انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مفترض الطاعة»

imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
سطر ١٠: سطر ١٠:


== أدلة إفتراض الطاعة ==
== أدلة إفتراض الطاعة ==
بناءً على الآيات والروايات يعتبر علماء الشيعة أن الأئمة هم من تجب طاعتهم، ف[[آية أولي الأمر]]، [[حديث الثقلين]]، [[حديث السفينة]] و[[حديث المنزلة]] من جملة الآيات والروايات التي استدلوا بها على كون الأئمة مفترضي الطاعة، كما أن هناك روايات صريحة بيّنت مسألة افتراض الطاعة.
بناءً على الآيات والروايات يعتبر علماء الشيعة أن الأئمة هم من تجب طاعتهم، ف[[آية أولي الأمر]]، و<nowiki/>[[حديث الثقلين]]، و<nowiki/>[[حديث السفينة]] و<nowiki/>[[حديث المنزلة]] من جملة الآيات والروايات التي استدلوا بها على كون الأئمة مفترضي الطاعة، كما أن هناك روايات صريحة بيّنت مسألة افتراض الطاعة.
 


=== آية أولي الأمر ===
=== آية أولي الأمر ===
بناءً على قوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)<ref>سورة النساء، الآیة59.</ref> فإنه وبالإضافة إلى طاعة الله وطاعة رسوله تكون طاعة أولي الأمر واجبة دون قيد أو شرط<ref>انظر: الطبرسي، مجمع البیان، 1372هـ ش، ج3، ص100؛ الطباطبائي، المیزان، 1390هـ ق، ج4، ص391.</ref>، وبقول [[السيد محمد حسين الطباطبائي|العلامة الطباطبائي]] فإن عطف «أولي الأمر» على «رسوله» دون تكرار الفعل «أَطیعُوا» فيه إشارة إلى أنه كما كانت طاعة النبي واجبة مطلقاً، فإن طاعة أولي الأمر واجبة أيضاً دون قيد أو شرط<ref>الطباطبائي، المیزان، 1390هـ ق، ج4، ص391.</ref>، ويعتبر علماء الشيعة أن المراد من [[أولي الأمر]] في الروايات هم الأئمة الإثني عشر.<ref>الطوسي، التبیان فی تفسیر القرآن،‌ دار إحیاء التراث العربي، ج3، ص236؛ الطبرسي، مجمع البیان، 1372هـ ش، ج3، ص100؛ الطباطبائي، المیزان، 1390هـ ق، ج4، ص398و399.</ref>  
{{مفصلة|آية أولي الأمر}}
بناءً على قوله تعالى: {{قرآن|يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}}<ref>سورة النساء، الآیة59.</ref> فإنه وبالإضافة إلى طاعة الله وطاعة رسوله تكون طاعة أولي الأمر واجبة دون قيد أو شرط<ref>انظر: الطبرسي، مجمع البیان، 1372هـ ش، ج3، ص100؛ الطباطبائي، المیزان، 1390هـ ق، ج4، ص391.</ref>، ويرى [[السيد محمد حسين الطباطبائي|العلامة الطباطبائي]] أنّ عطف «أولي الأمر» على «رسوله» دون تكرار الفعل «أَطیعُوا» فيه إشارة إلى أنه كما كانت طاعة النبي واجبة مطلقاً، فإن طاعة أولي الأمر واجبة أيضاً دون قيد أو شرط<ref>الطباطبائي، المیزان، 1390هـ ق، ج4، ص391.</ref>، ويعتبر علماء الشيعة أن المراد من [[أولي الأمر]] في الروايات هم [[أئمة أهل البيت|الأئمة الإثني عشر]]{{اختصار/عليهم}}.<ref>الطوسي، التبیان فی تفسیر القرآن،‌ دار إحیاء التراث العربي، ج3، ص236؛ الطبرسي، مجمع البیان، 1372هـ ش، ج3، ص100؛ الطباطبائي، المیزان، 1390هـ ق، ج4، ص398و399.</ref>  


=== الأحاديث المشير إلى إفتراض الطاعة ===
=== الأحاديث المشيرة إلى إفتراض الطاعة ===
في [[حديث الثقلين]] جعل [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] إلى جانب القرآن، فكما هو واجب على المسلمين إتباع [[القرآن الكريم|القرآن]]، فمن الواجب عليهم أيضاً إتباع أهل البيت<ref>انظر: الحلبي، الکافي في الفقه، ‌1403هـ ق، ص97.</ref>، وبقول [[أبو الصلاح الحلبي|أبي الصلاح الحلبي]] وهو [[المجتهد|فقيه]] وعالم دين شيعي في القرنين الرابع والخامس قمري، أنه نظراً لإطلاق كلام [[النبي (توضيح)|النبي]] ص في حديث الثقلين  فإنَّ وجوب طاعة أهل البيت أيضاً غير مشروط، ولذلك يجب على المسلمين إتباع أهل البيت في تمام سلوكهم وكلامهم.<ref>الحلبي، الکافي في الفقه، ‌1403هـ ق، ص97.</ref>
في [[حديث الثقلين]] جعل [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]]{{اختصار/عليهم}} إلى جانب [[القرآن]]، فكما هو واجب على المسلمين إتباع [[القرآن الكريم|القرآن]]، فمن الواجب عليهم أيضاً إتباع أهل البيت<ref>انظر: الحلبي، الکافي في الفقه، ‌1403هـ ق، ص97.</ref>، وذهب [[أبو الصلاح الحلبي]] وهو [[المجتهد|فقيه]] وعالم دين شيعي في القرنين الرابع والخامس قمري، أنه نظراً لإطلاق كلام [[النبي (ص)]] في حديث الثقلين  فإنَّ وجوب طاعة أهل البيت أيضاً غير مشروط، ولذلك يجب على المسلمين إتباع أهل البيت في تمام سلوكهم وكلامهم.<ref>الحلبي، الکافي في الفقه، ‌1403هـ ق، ص97.</ref>


يشير [[حديث السفينة]] أيضاً إلى وجوب إتباع وطاعة أهل البيت عليهم السلام، لأنه ووفق هذا الحديث يكون الخلاص في إتباعهم والهلاك والضلال في معصيتهم<ref>المظفر، دلائل الصدق، ۱۴۲۲هـ ق، ج6، ص262 و 263.</ref>، وبقول [[مير حامد حسين الهندي|مير حامد حسين]]، بناءً على هذا الحديث فإن الالتزام بطاعة أهل البيت مطلق وغير مشروط.<ref>میر حامد حسین، عبقات الأنوار، ‌1366هـ ش، ج23، ص975.</ref>
ويشير [[حديث السفينة]] أيضاً إلى وجوب إتباع وطاعة أهل البيت عليهم السلام، لأنه ووفق هذا الحديث يكون الخلاص في إتباعهم والهلاك والضلال في معصيتهم<ref>المظفر، دلائل الصدق، ۱۴۲۲هـ ق، ج6، ص262 و 263.</ref>، وبحسب ما قال [[مير حامد حسين الهندي|مير حامد حسين]]، بناءً على هذا الحديث فإن الالتزام بطاعة أهل البيت مطلق وغير مشروط.<ref>میر حامد حسین، عبقات الأنوار، ‌1366هـ ش، ج23، ص975.</ref>


وقد خلص بعض العلماء ك[[الشيخ الطوسي]] و[[أبو الصلاح الحلبي]]، إلى وجوب طاعة [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي]] عليه السلام بحديث المنزلة ومن هنا أثبتوا إمامته<ref>الطوسي، الإقتصاد، 1406هـ ق، ص352؛ الحلبي، تقریب‌ المعارف، 1404هـ ق، ص210.</ref>، فقال الشيخ الطوسي أن [[النبي (توضيح)|النبي]] ص قدّم منزلة الإمام علي منه على أنها كمنزلة هارون من موسى، فبما أن هارون هو خليفة موسى فعلي هو خليفة النبي ع وهذا يثبت أنه الإمام أيضاً.<ref>الطوسي، الإقتصاد، 1406هـ ق، ص352.</ref>
وقد خلص بعض العلماء ك[[الشيخ الطوسي]] و<nowiki/>[[أبو الصلاح الحلبي|أبي الصلاح الحلبي]]، إلى وجوب طاعة [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي]]{{اختصار/ع}} ب[[حديث المنزلة]] ومن هنا أثبتوا [[الإمامة|إمامته]]<ref>الطوسي، الإقتصاد، 1406هـ ق، ص352؛ الحلبي، تقریب‌ المعارف، 1404هـ ق، ص210.</ref>، فقال الشيخ الطوسي أن [[النبي (ص)|النبي]]{{اختصار/ص}} قدّم منزلة الإمام علي منه على أنها كمنزلة [[النبي هارون|هارون]] من [[موسى(ع)|موسى]]، فبما أن هارون هو خليفة موسى فعلي بن أبي طالب هو خليفة النبي محمد، وهذا يثبت أنه الإمام أيضاً.<ref>الطوسي، الإقتصاد، 1406هـ ق، ص352.</ref>


=== الأحاديث الناصة على إفتراض الطاعة ===
=== الأحاديث التي تنصّ على إفتراض الطاعة ===
في كتب الحديث هناك أحاديث تصرح بافتراض طاعة [[أئمة أهل البيت|الأئمة]]، وقد روى [[محمد بن يعقوب الكليني]] في كتاب [[الكافي (كتاب)|الكافي]] في باب تحت عنوان «بَابُ فَرْضِ طَاعَةِ الْأَئِمَّةِ‏» سبعة عشر رواية في هذا السياق<ref>أنظر: الکلیني، الکافي، 1407هـ ق، ج1، ص185-190.</ref>، وفي إحدى هذه الروايات يشهد [[الإمام جعفر الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]] عليه السلام بأن الأئمة من قبله مفترضو الطاعة، وعرَّفهم على أنهم أئمةٌ فرض الله طاعتهم.<ref>الکلیني، الکافي، 1407هـ ق، ج1، ص186.</ref>
في كتب الحديث هناك أحاديث تصرح بافتراض طاعة [[أئمة أهل البيت]]{{اختصار/عليهم}}، وقد روى [[محمد بن يعقوب الكليني]] في كتاب [[الكافي (كتاب)|الكافي]] في باب تحت عنوان «بَابُ فَرْضِ طَاعَةِ الْأَئِمَّةِ‏» سبعة عشر رواية في هذا السياق<ref>أنظر: الکلیني، الکافي، 1407هـ ق، ج1، ص185-190.</ref>، وفي إحدى هذه الروايات يشهد [[الإمام جعفر الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]]{{اختصار/ع}} بأن الأئمة من قبله مفترضو الطاعة، وعرَّفهم على أنهم أئمةٌ فرض الله طاعتهم.<ref>الکلیني، الکافي، 1407هـ ق، ج1، ص186.</ref>
وفي رواية أخرى يقسم الإمام الصادق بأنه لا مقام أقرب إلى الله من مقام مفترض الطاعة<ref>الصفار، بصائر الدرجات، 1404هـ ق، ج1، ص509.</ref>، وروى [[محمد باقر المجلسي|العلامة المجلسي]] في [[بحار الأنوار (كتاب)|بحار الأنوار]] رواية عن [[الإمام علي الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]] عليه السلام مفادها أن مقام مفترض الطاعة أبلغ للأمة في حياة النبي وأخذت منهم البيعة [[عيد الغدير|يوم الغدير]].
وفي رواية أخرى يقسم الإمام الصادق بأنه لا مقام أقرب إلى الله من مقام مفترض الطاعة<ref>الصفار، بصائر الدرجات، 1404هـ ق، ج1، ص509.</ref>، وروى [[محمد باقر المجلسي|العلامة المجلسي]] في [[بحار الأنوار (كتاب)|بحار الأنوار]] رواية عن [[الإمام علي الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]]{{اختصار/ع}} مفادها أن مقام مفترض الطاعة أبلغ للأمة في حياة النبي وأخذت منهم البيعة [[عيد الغدير|يوم الغدير]].
كما أن هناك روايات في كتب الحديث يشهد فيها الناس أمام الأئمة بأنهم مفترضو الطاعة والأئمة يقبلون ذلك.<ref>الطوسي، رجال‌ الکشي (إختیار معرفة الرجال)، 1384هـ ش، ج2، ص719؛ الکلیني، الکافي، 1407هـ ش، ج1، ص188.</ref>
كما أن هناك روايات في كتب الحديث يشهد فيها بعض الناس أمام الأئمة بأنهم مفترضو الطاعة والأئمة يقبلون ذلك.<ref>الطوسي، رجال‌ الکشي (إختیار معرفة الرجال)، 1384هـ ش، ج2، ص719؛ الکلیني، الکافي، 1407هـ ش، ج1، ص188.</ref>


==أحادیث مخالفة لإفتراض الطاعة==
==أحادیث مخالفة لإفتراض الطاعة==
مستخدم مجهول