اقتصادنا (كتاب)
المؤلف | السيد محمد باقر الصدر |
---|---|
البلد | العراق |
اللغة | العربية |
الموضوع | مبادئ الاقتصاد الإسلامية |
عدد الأجزاء | ج واحد |
الناشر | دار التعارف |
اقتصادنا، هو كتاب من مؤلّفات الفقيه والمفكّر الشيعي السيد محمد باقر الصدر. قام بتحريره في الستينيات من القرن العشرين، من أجل شرح وتبيين مباني الاقتصاد الإسلامي وتمييزها عن المباني في الأنظمة الاقتصادية العالمية الأخرى.
يتناول المؤلّف في الكتاب، موضوع الاقتصاد الإسلامي ونقاط قوته مقارنة بنظامَين اقتصاديين عالميين -وعلمانيَين في نفس الوقت- هما الرأسمالية والاشتراكية آنذاك، والتعرّض لنقدهما وتسليط الضوء على نقاط ضعفهما.
ويحوي الكتاب نظرية منطقة الفراغ، والتي هي من أهم المميزات في رؤية السيد الصدر المتعلّقة بالإقتصاد الإسلامي.
مؤلف الكتاب
هو السيد محمد باقر بن حيدر بن إسماعيل الصدر.[١] ولد في الكاظمية في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1353 هـ.[٢] هاجر إلى النجف مع أخيه السيد إسماعيل وواصل دراسته في العلوم الدينية وحضر دروس كبار العلماء هناك حتى المستويات العالية.[٣]
كان مؤلفاً في مجالات مختلفة من العلوم الإسلامية، كالاقتصاد الإسلامي، والفلسفة الإسلامية، وتفسير القرآن، والفقه، وأصول الفقه، إضافة لكتابه في نظرية المعرفة وهو الأسس المنطقية للاستقراء.[٤]
كما قام المؤلف بتأسيس حزب سياسي بجذور إسلامية تحت مسمّى حزب الدعوة الإسلامية مقابل الحزب البعثي الإشتراكي، والذي حكم العراق فيما بعد، وذلك بعد التصفيات الجسدية للعلماء والمعارضين كأمثال السيد الشهيد محمد باقر الصدر.
أرضية التأليف وسببه
قد يصف المؤلف في مقدمة الطبعة الأولى للكتاب، التطرّق إلى هذا الموضوع كمحاولة إبتدائية لدراسة معمّقة في العقيدة الإقتصادية للإسلام ليُطرح على هيئة نظام متماسك. غايته استنباط المبادئ والأصول الأساسية في الإقتصاد الإسلامي وتبيينها والفروق الموجودة بينها وسائر المدارس الإقتصادية العالمية وبالتالي تبيين العلاقة ما بين المجال الإقتصادي مع بقية المجالات في الدين الإسلامي وعلاقته وموقفه من سائر المذاهب الاقتصادية الكبرى.[٥]
مواصفات الكتاب ومصادره
قد استخدم المؤلف النقل بالمعنى -في عدد من كتبه وآثاره كما في هذ الكتاب- معتمداً على ما اختزنته ذاكرته من معلومات أو على نوع من التلفيق بين مطالب عديدة في مواضع متفرقة من المصدر المنقول عنه وربما يكون بعض المصادر مترجماً وله عدة ترجمات.[٦]
كما يبدو أن السيد المؤلف لم يوثق الأحكام الفقهية غالبا في الطبعات الأولى للكتاب إلا بآراء مدرسة أهل البيت (ع)، وقلما يتعرض لـلفتاوى السنية في هذا المجال وقد اغتنم فرصةً بعد ذلك في الطبعات اللاحقة، فأكثَرَ من تأييد الأحكام الفقهية بفتاوى من كبار علماء السنة أيضاً.[٧]
يحتوي الكتاب على المواضيع التالية:
- مع الماركسية
- المذهب الماركسي
- اقتصادنا في معالمه الرئيسية
- عملية اكتشاف المذهب الاقتصادي
- نظرية توزيع ما قبل الانتاج
- النظرية
- نظرية التوزيع ما بعد الانتاج
- نظرية الانتاج
- مسؤولية الدولة في الاقتصاد الإسلامي
أما بالنسبة للمصادر، على ما هو ظاهر أن المؤلف لم يرجع النظريات والآراء التي طرحها إلى مصادرها الأصلية، فاستخدم أسلوب النقل بالمعنى -في عدد من كتبه وآثاره منها كتاب اقتصادنا- معتمداً على ما اختزنته ذاكرته من معلومات أو على نوع من التلفيق بين مطالب عديدة في مواضيع متفرقة من المصدر المنقول عنه.[٨]
وقد قامت الهيئة العلمية التابعة للمؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر - والذي أقيم سنة 1424 هـ - باستخراج المصادر التي استند المؤلف [أو لم يستند] إليها وبتسجيل أقربها إلى مرامه وأكثرها مطابقة مع النص.[٩] بعض هذه المصادر:
- الكافي للكليني.
- المبسوط، الشيخ الطوسي.
- الميزان، الطباطبائي.
- المكاسب، الأنصاري.
- رياض المسائل، السيد علي الطباطبائي.
- شرح اللمعة، الشهيد الثاني.
- جواهر الكلام، النجفي.
- الأسفار الأربعة، صدر المتألهين.
- الصحيحين للبخاري والترمذي.
- مسند أحمد بن حنبل.
- الكشاف، للزمخشري.
- كمال الدين وتمام النعمة، الصدوق.
- المقنع، للصدوق.
- المقنعة، المفيد.
- كفاية الأصول، الآخوند.
- نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح.
ومنها المصادر الغربية للكتاب نحو:[١٠]
- البيان الشيوعي لكارل ماركس وفردريك أنجلز.
- تاريخ الملكية، فيليسيان شالاي.
- حول التطبيق، ماوتسي تونغ.
- دور الأفكار التقدمية في تطوير المجتمع، فردريك كونستانتينوف.
- دور الفرد في التاريخ، بليخانوف.
- فلسفة التاريخ، بليخانوف.
- رأس المال، كارل ماركس.
- رسالة في اللاهوت والسياسة، اسبينوزا.
- الروح الحزبية في الفلسفة والعلوم، روجية غارودي.
- قصة الحضارة، ول ديورانت.
- لودفيك فيورباخ، أنجلز.
- المادية والمثالية في الفلسفة، جورج بولتزير.
- المختارات، لينين.
- معجم الاقتصاد، كريستوفر باس، برايان لوز، لزلي دايفيز.
- المادية الديالكتيكية، ف.بيرستينيف وآخرون.[١١]
أهم المباحث
يقوم المؤلف بفصل مفهومين أساسين؛ هما المذهب الاقتصادي وعلم الاقتصاد والذي يهدف إلى اكتشاف الظاهرات الاقتصادية في المجتمع وكيفية التعامل فيما بينها. بينما المذهب أو المدرسة الاقتصادية يقدم المنهج الأمثل والأقرب إلى العدالة -بحسب كل مدرسة- لتنظيم الحياة الاقتصادية بين أبناء البشر.
نظرية منطقة الفراغ
يعطي السيد الصدر هذه النظرية أهمية كبيرة خلال عملية اكتشاف المذهب الاقتصادي، حيث يرى أنه يمثل جانباً من المذهب الاقتصادي في الإسلام، الذي يشتمل على جانبين على حد تعبيره:
- ) قد ملئ من قِبل الإسلام ولا يقبل التغيير والتبديل.
- ) يشكل منطقة الفراغ في المذهب وقد ترك الإسلام مهمة ملئها إلى الدولة أو ولي الأمر يملؤها وفقاً لمقتضيات كل زمان.[١٢]
مكانة الكتاب والآراء حوله
بعد مضي عدة قرون على تأليف الكتاب، لا يزال يعد من أهم وأوسع الكتب انتشارا في مجال الاقتصاد الإسلامي وقد حظي باهتمام من قبل مختلف الجامعات التي تعنى بموضوع الاقتصاد الإسلامي. كما لم يُقتصر تدريس الكتاب على مستوى البلدان الشيعية فحسب، بل أخذ صيته ينتشر في الأوساط السنية.[١٣]
يقول الدكتور محمد المبارك -أحد الباحثين عن الدراسات التي أنجزت في ميدان الاقتصاد الإسلامي- معرباً عن رأيه حول الكتاب: "وهو [الكتاب] أول محاولة فريدة من نوعها لاستخراج نظرية الإسلام الاقتصادية من أحكام الشريعة من خلال استعراضها تفصيليا بطريقة جمع فيها بين الأصالة الفقهية ومفاهيم علم الاقتصاد ومصطلحاته".[١٤]
ويعرب محمد المبارك متمنياً لو أن المؤلف لما كان يقتصر في الآراء الفقهية التي استند إليها على المذهب الجعفري وحده كما فعل غالباً وجعله شاملا لـلمذاهب الفقهية الأخرى، لكانت الصورة أكمل وأتم...وتوسيع الإطار له دلالته البعيدة وأثره المفيد.[١٥]
لم يتعامل مع علم الاُصول بنظرة موضعيّة ولم يركّز نظره على ذات العلم ومسائله ـ كما هي عليه الآن ـ فحسب... وإنّما سرّح بطرفه إلى مدى أبعد فراح ينقّب عن نسبه وتأريخ نشأته ومراحل تطوّره... (الشيخ خالد الغفوري). ان علم الاقتصاد الاسلامي كما يراه الصدر لا يمكن ان يولد ولادة حقيقية الا اذا جسد هذا الاقتصاد في كيان المجتمع، بجذوره ومعالمه وتفاصيله، ودرست الاحداث والتجارب الاقتصادية التي يمر بها دراسة منظمة. (الدكتور حسن سلمان).[١٦]
إصدارات الكتاب وطبعاته
بعد أن تم تأليف وإصدار الكتاب في بداية الستينات،[١٧]أخذت طبعاته المختلفة تنتشر في أنحاء البلدان الإسلامية.[١٨]
بعض طبعات الكتاب:
- السيد محمد باقر الصدر، اقتصادنا، النجف الأشرف، مطبعة النعمان، الطبعة الأولى، 1961 م.
- السيد محمد باقر الصدر، اقتصادنا، بيروت، دار الفكر، الطبعة الثانية، 1968 م.
- السيد محمد باقر الصدر، اقتصادنا، بيروت، دار الفكر، الطبعة الثالثة، 1969 م.
- السيد محمد باقر الصدر، اقتصادنا، بيروت، دار التعارف، الطبعة ؟، 1411 هـ.
- السيد الصدر، اقتصادنا، لجنة التحقيق التابعة للمؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر، قم، مركز الأبحاث والدراسات التخصصية للشهيد الصدر، الطبعة الأولى، 1424 هـ.
الهوامش
- ↑ الحائري، حياة وأفكار الشهيد الصدر، ص 32.
- ↑ الحائري، حياة وأفكار الشهيد الصدر، ص 35.
- ↑ الحائري، مقدمة مباحث الأصول، ص 42.
- ↑ الحائري، حياة وأفكار الشهيد الصدر، ص 63.
- ↑ الصدر، اقتصادنا، ص 49.
- ↑ الصدر، اقتصادنا، ص 10.
- ↑ الصدر، اقتصادنا، ص 12.
- ↑ الصدر، السيد محمد باقر، اقتصادنا، ص 10، ط 1424 هـ.
- ↑ الصدر، السيد محمد باقر، اقتصادنا، ص 10.
- ↑ الصدر، اقتصادنا، ص 871-886.
- ↑ الصدر، اقتصادنا، ص 871 - 886.
- ↑ الصدر، اقتصادنا، ص 443.
- ↑ «تأملي بر اقتصاد اسلامي در اندیشه شهید محمد باقر صدر؛ مرجع اقتصاد اسلامي در اندیشه شهید محمد باقر صدر»، بكاه حوزة، ۱ اردیبهشت ۱۳۸۶، ش۲۰۵.
- ↑ الصدر، اقتصادنا، ص 11.
- ↑ الصدر، اقتصادنا، ص 12.
- ↑ ملف خاص للشهيد السيد محمد باقر الصدر، http://ijtihadnet.net/magazine/01/
- ↑ دراسة نقدية لمنظومة الاقتصاد الإسلامی
- ↑ تأملي بر اقتصاد إسلامي در اندیشه شهید محمد باقر صدر/ مرجع اقتصاد إسلامي در اندیشه شهید محمد باقر صدر.
المصادر والمراجع
- الحائري، كاظم، حياة وأفكار الشهيد الصدر، د.م، د.ن، د.ت.
- الصدر، محمد باقر، اقتصادنا، لجنة التحقيق التابعة للمؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر، قم، مركز الأبحاث والدراسات التخصصية للشهيد الصدر، ط 1، 1424 هـ.
- الصدر، محمد باقر، اقتصادنا، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1411 هـ.
- الصدر، محمد باقر، اقتصادنا، قم، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي، ط 1، 1425 هـ.
- "تأملی بر اقتصاد اسلامی در اندیشه شهید محمد باقر صدر: مرجع اقتصاد اسلامی در اندیشه شهید محمد باقر صدر" مجلة بكاه حوزة، رقم 205»1، اردیبهشت 1386 ش.