انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «معركة النهروان»

من ويكي شيعة
imported>Ali110110
imported>Ali110110
سطر ٣٥: سطر ٣٥:
==نشوب الحرب==
==نشوب الحرب==


لما أيقن الإمام (ع) بأن هؤلاء القوم قد تمادوا في غيهم وأصروا على الحرب استعد لذلك فجهز جيشا قوامه أربعة عشر ألف مقاتل، ورفع علي راية، وضم إليها ألفي رجل، ونادى: «من التجأ إلى هذه الراية فهو آمن».
لما أيقن [[الإمام علي|الإمام (ع)]] بأن هؤلاء القوم قد تمادوا في غيهم وأصروا على الحرب استعد لذلك فجهز جيشا في أربعة عشر ألف مقاتل، ورفع علي راية، وضم إليها ألفي رجل، ونادى: «من التجأ إلى هذه الراية فهو آمن».


ثم تواقف الفريقان، فقال فروة بن نوفل الأشجعي- وكان من رؤساء الخوارج- لأصحابه: «يا قوم، والله ما ندري، علام نقاتل علياً (ع)، وليست لنا في قتله حجة ولا بيان، يا قوم، انصرفوا بنا حتى تنفذ لنا البصيرة في قتاله أو اتباعه». فترك أصحابه في مواقفهم، ومضى في خمسمائة رجل منهم.<ref>اليعقوبي البلاذري، ص 210.</ref> وخرجت طائفة منهم أخرى متفرقين إلى [[الكوفة]]، وأتى مسعر بن فدكي التميمي راية أبي أيوب الأنصاري في ألف، واعتزل عبد الله بن الحوساء في ثلاثمائة وخرج إلى علي (ع) منهم ثلاثمائة فأقاموا معه، واعتزل حوثرة بن وداع في ثلاثمائة، واعتزل أبو مريم السعدي في مائتين؛ واعتزل غيرهم؛ حتى صار مع ابن وهب الراسبي ألف وثمانمائة فارس، ورجالة يقال: إنهم ألف وخمسمائة.<ref>اليعقوبي البلاذري، ج 2، ص 371.</ref>
ثم تواقف الفريقان، فقال [[فروة بن نوفل الأشجعي]] - وكان من رؤساء الخوارج - لأصحابه: «يا قوم، والله ما ندري، علام نقاتل علياً (ع)، وليست لنا في قتله حجة ولا بيان، يا قوم، انصرفوا بنا حتى تنفذ لنا البصيرة في قتاله أو اتباعه». فترك أصحابه في مواقفهم، ومضى في خمسمائة رجل منهم.<ref>الدينوري، ص 210.</ref> وخرجت طائفة منهم أخرى متفرقين إلى [[الكوفة]]، وأتى [[مسعر بن فدكي التميمي]] راية [[أبو أيوب الأنصاري|أبي أيوب الأنصاري]] في ألف، واعتزل [[عبد الله بن الحوساء]] في ثلاثمائة وخرج إلى علي (ع) منهم ثلاثمائة فأقاموا معه، واعتزل [[حوثرة بن وداع]] في ثلاثمائة، واعتزل [[أبو مريم السعدي]] في مائتين؛ واعتزل غيرهم؛ حتى صار مع [[ابن وهب الراسبي]] ألف وثمانمائة فارس، ورجالة يقال: إنهم ألف وخمسمائة.<ref>البلاذري، ج 2، ص 371.</ref>


ومع تفكك الجبهة الداخلية للخوارج لم يبدأهم أمير المؤمنين (ع) بقتال وقال لأصحابه: «كفوا عنهم حتى يبدأوكم».<ref>اليعقوبي دينوري، ص 210.</ref> فكانت الخوارج هي التي بدأت الحرب لكنها سرعان ما انهارت أمام جيش الإمام (ع) وقتل قادتها.
ومع تفكك الجبهة الداخلية للخوارج لم يبدأهم أمير المؤمنين (ع) بقتال وقال لأصحابه: «كفوا عنهم حتى يبدأوكم».<ref>دينوري، ص 210.</ref> فكانت الخوارج هي التي بدأت الحرب لكنها سرعان ما انهارت أمام جيش الإمام (ع) وقتل قادتها.


