انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القضاء والقدر»

سطر ٥٨: سطر ٥٨:
يقول الشيخ الشهيد [[مرتضى مطهري|المطهري]]:"السر الذي جعل كلمة القضا والقدر وأمثالها مرعبة، هو صيرورتها مرادفة للجبر وعدم الحرية" <ref>مطهري، مرتضى، الإنسان والقضاء والقدر ص 59.</ref>
يقول الشيخ الشهيد [[مرتضى مطهري|المطهري]]:"السر الذي جعل كلمة القضا والقدر وأمثالها مرعبة، هو صيرورتها مرادفة للجبر وعدم الحرية" <ref>مطهري، مرتضى، الإنسان والقضاء والقدر ص 59.</ref>


وهنا سؤال مبدئي يطرح نفسه في مساحة فكر الإنسان الواعي أنه: «كيف نوّفق بين وجود إله قادر على كلّ شيء، عالم بكلّ شيء من ناحية، وبين حرّية الإنسان المسؤول أخلاقيًا من ناحية أخرى.
وهنا سؤال مبدئي يطرح نفسه: «كيف نوّفق بين وجود إله قادر على كلّ شيء، عالم بكلّ شيء من ناحية، وبين حرّية الإنسان المسؤول أخلاقيًا من ناحية أخرى.
وبعبارة أخرى: كيف نوفّق بين الحرّية الأخلاقية وبين فكرة السببية وعمومية القانون وشموله.
وبعبارة أخرى: كيف نوفّق بين الحرّية الأخلاقية وبين فكرة السببية وعمومية القانون وشموله.


بهذا الوصف لا تختص بالإسلام دون بقية [[الدين (فقه)|الأديان السماوية]] كما أشاع ذلك بعض الشخصيات الثقافية السياسية الغربية، ورد عليهم الشيخ محمد عبده قبل أكثر من مئة سنة من الآن بنصّ دال جاء فيه: " أنّ البحث في القدر لم يختص بملّة من الملل وأنّ منشأ الكلام فيه هو الاعتقاد بإحاطة علم [[الله]] بكل شيء، وشمول قدرته لكل ممكن. وأن الخلاف في المسألة قد عظم بين المسيحيين أنفسهم قبل [[الإسلام]] واستمرّ إلى هذه الأيام. "<ref> تاريخ الأستاذ محمد عبده: ص ،130 نقلا عن: مشكلتا الوجود والمعرفة في الفكرالإسلامي الحديث،ص 175</ref>
بهذا الوصف لا تختص هذه المسألة بالإسلام دون بقية [[الدين (فقه)|الأديان السماوية]] كما أشاع ذلك بعض الشخصيات الثقافية السياسية الغربية، وردّ عليهم الشيخ محمد عبده: "إنّ البحث في القدر لم يختص بملّة من الملل وأنّ منشأ الكلام فيه هو الاعتقاد بإحاطة علم [[الله]] بكل شيء، وشمول قدرته لكل ممكن. وأن الخلاف في المسألة قد عظم بين المسيحيين أنفسهم قبل [[الإسلام]] واستمرّ إلى هذه الأيام. "<ref> تاريخ الأستاذ محمد عبده: ص ،130 نقلا عن: مشكلتا الوجود والمعرفة في الفكرالإسلامي الحديث،ص 175</ref>
ونصّ الشيخ [[محمد آصف المحسني القندهاري|محمد آصف محسني]] من المعاصرين: «مسألة القدر والقضاء ممّا جاءت به جميع الأديان وليست من خصائص الإسلام كما قيل " <ref> المحسني، محمد آسف، صراط الحّق في المعارف الإسلامية والأصول الاعتقادية، ط.2</ref>
 
من جهته أشار الشيخ [[محمد جواد مغنية]](ت:1979) إلى ما تحتلّه المسألة من عراقة وتوغل في الفكرالإنساني، فقال: «من أجل هذا شغلت (مقولة القضاء والقدر وحرية الإنسان) عقول الناس جميعًا منذ أقدم العصور،الفلاسفة وغيرالفلاسفة» <ref>مغنية، محمد جواد، فلسفات إسلامية: ص367</ref>


أما في النطاق الإسلامي ذاته فقد أشار [[مرتضى مطهري]] إلى خلفّيتها العريضة، على النحو التالي: «لهذه المسألة تأريخ بعيد الغور عند [[المسلم|المسلمين]]، فقد طرحت للبحث في صدر الإسلام بين المسلمين، وبحث حولها المفسرون والمتكلمون والفلاسفة والعرفاء وحتى الشعراء والأدباء، حتىّ أنّ دراسة سير هذه المسألة بين هذه الطبقات تستلزم كتابًا مستقلاً»
أما في النطاق الإسلامي ذاته فقد أشار [[مرتضى مطهري]] إلى خلفّيتها العريضة، على النحو التالي: «لهذه المسألة تأريخ بعيد الغور عند [[المسلم|المسلمين]]، فقد طرحت للبحث في صدر الإسلام بين المسلمين، وبحث حولها المفسرون والمتكلمون والفلاسفة والعرفاء وحتى الشعراء والأدباء، حتىّ أنّ دراسة سير هذه المسألة بين هذه الطبقات تستلزم كتابًا مستقلاً»
١٠٬٧٣٥

تعديل