آية الإسراء
عنوان الآية | الإسراء |
---|---|
رقم الآية | 1 |
في سورة | الإسراء |
في جزء | 15 |
رقم الصفحة | 282 |
مكان النزول | مكة |
الموضوع | عقائدي |
آيات ذات صلة | آية 8 و 18 من سورة النجم |
معلومات أخرى | معجزات النبي، القدرة الإلهية، العلم الإلهي |
آيَة الإِسْرَاء هي الآية الأولى من سورة الإسراء، تُبين علم وقدرة الله تعالى في واقعة المعراج، وذكر الشهيد مطهري إنها توضح إحدى معجزات النبي.
وذكر الشيخ مكارم الشيرازي إن هذه الآية إحدى الآيات الكثيرة في القرآن الكريم التي بصدد بيان مسألة معاجز الرسول الكريم، وقد وردت عن أئمة أهل البيت روايات في تفسيرها، وذكر سبب وتاريخ نزولها، وإنّ معاجز نبيّ الإسلام لا تعدّ ولا تحصى.
نص الآية
هي الآية الأولى من سورة الإسراء
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾[١]
محتوى الآية
ذكر الشيخ مكارم الشيرازي من مفسري الشيعة، إن هذه الآية تُشير فقط إلى انتقال الرسول الكريم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ولم تبحث مسألة عروجه إلى السماء، الذي يُمكن الاستفادة منه من الآيات الأولى لسورة النجم. كان هدف الانتقال من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى هو لمشاهدة الآيات الإلهية العظمة، حتى يرى النبي(ص) آثار عظمة الله تعالى بعينة وليصبح قبله أكثر أدراكاً ووعياً.[٢]
وفي رأي العلامة الطباطبائي مؤلف تفسير الميزان، إنَّ معنى آية الإسراء هي لينزه تنزيها من أسرى بعظمته وكبريائه وبالغ قدرته وسلطانه بعبده محمد في جوف ليلة واحدة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس الذي بارك حوله، ليريه بعظمته وكبريائه آياته الكبرى؛ وإنما فعل الله تعالى به ذلك لأنه سميع بصير علم بما سمع من كلامه ورأى من حاله أنه يستحق هذا التكريم.[٣] استفاد الشيخ جعفر السبحاني من مراجع التقليد ومفسر شيعي من ظاهر الآية عدة أمور:
- تُشير عبارة «سبحان الذي» إلى تنزيه الله من كل نقص وعجز، وتدل على إنَّ الرسول الكريم لم يقطع هذه المسافة في سفره بالقدرة البشرية، ولكن بالقدرة الغيبية، ويؤكد هذا الأمر عبارة «أسرى»، التي تدل على إنَّ العامل الأساسي في هذا السفر هو الله تعالى.
- كان هذا السفر في الليل، وقد تم الاستفادة في الآية بالإضافة إلى كلمة «ليلاً» كلمة «أسرى»، حيث كانت العرب تستخدم هذه الكلمة لتدل على الليل.
- على الرغم من إنَّ الإسراء كان من بيت أم هاني بنت أبي طالب، ولكن أشار الله تعالى إنَّ الانطلاقة كانت من المسجد الحرام، ولعل هذا هو السبب الذي جعل العرب يطلقون على كل مكة حرم الله، لذلك تُعد تلك الأماكن بحكم المسجد وحرم الله تعالى، وعليه يُمكن القول: «أسرى من المسجد الحرام». وذكرت بعض الروايات إن الإسراء بدأ من المسجد الحرام، وعلى الرغم من إنَّ هذه الآية ذكرت إنَّ بداية الإسراء من المسجد الحرام ونهايته في المسجد الاقصى؛ إلا إنَّها لا تتعارض ابداً مع قيام الرسول برحلة أخرى إلى السماء؛ لأن هذه الآية تُبين جزء من هذا السفر والجزء الآخر منه تم ذكره في أوائل آيات سورة النجم.
- وقد تم الإسراء بالروح والجسد معاً لا فقط بالروح، والدليل على ذلك قوله «بعبده» التي تُستخدم للروح والجسد، ولو كان عروجه روحاني فقط، للزم ذكر عبارة «بروحه».