ووجد علي (ع) ممن به رمق أربعمائة فدفعهم إلى عشائرهم ولم يجهز عليهم.<ref>اليعقوبي البلاذري، ج 2، ص 374.</ref> ولم يفلت من الخوارج أكثر من عشرة أشخاص منهم [[عبد الرحمن بن ملجم المرادي]] قاتل أمير المؤمنين (ع).<ref>اليعقوبي مسعودي، ص 2، ص 385.</ref> كذلك لم يبلغ عدد القتلى من جيش الإمام علي (ع) العشرة.<ref>اليعقوبي البلاذري، ج 2، ص 374.</ref>
ووجد علي (ع) ممن به رمق أربعمائة فدفعهم إلى عشائرهم ولم يجهز عليهم.<ref>البلاذري، ج 2، ص 374.</ref> ولم يفلت من الخوارج أكثر من عشرة أشخاص منهم [[عبد الرحمن بن ملجم المرادي]] قاتل أمير المؤمنين (ع).<ref>المسعودي، ص 2، ص 385.</ref> كذلك لم يبلغ عدد القتلى من جيش الإمام علي (ع) العشرة.<ref>البلاذري، ج 2، ص 374.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==

مراجعة ٠٩:٤٥، ١٤ أبريل ٢٠١٥

معركة النهروان؛ هي المعركة التي وقعت بين جيش الإمام علي عليه السلام وبين الخوارج (المارقين) الذين تمردوا على خلافته وعاثوا في الأرض فساداً بعد عملية التحكيم المعروفة والتي ساهمت في انهاء معركة صفين، هذه المعركة وقعت سنة 38 هـ بعد أن نصحهم الإمام علي (ع) قبل المعركة، ولكن بقي عدداً منهم فحاربوه، فلم ينجوا منهم إلاّ القليل، ولم يقتل من أصحاب الإمام (ع) إلاّ القليل.


منشأ ظهور الخوارج

ظهر الخوارج إثر تضارب الآراء والمواقف التي شهدها فترة حكم الإمام أمير المؤمنين (ع) بالخصوص في ما يرتبط بمعركة الجمل والصفين والتساؤلات التي طرحت نفسها دون جواب مقنع مما جعلتهم أن يخالف الاتجاهات والتيارات حينها وتكفير المسلمين بحجة الجهاد.[١]

قادة الخوارج

بعض قادة الخوارج هم:

والذي يظهر من أسماء هؤلاء القادة أنهم من رجال القبائل البدوية كبكر بن وائل وبني تميم، ولم يكن فيهم من مشاهير العراقيين أحد.[٢]

السمات الظاهرية للخوارج

اتسامهم بالزهد وتقوى مما جعل مواجهتهم أمراً صعباً، فلم يتمكن من مقابلتهم حينها إلاّ أمير المؤمنين عليه السلام، فنوّه على أخوف الفتن وهي فتنة بني أمية، ويشير إلى ذلك في بعض كلامه.[٣]
فيحذر شيعته من الخوض في حرب مع الخوارج بعده (ع): «لا تقاتلُوا الخوارجَ بعدي فليس مَنْ طلبَ الحقَّ فأَخطأَهُ كمنْ طلبَ الباطلَ فأَدركهُ (أي: معاوية وأصحابه)».[٤]
وأنّ أفكارهم ومنهجهم لم يمحو بعد فأشار عليه السلام: «كلا واللَّهِ إِنَّهمْ نُطفٌ في أَصلابِ الرِّجال وقَرَارَاتِ النِّساء كلَّما نَجَمَ منهمْ قَرْنٌ قُطِعَ حتَّى يكون آخرهمْ لصُوصاً سَلابِينَ».[٥]

ما أثاره الخوارج من إشكالات

  • لماذا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام حذف اسمه في كتابه إلى معاوية، [٦] فأجاب عليه السلام: «وأما قولكم: محا من اسمه إمرة المؤمنين. فإن المشركين يوم الحديبية قالوا لرسول الله (ص): لو علمنا أنك رسول الله لم نقاتلك. فقال رسول الله (ص): امح يا علي واكتب محمد بن عبد الله. ورسول الله (ص) خير من علي (ع)». [٧]
  • والإشكال الآخر لماذا الإمام(ع) حكّم الرجال في قضية معركة الصفين، فردّ الإمام عليه السلام بأنّه حذرهم على مكيدتهم، وأنتم حمّلتوموني عليه .[٨]

إرهاصات الحرب ومقدماتها

تمكن أمير المؤمنين (ع) ومن خلال الحوار إقناع الكثير من الخوارج بالعدول عن رأيهم إلا أن طائفة منهم بقيت على عنادها رافعة شعار «لا حكم الا لله» فقال علي (ع): «إن هؤلاء يقولون: لا إمرة، ولا بد من أمير يعمل في إمرته المؤمن ويستمتع الفاجر، ويبلغ الكتاب الأجل، وإنها لكلمة حق يعتزون بها الباطل، فإن تكلّموا حججناهم وان سكتوا غممناهم».[٩] كما أنّ الإمام (ع) منحهم الحقوق كمسلمين.[١٠]
رغم محاولات الإمام في إقناعهم بالحوار المتقابل بإرسال عبد الله بن عباس وصعصعة بن صوحان، لكنهم أصروا على عنادهم على خوض الحرب حتى اجتمعوا في دار زيد بن الحصين واختيارهم عبد الله بن وهب الراسبي رئيساً لهم في شهر شوال سنة 37 هـ.[١١] وبهذا قاموا بتنظيم صفوفهم والتهيؤ للحرب والمواجهة.

