاط والتخلّف التي تضرب بشعابها في أوساط المجتمعات الإسلامية، وكان لابدّ أن يمرّ على مقولة القدر والقضاء بوصفها سببا فكريّاً ألقى بتبعاته على الواقع الاجتماعي للمسلمين من خلال القراءة العرفية المغلوطة لهذه العقيدة، فكان أن أطلق‌ صيحة رافضة للفهم الخاطئ المقلوب،<ref> الحيدري، السيد كمال، القضاء والقدر وإشکالیة تعطیل الفعل الإنساني، ص49 و50</ref> وهو يقول: «دع عنك يا هذا هذه الخزعبلات والمخرفات والأباطيل والتعلّلات، فإنّ الله جلّ شأنه ما جعل القضاء والقدر لتتخذه ستاراً لسيّئاتك وتمشية لشهواتك وعصىً تتوصّل بها إلى معاصيك وأهوائك».<ref>كاشف الغطاء، محمد حسين، الدين والإسلام أو الدعوة الإسلامية،  ج1، ص181-182.</ref>
يقول السيد كمال الحيدري في كتابه «القضاء والقدر واشكالية تعطيل الفعل»: لقد ركّز كاشف الغطاء على قضية الانحطاط والتخلّف التي تضرب بشعابها في أوساط المجتمعات الإسلامية، وكان لابدّ أن يمرّ على مقولة القدر والقضاء بوصفها سببا فكريّاً ألقى بتبعاته على الواقع الاجتماعي للمسلمين من خلال القراءة العرفية المغلوطة لهذه العقيدة، فكان أن أطلق‌ صيحة رافضة للفهم الخاطئ المقلوب، وهو يقول: «دع عنك يا هذا هذه الخزعبلات والمخرفات والأباطيل والتعلّلات، فإنّ الله جلّ شأنه ما جعل القضاء والقدر لتتخذه ستاراً لسيّئاتك وتمشية لشهواتك وعصىً تتوصّل بها إلى معاصيك وأهوائك».<ref>كاشف الغطاء، محمد حسين، الدين والإسلام أو الدعوة الإسلامية،  ج 1، ص 181-182.</ref>


ثمّ قارب بين القضاء والقدر وبين حركة السنن والنواميس الحاكمة في الوجود بادئاً بمثال يلامس الوجدان الإنساني ولا يخطئه الحسّ‌، حين قال: «ألست أنت وكلّ بصير جدّ خبير أنّ كلّ جماعة وأمّة دخلت تحت جامعة واحدة وجهة عامّة لا محالة تحتاج إلى وضع نواميس تجري عليها، وتخرج بها عن الفوضى والسراح المودي بها والمؤدّي إلى هلاكها؟».<ref> كاشف الغطاء، محمد حسين، الدين والإسلام أو الدعوة الإسلامية، ج 1، ص ، 158 فصل بعنوان القضاء والقدر</ref>
ثمّ قارب بين القضاء والقدر وبين حركة السنن والنواميس الحاكمة في الوجود بادئاً بمثال يلامس الوجدان الإنساني ولا يخطئه الحسّ‌، حين قال: «ألست أنت وكلّ بصير جدّ خبير أنّ كلّ جماعة وأمّة دخلت تحت جامعة واحدة وجهة عامّة لا محالة تحتاج إلى وضع نواميس تجري عليها، وتخرج بها عن الفوضى والسراح المودي بها والمؤدّي إلى هلاكها؟».<ref> كاشف الغطاء، محمد حسين، الدين والإسلام أو الدعوة الإسلامية، ج 1، ص ، 158 فصل بعنوان القضاء والقدر</ref>
سطر ١٣٨: سطر ١٣٦:


*'''محمدجواد مغنية:'''
*'''محمدجواد مغنية:'''
ممّن أسهم في معالجة عقيدة القدر والقضاء على الأساس ذاته هو الشيخ محمّد جواد مغنية (ت: 1979 م). ففي كتاب له عنوانه «فلسفة التوحيد» تناول بأسلوبه الجاذب اليسر هذه المقولة داخلاً إليها عبر نظام السببيّة وقانون العلّة والمعلول. فما دام موضوع القضاء والقدر هو ما يحدث في الطبيعة من ظواهر وما يصدر عن الإنسان من أعمال، وما دام لهذه الحوادث والأعمال والظواهر موجبات وأسباب، فإنّ القضاء والقدر المنبسطين فيها، إنّما «يوجبان ما يوجبان بتوسّط أسباب وعلل مترتّبة منتظمة، بعضها مؤثّرات وأخرى متأثّرات، ومتى اجتمعت الأسباب وارتفعت الموانع وُجد الشيء المقضي المقدّر» فلسفة التوحيد، المطبوع في إطار مجموعة:<ref>مغنية، محمد جواد، فلسفات إسلامية، ص 63؛ الحيدري، السيد كمال، القضاء والقدر وإشکالیة تعطیل الفعل الإنسانی، الصفحة: 55</ref>
