تنبيه الأمة وتنزيه الملة (كتاب)
| المؤلف | محمد حسين الغروي النائيني |
|---|---|
| المترجم | عبد المحسن آل نجف |
| البلد | القاهرة، بيروت، بغداد، طهران، قم |
| اللغة | العربية |
| الموضوع | فقهي وسياسي |
| الناشر | دار الكتاب المصري (القاهرة) ودار الكتاب اللبناني (بيروت) |
تَنْبیهُ الأُمَّة وتَنْزیهُ المِلَّة، رسالةٌ فقهية وسياسية لمحمد حسين النائيني، كُتبت في ربيع الأول سنة 1327هـ. يقدّم هذا الأثر دفاعاً عن النظام الانتخابي وينتقد الملكية الاستبدادية، وقد أصبح - بتأييد مراجع التقليد آنذاك - مرجعاً لشرح الأساس الفقهي للنهضة الدستورية (المشروطة).
يذكر النائيني أنّ هدفه من تأليف الرسالة هو تنبيه الأمة إلى ضروريات الشريعة وتنزيه المِلّة من البدع والاتهامات، والدفاع عن المشروطة والردّ على معارضيها. يقسّم النائيني الحكومة إلى «وِلایتیّة» (قائمة على رضا الناس) و«تَمَلُّكیّة» (استبدادية)، ويرى أنّ المشروطة نوع من الحكومة الولايتيّة التي يمكن تطبيقها حتى في عصر الغيبة عبر الرقابة الخارجية. تتناول الرسالة موضوعات مثل السلطة التشريعية، ومجلس الشورى الوطني، والحريات، والمساواة، والشورى، وفصل السلطات، ورأي الأكثرية من منظور الفقه الشيعي.
وقد طُبع الكتاب عدّة مرات، وصُحّح، وتُرجم، ويُعدّ من أبرز الأعمال في بيان الفقه الحكومي والربط بين النظرية الفقهية والفكر السياسي في التراث الشيعي.
التعريف بالكتاب ومكانته
تَنْبیهُ الأُمّة و تَنْزیهُ المِلّة بالاسم الكامل: «تَنْبیهُ الْاُمَّة و تَنْزیهُ المِلَّة فی لُزومِ مَشروطِیـةِ (دُستوریة) الدُولَةِ الْمُنتَخَبَةِ لِتَقْلیلِ الظُّلْمِ عَلَی اَفرادِ الاُمَّةِ و تَرْقِیـَةِ الْمُجْتَمَع» هي رسالة فقهية وسياسية لمحمد حسين النائيني، كُتبت في ربيع الأول سنة 1327هـ.[١] ويُعدّ هذا العمل دفاعاً فقهياً عن الحكومة الانتخابية وانتقاداً للملكية الاستبدادية.[٢]
كُتبت هذه الرسالة في سياق الجدل الفقهي لنَهضة المشروطة، ومع تأييد مراجع التقليد الشيعة، مثل الآخوند الخراساني والملا عبد الله المازندراني،[٣] أصبحت من المصادر الأساسية لبيان المبنى الديني لهذا النظام.[٤] يعتبر الباحثون هذا الأثر أساساً لنشوء فرع جديد في الفقه الشيعي باسم «فقه المشروطة».[٥] يقول السيد محمود الطالقاني إنّ هذا الكتاب يقدّم رؤية شيعية شاملة ونهائية حول الحكومة.[٦] ويرى مرتضى مطهّري أنها تفسير للتوحيد العملي والاجتماعي والسياسي في الإسلام.[٧] أما حسين علي المنتظري، فيعتقد أن النائيني قدّم من خلاله أسساً جديدة للفقه الحكومي على ضوء التراث الفقهي الشيعي.[٨] ومن وجهة نظر بعض الباحثين، فالرسالة أمتنُ ما كتبه عالمٌ ديني في عصره دفاعاً عن الديمقراطية البرلمانية،[٩] وهي مثال بارز على الربط بين النظرية الفقهية والفكر السياسي في التراث الشيعي.[١٠]
مؤلف الكتاب
كان الميرزا النائيني (1276هـ–1355هـ) من فقهاء الشيعة الداعمين لنهضة المشروطة.[١١] تتلمذ على يد أساتذة مثل جهانگیرخان القشقائي، والميرزا الشيرازي، والآخوند الخراساني.[١٢] ومن نشاطاته السياسية مشاركته في نهضة التنباك،[١٣] وتعاونه مع علماء النجف في نهضة المشروطة، وتأييده للسيد أبو الحسن الأصفهاني في إعلان الجهاد ضد بريطانيا.[١٤] وبعد وفاة محمد تقي الشيرازي، أصبح واحداً من مراجع تقليد الشيعة.[١٥]
هل جُمِع كتابٌ "تنبیه الأمّة" لاحقاً؟
قيل إنّ الميرزا النائيني جمع نسخ «تنبيه الأمّة» بعد مشاهدته تطورات ثورة المشروطة، إلا أنّ مهدي الغروي النائيني (ابنه) ينفي هذا القول، مشيراً إلى أنّ ضيق حال والده المادي، وأنه - بصفته المسؤول عن أموره المالية - لم يطّلع على شيء من ذلك، مما يجعل الادعاء غير صحيح.[١٦]
آراء النائيني
يذكر النائيني أنّ هدفه من تأليف الرسالة هو تنبيه الأمة إلى ضروريات الشريعة وتنزيه الدين من البدع والاتهامات، ويذكر أنّ الدافع وراء ذلك هو مكافحة الاستبداد، وإثبات مشروعية المشروطة وفق مباني التشيع، والرد على اعتراضات خصومها.[١٧] ويقسم الحكومة إلى «ولايتيّة» قائمة على رضا الأمة، و«تمَلُّكيّة» استبدادية. ولا يحصر الولايتيّة بزمن المعصوم، بل يرى إمكان تحقيقها في عصر الغيبة عبر الرقابة الخارجية.[١٨]
كما يعتبر المشروطة نوعاً من الحكومة الولايتيّة، ومن ضرورات الدين، لأنها لا تغتصب حقّ الأمة، والدفاع عنها واجب.[١٩] ويستدل بالقرآن وسنّة كلّ من النبي والإمام علي على ضرورة الشورى في تدبير الشأن السياسي،[٢٠] ويعتبر رأي الأكثرية عند الاختلاف حلاً عقلائياً للمحافظة على النظام.[٢١]
البنية والمحتوى
تتألّف الرسالة من مقدمة، وخمسة فصول، وخاتمة ذات مقصدين، وتبحث في موضوعات مثل السلطة التشريعية، مجلس الشورى الوطني، والحريات، والمساواة، والشورى، وفصل السلطات، ورأي الأكثرية من منظور الفقه الشيعي.[٢٢] وتتناول المقدمة قضايا مثل تقدّم الأوروبيين، ضرورة اعتماد الحكومة على الأمّة، أنواع الملكيات، طبيعة الاستبداد والمشروطة، الدولة، وضرورة وضع دستور.[٢٣]
الفصول الخمسة للكتاب:
- حقيقة السلطة في نظر الأديان والعقلاء؛
- تقييد السلطة في عصر الغيبة؛
- المشروطة وتقييد السلطة؛
- الرد على الشبهات والمغالطات المتعلقة بالحكومة الدستورية؛
- شروط شرعية وصحة تدخّل النواب، وخصائصهم وواجباتهم.
والخاتمة تتضمن قسمين:
- القوى الداعمة للاستبداد؛
- طرق التعامل مع القوى الاستبدادية.
الطباعة والترجمة والشرح
طُبعت رسالة تنبيه الأمة وتنزيه الملة عدة مرات، وصُحّحت وشُرحت. وقد كانت أول طبعاتها سنة 1327هـ في بغداد، ثم في طهران بعد عام واحد.[٢٤] وفي سنة 1309–1310ش تُرجمت إلى العربية في لبنان ونُشرت في مجلة «العرفان»،[٢٥] لكن نقص هذه النسخة[٢٦] دفع "عبد الحسن آل نجف" إلى إعادة ترجمتها سنة 1419هـ ونشرها في مؤسسة "أحسن الحديث" في قم.[٢٧]
الهوامش
- ↑ الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج4، ص440.