نشوب الحرب

لما أيقن الإمام (ع) بأن هؤلاء القوم قد تمادوا في غيهم وأصروا على الحرب استعد لذلك فجهز جيشا في أربعة عشر ألف مقاتل، ورفع علي راية، وضم إليها ألفي رجل، ونادى: «من التجأ إلى هذه الراية فهو آمن».

ثم تواقف الفريقان، فقال فروة بن نوفل الأشجعي - وكان من رؤساء الخوارج - لأصحابه: «يا قوم، والله ما ندري، علام نقاتل علياً (ع)، وليست لنا في قتله حجة ولا بيان، يا قوم، انصرفوا بنا حتى تنفذ لنا البصيرة في قتاله أو اتباعه». فترك أصحابه في مواقفهم، ومضى في خمسمائة رجل منهم.[١٢] وخرجت طائفة منهم أخرى متفرقين إلى الكوفة، وأتى مسعر بن فدكي التميمي راية أبي أيوب الأنصاري في ألف، واعتزل عبد الله بن الحوساء في ثلاثمائة وخرج إلى علي (ع) منهم ثلاثمائة فأقاموا معه، واعتزل حوثرة بن وداع في ثلاثمائة، واعتزل أبو مريم السعدي في مائتين؛ واعتزل غيرهم؛ حتى صار مع ابن وهب الراسبي ألف وثمانمائة فارس، ورجالة يقال: إنهم ألف وخمسمائة.[١٣]

ومع تفكك الجبهة الداخلية للخوارج لم يبدأهم أمير المؤمنين (ع) بقتال وقال لأصحابه: «كفوا عنهم حتى يبدأوكم».[١٤] فكانت الخوارج هي التي بدأت الحرب لكنها سرعان ما انهارت أمام جيش الإمام (ع) وقتل قادتها.

ووجد علي (ع) ممن به رمق أربعمائة فدفعهم إلى عشائرهم ولم يجهز عليهم.[١٥] ولم يفلت من الخوارج أكثر من عشرة أشخاص منهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي قاتل أمير المؤمنين (ع).[١٦] كذلك لم يبلغ عدد القتلى من جيش الإمام علي (ع) العشرة.[١٧]

الهوامش

  1. ينظر: جعفريان،تاريخ خلفا، مبحث جنك نهروان[معركة النهروان].
  2. ينظر:البلاذري، ج 2، ص 350؛ وأيضاً ينظر: المصدر نفسه، ص359.
  3. ينظر: نهج البلاغة، خطبة 93.
  4. نهج البلاغة، خطبة 61.
  5. نهج البلاغة، خطبة 60.
  6. ينظر: اليعقوبي، ج 2، ص 192.
  7. المصدر السابق.
  8. ينظر: البلاذري، ج 2، ص 349.
  9. اليعقوبي البلاذري، ج 2، ص 352.
  10. ينظر: كنز العمال ج11 ص287 و308 عن أبي عبيد، والبيهقي، وابن أبي شيبة.
  11. البلاذري، ج 2، ص 364.
  12. الدينوري، ص 210.
  13. البلاذري، ج 2، ص 371.
  14. دينوري، ص 210.
  15. البلاذري، ج 2، ص 374.
  16. المسعودي، ص 2، ص 385.
  17. البلاذري، ج 2، ص 374.

المصادر

  • أحمد بن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، تحقيق: علي شيري، ط 1، 1411هـ ق، الناشر دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع.
  • البلاذري، انساب الاشراف، تحقيق محمدباقر محمودي، موسسة الأعلمي، بيروت.
  • جعفريان، تاريخ الخلفاء، مبحث جنك [معركة] الـ نهروان.
  • الدينوري، الأخبار الطوال، ترجمه مهدوي دامغاني، بنياد فرهنك إيران، طهران.
  • المسعودي، مروج الذهب، ترجمة أبو القاسم باينده، انتشارات علمي وفرهنكي، طهران.
  • نهج البلاغة.
  • اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ترجمه ابراهيم آيتي، بنگاه ترجمه و نشر كتاب، تهران.
  • المتقي الهندي، كنز العمال، تحقيق وضبط وتفسير: الشيخ بكري حياني، تصحيح وفهرسة: الشيخ صفوة السقا، ط بلا، 1409 هـ ق- 1989 م الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان.