مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد حيدر الآملي»
←السيد حيدر والعرفان الشيعي النظري
imported>Alkazale (←حياته) |
imported>Alkazale |
||
سطر ١٢٧: | سطر ١٢٧: | ||
=== الشيعة والتصوف === | === الشيعة والتصوف === | ||
يرى السيد حيدر في مكانة [[التشيع]] من [[التصوف]] ونسبة كلّ منهما إلى الآخر أن ذلك ينتهي إلى الجذور، حيث النواة الأصلية المتبقية في [[ايران]] رغم الملابسات ومضي القرون من المواجهات والتحديات. | يرى السيد حيدر في مكانة [[التشيع]] من [[التصوف]] ونسبة كلّ منهما إلى الآخر أن ذلك ينتهي إلى الجذور، حيث النواة الأصلية المتبقية في [[ايران]] رغم الملابسات ومضي القرون من المواجهات والتحديات. | ||
والاستعراض التامّ لمضاعفات هذه المرحلة على صورتها الحقيقية قد لا يتأتّى إلا بالتزام نظرة معرفية إلى التشيع من حيث كونها ظاهرة معنوية لا دينية فحسب، وما لم تُدرس هي من هذا الجانب، فإنّ شطراً عظيماً من المعارف الإسلامية ستظلّ بعيدة عن متناول اليد.<ref>كوربين، سید حیدر آملی؛ متألّه شیعی عالَم تصوف (بالفارسية)، | والاستعراض التامّ لمضاعفات هذه المرحلة على صورتها الحقيقية قد لا يتأتّى إلا بالتزام نظرة معرفية إلى التشيع من حيث كونها ظاهرة معنوية لا دينية فحسب، وما لم تُدرس هي من هذا الجانب، فإنّ شطراً عظيماً من المعارف الإسلامية ستظلّ بعيدة عن متناول اليد.<ref>كوربين، سید حیدر آملی؛ متألّه شیعی عالَم تصوف (بالفارسية)، ص 132-133.</ref> | ||
====نسبة الشيعة إلى الإسلام==== | ====نسبة الشيعة إلى الإسلام==== | ||
إن السيد حيدر هو شيعي [[إمامي]]، والتشيع بالنسبة إليه هو [[الإسلام]] التام وهي نواة الإسلام وباطنه. إنه الإسلام التامّ لأنه مبنيّ على [[الشريعة]] والطريقة والحقيقة، وهو باطن الإسلام لأن الحقيقة هو باطن الشريعة وكنوز هذا الباطن وخُزّانه هم الأئمة و[[الأئمة الإثني عشر (ع)|الخلفاء الأثني عشر]].<ref>كوربين، سید حیدر آملی: شرح احوال، آثار و آراء جهانشناسی (بالفارسية)، | إن السيد حيدر هو شيعي [[إمامي]]، والتشيع بالنسبة إليه هو [[الإسلام]] التام وهي نواة الإسلام وباطنه. إنه الإسلام التامّ لأنه مبنيّ على [[الشريعة]] والطريقة والحقيقة، وهو باطن الإسلام لأن الحقيقة هو باطن الشريعة وكنوز هذا الباطن وخُزّانه هم الأئمة و[[الأئمة الإثني عشر (ع)|الخلفاء الأثني عشر]].<ref>كوربين، سید حیدر آملی: شرح احوال، آثار و آراء جهانشناسی (بالفارسية)، ص 28.</ref> فالأئمة من وجهة نظر السيد حيدر يرشدون إلى ما يستبطنه الوحي والشريعة من أمر الهداية.<ref>كوربين، سید حیدر آملی؛ متألّه شیعی عالَم تصوف (بالفارسية)، ص 140.</ref> | ||
====تخاصم الشيعة والمتصوفة==== | ====تخاصم الشيعة والمتصوفة==== | ||
يرى السيد حيدر أن الكثير من الصوفية لا علم لهم بهذا الموضوع، فهم يُأنّبون الشيعة وينسون أنها ينبوع عرفانهم. على أن بعض المتصوفة يدّعي إمكانية التوصّل إلى الباطن دون الالتزام بالظاهر، كما أن مغفلوا الشيعة ينكرون [[العرفان]] ويدّعون كفاية الظواهر دون حاجة إلى شيئ يُدّعى أنه حقيقة وباطن. فهولاء عنده شيعة بالمجاز، حالهم كحال غيرهم في الاكتفاء بظواهر الشريعة والحرمان من الحقيقة.<ref>كوربين، سید حیدر آملی؛ متألّه شیعی عالَم تصوف، | يرى السيد حيدر أن الكثير من الصوفية لا علم لهم بهذا الموضوع، فهم يُأنّبون الشيعة وينسون أنها ينبوع عرفانهم. على أن بعض المتصوفة يدّعي إمكانية التوصّل إلى الباطن دون الالتزام بالظاهر، كما أن مغفلوا الشيعة ينكرون [[العرفان]] ويدّعون كفاية الظواهر دون حاجة إلى شيئ يُدّعى أنه حقيقة وباطن. فهولاء عنده شيعة بالمجاز، حالهم كحال غيرهم في الاكتفاء بظواهر الشريعة والحرمان من الحقيقة.<ref>كوربين، سید حیدر آملی؛ متألّه شیعی عالَم تصوف، ص 141.</ref> | ||
وبما أن أئمة [[أهل البيت]] كانوا هم البناة والمعلمون الحقيقيون لتلك المعارف السامية، بذلك يكون إنكار كل فريق للآخر خطئاً فاحشاً.<ref>كوربين، سید حیدر آملی: شرح احوال، آثار | وبما أن أئمة [[أهل البيت]] كانوا هم البناة والمعلمون الحقيقيون لتلك المعارف السامية، بذلك يكون إنكار كل فريق للآخر خطئاً فاحشاً.<ref>كوربين، سید حیدر آملی: شرح احوال، آثار وآراء جهانشناسی (بالفارسية)، ص 28 - 29.</ref> | ||
====نسبة الشيعة إلى المتصوفة==== | ====نسبة الشيعة إلى المتصوفة==== | ||
سطر ١٤١: | سطر ١٤١: | ||
وحسبما يرى السيد حيدر، فإن المؤمن المُمتَحن هو المذعِن لأوامر الأئمة والآخذ بالشريعة والطريقة والحقيقة كافة، لذلك فإن الصوفي هو الشيعي الحقيقي في مقابل الشيعي الذي يكتفي بظاهر الشريعة، والشيعي هو الصوفي الحقيقي في مقابل الصوفي الذي نسي أصله ومنبته. | وحسبما يرى السيد حيدر، فإن المؤمن المُمتَحن هو المذعِن لأوامر الأئمة والآخذ بالشريعة والطريقة والحقيقة كافة، لذلك فإن الصوفي هو الشيعي الحقيقي في مقابل الشيعي الذي يكتفي بظاهر الشريعة، والشيعي هو الصوفي الحقيقي في مقابل الصوفي الذي نسي أصله ومنبته. | ||
لقد سعى السيد حيدر في كتاب جامع الأسرار أن يُقنع الفريقين أن كلاً منهما بحاجة إلى الآخر ولا يمكن لأیهما التخلي عن توأمه. فنظريته الأساس هي أن الشيعة الحقيقيين هم المتصوفة؛ قضية لا تُستوعَب إلا بفهم عكسه: أي المتصوفة الحقيقيون هم الشيعة.<ref>كوربين، سید حیدر آملی: شرح احوال، آثار و آراء جهانشناسی (بالفارسية)، | لقد سعى السيد حيدر في كتاب جامع الأسرار أن يُقنع الفريقين أن كلاً منهما بحاجة إلى الآخر ولا يمكن لأیهما التخلي عن توأمه. فنظريته الأساس هي أن الشيعة الحقيقيين هم المتصوفة؛ قضية لا تُستوعَب إلا بفهم عكسه: أي المتصوفة الحقيقيون هم الشيعة.<ref>كوربين، سید حیدر آملی: شرح احوال، آثار و آراء جهانشناسی (بالفارسية)، ص 29.</ref> | ||
=== مدى الالتزام بآراء ابن عربي=== | === مدى الالتزام بآراء ابن عربي=== | ||
والذي يلفت الانتباه في مصنفات السيد حيدر هو نقله لأقوال [[سعد الدين الحموي]] (650 ه) الذي يُعَرف عند الجميع بانتمائه الشخصي إلى الإمام الغائب عند الشيعة. ومن خلال إلقاء نظرة سريعة إلى مصنفات السيد حيدر يمكن معرفة الدواعي من انتشار عرفان [[محي الدين ابن عربي]] وحكمته في البيئة الشيعية بعد الالتفات إلى نقطة هامة حول موضوع خاتم الأوصياء.<ref>كوربين، سید حیدر آملی؛ متألّه شیعی عالَم تصوف، | والذي يلفت الانتباه في مصنفات السيد حيدر هو نقله لأقوال [[سعد الدين الحموي]] (650 ه) الذي يُعَرف عند الجميع بانتمائه الشخصي إلى الإمام الغائب عند الشيعة. ومن خلال إلقاء نظرة سريعة إلى مصنفات السيد حيدر يمكن معرفة الدواعي من انتشار عرفان [[محي الدين ابن عربي]] وحكمته في البيئة الشيعية بعد الالتفات إلى نقطة هامة حول موضوع خاتم الأوصياء.<ref>كوربين، سید حیدر آملی؛ متألّه شیعی عالَم تصوف، ص 136.</ref> | ||
يظهر السيد حيدر كعامل أساس في دمج عرفان ابن عربي النظري في الفكر الشيعي، فإن جميع فلسفته الوجودية ونظرته في [[التوحيد]] والأسماء الإلهية ومظاهرها جائت في امتداد افكار ابن عربي عدا موضوع الولاية المرتبطة بصميم الفكر العرفاني والشيعي، فإنه قد خالفه في زاوية خاصة وهامة؛ ألا وهي " خاتم الولاية". | يظهر السيد حيدر كعامل أساس في دمج عرفان ابن عربي النظري في الفكر الشيعي، فإن جميع فلسفته الوجودية ونظرته في [[التوحيد]] والأسماء الإلهية ومظاهرها جائت في امتداد افكار ابن عربي عدا موضوع الولاية المرتبطة بصميم الفكر العرفاني والشيعي، فإنه قد خالفه في زاوية خاصة وهامة؛ ألا وهي " خاتم الولاية". | ||
وهكذا وإن كان السيد حيدر استطاع أن يربط بأسلوبه التقليدي بين التصوف والتشيع مستعيناً بالشواهد والأدلة، إلا أنه يمكن القول إن ذلك اتّسم بغاية الأصالة وفقاً للمعايير المتبعة في الدراسات الإسلامية المعاصرة. والتعريف الشيعي لمقولة ختم الولاية وإن كان قد حوّل بعض خطوط أفكار ابن عربي الأصلية، إلا أنه كان بثمن بقاء حياته في العرفان الشيعي. | وهكذا وإن كان السيد حيدر استطاع أن يربط بأسلوبه التقليدي بين التصوف والتشيع مستعيناً بالشواهد والأدلة، إلا أنه يمكن القول إن ذلك اتّسم بغاية الأصالة وفقاً للمعايير المتبعة في الدراسات الإسلامية المعاصرة. والتعريف الشيعي لمقولة ختم الولاية وإن كان قد حوّل بعض خطوط أفكار ابن عربي الأصلية، إلا أنه كان بثمن بقاء حياته في العرفان الشيعي. | ||
وتكمن أهمية السيد حيدر في إصلاح هذه النقطة من أفكار ابن عربي بحيث يضعنا أما سؤال هو: كيف تسنّى لفکر بهذا النطاق أن ينصهر في الفكر الشيعي وكأنه أحد أجزائه؟<ref>الآملي، | وتكمن أهمية السيد حيدر في إصلاح هذه النقطة من أفكار ابن عربي بحيث يضعنا أما سؤال هو: كيف تسنّى لفکر بهذا النطاق أن ينصهر في الفكر الشيعي وكأنه أحد أجزائه؟<ref>الآملي، ص 14 - 15.</ref> | ||
== نظرة في آراء السيد== | == نظرة في آراء السيد== |