الكشفية الإحقاقية

من ويكي شيعة
الكشفية الإحقاقية
المعلومات العامة
المؤسسالميرزا حسن جوهر
سنة التأسيسالقرن 13 الهجري
أهم المدنالسعودية في الأحساء، الكويت، إيران في تبريز، دولة أذربيجان
المعلومات الدينية
من فرقالشيعة
المعتقداتالإمام علي (ع) يتواجد في عدّة أماكن في آن واحد، والحساب والعقاب بيد محمد وآله
القادة/الأئمةالميرزا محمد باقر بن محمد سليم الأسكوئي، الميرزا موسى بن محمد باقر الأسكوئي الإحقاقي، الميرزا علي بن موسى الإحقاقي، الميرزا حسن بن موسى الإحقاقي، الميرزا عبدالرسول بن الحسن الإحقاقي، الميرزا عبد الله بن عبد الرسول الإحقاقي، الميرزا كمال الدين بن علي بن موسى الإحقاقي
أهم الكتبالمخازن والبراهين واللّمعات الساطعة، شرح حياة الأرواح، المصباح المنير لطالب حق يستنير


الميرزا موسى بن محمد باقر الأسكوائي الإحقاقي

الكشفية الإحقاقية، أو الأسكوائية هي جماعة أو فرقة تنتمي من جهة المذهب لـلشيعة الإمامية، وهي تمثل الإمتداد الحقيقي للمدرسة الشيخية التي أسسها الشيخ أحمد الأحسائي والسيد كاظم الرشتي، وظهرت كفرقة مستقلّة بعد أن توفى السيد الرشتي وانقسم أتباع المدرسة الشيخية إلى شيخية كشفية إحقاقية، وشيخية كرمانية.

والشيخية الكشفية الإحقاقية أقرب من جهة المنهج والمُتَبَنيَات الفكرية للشيعة الإمامية، من نظيرتها الشيخية الكرمانية التي أسسها الحاج محمد كريم خان الكرماني في مدينة كرمان، وظهرت هذه المدرسة في كربلاء، ثمّ انتشرت بعد ذلك لتصل للكويت والأحساء في بلاد الحرمين، وكان لها أيضاً وجود ملفت في مدينة تبريز منذ نشأتها.

المؤسس

الميرزا حسين جوهر

هو المُلاَّ حسن بن المُلاَّ علي القراجه داغي الحائري - لم تتوفر سنة ولادته في تراجمه المذكورة - المتوفي سنة ( 1266ه ) وقيل سنة ( 1261هـ )،[١] بعد تأديته فريضة الحج و زيارة قبر الرسول الأكرم (ص) وأئمة البقيع (ع)، ودفن في مقبرة المعلاة بمكّة المكرمة.[٢]

وهو الذي خلف أستاذيه الأحسائي و الرشتي في زعامة ومرجعية السواد الأعظم من أتباع المدرسة الشيخية بالخصوص، إلاّ أنّ الشيخ محسن الأمين يظنّ أنّه ليس من أتباع الشيخ الأحسائي و السيد الرشتي ، غير أنّه تأثر بهما دون أن يترك طريق ونهج متشرعة وفقهاء الشيعة الإمامية[٣] .

الفرقة الكشفية الإحقاقية

وجه تسميتها

الميرزا محمد باقر الأسكوائي

ذُكِرت عدّة تسميات لهذه الفرقة ، وهي :

  • الكشفية: وذلك لقولهم واعتمادهم على الكشف.
  • الأسكوائية: نسبة إلى مرجعهم «الميرزا محمد باقر بن محمد سلیم» الذي لُقِّبَ بــــ «الأسكوائي»، نسبةً لمدينة « أسكو » الإيرانية.
  • الإحقاقية: نسبة لمرجعهم « الميرزا موسى بن محمد باقر » الذي لُقِّبَ بـــ « بالإحقاقي » نسبةً لكتابٍ ألّفه وسمّاه «إحقاق الحق».
  • التبريزية: نسبة لمدينة تبريز الإيرانية، وقد أطلقت عليهم هذه التسمية في بدايات وجودهم، فمدينة تبريز كانت تُعدّ من أبرز معاقلهم الرئيسية في بدايات ظهورهم ونشأتهم كفرقة من الشيخية.

غير أنّ « الميرزا موسى بن محمد باقر » يرفض إطلاق تسمية الشيخية عليهم ، مؤكدًا على أنّ التسمية توحي للآخرين بأنّ هذه الفرقة في الحقيقة مقابلة ومستقلة عن الشيعة الإمامية ، والواقع أنّ الشيخية الكشفية هم شيعة إمامية وجزء غير منفصل عنهم ، إلاّ أنّ الخلاف الذي بينهم وبين عموم الشيعة الإمامية هو اختلاف اجتهادي ، كما هو حاصل بين علماء الشيعة عبر القرون المتتالية [٤] .

التعريف بها

الشيخية الكشفية الإحقاقية هم تلك الجماعة الذين اتّبعوا بعد الشيخ الأحسائي و السيد الرشتي « الميرزا حسن بن علي القراجه داغي » المشهور بــــ « الميرزا حسن جوهر » أو « گوهر » كما تلفظ وتكتب بالفارسية ، فبعد وفاة الشيخ الأحسائي اتّبع مريدوه وأتباعه الذين يصطلح عليهم بالشيخية تلميذه السيد كاظم الرشتي ، وبعد وفاة الأخير انقسموا إلى فرقتين:

فالفرقة الكشفية الإحقاقية هم الذين اتبعوا و قلّدوا « الميرزا حسن جوهر » بعد السيد الرشتي ، وقلّدوا من بعدهما « الميرزا محمد باقر بن محمد سليم الأسكوئي»، ثمّ ساقوا المرجعية في أبنائه إلى يومنا الحاضر، ولعلّ توارث المرجعية أب عن جد في عائلة الإسكوائي، والتعصب لهم في التقليد والذي أدّى بهم لعدم تقليد غيرهم من مراجع الإمامية، هو أكثر الأمور التي جعلتهم يتميّزون عن باقي الشيعة الإمامية، وبالتالي يصنّفون كفرقة شبه مستقلة عن الشيعة الإمامية[٥].

ومن بين الفرقتين الشيخيتين تُعدّ الكشفية الإحقاقية أقرب في المتبنيات الفكرية والعقائدية والفقهية لعموم للشيعة الإمامية من الفرقة الكرمانية ، وقد يكاد ينحصر خلافهم مع عموم الإمامية في مسألة التقليد ، فهم ومنذ تَأَسُّس فرقتهم يسوقون التقليد في مراجعٍ معيّنين منهم، دون الرجوع لباقي مراجع الشيعية الإمامية، كما أنّ لديهم خلافًا مع الإمامية في تصوّر بعض المسائل العقائدية المتعلّقة بأهل البيت و أئمتهم (ع) .

زمن ومكان ظهورها

ظهرت الكشفية الإحقاقية في النصف الثاني من القرن الثالث عشر للهجرة في كربلاء على يد الميرزا حسن جوهر ، الذي خلف ورجع إليه عموم الشيخية بعد وفاة أستاذه السيد الرشتي ، ولم تتضح معالمها كفرقة مستقلة داخل المدرسة الشيخية إلاّ بعد وفاة مؤسّسها الميرزا حسن جوهر سنة (1266ه ) ، وترأّس الميرزا محمد باقر الأسكوائي زعامة هذه الفرقة، ثمّ أسّس حوزة علمية خاصة بهم في كربلاء .

خلافاتها العقائدية مع الإمامية

توافقت الكشفية الإحقاقية مع علماء الإمامية في أنّ أصول الدين خمسة « التوحيد ، النبوّة ، الإمامة ، العدل ، المعاد» ، وبذلك فقد خالفت هذه الفرقة نظيرتها الشيخية الكرمانية، والتي ذهبت للقول بأنّ أصول الدين أو أركان الدين هي أربعة « التوحيد ، النبوّة ، الإمامة ، النيابة الخاصة للإمام المهدي (ع) ».

غير أنّ ما يُميّز الكشفية الإحقاقية عن عموم وجمهور الشيعة الإمامية، على المستوى العقائدي هو بعض التصورات العقائدية المُتعلّقة بأهل البيت (ع) عمومًا و بالإمامة خصوصًا، بحيث عدّ بعض علماء الإمامية هذه المسائل من الغلو في أهل البيت و أئمتهم (ع).

الإمام علي يتواجد في عدّة أماكن في آن واحد

ذهبت الكشفية للقول بإمكان أن يتواجد الإمام في عدّة أمكنة في آن واحد ، كتواجده في مكة في اللحظة التي يكون فيها في الكوفة، وكذلك في حين هو في مكة والكوفة يكون متواجد في الموزنبيق وفنزويلا .

