سورة الإسراء، هي السورة السابعة عشر ضمن الجزء الخامس عشر من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى.
سورة الإسراء | |
---|---|
رقم السورة | 17 |
الجزء | 15 |
النزول | |
ترتیب النزول | 50 |
مكية/مدنية | مكية |
الإحصاءات | |
عدد الآيات | 111 |
عدد الكلمات | 1560 |
عدد الحروف | 6440 |
تتحدث عن التوحيد ومعرفة الله تعالى، وعن أدلة النبوة، ومعجزة القرآن، وقضية المعراج، وعن مسألة المعاد وما يرتبط به، وعن بني إسرائيل وإفسادهم، وعن حقوق الأقرباء، كما تتحدث أيضاً عن حرمة الإسراف والتبذير، والبخل، وقتل الأبناء، والزنا، وأكل مال اليتيم، والتكبر، وعن مقاطع من قصص الأنبياء.
من آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (1): ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾. وقوله تعالى في الآية (23): ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ وقوله تعالى في الآية (26): ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ﴾، وقوله تعالى في الآية (82): ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾، وقوله تعالى في الآية (84): ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ﴾.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادق قال: من قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة، لم يمت حتى يُدرك القائم ويكون من أصحابه.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بـــ (الإسراء)؛ لحادثة الإسراء التي أكرم الله بها نبيه ، حيث أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وذكرت هذه الحادثة في الآية الأولى من قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾،[١] وتسمى أيضاً سورة بني إسرائيل، وسورة سبحان.[٢] وتُعتبر من سور المئين، أي: السور التي تربو آياتها على المائة.[٣]
ترتيب نزولها
سورة الإسراء، من السور المكية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (50)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الخامس عشر بالتسلسل (17) من سور القرآن.[٥] آياتها (111)، تتألف من (1560) كلمة في (6440) حرف.[٦]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (فَجَاسُواْ ): الجوس: طلب الشيء باستقصاء، وقيل: هو التردد والطلب.
- (إِمْلاقٍ): الفقر والحاجة.
- (الْقِسْطَاسِ): الميزان، مأخوذ من القسط، وهو العدل.
- (أَكِنَّةً): جمع كنان، وهو الغطاء والستر.
- (وَقْرًا): صمّاً وثقلاً في السمع.[٧]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: يتحدث عن التوحيد ومعرفة الله تعالى، وعن أدلة النبوة وبراهينها، ومعجزة القرآن وقضية المعراج.
- الثاني: يتحدث عن مسألة المعاد وما يرتبط به.
- الثالث: يتحدث عن قسم من تاريخ بني إسرائيل، وعن حرية الإنسان في الاختيار، وعن الحساب والكتاب في هذه الدنيا، وعن أفضلية الإنسان على سائر الموجودات.
- الرابع: يتحدث عن حقوق الاقرباء وبالخصوص الأم والأب.
- الخامس: يتحدث عن حرمة الإسراف والتبذير، والبخل، وقتل الأبناء، والزنا، وأكل مال اليتيم، والتكبر.
- السادس: يتحدث عن التحذير من وسوسة الشيطان، وعن القضايا والمفاهيم الأخلاقية.
- السابع: يتحدث عن مقاطع من قصص الأنبياء .[٨]
آياتها المشهورة
- قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى...﴾.[٩] قال المفسرون: إنّ الآية نزلت في إسراء النبي وكان ذلك بمكة، عندما صلى المغرب في المسجد الحرام، ثم أُسريَ به في ليلته، ثم رجع فصلى الصبح في المسجد الحرام، وما قاله البعض من أنّ ذلك كان في النوم ظاهرُ البطلان؛ إذ لا معجز يكون فيه ولا برهان.[١٠]
- قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا...﴾.[١١] ذكرت كتب التفسير: قرن الله سبحانه شكر الوالدين بشكره، وأوجب البرّ بهما والإحسان إليهما،[١٢]
- قوله تعالى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ...﴾.[١٣] جاء في كتب التفسير: هو أمر من الله لنبيه أن يُعطي ذوي القربى حقوقهم التي جعلها الله لهم، وروي عن الإمام السجاد أنه قال: «هم قرابة الرسول ».[١٤]
- قوله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ...﴾.[١٥] ورد في التفاسير: للشفاء في هذه الآيات وجوه، منها: ما فيه من البيان الذي يُزيل عمى الجهل وحيرة الشك، ومنها: ما فيه من النُظم والتأليف والفصاحة البالغة حد الإعجاز الذي يدّل على صدق النبي ، وهو من هذه الجهة شفاء من الجهل والشك والعمى في الدين ويكون شفاء للقلوب، ومنها: إنه يتبرك به وبقراءته، والاستعانة به على دفع العلل والأسقام ويدفع الله به كثيراً من المكاره والمضار على ما تقتضيه الحكمة، ومنها: ما فيه من أدلة التوحيد والعدل وبيان الشرائع والأمثال والحِكم وما في التعبّد بتلاوته من الصلاح.[١٦]
- قوله تعالى: ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ...﴾.[١٧] جاء في كتب التفسير: إنّ كل إنسان يعمل على طريقته التي اعتادها وألفها وسار عليها، فمن يُمارس عمل الخير حتى تصبح له ملكة فيه، سوف يتحرك في هذا الاتجاه بدافع ذاتي، وتراه بدون تردد أو تأخير أو تسويف يُبادر إلى الاستجابة بدعوة الخير، كما أنّ من اعتاد على فعل الشر والسوء ومارس ذلك فترة طويلة حتى أصبحت هذه العادة ملكة في نفسه، فإنه يُبادر من تلقاء نفسه إلى فعل الشر.[١٨]
آيات الأحكام
آيات الأحكام حسب الجدول الآتي:[١٩]
رقم الآية | النص | الباب | الموضوع |
---|---|---|---|
33 | وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا ... | القصاص | تدل على حرمة قتل النفس، ويستثنى من الحرمة القتل بالحق |
34 | وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً... | أحكام العهد | تدل على وجوب الوفاء بالعهد |
78 | أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ... | الصلاة | تدل على شرطية أوقات الصلاة |
110 | وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا... | الصلاة - القراءة | تدل على مراعاة حالة الوسط للقراءة في الصلاة، والجهر ببعضها والإخفات في بعضها الآخر |
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن الإمام الصادق قال: «من قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يُدرك القائم ويكون من أصحابه».[٢١]
وردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات، منها:
- عن الإمام الصادق قال: «من كتبها في خرقةٍ حريرٍ خضراء، وتحرز عليها وعلّقها عليه ورمى بالنبال أصاب، ولم يخطأ أبداً، وإن كتبها لصغيرٍ تعذّر عليه الكلام، يكتبها بزعفران ويسقى ماءها، أنطق الله لسانه بإذنه وتكلم».[٢٢]
قبلها سورة النحل |
سورة الإسراء |
بعدها سورة الكهف |
{Div col end}}
الهوامش
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 9، ص 316.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 15، ص 5.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 8، ص 417؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 20، ص 116.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1241.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 9، ص 324-376.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 7، ص 215.
- ↑ سورة الإسراء: 1
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 6، ص 320.
- ↑ سورة الإسراء: 23.
- ↑ مغنية، تفسير الكاشف، ج 5، ص 35.
- ↑ سورة الإسراء: 26.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 8، ص 447.
- ↑ سورة الإسراء: 82.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 6، ص 424.
- ↑ سورة الإسراء: 84.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 13، ص 189.
- ↑ الأيرواني، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، ج 1، ص 113 و 131 و 461 و 598.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 2، ص 854.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 4، ص 115.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 6، ص 5.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- الأيرواني، باقر، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، قم-إيران، دار الفقه، ط 3، 1428 هـ.
- البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية