حسن حسن زاده الآملي

مقالة مقبولة
ذات مصادر ناقصة
من ويكي شيعة
(بالتحويل من حسن حسن زاده املي)
حسن حسن زاده الآملي
تاريخ ولادة1307 هـ ش
مكان ولادةآمل
تاريخ وفاة18 صفر 1443 هـ / 25 سبتمبر 2021 م
سبب وفاةمشاكل في القلب
إقامةطهران، وقم
سبب شهرةفيلسوف، وعارف
تأثرمهدي إلهي قمشئي، والعلامة الشعراني، والعلامة الطباطبائي
منشأإيراني
دينالإسلام
مذهبالتشيّع


حسن حسن زاده الآملي، (1307 - 1400 هـ ش) فيلسوف وعارف شيعي إيراني، له مؤلّفات عديدة في الفلسفة والعرفان، والرياضيات، والفلك، والنجوم، والأدب الفارسي والعربي، وقد صحّح أهم المؤلّفات الفلسفية والعرفانية، أو علّق عليها كالإشارات والتنبيهات والشفاء وشرح فصوص الحكم.

من أساتذته مهدي إلهي قمشئي، والعلامة الشعراني، والعلامة الطباطبائي، والسيد محمد حسن الإلهي، كما درّس عدّة دورات لأهم الكتب الفلسفية والعرفانية، كشرح المنظومة، وشرح الإشارات، والأسفار الأربعة، وشرح فصوص القيصري، ودرّس أيضاً الرياضيات والفلك والتفسير، وذلك لمدة 17 سنة.

يعتقد حسن زاده الآملي أن الفلسفة والعرفان الإسلامي يسلكان طريقاً واحداً، كما أن الدين والفلسفة والعرفان متلائمات، ويعتبر النظرية التي تدّعي أن الفلسفة الإسلامية هي إغريقية نظرية خاطئة؛ إذ أن الفلاسفة المسلمون قد طوّروا من أفكار فلاسفة ما قبل الإسلام ونضّجوها.

صحّح حسن زاده نهج البلاغة والأسفار الأربعة، وكشف المراد، وكليلة ودمنة، وكلستان سعدي، وله ديوان مطبوع.

قال أحد تلامذته: إن حسن زاده الآملي قد تأثر بالـملا صدرا وابن عربي. كذلك قال: إن حسن زاده الآملي على الرغم من تأكيده على عدم التدخل في أبسط الشؤون السياسية، لكن له علاقة جيدة مع قائد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله الخامنئي، وذكر حسن زاده أنه بايع الإمام الخميني قبل نفيه إلى تركيا سنة 1342 هـ.

توفي مساء يوم السبت 25 سبتمبر 2021 م، في مدينته آمل إثر أزمة قلبية ألمّت به.

حياته ودراسته

ولد حسن حسن زاده في أواخر سنة 1307 هـ ش، في إحدى قرى لاريجان آمل في محافظة مازندان الإيرانية شمالي البلاد،[١] وفي الـ 6 من عمره تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب ، وبدأ بتعلم الدروس الحوزوية سنة 1323 هجري شمسي.[٢] فدرس الأدب العربي ودروس المقدمات عند محمد الغروي، وعزيز الله الطبرسي، وأحمد الاعتمادي، وعبد الله الإشراقي، وأبو القاسم الرجائي، وأبو القاسم الفرسي وآخرين في مدينة آمل، وفي الوقت نفسه كان يدرس بعض الكتب الحوزوية لمرحلة المقدمات.

الهجرة إلى طهران

ارتدى آية الله حسن زاده زي علماء الدين وذلك بعد أن أكمل الدروس المقدمات للحوزة، وفي الـ 22 من عمره انتقل إلى طهران؛ لتكميل دراسته، وكان السيد أحمد اللواساني أحد أساتذته في طهران، وقد درس عنده أبوابا من شرح اللمعة وقوانين الأصول.[٣]

