الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حيدر الكرار»

'''حَيدر الكَرّار''' من ألقاب الإمام علي بن أبي طالب {{اختصار/ع}}، وبحسب البعض سمّته بهذا الاسم والدته فاطمة بنت أسد لدى ولادته، وقد أشار الإمام علي في رجزه في غزوة الخيبر إلى هذه التسمية من قبل والدته.

وقد لقّبه رسول الله في غزوة الخيبر بكرار غير فرّار، واعتبر هذا اللقب من الفضائل الخاصة بالإمام علي. وكان إعطاء هذا اللقب عندما عجز بعض الصحابة عن الانتصار، وهربوا من المعركة. وقد ذكرت المصادر الشيعية والسنية الحدث والذي اشتهر بحديث الراية.

وقد استند الإمام علي بإعطاء هذا اللقب (كرّار غير فرّار) من قبل النبي لإثبات فضله وأولويته على الآخرين، كما أنّ غيره من الأئمة المعصومين أيضا استدلّوا بهذه الفضيلة في احتجاجاتهم.

يعدّ «حيدر الكرّار» من ألقاب الإمام علي بن أبي طالب {{ع}}،<ref>گرديزي، زين الأخبار، ۱۳۶۳ش، ص۱۳۰.</ref> وبحسب البعض إنّ الإمام كان يشتهر بهذا اللقب.<ref> جزائري، كشف الأسرار، ۱۴۰۸ق، ج۱، ص۹.</ref> وقد شاع ذكره في المصادر المتأخرة، لدرجة أنّه كان لمدح الإمام بهذا اللقب  انعكاس واسع في النصوص والأشعار العربية،<ref> حر عاملي، وسائل الشيعة، ۱۴۰۹ق، ص۸۷؛ حر عاملي، إثبات الهداة، ۱۴۲۵ق، ج۲، ص۳۴۲؛ ج۳، ص۳۲۸. </ref> والفارسية.<ref> صافي گلپايگاني، منتخب الأثر، ۱۴۲۲ق، ج۲، ص۳۸۴؛ قمي، منتهي الآمال، ۱۳۷۹ش، ج۱، ص۴۰۴؛ كشفي ترمذي، مناقب مرتضوي، ۱۳۸۰ش، ص۱۶۵.</ref>

يعدّ حيدر<ref>جزائري، كشف الأسرار، ۱۴۰۸ق، ج۱، ص۹</ref> أو حيدره<ref>بيهقي، دلائل النبوة، ۱۴۰۵ق، ج۴، ص۲۰۹؛ صالحي الشامي، سبل الهدي، ۱۴۱۴ق، ج۵، ص۱۶۳.</ref> -بمعنى الأسد- من أسماء الإمام علي.<ref>صاحب بن عباد، المحيط في اللغه، بيروت، ج۳، ص۳۶.</ref> وقد ذكر وجوه واحتمالات لتسميته بذلك،<ref>صالحي الشامي، سبل الهدي، ۱۴۱۴ق، ج۵، ص۱۶۳.</ref> فقد ورد اسمه في المصادر القديمة الأسد، وهو حيدر؟؟<ref>صالحي الشامي، سبل الهدي، ۱۴۱۴ق، ج۵، ص۱۶۳.</ref> أو إنّ الإمام كان اسمه عند ولادته<ref> بيهقي، دلائل النبوة، ۱۴۰۵ق، ج۴، ص۲۰۹.</ref> أو في شبابه<ref> صالحي الشامي، سبل الهدي، ۱۴۱۴ق، ج۵، ص۱۶۳.</ref> حيدر. ويعتقد البعض أنه عندما ولد الإمام علي (ع) لم يكن والده أبو طالب حاضراً، فاختارت والدته فاطمة بنت أسد اسم الأسد (حيدر) لمولودها وهو نفس اسم أبيها،<ref> صالحي الشامي، سبل الهدي، ۱۴۱۴ق، ج۱۱، ص۲۸۷.</ref> لكن أبا طالب بعد رجوعه اختار لولده اسم علي.<ref> اصفهاني، مقاتل الطالبيين، بيروت، ص۳۹؛ صالحي الشامي، سبل الهدي، ۱۴۱۴ق، ج۱۱، ص۲۸۷؛ مقريزي، إمتاع الأسماع، ۱۴۲۰ق، ج۱۱، ص۲۹۰.</ref>

وقد عرّف الإمام علي نفسه في غزوة خيبر وأثناء مواجهة مرحب اليهودي بالاسم الذي سمّته به أمّه: حيدر.<ref> براي نمونه نگاه كنيد به: ابن سعد، الطبقات الكبري، ۱۴۱۰ق، ج۲، ص۸۵؛ ابن كثير، البداية و النهاية، ۱۴۰۷ق، ج۴، ص۱۸۷؛ ذهبي، تاريخ الإسلام، ۱۴۱۳ق، ج۲، ص۴۰۹؛ ابن اثير، الكامل، ۱۳۸۵ق، ج۲، ص۲۲۰.</ref> وذهب أبو الفرج الأصفهاني بالاستناد إلى هذا الكلام أنّ هذا الاحتمال أصحّ من غيره،<ref> اصفهاني، مقاتل الطالبيين، بيروت، ص۳۹.</ref> لكنّه ذكر احتمالاً آخر بأنّ هذا الاسم أطلق على الإمام من قبل قريش.<ref> اصفهاني، مقاتل الطالبيين، بيروت، ص۳۹، نقل قول. </ref>

وقد استخدم بعض أولاد الإمام علي عند التعريف بأنفسهم اسم حيدر للإمام علي، ومنهم عبد الله بن الحسن حيث عرّف نفسه مرتجزاً يوم عاشوراء بأنّه ابن حيدر.<ref> مجلسي، زندگاني حضرت امام حسين(ع)، ۱۳۶۴ش، ص۵۵.</ref>

==منشأ؟؟ لقب الكرّار للإمام علي(ع)==

أعطى رسول الله في غزوة خيبر الراية لبعض أصحابه؛ لكنهم لم يتمكنوا من الانتصار في الحرب، وفرّوا من ساحة المعركة. وبعد هذه الحادثة قال النبي: سأعطي غداً الراية لمن يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، وهو كرّار غير فرّار، وسيتحقق النصر على يديه. وفي اليوم التالي سلّم النبي الراية لعلي بن أبي طالب، ونجح الإمام في فتح خيبر.<ref> شامي، الدر النظيم، ۱۴۲۰ق، ص۲۶۴؛ حلي، نهج الحق، ۱۹۸۲م، ص۲۱۷؛ ابن أبي جمهور، عوالي اللئالي، ۱۴۰۵ق، ج۴، ص۸۸.</ref>  

وقد كان لهذا الحدث، الذي اشتهر بحديث الراية،<ref>براي نمونه نگاه كنيد به: نجاشي، رجال النجاشي، ۱۳۶۵ش، ص۹۴؛ اربلي، كشف الغمة، ۱۳۸۱ق، ج۱، ص۱۵۱؛ مجلسي، بحارالأنوار، ۱۴۰۳ق، ج۲۱، ص۳۲.</ref> صدى واسع في المصادر الحديثية والتاريخية والتفسيرية لأهل السنة.<ref> ابن شهر آشوب مازندراني، مناقب آل أبي طالب(ع)، ۱۳۷۹ق، ج۳، ص۱۲۷؛ طبري آملي كبير، المسترشد، ۱۴۱۵ق، ص۳۴۱.</ref> وقد أشار بعض الباحثين إلى العديد من كتب أهل السنة التي تناولت هذه الواقعة،<ref> ابن أبي جمهور، عوالي اللئالي، ۱۴۰۵ق، ج۴، ص۸۸؛ ابن شهر آشوب مازندراني، مناقب آل أبي طالب(ع)، ۱۳۷۹ق، ج۳، ص۱۲۷؛ طبري آملي كبير، المسترشد، ۱۴۱۵ق، ص۳۴۱.</ref> ومنهم محمد حسن المظفر، حيث ذكر في كتابه دلائل الصدق لنهج الحق أكثر من ثلاثين من المصادر المتقدمة لأهل السنة التي تناولت هذه الواقعة.<ref> مظفر نجفي، دلائل الصدق، ۱۴۲۲ق، ج۵، ص۸۲-۸۳.</ref> كما ورد ما أنشده حسّان بن ثابت -وهو من شعراء صدر الإسلام- في مختلف المصادر الإسلامية.<ref> براي نمونه نگاه كنيد به: ابوالصلاح حلبي، تقريب المعارف، ۱۴۰۴ق، ص۱۹۴؛ مفيد، الإرشاد، ۱۴۱۳ق، ج۱، ص۶۴؛ فتال نيشابوري، روضه الواعظين، ۱۳۷۵ش، ج۱، ص۱۳۰-۱۳۱.</ref>

تعتبر هذه الواقعة من الفضائل الخاصة بالإمام علي،<ref> طبري آملي كبير، المسترشد، ۱۴۱۵ق، ص۳۰۰.</ref> بل عدّ هذا الموضوع دليلاً على أفضليته على غيره من الصحابة،<ref> مفيد، الإفصاح في الإمامة، ۱۴۱۳ق، ص۱۳۳.</ref> وتمّ الاستدلال به لإثبات إمامته.<ref> حلي، كشف اليقين، ۱۴۱۱ق، ص۱۴۰.</ref>

==لقب الكرار في المصادر==

أعطى رسول الله لقب الكرّار للإمام علي في غزوة خيبر.<ref> ابن شعبه حراني، تحف العقول، ۱۴۰۴ق، ص۴۶۰؛ ابن شهر آشوب مازندراني، مناقب آل أبي طالب(ع)، ۱۳۷۹ق، ج۲، ص۸۴.</ref> وقد ورد في المصادر ذكر هذا اللقب على شكل «كرار غير فرار»<ref> براي نمونه نگاه كنيد به: مفيد، الإرشاد، ۱۴۱۳ق، ج۱، ص۶۴؛ ابن حيون، شرح الأخبار، ۱۴۰۹ق، ج۱، ص۱۴۸؛ قطب الدين راوندي، قصص الأنبياء(ع)، ۱۴۰۹ق، ص۳۴۷؛ ابن شاذان قمي، الروضة، ۱۴۲۳ق، ص۱۳۹؛ ابن بطريق، عمدة عيون، ۱۴۰۷ق، ص۱۵۴.</ref> أو «كرار ليس بفرار».<ref> طبرسي، الإحتجاج، ۱۴۰۳ق، ج۲، ص۳۲۸؛ بحراني اصفهاني، عوالم العلوم، ۱۴۱۳ق، ج۱۹، ص۳۳۰؛ كشي، رجال الكشي، ۱۳۶۳ش، ج۱، ص۱۹۸.</ref> ولم تذكر بعض المصادر كلمة «كرّار»<ref> مظفر نجفي، دلائل الصدق، ۱۴۲۲ق، ج۵، ص۸۲.</ref>  بل اكتفت بـ«غير فرّار» أو «ليس بفرار».<ref>براي نمونه نگاه كنيد به: كوفي، تفسير فرات الكوفي، ۱۴۱۰ق، ص۵۷۴؛ كليني، الكافي، ۱۴۰۷ق، ج۱، ص۲۹۴؛ صدوق، الخصال، ۱۳۶۲ش، ج۲، ص۵۵۵؛ مفيد، الإرشاد، ۱۴۱۳ق، ج۱، ص۱۲۶.</ref> {{ملاحظة|قد جمع القاضي نور الله التستري في كتابه إحقاق الحق و ازهاق الباطل الروايات المرتبط بهذا الموضوع، وقد ذكر أكثرها لقب «كرار غير فرار».(التستري، إحقاق الحق، ج۵، ص۳۶۹-۴۶۴.)}}

وإضافة إلى المصادر الحديثية فقد ورد لقب «كرّار غير فرّار» في بعض الكتب التاريخية المتقدمة،‌ مثل تاريخ اليعقوبي،<ref>يعقوبي، تاريخ يعقوبي، بيروت، ج۲، ص۵۶.</ref> إلا أنّ العديد من المصادر وبالرغم من تعرّضه لأصل القصّة لم تذكر هذا اللقب.<ref>براي نمونه نگاه كنيد به: ابن عبدالبر، الاستيعاب، ۱۴۱۲ق، ج۲، ص۷۸۷؛ ابن سعد، الطبقات الكبري، ۱۴۱۰ق، ج۲، ص۸۵؛ ابن جوزي، المنتظم، ۱۴۱۲ق، ج۳، ص۲۹۶.</ref>

ويرى بعض العلماء أنّ سبب إعطاء هذا اللقب إلى الإمام علي من قبل النبي -إضافة إلى مدح الإمام<ref> حلي، كشف اليقين، ۱۴۱۱ق، ص۱۴۰.</ref>- هو هروب الآخرين من المعركة.<ref>مفيد، الإختصاص، ۱۴۱۳ق، ص۱۵۰.</ref> فيعدّ هذا اللقب من الألقاب الخاصة بالإمام، ويخرج من شمول لقب «كرّار غير فرّار» الهاربون من المعركة.<ref>مفيد، الإرشاد، ۱۴۱۳ق، ج۱، ص۶۴.</ref> وقد ورد في حديث عن عبد الله بن عباس أنّ جبرائيل أعطى هذا اللقب لعلي بن أبي طالب، وذلك أثناء معراج النبي.<ref> طبري آملي صغير، نوادر المعجزات، ۱۴۲۷ق، ص۱۷۲.</ref>  

وفي الشورى السداسية عدّ الإمام علي ولإثبات فضله على الآخرين؛ لقب «كرّار غير فرّار» من فضائله.<ref>ابن حيون، شرح الأخبار، ۱۴۰۹ق، ج۲، ص۱۹۲.</ref> وقد أكّد الأئمة المعصومين أيضا على هذه الفضيلة في احتجاجاتهم.<ref> هلالي، كتاب سليم بن قيس، ۱۴۰۵ق، ج۲، ص۷۹۱.</ref> ومنها تأكيد الإمام الحسن على هذا اللقب في مواجهته مع جماعة أنكروا فضله وفضل أبيه.<ref> طبرسي، الإحتجاج، ۱۴۰۳ق، ج۱، ص۲۷۲؛ مجلسي، زندگاني حضرت امام حسن مجتبي، ۱۳۶۲ش، ص۷۰.</ref>

إلا أنّ البعض كمختار بن أبي عبيد الثقفي استخدم لقب الكرّار لنفسه،<ref> بلاذري، أنساب الأشراف، ۱۴۱۷ق، ج۶، ص۳۷۹.</ref> فيما اعتبره بعض آخر لأبيه.<ref> طبري، تاريخ طبري، ۱۳۸۷ق، ج۵، ص۵۷۵.</ref>

* [[قائمة ألقاب وكنى الإمام علي (ع)]]