الفطحية

من ويكي شيعة
الفطحية
المعلومات العامة
المؤسسعبد الله الأفطح
سنة التأسيسبعد وفاة الإمام الصادق في 25 شوال سنة 148هـ
أسباب النشوءادعاء إمامة عبد الله أكبر أبناء الإمام الصادقعليه السلام
المعلومات الدينية
من فرقالشيعة
المعتقداتإمامة عبد الله بن الإمام الصادق
الأوضاع الراهنة
تاريخ الانقراضبعد وفاة‌ عبد الله الأفطح


الفطحية أو الأفطحية فرقة شيعية بائدة كانت تعتقد بإمامة عبد الله بن الإمام جعفر الصادقعليه السلام الملقب بالأفطح. بعد استشهاد الإمام السادس للشيعة ادعى ابنه الأكبر عبد الله الإمامة، وقد استطاع أن يجمع بعض الناس حوله بالاستناد إلى رواية منقولة عن أبيه: «تنتقل إمامة كل إمام إلى ابنه الأكبر».

ولم يدم ادعاؤه طويلاً، فقد توفي عبد الله بعد سبعين يوماً من استشهاد الإمام الصادق عليه السلام، وتاه أتباعه؛ لأنه لم يكن له ولد ولا خليفة، وبشكل عام فقد عادوا إلى إمامة الإمام الكاظمعليه السلام، وانتهى عمر هذه العقيدة في بداية ظهورها.

لقد اتبع بعضُ كبار الشيعة مثل بني فضّال عبدَ الله الأفطح؛ لكن الكثير منهم تركوا هذا المسلك في منتصفه أو بعد وفاته.

المؤسس

عبد الله هو ابن الإمام الصادق عليه السلام وكان أكبر أبنائه بعد إسماعيل، وأمه هي فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين.[١]

بحسب بعض المصادر التاريخية فإنه كان يميل إلى أفكار المرجئة والحشوية[ملاحظة ١] حتى أن الإمام الصادق لقبه بالمرجئي الكبير. ولهذا السبب تم طرده أيضاً من قبل والده.[٢]

التأسيس

بعد استشهاد الإمام الصادق عليه السلام قدّم عبد الله نفسه خليفةً لأبيه وقام مقامه وتكفل بتغسيل أبيه وتكفينه ودفنه، وأخذ خاتم أبيه.[٣] جمع عبد الله الناس حوله مستنداً إلى هذا النقل عن الإمام الصادق أن إمامة كل إمام تنتقل إلى ابنه الأكبر.

توفي عبد الله بعد استشهاد الإمام الصادقعليه السلام بسبعين يوماً ولم يكن له أي ولد[٤] وبذلك انتهى الاعتقاد بإمامة عبد الله الأفطح وعاد معظم أتباعه لإمامة الإمام الكاظم.[٥]

سبب التسمية

ذُكر أن سبب تسمية هؤلاء بالفطحية أو الأفطحية أحد الأمور التالية:

• لقّب عبد الله بالأفطح بسبب كبر رأسه (أفطح الرأس) أو كبر قدميه (أفطح الرجلین).

• اعتبر البعض أنّ ترؤس شخص من أهل الكوفة يقال له عبد اللّه بن فطيح لهذه الجماعة هو السبب في تسميتها بالفطحية.[٦]

مشاهير الفطحية

في بداية ادّعاء عبد الله قَبِل العديد من كبار أصحاب الإمام الصادقعليه السلام إمامته واعتبروه الخليفة الحقيقي لذلك الإمام، ومن أشهرهم:

وبحسب الأدلة التاريخية، فإن الكثير من هؤلاء الأشخاص رجعوا عن الاعتقاد بإمامة عبد الله الأفطح، أما بالنسبة للبعض الآخر فلا يوجد مستند في التاريخ يشير إلى عودتهم عن هذا الاعتقاد أو استمرارهم فيه.

