زيد بن موسى الكاظم (ع)

من ويكي شيعة
(بالتحويل من زيد النار)
زيد بن موسى الكاظم (ع)
مزار منسوب إلى زيد النار في مركز محافظة الديوانية العراقية
مزار منسوب إلى زيد النار في مركز محافظة الديوانية العراقية
الاسمزيد بن موسى
سبب الشهرةمشاركته في تمرّد ابن طباطبا وأبي السرايا
تاريخ الوفاة250هـ تقريباً
الألقابزيد النار
الأبالإمام موسى الكاظمعليه السلام
العباس بن علي(ع) · زينب الكبرى · علي الأكبر · فاطمة المعصومة . السيدة نفيسة · السيد محمد · عبد العظيم الحسني · أحمد بن موسى · موسى المبرقع


زيد بن الإمام الكاظم المعروف بـ زيد النار؛ هو ابن الإمام موسى بن جعفرعليه السلام سابع أئمة الشيعة، وأخ الإمام علي بن موسى الرضاعليه السلام. شارك في ثورة العلويين في عهد المأمون العباسي بقيادة ابن طباطبا وأبي السرايا بين عامي (199 و200هـ) والتي انتهت بالاستيلاء على البصرة. أدّت تصرفاته القاسية مع أتباع العباسيين إلى سخط الإمام الرضاعليه السلام الذي أقسم أن لا يكلمه. وبعد موت أبي السرايا واستيلاء العباسيين على البصرة وقع زيد في الأسر، وتوفي في زمن خلافة المستعين في سامراء.

حياته

لا توجد معلومات دقيقة حول زمان ومكان ولادة وموت زيد، ولا حتى باقي تفاصيل حياته. كان زيد بن موسى أخ الإمام الرضاعليه السلام، وتوفي تقريباً عام 250هـ في سامراء زمان الخليفة العباسي المستعين.[١]

أبناؤه

طبقاً لبعض الأخبار فقد كان لزيد عشرة أبناء.[٢] غير أنّ ابن عنبة يرى أنّ له أربعة أبناء وهم: الحسن، والحسين المحدّث، وجعفر، وموسى الأصم، وأنّ ذريته قد تشتّتت في كل من المغرب والعراق (بنو صعب، وبنو مكارم) وإيران.[٣]

استياء الإمام الرضا من أفعاله

وردت بعض الروايات في لوم الإمام الرضاعليه السلام لزيد ودعوته للتقوى واجتناب المعاصي.[٤] فبعد القسوة التي مارسها في البصرة أثناء ثورة ابن طباطبا وأبي السرايا، تعرّض الرضاعليه السلام لسلوك زيد وتحدّث عنه باشمئزاز، وأقسم أن لا يكلمه أبداً.[٥]

كلام الإمام الرضا عليه السلام في توبيخ زيد:


«يا زيد؛ أغرّك قول سفلة أهل الكوفة أنّ فاطمةعليها السلام أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار؟! ذلك للحسن والحسينعليهما السلام خاصة. إن كنت ترى أنك تعصي الله عز وجل وتدخل الجنة وموسى بن جعفرعليه السلام أطاع الله ودخل الجنة؛ فأنت إذاً أكرم على الله عز وجل من موسى بن جعفر! والله ما ينال أحد ما عند الله عز وجل إلا بطاعته، وزعمت أنك تناله بمعصيته! فبئس ما زعمت». فقال له زيد: أنا أخوك وابن أبيك. فقالعليه السلام : «أنت أخي ما أطعت الله عز وجل».



الشیخ الصدوق، الأمالي، ص115.

مشاركته في تمرّد ابن طباطبا وأبي السرايا

لم تشر المنابع التي تحدثت حول زيد إلا إلى دوره في تمرّد ابن طباطبا وأبي السرايا في العراق بين عامي (199 و200هـ)، ومن غير الواضح سبب وكيفية التحاقه بهما. قيل بأنّ أبا السرايا وأصحابه بعد وفاة ابن طباطبا بايعوا شابّاً علويّاً يدعى محمد بن محمد بن زيد، فولّى هذا الأخيرُ زيداً على الأهواز.[٦] وفي طريقه إلى هناك، قام زيد مستعيناً بالعباس بن محمد الجعفري والي أبي السرايا على البصرة بالزحف إليها، فتغلّب على عامل العباسيين عليها وسيطر على كامل البصرة،[٧] ثم ما لبث زيد أن أبعد العباس بن محمد أيضاً وضمّ البصرة إلى سلطانه.[٨]

لقب زيد النار

أغار زيد في البصرة على أموال الناس، ثم أمر بإحراق بيوت بني العباس وأتباعهم ومُواليهم، وكلما جاؤوا بأحدهم إليه أمر بإحراقه، ومن هنا لُقّب بـ "زيد النار".[٩]

وقوعه في الأسر

بقعة منسوبة إلى زيد النار في مدينة قائن الإيرانية

بعد موت أبي السرايا وسيطرة بني العباس على البصرة وقع زيد في الأسر.[١٠] واختلفت الأخبار في كيفية أسره، فقد نقل الطبري أنه طلب الأمان، فأمّنه قائد جيش العباسيين علي بن أبي سعيد.[١١] وعلى رواية أخرى فإنهم أرسلوه إلى الحسن بن سهل في بغداد الذي كان على وشك قتله، إلا أنه أعرض عن ذلك لعدم حصوله على إذن المأمون، سيّما وأنّ بعض حاشيته قد خوّفه من الإقدام على ذلك. بقي زيد في السجن حتى بايع أهل بغداد إبراهيم بن المهدي، وعندها قام أتباع المأمون بإخراجه من السجن وأرسلوه إليه.[١٢] ويرى البلعمي في تاريخه أنّ زيداً فرّ من سجن علي بن أبي سعيد والتحق بأخ أبي السرايا عبد الله، ولما كان على وشك فتح البصرة وقع في الأسر وتمّ إرساله إلى بغداد، ولبث سجيناً فيها حتى تمكن المتمردون من إطلاق سراحه فتوارى عن الأنظار.[١٣] وفي تتمة الرواية تحدث البلعمي عن نيّة أهل بغداد تعيين زيد النار كخليفة. وفي رواية المؤرخ الغرديزي (گردیزی بالفارسية) أيضاً فإنّ الحسن بن سهل بعد قتل أبي السرايا أرسل زيداً إلى المأمون.[١٤] وبحسب ما رواه الشيخ الصدوق إنّ المأمون قد عفا عنه إكراماً للإمام الرضا عليه السلام.[١٥]

الهوامش

  1. الزرکلي، الأعلام، 1980م، ج3، ص61.
  2. ابن‌حزم، جمهرة أنساب العرب، ص64.
  3. ابن عنبة، الفصول الفخریة، ص140.
  4. ابن‌بابویه، عیون أخبار الرضا، ص447، 449 - 450؛ ابن‌ خلّکان، وفیات الأعیان، ج 3، ص271.
  5. ابن‌بابویه، عیون أخبار الرضا، ص448؛ ابن‌ خلّکان، وفیات الأعیان، ج 3، ص271.
  6. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص548؛ الأزدي، تاریخ الموصل، ص335؛ أبوالفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبیین، ص354 - 355.
  7. أبوالفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبیین، ص355؛ الیعقوبي، تاریخ اليعقوبي، ج 2، ص445؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 4، ص22.
  8. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص549؛ ابن‌الأثیر، ج 6، ص305.
  9. أبوالفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبیین، ص354 - 355؛ گردیزی، تاریخ گردیزی، ص173 - 174؛ ابن‌مسکویه، تجارب الأمم، ج 4، ص118؛ ابن‌الأثیر، ج 6، ص310.
  10. الطبري، تاریخ الطبري، ج 7، ص123
  11. الطبري، تاریخ الطبري، ج 7، ص123
  12. ابن‌بابویه، عیون أخبار الرضا، ص448-449؛ ابن مسکویه، تجارب الأمم، ج 4، ص118.
  13. البلعمي، تاریخنامه طبري، ج 2، ص1238-1239
  14. گردیزي، تاریخ الگردیزي، ص173
  15. ابن‌بابویه، عیون أخبار الرضا، ص448

المصادر والمراجع

  • ابن‌ الأثير، عز الدين، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، الطبعة الأولى، 1385هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي بن بابویه، عیون أخبار الرضا، قم، 1384هـ.
  • الأندلسي، ابن‌ حزم، جمهرة أنساب‌ العرب، بیروت، 1403هـ/1983م.
  • ابن‌ خلکان، أحمد بن محمد، وفیات الأعیان وأنباء أبناء الزمان، بيروت، دار صادر، 1900م.
  • ابن‌عنبة، الفصول‌الفخریة، طبعة المحدث ارموي، طهران، 1363هـ.
  • ابن مسکویه، تجارب الأمم، طبعة أبوالقاسم إمامي، طهران، 1376ش.
  • أبوالفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبیین، طبعة کاظم المظفر، النجف 1385ش/1965م.
  • البلاذري،أحمد بن یحیی، أنساب‌ الأشراف، طبعة محمود فردوس العظم، دمشق، 1996م.
  • البلعمي، تاریخ نامه طبری، (ترجمة تاريخ الطبري)، طبعة محمد روشن، طهران، 1366ش.
  • الزرکلي، خیرالدین، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال و النساء من العرب و المستعربین و المستشرقین، بیروت،‌ دار العلم للملایین، 1980م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاریخ الطبري، بيروت، مؤسسة الأعلمي، قوبلت هذه الطبعة على النسخة المطبوعة بمطبعة " بريل " بمدينة ليدن في سنة 1879 م.
  • عبدالحي گردیزي، تاریخ گردیزي، طبعة عبدالحي مجیبي، طهران، 1363ش.
  • المسعودي، مروج الذهب، بیروت، المكتبة العصرية، الطبعة الأولى، 1425هـ.
  • الأزدي، یزید بن محمد، تاریخ‌ الموصل، القاهرة، 1387هـ/1967م.
  • الیعقوبي، تاریخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د.ت.