فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب (كتاب)

من ويكي شيعة
فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب (كتاب)
المؤلفالميرزا حسين النوري
اللغةالعربية
الموضوععلوم القرآن
عدد الأجزاءمجلد واحد
تاريخ الإصدارتاريخ الكتابة 1292 هـ


فَصلُ الخِطابِ في تَحريفِ كِتابِ رَبِّ الأربابِ، أحد مؤلفات ميرزا حسين بن محمد تقي النوري من المحدثين في القرن الرابع عشر الهجري.

يحتوي هذا الكتاب على أمورٍ مثيرةٍ للجدل في خصوص تحريف القرآن؛ فحرر العلماء والمحققين في زمان تأليفه وما بعده كتباً في الرّد على الكتاب ونقد مؤلفه نافين أي نوع من التحريف في كتاب الله الكريم؛ ممّا دعى المحدّث النوري أن يبادر إلى كتابة رسالة مفردة ينفي فيها ما أسيء فهمه من كتابه.

لكن وبالرغم من عشرات الردود التي وردت على كتاب المحدّث النوري ونقد رأيه تشبّث البعض بكتابه دليلاً على إيمان الشيعة بتحريف القرآن.

حول الكتاب

أثار هذا الكتاب جدلاً واسعاً في الوسط الشيعي، وكان المحدّث النوري قد فرغ من كتابته في النجف في أواخر شهر جمادى الأخرى في 1292 هـ.

ويظهر من العنوان الذي يحمله الكتاب أنّ القرآن الكريم كنظائره من الكتب السماوية كـ الإنجيل والتوراة طرأ عليه التحريف أيضاً؛ لكن بناءاً على نص الكتاب وبناءاً على ما سمعه الآغا بزرك الطهراني من المحدّث النوري قوله:

إني أثبت في هذا الكتاب أنّ هذا الموجود المجموع بين الدّفتين كذلك باقٍ على ما كان عليه في أول جمعه كذلك في عصر عثمان، ولم يطرء عليه تغيير وتبديل كما وقع على سائر الكتب السماوية، فكان حرياً بأن يُسمّى فصل الخطاب في عدمِ تحريفِ الكتابِ، فتسميته بهذا الاسم الذي يحمله الناس على خلاف مرادي، خطأ في التسمية، لكنّي لم أرد ما يحملوه عليه، بل مرادي إسقاط بعض الوحي المنزل الإلهي،

وإن شئت قلت اسمه القول الفاصل في إسقاط بعض الوحى النازل.[١]

اسم الكتاب

العنوان الذي يحمله الكتاب هو فصل الخطاب في تحريف كتاب ربِّ الأربابِ مما دعى الناس وبالأخص علماء عصره إلى توجيه نقد لاذع للمحدّث النوري؛ لأنّه جعل القرآن في عداد الكتب السماوية التي طرأ عليها التحريف والتغيير كالإنجيل والتوراة وحاصل ما وصل إليه أنّ القرآن الذي بين أيدينا ليس القرآن المُنزل على قلب رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم.

وقد أشار النّوري إلى هذا الموضوع وأبلغ به تلميذه آغا بزرك الطهراني أنّ الناس أوقعهم اسم الكتاب، وحملوا ما لم أرد حمله عليه، بل مرادي إسقاط بعض الوحي المنزل الإلهي، فكان حرياً أن اسمي الكتاب بـ القول الفاصل في إسقاط بعض الوحى النازل أو فصل الخطاب فی عدم تحریف الکتاب.

فعندما يقدّم الآغا بزرك الطهراني هذا الكتاب في موسوعته الذريعة يكتب عنه:

أثبت (المحدّث النوري) فيه عدم التحريف بالزيادة والتغيير والتبديل وغيرها، ممّا تحقق، ووقع في غير القرآن، ولو بكلمة واحدة، لا نعلم مكانها، واختار في خصوص ما عدا آيات الأحكام وقوع تنقيص عن الجامعين، بحيث لا نعلم عين المنقوص المذخور عند أهله (المعصوم عليه السلام، بل يعلم إجمالا من الأخبار التي ذكرها في الكتاب مفصلاً، ثبوت النقص فقط.[٢]

محتوى الكتاب

الصفحة الأولى من كتاب فصل الخطاب للمحدّث النوري

فقد وضع المحدّث النوري كتابه على مقدّمات ثلاث، واثني عشر فصلاً، وخاتمة.

ذكر في المقدّمة الأُولى، ما ورد بشأن جمع القرآن و نظمه وتأليفه، مما يؤكّد على ورود نقص أو تغيير في نصّه الكريم.

وفي الثانية: بيّن أنحاء التغيير الممكن حصوله في المصحف الشريف.

وفي الثالثة: في سرد أقوال العلماء في ذلك، إثباتاً أو رفضاً.

أمّا الفصول الاثنا عشر، فقد جعلها دلائل على وقوع التحريف، بالترتيب التالي:

1. قد وقع التحريف في كتب السالفين ، فلا بدّ أن يقع مثله في الإسلام، حيث تشابه الأحداث في الغابر والحاضر.

2. إنّ أساليب جمع القرآن في عهد متأخر عن حياة الرسولصلی الله عليه وآله وسلم، لتستدعي بطبيعة الحال أن يقع تغيير في نصّه الشريف.

3. محاولة علماء السنَّة توجيه روايات التحريف لديهم، بالإنساء أو نسخ التلاوة غير سديدة.

4. مغايرة مصحف الإمام أمير المؤمنين (ع) مع المصحف الحاضر.

5. مغايرة مصحف الصحابي عبد اللّه بن مسعود مع المصحف الراهن.

6. مغايرة مصحف الصحابي أُبيّ بن كعب مع المصحف الرائج.

7. تلاعب عثمان بنصوص الآيات عند جمع المصاحف وتوحيدها.

8. روايات عامّيّة رواها أهل الحشو من محدثي العامّة، ناصّة على التحريف.

9. إنّ أسامي أوصياء النبيصلی الله عليه وآله وسلم كانت مذكورة في التوراة ـ على ما رواه كعب الأحبار اليهودي ـ فلا بدّ أنّها كانت مذكورة في القرآن، لمسيس الحاجة إلى ذكرها في القرآن، أكثر مما في كتب السالفين.

10. إنّ اختلاف القراءات، خير شاهد على التلاعب بنصوص الكتاب.

11. روايات خاصّة، تدل دلالة بالعموم على وقوع التحريف.

12. روايات ناصّة على مواضع التحريف في الكتاب.

أمّا الخاتمة، فجعلها ردّاً على دلائل القائلين بصيانة القرآن من التحريف.

نقد الكتاب والمؤلّف

منذ أن انتشر هذا الكتاب بما يحمله من عنوان حرّر العديد من العلماء والمحققين كتباً في الرّد عليه:

فردّ الشيخ محمود بن أبي القاسم الشهير بالمعرّب الطهراني (عام 1302هـ) على المحدّث النوري برسالة سمّاها كشف الارتياب في عدم تحريف الكتاب، فلمّا بلغ ذلك الشيخ النوري كتب رسالة فارسية مفردة في الجواب عن شبهات كشف الارتياب،[٣]

ويظهر من الرسالة أنّ المحدث النوري رجع عن رأيه السابق في كتابه أو شرح ما يزيل الفهم الخاطئ عن كتابه. والقول لصاحب الذريعة عن لسان المحدّث النوري: إنّي لا أرضى عمّن يطالع فصل الخطاب ويترك النظر إلى تلك الرسالة.[٤][٥]

يقول الشيخ جعفر السبحاني: كان محدّثنا النوري مولَعاً بجمع الأخبار وتتبّع الآثار، وله في ذلك مواقف مشهودة، ومصنّفاته في هذا الشأن معروفة، غير أنّ شغفه بذلك، ربّما حاد به عن منهج الإتقان في النقل والتحديث، ممّا أوجب سلبَ الثقة به أحياناً وفي بعض ما يرويه. ولا سيّما عند أهل التحقيق وأرباب النظر من فقهائنا الأعلام والعلماء العظام.

وتساهله هذا في جمع شوارد الأخبار، قد حطّ من قيمة تتبّعاته الواسعة واضطلاعه بمعرفة أحاديث آل البيت عليهم السلام والتي كان مشغوفاً بها طيلة حياته العلميّة.

وقد غرّته ظواهر بعض النقول غير المعتمدة، المأثورة عن طرق الفريقين، مما حسبها تعني تحريفاً في كتاب اللّه العزيز الحميد، فكان ذلك مما أثار رغبته في جمعها وترصيفها، غير مكترث بضعف الأسانيد، أو نكارة المتون، على غِرار أهل الحشو في الحديث.

وهكذا تشبّث محدّثنا النوري بكل حشيش، ونسج منواله نسجَ العنكبوت.[٦]

ويقول عنه السيد روح الله الخميني :«وهو ـ أي الشيخ النوري ـ شخص صالح متتبّع، إلاّ أن اشتياقه بجمع الضعاف والغرائب و العجائب، وما لا يقبله العقل السليم والرأي المستقيم، أكثر من الكلام النافع... .[٧]

ويقول عنه العلاّمة البلاغي: «وإنّ صاحب فصل الخطاب من المحدّثين المكثرين المجدّين في التتبّع للشواذّ... .[٨]

الرّد على الكتاب

أورد جمع من العلماء كتباً في الرّد على هذا الكتاب:

الهوامش

  1. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 16، ص 231 - 232، وج18 ص 9 - 10.
  2. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 16 ص 231 - 232.
  3. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 220.
  4. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 220-221.
  5. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 16، ص 231 - 232، وج 18، ص 9 - 10.
  6. السبحاني، المناهج التفسيرية، ص 236 - 237.
  7. الخميني، أنوار الهداية، ج 1، ص 245.
  8. البلاغي، مقدمة تفسير آلاء الرحمن في تفسير القرآن، ص 25.
  9. الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 101.
  10. الشهرستاني، معجم ريان الفكر، ج 2، ص 762.
  11. معرفة، صيانة القرآن من التحريف، ص 102.
  12. البلاغي، آلاء الرحمن في تفسير القرآن، ج 1 ص 25.
  13. الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص 195.

المصادر والمراجع

  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقیق: حسن الامین، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403 هـ.
  • البلاغي، محمد جواد، آلاء الرحمن في تفسير القرآن، قم، دار النشر وجداني، ط 2، د.ت.
  • الخميني، روح الله، أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية، طهران، مؤسسة تنظیم ونشر تراث الإمام الخمینی‌، ط 3، 1427 هـ.
  • الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، د.م، دار أنوار الهدى، ط 8، 1401 هـ/ 1981 م.
  • السبحاني، جعفر، المناهج التفسيرية في علوم القرآن، قم، مؤسسة الإمام الصادق (ع)، 1432 هـ.
  • الشهرستاني، هبة الله، معجم ريان الفكر، النجف الأشرف، د.ن، د.ت.
  • الطهراني، محمود بن أبي القاسم، کشف الارتیاب عن تحریف کتاب رب الارباب، نسخة مخطوطة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، رقم الكتاب: IR10-45695، تاريخ 17/جمادى الآخرة/ 1302 هـ.
  • الميلاني، علي الحسيني، التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف، قم، دار القرآن الكريم، ط 1، 1410 هـ.
  • جعفريان، رسول، أكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة، د.م، مطبعة سلمان الفارسي، ممثلية السيد الخامنئي في الحج، 1413 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، صيانة القرآن من التحريف، تحقيق: مؤسسة التمهيد، قم، مطبعة ياران، 1428 هـ/ 2007 م.