وثاقة رواة الفطحية

يظهر من المصادر الرجالية أن الفطحية رغم اعتقاداتهم، يعتبرون رواة موثوقين وقد نالوا ثقة الأئمة عليهم السلاموعلماء الإمامية. فعلى سبيل المثال سئل الإمام العسكريعليه السلام عن صحة الأحاديث المنقولة عن بني فضال وهم من الفطحية، فقال: خُذوا ما رَوَوا و ذَروا ما رَأوا[١٥]

وكذلك بحسب ما ذكر الشيخ الطوسي في كتاب العدة أنه إذا كان الراوي منتمياً إلى إحدى الفرق الشيعية كالفطحية والناووسية و<nowiki>الواقفة، وكانت هناك ثقة بأمانته، ولم تكن هنالك رواية تخالف روايته ولم تكن الإمامية قد عملت بخلاف ذلك؛ فيجب العمل بروايته، ولهذا أخذت الإمامية بحديث عبد الله بن بكير وغيره من الفطحية، وروايات سماعة بن مهران وعلي بن أبي حمزة وعثمان بن عيسى الرواسي وغيرهم من الواقفة، وأيضاً روايات بني فضال.[١٦]

وقد ذكر العلامة الحلي[١٧] وابن داوود الحلي[١٨] عمار بن موسى الساباطي في قسم ضعفاء كتب الرجال، لأنه قيل بأنه ظل فطحياً إلى آخر حياته،[١٩] ولكن قال الشيخ الطوسي أنه حتى لو فرضنا أنه كان فطحياً فهذا لن يضر في وثاقته في نقل الروايات.[٢٠]

الهوامش

  1. الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2،ص209.
  2. المفید، الفصول المختارة، ص312.
  3. الشهرستاني، الملل والنحل، ج 1، ص148.
  4. الشهرستاني، الملل و النحل، ج1، ص148.
  5. الطوسي، اختیار معرفة الرجال، ج2، ص525.
  6. حسین الساعدي، الضّعفاء من رجال الحديث، ج2، ص264.
  7. الطوسي، الفهرست، ص173.
  8. الطوسي، الفهرست، ص189.
  9. الطوسي، الفهرست، ص54.
  10. الطوسي، اختیار معرفة الرجال، ج 2، ص853.
  11. الطوسي، اختیار معرفة الرجال، ج 2، ص682.
  12. الطوسي، اختیار معرفة الرجال، ج 2، ص840.
  13. النجاشي، الرجال، ص35
  14. الطوسي، الفهرست، ص67.
  15. الطوسي، الغیبة، ص390.
  16. الطوسي، العدة، 1417هـ، ج1، ص150.
  17. العلامة الحلي، رجال العلامة الحلي، 1402هـ، ص244-243.
  18. ابن داود، الرجال، الشریف الرضي، ص289.
  19. الخوئي، معجم رجال الحدیث، 1410هـ، ج12، ص263.
  20. الطوسي، تهذیب الأحکام، 1407هـ، ج7، ص101.

الملاحظات

  1. هذه الفرقة من أهل السنة المتطرفين الذين لا يعتنون بالرأي العقلي ويعتبرون هذه الآراء بدعة. (ابن أبي الحدید، شرح نهج البلاغة، ج 6، ص436.

المصادر والمراجع

  • الشیخ المفید، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، 1413هـ.
  • حسين ساعدي وآخرون، الضعفاء من رجال الحديث، الطبعة الأولی ،قم، دار الحدیث، 1384ش.
  • ابن داوود الحلي، حسن بن علي، الرجال، منشورات الشریف الرضي، د.ت.
  • الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحدیث، قم، مرکز نشر آثار شیعه، 1410هـ/1369ش.
  • الشهرستاني، الملل و النحل، مکتبة الانجلو المصریة، منشورات الشریف الرضي، القاهرة.
  • الطوسي، محمد بن حسن، اختیار معرفة الرجال ، مؤسسة آل البیت لإحیاء التراث.
  • الطوسي، محمد بن حسن، العدة في أصول الفقه، قم، ستاره، 1417هـ.
  • الطوسي، محمد بن حسن، الغیبة، تحقیق الطهراني، عباد الله وناصح، علي أحمد، مؤسسة المعارف الإسلامیة، قم، 1411هـ.
  • الطوسي، محمد بن حسن، الفهرست، نشر الفقاهة، 1417هـ.
  • الطوسي، محمد بن حسن، تهذیب الأحکام، تحقیق حسن موسوي خرسان، طهران، دار الکتب الإسلامیة، 1407هـ.
  • العلامة الحلي، حسن بن یوسف، رجال العلامة الحلي، تحقیق محمد صادق بحر العلوم، قم، الشریف الرضي، 1402هـ.
  • المحدث النوري، مستدرك الوسائل، مؤسسة آل البیت علیهم‌ السلام قم، 1408 هـ.
  • المفید، محمد بن محمد بن نعمان، الفصول المختارة، تحقیق السید علي میر شریفي، دار المفید، بیروت، 1414 هـ.