ممّن أسهم في معالجة عقيدة القدر والقضاء على الأساس ذاته هو الشيخ محمّد جواد مغنية (ت: 1979 م). ففي كتاب له عنوانه «فلسفة التوحيد» تناول بأسلوبه الجاذب اليسر هذه المقولة داخلاً إليها عبر نظام السببيّة وقانون العلّة والمعلول. فما دام موضوع القضاء والقدر هو ما يحدث في الطبيعة من ظواهر وما يصدر عن الإنسان من أعمال، وما دام لهذه الحوادث والأعمال والظواهر موجبات وأسباب، فإنّ القضاء والقدر المنبسطين فيها، إنّما «يوجبان ما يوجبان بتوسّط أسباب وعلل مترتّبة منتظمة، بعضها مؤثّرات وأخرى متأثّرات، ومتى اجتمعت الأسباب وارتفعت الموانع وُجد الشيء المقضي المقدّر» فلسفة التوحيد، المطبوع في إطار مجموعة:<ref>مغنية، محمد جواد، فلسفات إسلامية، ص 63؛ الحيدري، السيد كمال، القضاء والقدر وإشکالیة تعطیل الفعل الإنسانی، الصفحة: 55</ref>
ثم ينتقل إلى فقرة جديدة من كلام الشيخ مغنية قائلا ؛ ثمّ ينعطف لمقاربة المقولة بالسنن، فيستعرض بعض آيات السنن في القرآن الكريم، لينتهي إلى القول بأنّ هذه الآيات دلّت «بصراحة ووضوح على أنّ قانون الأسباب والمسبّبات، وربط النتائج بالمقدّمات هو قانون كونيّ إلهيّ يطّرد في كلّ شيء ولا يخرج عنه شيء إلاّ إذا خرج عن صنع الله».  
ثم ينتقل إلى فقرة جديدة من كلام الشيخ مغنية قائلا ؛ ثمّ ينعطف لمقاربة المقولة بالسنن، فيستعرض بعض آيات السنن في القرآن الكريم، لينتهي إلى القول بأنّ هذه الآيات دلّت «بصراحة ووضوح على أنّ قانون الأسباب والمسبّبات، وربط النتائج بالمقدّمات هو قانون كونيّ إلهيّ يطّرد في كلّ شيء ولا يخرج عنه شيء إلاّ إذا خرج عن صنع الله».  
وبذلك فإنّ القضاء والقدر داخلان في إطار هذا القانون الكوني الإلهي لا يشذّان عنه، وهما جزء منه أيضاً، لأنّهما من صنعه سبحانه ومن خلقه، كما نقرأ في الحديث الشريف: «إنّ القضاء والقدر خلقان من خلق الله».<ref>مغنية، محمد جواد، فلسفة التوحيد، المطبوع في إطار مجموعة فلسفات إسلامية، ص64؛ الحيدري، السيد كمال، القضاء والقدر وإشکالیة تعطیل الفعل الإنساني، الصفحة: 56</ref>
وبذلك فإنّ القضاء والقدر داخلان في إطار هذا القانون الكوني الإلهي لا يشذّان عنه، وهما جزء منه أيضاً، لأنّهما من صنعه سبحانه ومن خلقه، كما نقرأ في الحديث الشريف: «إنّ القضاء والقدر خلقان من خلق الله».<ref>مغنية، محمد جواد، فلسفة التوحيد، المطبوع في إطار مجموعة فلسفات إسلامية، ص64؛ الحيدري، السيد كمال، القضاء والقدر وإشکالیة تعطیل الفعل الإنساني، الصفحة: 56</ref>
 
في ضوء هذه النظرية في التفسير ينتهي مغنية إلى القول نصّاً بأنّ‌: «الإيمان بقضاء الله وقدره هو عين الإيمان بالله ونظامه، وقدرته وسننه التي هي سنن الطبيعة بالذات» <ref>مغنية، محمد جواد، فلسفات إسلامية: ص 65؛ الحيدري، السيد كمال، القضاء والقدر وإشکالیة تعطیل الفعل الإنساني، ص 56
في ضوء هذه النظرية في التفسير ينتهي مغنية إلى القول نصّاً بأنّ‌: «الإيمان بقضاء الله وقدره هو عين الإيمان بالله ونظامه، وقدرته وسننه التي هي سنن الطبيعة بالذات» <ref>مغنية، محمد جواد، فلسفات إسلامية: ص 65؛ الحيدري، السيد كمال، القضاء والقدر وإشکالیة تعطیل الفعل الإنساني، الصفحة: 56
</ref>
</ref>
*'''السيد الخوئي:'''
*'''السيد الخوئي:'''
ما أجاد سماحته(السيد الخوئي) في محاضراته في كلام مفصل ننقل المهم منه ، وحاصله: منع كون الإرادة علّة تامة للفعل بل الفعل على الرغم من وجوده وتحققه يكون تحت اختيار النفس وسلطانها ولو كانت الإرادة علّة تامة لحركة العضلات ومؤثرة فيها لم يكن للنفس تلك السلطنة، ولكانت عاجزة عن التأثير فيها مع فرض وجودها..
ما أجاد سماحته(السيد الخوئي) في محاضراته في كلام مفصل ننقل المهم منه ، وحاصله: منع كون الإرادة علّة تامة للفعل بل الفعل على الرغم من وجوده وتحققه يكون تحت اختيار النفس وسلطانها ولو كانت الإرادة علّة تامة لحركة العضلات ومؤثرة فيها لم يكن للنفس تلك السلطنة، ولكانت عاجزة عن التأثير فيها مع فرض وجودها..
ثم قال: «إنّ الميزان في الفعل الاختياري ما أوجدته النفس باختيارها وإعمال القدرة والسلطنة المعبر عنها بالاختيار وقد خلق اللّه النفس الإنسانية واجدة لهذه السلطنة والقدرة وهي ذاتية لها، وثابتة في صميم ذاتها، ولأجل هذه السلطنة تخضع العضلات لها، وتنقاد في حركاتها، فلا تحتاج النفس في إعمالها لتلك السلطنة والقدرة إلى إعمال سلطنة». <ref>المحاضرات، ج 1، ص 59-60 .السبحاني التبریزي، جعفر. المحرر حسن مکي العاملي ، 1413 الهجري،</ref>  <ref>الإلهیات علی هدی الکتاب والسنة والعقل، قم المقدسة، مؤسسة الإمام الصادق علیه السلام، الجزء: 2، الصفحة: 310</ref>
ثم قال: «إنّ الميزان في الفعل الاختياري ما أوجدته النفس باختيارها وإعمال القدرة والسلطنة المعبر عنها بالاختيار وقد خلق اللّه النفس الإنسانية واجدة لهذه السلطنة والقدرة وهي ذاتية لها، وثابتة في صميم ذاتها، ولأجل هذه السلطنة تخضع العضلات لها، وتنقاد في حركاتها، فلا تحتاج النفس في إعمالها لتلك السلطنة والقدرة إلى إعمال سلطنة». <ref>المحاضرات، ج 1، ص 59-60 .السبحاني التبریزي، جعفر. المحرر حسن مکي العاملي ، 1413 الهجري،</ref>  <ref>الإلهیات علی هدی الکتاب والسنة والعقل، قم المقدسة، مؤسسة الإمام الصادق علیه السلام، الجزء: 2، الصفحة: 310</ref>
*'''الإمام الخميني:'''
*'''الإمام الخميني:'''
السيد الإمام الخميني بعد الغور في غمار البحث أخرج بهذه النتائج  
السيد الإمام الخميني بعد الغور في غمار البحث أخرج بهذه النتائج  
سطر ١٥٦: سطر ١٥٠:
#إنّ الأفعال القلبية، اختيارية للنفس بضابط جوهرية الإختيار للنفس البشرية
#إنّ الأفعال القلبية، اختيارية للنفس بضابط جوهرية الإختيار للنفس البشرية
والدليل على ثبوت الإختيار الجوهري للنفس، هو العلم الوجداني بذلك فإن كل انسان، كما يجد ذاته حاضرة لديه فهكذا يجد كونه مختارا، و أنّ هيمنة الفعل والترك بيده و في حوزته، وله أن يبادر نحو عمل أو أن لا يبادر، ولا شيء أظهر عند الشخص من هذا الاختيار، وحتى لو أنكره ظاهريًا، فلا يمكن إنكاره في صميم نفسه. وعلاوة على ذلك فإن ظهور الإختيار على مستوى السلوكي ووصف هذه السلوك بالإختيارية، يعرب عن تواجد هذه الصفة في طيات نفسه لأن افعال البشر هي بلورة ذاته وأفكاره ونواياه.<ref>الإلهیات علی هدی الکتاب والسنة والعقل، قم المقدسة، مؤسسة الإمام الصادق علیه السلام، الجزء: 2، الصفحة: 313</ref>
والدليل على ثبوت الإختيار الجوهري للنفس، هو العلم الوجداني بذلك فإن كل انسان، كما يجد ذاته حاضرة لديه فهكذا يجد كونه مختارا، و أنّ هيمنة الفعل والترك بيده و في حوزته، وله أن يبادر نحو عمل أو أن لا يبادر، ولا شيء أظهر عند الشخص من هذا الاختيار، وحتى لو أنكره ظاهريًا، فلا يمكن إنكاره في صميم نفسه. وعلاوة على ذلك فإن ظهور الإختيار على مستوى السلوكي ووصف هذه السلوك بالإختيارية، يعرب عن تواجد هذه الصفة في طيات نفسه لأن افعال البشر هي بلورة ذاته وأفكاره ونواياه.<ref>الإلهیات علی هدی الکتاب والسنة والعقل، قم المقدسة، مؤسسة الإمام الصادق علیه السلام، الجزء: 2، الصفحة: 313</ref>


*'''العلامة الطباطبائي:'''
*'''العلامة الطباطبائي:'''