حضر حسن زاده لسنوات عديدة درس العلامة الشعراني، وتعلم دروسا كثيرة في مختلف العلوم منه، منها: في الفقه: المكاسب، والرسائل، والكفاية، وأبوابا من جواهر الكلام في أصول الفقه، وفي الفلسفة: شرح خواجة نصير الدين الطوسي على الإشارات لابن سينا، والأسفار الأربعة، وقسما من كتاب الشفاء لابن سينا، وفي القرآن وتفسيره: تفسير المجمع البيان، وشرح شاطية (في القراءة)، وفي الرياضيات والهيئة والنجوم: شرح جغميني لقاضي زاده الرومي، وأصول الأقليدس وأُغر مانالاؤوس بقلم خواجة نصير الدين الطوسي، وشرح العلامة الخضري على تذكرة الخواجة، وزيج البهادري، ومجسطي البطلميوس بقلم خواجه الطوسي، وجامع الرواة لحاج محمد الأردبيلي، وفي الطب: قانونجه للجغميني، وتشريح كليات "قانون" لابن سينا، وفي الرجال والدراية: دورتان لمجلدي جامع الرواة للأردبيلي، والدراية لمؤلفه العلامة الشعراني.[٤]

أخذ حسن زاده درجة الاجتهاد وإجازة نقل الرواية من العلامة الشعراني، وأشار إليه أن يحضر دروس آية الله السيد أبو الحسن الرفيعي القزويني كـ أسفار للملا صدرا، وشرح العلامة الفناري على مصباح الأنس، والبحث الخارج للفقه والأصول.[٥]

ودرس حسن زاده لمدة 11 سنة المنظومة للسبزواري، وأبحاث النفس من الأسفار وما يقارب من نصف "شرح الخواجة على الإشارات" لابن سينا، عند مهدي إلهي القمشئي وحضر جلساته لتفسير القرآن، كما كتب إلهي قمشمئي مقدمة على ديوان شعره.[٦]

وكان آية الله محمد تقي الآملي أستاذه في درس خارج الفقه والأصول في طهران،[٧] ودرس عند الشيخ محمد حسين فاضل التوني "شرح القيصري على فصوص الحكم" وشطرا من أوائل الطبيعيات لكتاب الشفاء لابن سينا. كما درس قسما من الشفاء لابن سينا عند الميرزا أحمد الآشتياني.[٨]

الهجرة إلى قم

انتقل حسن زاده الآملي سنة 1342 هـ ش من طهران إلى قم، وحضر عند العلامة الطباطبائي وأخيه السيد محمد حسن الإلهي لمدة 17 سنة، ودرس أبوابا من كتاب بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي وتمهيد القواعد عند العلامة الطباطبائي،[٩] ودروسا في الفلسفة والعرفان عند محمد حسن الإلهي، وكان حسن زاده يذكر هذه الفترة من حياته بخير، وأن لها دوراً مؤثراً عليه من الناحية الأخلاقية، ومن أساتذته الأخرى السيد مهدي القاضي الطباطبائي ابن السيد علي القاضي المشهور بالعلوم الغريبة والحكمة والعرفان.[١٠]

التدريس

بعد أن أقام في قم درّس حسن زاده 14 دوره شرح المنظومة، و4 دورات الإشارات، ودورة واحدة الأسفار الأربعة، و4 دورات شرح الفصوص القيصري، وإضافة إليه درس شرح التمهيد، ومصباح الأنس إيضا، كما درّس في مدة 17 سنة الرياضيات، والهيأة، والوقت والقبلة، وكان ثمرتها كتاب باسم "دروس معرفة الوقت والقبلة".[١١]

الأفكار والمؤلفات

لحسن زاده الآملي مؤلفات في الفقه، والفلسفة، والأخلاق، والعرفان، والحكمة الدينية، وعلم الكلام، والرياضيات، والنجوم، والأدب العربي والفارسي، والعلوم الطبيعية، والطب القديم، والعلوم الغريبة، والباطنة، لكن تتمحور أغلب مؤلفات وأفكاره على القرآن والفلسفة والعرفان.

الفسلفة

يعقتد أحد تلامذة حسن زاده السيد يد الله يزدان بناه أن أستاذه يرى الفلسفة والعرفان الإسلامي يسلكان طريقا واحدا، ويعتبر أن هناك توافق تام بين الدين والفلسفة والعرفان وأن لهم صورة واحدة، كما يعتقد أن لملا صدرا وابن عربي دورا مؤثرا على حسن زاده،[١٢] ويرفض حسن زاده النظرية التي تدعي الفلسفة الإسلامية هي إغريقية، ويعتبرها خاطئة، ويعتقد أن أفكار فلاسفة قبل الإسلام كانت بسيطة، وأن فلاسفة المسلمين عمّقو هذه الأفكار وعلى حد تعبيره "نضجوها".[١٣]

لآية الله حسن زاده مؤلفات عديدة في الفسلفة منها: "الأصول الحكمية"، و"رسالة جعل"، و"رسالة رؤيا"، و"رسالة نفس الأمر"، و"رسالة نهج الولاية"، و"رسالة في التضاد"، و"ترجمة وتعليق الجمع بين الرأيين"، "وترجمة وشرح النمطات الثلاثة الأخيرة لكتاب الإشارات"، و"التصحيح والتعليق على الشفا"، و"التصحيح والتعليق على الإشارات"، و"التقديم والتعليق على كتاب آغاز وانجام كلامي".[١٤]

القرآن أم المعارف

يعد حسن زاده القرآن أم المعارف الإلهية، ويرى أن مصدر نهج البلاغة، والصحيفة السجادية، وأصول الكافي، بحار الأنوار، وبقية الموسوعات الحديثية هو القرآن، وأنها تأتي بالرتبة الثانية بعد القرآن، كما يعتقد أن أقوال الأئمة المعصومين تعود إلى القرآن الكريم.[١٥]

العرفان

من وجهة نظر حسن زاده الآملي الدين هو معرفة الله، ودائرة هذه المعرفة وسيعة، وتشمل معرفة أسماء الله وأفعاله وأحكامه وكتابه، ويعتقد أن العرفان الحقيقي هو هذه المعارف، والعرفان المقوم للإنسانية الأصيل يأتي من خلال الارتباط بالقرآن. والأئمة المعصومون هم هداة البشر وسفراء الله حيث يبينون القواعد المقومة للإنسانية، أي: أنهم يفسرون القرآن للإنسان.[١٦]

ومن مؤلفاته في العرفان هي: "الهي نامه"، و"رسالة لقاء الله"، و"رسالة إنه الحق"، و"شرح فصوص الحكم"، و"العرفان والحكمة المتعالية"، و"تصحيح رسالة المكاتبات"، و"رسالة مفاتيح المخازن"، و"رسالة في السير والسلوك".[١٧]

المؤلفات الأدبية

لحسن زاده الآملي مؤلفات في الأدب العربي والفارسي، منها: "تصحيح كليلة ودمنة"، و"مصادر الأشعار المنسوبة إلى أمير المؤمنين (ع)"، و"تقديم وتصحيح وتعليق نصاب الصبيان"، و"ديوان الأشعار".[١٨]

التصحيح والتعليق

صحح حسن زاده الآملي كتبا عديدة كما علق على كتب أخرى، فمن تصحيحه: "تصحيح نهج البلاغة"، و"تصحيح تفسير خلاصة المنهج"، و"تصحيح كتاب الشفا"، و"تصحيح الأسفار الأربعة"، و"تصحيح كتاب كشف المراد"، و"تصحيح تمهيد القواعد لصائن الدين والتعليق عليه"، و"شرح فصوص القيصري".[١٩]

الخط السياسي

وفيما يتعلق بالخط السياسي لحسن زاده تحدث أحد تلامذته حسن رمضاني أن أستاذه يؤكد على عدم تدخله في أبسط الشؤون السياسية، وأضاف أيضا أن أستاذه لديه علاقة جيدة مع قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي.[٢٠]

يقول حسن زاده أنه بايع الإمام الخميني، وذلك قبل نفيه إلى تركيا سنة 1342 هـ ش.،[٢١] وفي رحلة آية الله الخامنئي إلى مدينة آمل شمالي البلاد سنة 1377 هـ ش كتب حسن زاده مقدمة على كتابه "إنسان در عرف عرفان" وأهداه إليه،[٢٢] وقد عاد آية الله الخامنئي سنة 1391 هـ آية الله حسن زاده الآملي في إحدى مستشفيات العاصمة طهران.[٢٣]

وفاة

أدخل الشيخ الآملي إلى مستشفى الإمام الرضا (ع) في مدينة آمل الإيرانية لمشاكل في القلب صبيحة يوم 25 سبتمبر 2021 م، وتوفي في ذات اليوم في الساعة التاسعة مساء، يذكر أنّ الشيخ الآملي كان يعاني من مشاكل في القلب والمرض السكري.[٢٤]

وفي رسالة تعزية برحيل الشيخ الآملي قال السيد الخامنئي: كان هذا الشيخ العالم وذو الفنون من الشخصيات النادرة والفاخرة، الذين قلّما يبرز أمثالهم في كلّ عصر، فإن كتابات ومؤلفات هذا الرجل العظيم كانت وستبقى نبعاً فياضاً لمحبي المعارف واللطائف إن شاء الله. [٢٥]

الهوامش

  1. «آیت الله حسن‌زاده آملی حکیم، عارف، ادیب و ریاضیدان»، ص4.
  2. «آیت الله حسن‌زاده آملی حکیم، عارف، ادیب و ریاضیدان»، ص4.
  3. «مقابلة مع آية الله حسن زاده الآملي»، ص21.
  4. حسن زاده آملی، حسن، هزار و يك كلمه، 1381 ش، ص 334 و335.
  5. حسن زاده آملی، حسن، هزار و يك كلمه، 1381 ش، ص 335.
  6. «آیت الله حسن‌زاده آملی حکیم، عارف، ادیب و ریاضیدان»، ص5.
  7. «مقابلة مع آية الله حسن زاده الآملي»، ص25.
  8. «مقابلة مع آية الله حسن زاده الآملي»، ص25.
  9. «آیت الله حسن‌زاده آملی حکیم، عارف، ادیب و ریاضیدان»، ص7.
  10. «آیت الله حسن‌زاده آملی حکیم، عارف، ادیب و ریاضیدان»، ص7.
  11. «مصاحبه با استاد حسن زاده آملی»، ص26.
  12. «حوار مع حجة الإسلام والمسلمين يزادن بناه بمناسبة تكريم معهد الحكمة الإسلامية العالي لمقام سماحة آية الله العلامة حسن زاده الآملي العلمي».
  13. «آیت الله حسن‌زاده آملی حکیم، عارف، ادیب و ریاضیدان»، ص12.
  14. «آیت‌الله حسن‌زاده آملی حکیم، عارف، ادیب و ریاضیدان»، ص15.
  15. «آیت الله حسن‌زاده آملی حکیم، عارف، ادیب و ریاضیدان»، ص12.
  16. حسن‌زاده آملی، انسان در عرف عرفان، 1380ش، ص13.
  17. «آیت‌الله حسن‌زاده آملی حکیم، عارف، ادیب و ریاضیدان»، ص15.
  18. «آیت‌الله حسن‌زاده آملی حکیم، عارف، ادیب و ریاضیدان»، ص15.
  19. «آیت‌الله حسن‌زاده آملی حکیم، عارف، ادیب و ریاضیدان»، ص15.
  20. «حوار مع حسن رمضاني»، 1389ش، ص41.
  21. «حوار مع حسن رمضاني»، 1389ش، ص41.
  22. حسن‌زاده آملی، انسان در عرف عرفان، 1380ش، ص7.
  23. «عيادة قائد الثورة الإسلامية لآية الله حسن زاده الآملي».
  24. اعلام یک هفته عزای عمومی در آمل (إعلان الحداد العام لمدة أسبوع في مدينة آمل الإيرانية)
  25. أصدر الإمام الخامنئي رسالة تعزية برحيل العالم الرباني والسالك التوحيدي آية الله الشيخ حسن حسن زاده آملي

المصادر والمراجع

  • حوار مع آية الله حسن زاده الآملي، «آیت الله حسن زاده آملی حکیم، عارف، ادیب و ریاضیدان (آية الله حسن زاده آملي، حكيم وعارف وكاتب وعالم رياضيات)، مجلة "کیهان فرهنگی" الفارسية، العدد الـ 5، مرداد 1363 ش.
  • مقابلة مع آية الله حسن زاده الآملي، مجله حوزه (فارسية)، العدد الـ 21، 1366 ش.
  • حوار مع حسن رمضاني، مجله پنجره (فارسية)، العدد الـ 83، 1389 ش.
  • حسن‌ زاده آملی، حسن، انسان در عرف عرفان (الإنسان في العرفان)، طهران، 1380 ش.
  • حسن‌ زاده آملی، حسن، هزار ويك كلمه (ألف كلمة وكلمة)، قم، بوستان كتاب، سوم، 1381 ش.
  • عيادة قائد الثورة الإسلامية لآية الله حسن زاده الآملي، موقع مكتب آية الله الخامنئي، آخر مراجعة 1396/10/15.