الميرزا عبد الرسول الإحقاقي: وفي معرض الردّ على من اتهمهم بهذا القول، قال:

الإفراط في تأويل النصوص الشرعية

من أهم مُمَيّزات الفرقة الكشفية الإحقاقية عن الشيعة الإمامية هو اتباعهم منهج التأويل والإعتماد على بواطن النصوص الشرعية في المسائل العقائدية دون الإلتزام بالظاهر الذي قد ثبتت له الحجّية عقلاً دون الباطن، وهذا الإفراط في سلوك منهج التأويل هو ما أوقعهم في جُملة من الإعتقادات والمقولات المغالية ، بحيث اتّهموا على مرّ العقود الماضية بالوقوع في مستنقع الغلو في أهل البيت (ع) .

والأمثلة على ذلك في كتبهم كثيرة[٨]، منها:

الميرزا حسن جوهر: في معرض شرحه لرواية في فضائل الإمام علي (ع) وهي:

قال الإمام الباقر (ع) «  قال النبّي (ص) : يا علي إنّ على يمين العرش لَمَنابر من نور وموائد من نور فإذا كان يوم القيامة جئت وشيعتك يجلسون على تلك المنابر يأكلون ويشربون والنّاس في الموقف يحاسبون »

  • قال: «أمّا ظاهر الحديث فظاهر، وأمّا باطنه فيحتمل أن يكون المراد بالعرش هو رسول الله (ص) ، ويمين العرش هو أمير المؤمنين (ع)، لأنّه يمينه ويمين الله ، وبيده ملكوت الأشياء كما في تأويل قوله تعالى: والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ، أي بعليّه ... »[٩].

الميرزا علي الحائري: قال في قوله تعالى « وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا»[١٠].

  • وبعد أن ساق المعنى الظاهري للآية كما هو متفق عليه عند عموم المسلمين ، قال : « وأمّا الباطن والتأويل فموسى الحقيقي هو نبينا محمد (ص) ..... ونبيّنا هو الذي تخلّق من ماء الوجود النازل من سحاب المشيئة الإلهية، إذ لا خلق قبله...... وهنا مطالب كِتْمانها في الصدور خير من إبرازها في السطور ، فيكون موسى الحقيقي الأصلي الأوّلي هو نبينا محمد (ص) ....... ، ومن هذا البيان ظهر لك معنى العصا في الآية الشريفة تأويلاً ، وأنّها هي إمامنا أمير المؤمنين (ع) ........... ، وأمّا الحجر في تأويل الآية ، فهي سيدتنا الزهراء و الصدّيقة الكبرى التي على معرفتها دارت القرون الأولى ...، ولمّا أراد الله سبحانه نجاة الخلق من تيه الضلال ، وترويهم من آداب المعرفة والكمال ورزقهم من فنون العلم ، وكل فيض كوني وشرعي دنيوي وأخروي ، أوحى الله تعالى لنبيّه محمد (ص) أن اضرب بعصاك الحجر ، أي زَوِّج النور من النور [ يقصد تزويج السيدة فاطمة بالإمام علي (ع) ][١١] ...، وأمّا تأويل العيون في الآية ، فهي الأئمة الاثنى عشر (ع) المنبجسة من الحجر المعنوي المتشعبة من تلك الأرض النقيّة النوراء ...»[١٢].

الحساب والعقاب بيد محمد وآله

ذهبت الكشفية الإحقاقية إلى القول والإعتقاد -تبعا لما قرّره الشيخ الأحسائي- بأنّ الحساب والعقاب يوم القيامة بيد النّبيّ محمد و آله (ع) ، وذلك أنّ المولى تعالى وبإرادته ومشيئته فوّض لهم هذا الأمر ، فهم يوم القيامة يعاقبون ويحاسبون النّاس بمشيئتهم وإرادتهم التي هي عين مشيئة وإرادة المولى تعالى[١٣] .

علم الإمام حضوري لا حصولي

تعتقد الفرقة الكشفية الإحقاقية ، بأنّ العلم الذي يتحصّل عليه الإمام المعصوم هو من قسم العلم الحضوري لا العلم الحصولي، بمعنى أنّ الإمام لديه العلم بكل ما كان وكائن وما سيكون بإذن من المولى تعالى، فالمعلومات حول ما كان وما هو كائن وما سيكون هي حاضرة في ذهن ونفس الإمام [١٤] [١٥].

وهذا خلاف ما عليه عقيدة الشيعة الإمامية التي ترى بأنّ كل مالدى أئمة أهل البيت (ع) هو من عند النّبيّ محمد (ص)، الذي علّمه الله من خلال أمين الوحي جبرائيل .

الإمام علي معلم لجبرائيل

ذهب الكشفية الإحقاقية في مقام الحديث عن علم الإمام ، إلى أنّ الإمام علي بن أبي طالب (ع) هو الأستاذ والمعلم الذي يأخذ منه الملك جبرائيل علمه ،

والميرزا عبد الرسول الإحقاقي :في مقام الرد على من اتهمهم بأنّهم يقولون : أنّ علم ووحي جبرائيل من أهل البيت (ع) :

مراجعها وزعمائها

كتبها ومصادرها

كتب الشيخ الأحسائي

  • جوامع الكلم : (11 مجلد )
  • شرح الزيارة الجامعة الكبيرة: ( 4 مجلدات )
  • شرح العرشية : (3 مجلدات )
  • شرح المشاعر: ( مجلدين )
  • كشكول الشيخ أحمد الأحسائي: ( مجلد واحد كبير مقسّم على جزئين )

كتب السيد الرشتي

  • أسرار الشهادة
  • أسرار العبادات
  • الرسالة الحملية
  • شرح الخطبة التطنجية
  • شرح دعاء السمات
  • درر الأسرار
  • دليل المتحيرين
  • السلوك إلى الله
  • تفسير آية الكرسي
  • الحجة البالغة

وغيرها من الرسائل والمصنّفات ...

كتب الميرزا حسن جوهر

  • المخازن والبراهين واللّمعات الساطعة
  • شرح حياة الأرواح
  • مخازن جواهر أسرار التنزيل
  • شرح خطبة الرضا عليه السلام في التوحيد

وغيرها من الرسائل والمصنّفات ...

كتب الميرزا محمد باقر الأسكوئي

  • حق اليقين
  • كشف المراد
  • بحث مسألة البداء
  • المصباح المنير لطالب حق يستنير
  • الرسالة التطهيرية
  • معين التجارة. باللغة الفارسية

وغيرها من الرسائل والمصنّفات ...

أماكن تواجدهم

يتمركز وجود الشيخية الكشفية الإحقاقية حاليًا في أربعة دول :

ولهم وجود متفرق في بعض الدول والمناطق الأخرى .

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. كاشف الغطاء، العبقات العنبرية في طبقات الجعفرية، ص 324، الهامش
  2. جوهر، شرح حياة الأرواح، ص 10.
  3. الأمين، أعيان الشيعة، ج 5، ص 209.
  4. الإحقاقي، إحقاق الحق، ص 38.
  5. آل الطالقاني، الشيخية، ص 224-272.
  6. زيادة توضيحية
  7. الإحقاقي، توضيح الواضحات، ص 159، جواب اعتراض رقم 43.
  8. الحائري، عقيدة الشيعة
  9. جوهر ، شرح حياة الأرواح، ص 431.
  10. سورة البقرة: 60.
  11. الإضافة توضيحية
  12. الحائري، الكلمات المحكمات، ص 141-148.
  13. الإحقاقي، توضيح الواضحات، ص 118-122، جواب اعتراض رقم 12.
  14. السبحاني، المذاهب الإسلامية، ص358
  15. الإحقاقي، توضيح الواضحات، ص 150 ، جواب اعتراض رقم 32.
  16. زيادة توضيحية
  17. الإحقاقي، توضيح الواضحات، ص150 ، جواب الإعتراض رقم 34.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الإحقاقي، موسى، إحقاق الحق، الكويت، مكتبة الإمام الصادق (ع)، ط 4، 1421 هـ/ 2000 م.
  • كاشف الغطاء، محمد الحسين، العبقات العنبرية في طبقات الجعفرية، بيروت، بيسان للنشر والتوزيع، ط 1، 1418 هـ/ 1998 م .
  • الحائري، الميرزا علي، الكلمات المحكمات، الكويت، مكتبة العذراء، ط 4، 1426 هـ/ 2005 م.
  • السبحاني، جعفر، المذاهب الإسلامية، قم، مؤسسة الإمام الصادق (ع)، ط 2، 1427 هـ .
  • الإحقاقي، عبد الرسول، توضيح الواضحات، بيروت، مؤسسة فكر الأوحد للتحقيق والطباعة والنشر، ط 2، 1425 هـ/ 2004 م.
  • الحائري، الميرزا علي، عقيدة الشيعة، ط 2، د،ت.
  • جوهر، الميرزا حسن، شرح حياة الأرواح، الكويت، لجنة النشر والتوزيع جامع الإمام الصادق (ع)، ط 2، 1423 هـ/ 2002 م.