- كان الهدف من هذا السير هو النظر في عجائب الآيات وغرائب الصنع في عالم الوجود.[٤]
الاستعمال الكلامي
ذكر الشهيد مطهري إنَّ آية الإسراء هي إحدى معجزات النبي، التي وردت في القرآن الكريم وبشكل صريح.[٥] وما جاء فيها يؤكد وجود رحلة جسمانية غير عادية قام بها الرسول الكريم، في وقت كانت فيه واسطة النقل هي البعير، ولا وجود لوسائط النقل الحديثة كطائرات والسيارات، حيث سافر الرسول من المسجد الحرام إلى فلسطين في ليلة واحدة، فلا يُمكن تعليل هذا الأمر إلا بالمعجزة. عندما نزلت هذه الآية قال كفار قريش لرسول الله ما دليلك على ما تقول، فرد عليهم الرسول بأن وصف لهم القافلة التي كانت في الطريق إلى مكة من الشام، وأشار إلى مكان استراحتهم، ووصف لهم حديثهم مع بعضهم البعض، فادركت قريش إنه مر بالقافلة. [٦]
وذكر آية الله جعفر السبحاني، مرجع تقليد ومفسر، في التفسير الموضوعي منشور جاويد، إنَّ المعراج حدث في منتصف الليل من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهو إحدى معجزات النبي(ص)، والتي كان رسول الله مدعياً لها، وقد ذكرها القرآن بوضوح في هذه الآية، وكان هذا السير عن طريق المعجزة وخارج عن قدرة الإنسان، حيث لم تكن وسائل النقل الحديثة متوفرة كما هي اليوم.[٧]
وقال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، مرجع تقليد ومفسر معاصر، في التفسير الموضوعي نفحات القرآن، هناك آيات كثيرة اخرى في القرآن الكريم بصدد بيان مسألة معاجز نبي الإسلام، وقد وردت عن أئمة الدين روايات في تفسيرها وذكر سبب وتاريخ نزولها، وإنّ معاجز نبيّ الإسلام لا تعدّ ولا تحصى، ومنها آية الإسراء، ولا شك أنّ الذهاب من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى، والصعود إلى السماوات، خاصة في ظروف ذلك الزمان، كان أمراً خارقاً للعادة، غير أنّه ما لم يشاهد الناس هذا المشهد لا يمكن أن تكون له صبغة إعجازية ولا يمكن أن يقع في طريق إثبات دعوى النبي(ص)، إلّا أنّ الروايات الإسلامية تدل على أنّ الناس اطلعوا على هذه القضية عن طريق الأخبار التي ألقاها النبي(ص) على القافلة أو القوافل التي كانت تشق طريقها بين مكة والشام. وعن الإمام الصادق أنّ النبي(ص) أخبر عن رؤية قافلة أبي سفيان ومرورها ببئر قبيلة فلان بحثاً عن ناقة لهم ذات وبر أحمر، كما وصف سوق الشام الذي لم يره قط.[٨]
الهوامش
- ↑ سورة الإسراء، الآية 1.
- ↑ مكارم الشيرازي والسبحاني، پاسخ به پرسشهاى مذهبى، ص 129.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 13، ص 7 ـ 8.
- ↑ السبحاني، فروغ ابديت، ص 369 ـ 370.
- ↑ المطهري، معرفة القرآن، ص 294.
- ↑ المطهري، معرفة القرآن، ص 294 ـ 295.
- ↑ السبحاني، منشور جاويد، ج 7، ص 216.
- ↑ مكارم الشيرازي، نفحات القرآن، ج 8، ص 283.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- السبحاني، جعفر، فروغ ابديت، قم، بوستان كتاب، 1385ش.
- السبحاني، جعفر، منشور جاويد، قم، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، ط1، 1383ش.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط2، 1390هـ.
- المطهري، مرتضى، معارف القرآن، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، د.ت.
- مكارم الشيرازي، ناصر والسبحاني، جعفر، پاسخ به پرسشهای مذهبی، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب(ع)، ط1، 1377ش.
- مكارم الشيرازي، ناصر، نفحات القرآن، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب(ع)، ط1، 1426هـ.