- ↑ فيرحي، آستانه تجدد، ص14.
- ↑ النائيني، تنبيه الأمة وتنزيه الملة، ص89-91.
- ↑ فيرحي، آستانه تجدد، ص1.
- ↑ فيرحي، فقه وسياست، ج1، ص281.
- ↑ طالقاني، مقدمة تنبيه الأمة يا حكومت از نظر إسلام، ص15-16.
- ↑ مطهري، بررسي إجمالي نهضتهاي إسلامي در صد سال أخير، ص42.
- ↑ المنتظري، مباني فقهي حكومت إسلامي، ج1، ص53.
- ↑ عنايت، تفكر نوين سياسي إسلام، ص179.
- ↑ عنايت، تفكر نوين سياسي إسلام، ص230.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج6، ص54.
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج2، ص593؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج6، ص54.
- ↑ الشيرازي، حماسه فتوى، ملحق صحيفة جمهوري إسلامي.
- ↑ الحائري، تشيع ومشروطيت، ص156-157 و 175-178.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج6، ص54.
- ↑ إيزادي فرد، «جستاري در تكوين وتدوين تنبيه الأمة»، منشور على الموقع الإعلامي للحوزة.
- ↑ النائيني، تنبيه الأمة وتنزيه الملة، ص35-38.
- ↑ النائيني، تنبيه الأمة وتنزيه الملة، ص114.
- ↑ النائيني، تنبيه الأمة وتنزيه الملة، ص152.
- ↑ النائيني، تنبيه الأمة وتنزيه الملة، ص145؛ فيرحي، فقه وسياست، ج1، ص297-299.
- ↑ النائيني، تنبيه الأمة وتنزيه الملة، ص180؛ فيرحي، فقه وسياست، ج1، ص317.
- ↑ انظر: النائيني، تنبيه الأمة وتنزيه الملة، فهرس الكتاب.
- ↑ النائيني، تنبيه الأمة وتنزيه الملة، ص93-98.
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج4، ص440.
- ↑ الحائري، تشيع ومشروطيت در إيران، ص218.
- ↑ فيرحي، آستانه تجدد، ص10.
- ↑ النائيني، تنبيه الأمة وتنزيه الملة، ص5-6.
المصادر والمراجع
- إيزدي فرد، عباس، «جستاري در تكوين وتدوين تنبيه الأمة»، مجلة پگاه حوزه، العدد 140، 1383ش.
- الآغا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، 1403هـ.
- الآغا بزرك الطهراني، محمد محسن، طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر في القرن الرابع عشر)، مشهد، دار المرتضى، 1404هـ.
- الأمين، السيد محسن، أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1406هـ.
- الحائري، عبد الهادي، تشيع ومشروطيت در إيران ونقش إيرانيان مقيم عراق، طهران، دار أمير كبير للنشر، 1364ش.
- الشيرازي، السيد رضي، حماسه فتوى (ملحمة الفتوى)، ملحق صحيفة جمهوري إسلامي بمناسبة مرور مائة عام على وفاة الميرزا الشيرازي، 1370ش.
- المنتظري، حسين علي، مباني فقهي حكومت إسلامي، ترجمة: محمود صلواتي وأبو الفضل شكوري، قم، مؤسسة كيهان، 1409هـ.
- النائيني، محمد حسين، تنبيه الأمة وتنزيه الملة، ترجمة: عبد الحسن آل نجف، قم، مؤسسة أحسن الحديث، 1419هـ.
- النائيني، محمد حسين، تنبيه الأمة وتنزيه الملة، ترجمة: عبد الحسن آل نجف، مصر، مكتبة الإسكندرية، 2010م.
- عنايت، حميد، تفكر نوين سياسي إسلام، ترجمة: أبو طالب الصارمي، طهران، نشر أمير كبير، 1362ش.
- فيرحي، داوود، آستانه تجدد، طهران، نشر ني، 1394ش.
- فيرحي، داوود، فقه وسياست در إيران معاصر، طهران، نشر ني، 1392ش.
- مطهري، مرتضى، بررسي إجمالي نهضتهاي إسلامي در صد سال أخير، طهران، دار صدرا للنشر، 1397ش.