حب الوطن من الإيمان

حُبّ الوطن من الإيمان جملة مشهورة تنسب إلى النبي محمد. ويرى بعض الباحثين كـالشيخ مكارم الشيرازي أنّها لم ترد في المصادر الحديثية الرئيسية، ويعتقد بعض آخر أنّها موضوعة ومختلقة. وقد ذكر أبو الفتوح الرازي من مفسري القرن السادس في كتابه روض الجنان هذه الجملة،‌ ونسبها إلى النبي، حيث قالها لدى مغادرته مكة، وهو يهاجر إلى المدينة، فكان قصده من الوطن مكة.

حب الوطن من الإيمان

عنوان الحديث	حب الوطن من الإيمان
القائل	ينسب إلى النبي (ص)
اعتبار الحديث	مرسل
مصادر الشيعة	تفسير روض الجنان - أعيان الشيعة
مصادر السنة	تفسير ابن العربي
أحاديث مشهورة
حديث الثقلين . حديث الكساء . حديث المنزلة . حديث سلسلة الذهب . حديث الولاية . حديث الاثني عشر خليفة . حديث مدينة العلم

لم يقبل بعض الباحثين التأثير المتبادل بين حب الوطن الجغرافي والإيمان في عبارة "حب الوطن من الأيمان" وقاموا بتأويل كلمة "الوطن". وقد اعتبر البعض معنى الوطن على أنه الوطن الإسلامي الكبير، والبعض الآخر على أنه الجنّة. ويرى العرفاء المسلمون ومن خلال تطوير معنى الوطن إلى المكان الذي يحصل الإنسان فيه على الهدوء والسكينة؛ أن الوطن الحقيقي هو العالم العلوي، ومقام القرب الإلهي.

اعتبار الحديث

اشتهرت جملة "حبّ الوطن من الإيمان" على أنّها حديث مشهور، ونسبت إلى النبي محمد .

يرى بعض الباحثين كـالشيخ مكارم الشيرازي أنّ هذه الجملة لم ترد في المصادر الحديثية الرئيسية للشيعة. ويعتقد البعض الآخر أنها موضوعة ومختلقة. وقد وردت هذه الجملة في الترجمة العربية لكتاب «مرزبان نامه» من تأليف مرزبان بن رستم (وفاة: 302هـ). وبحسب الباحث الشيعي مرتضى رحيمي إنّه أقدم مصدر ذكر هذه الجملة باعتبارها حديث نبوي.

وقد وردت جملة "حبّ الوطن من الإيمان" في بعض المصادر المتأخرة للشيعة باعتبارها حديث مرسل، فذكر أبو الفتوح الرازي من مفسري القرن السادس في تفسير روض الجنان هذه الجملة ضمن حديث عن النبي أثناء مغادرته مكة وهو يهاجر إلى المدينة، وبحسب هذا الحديث فإن مراد النبي من الوطن هو مكة. كما وردت هذه الجملة في كتاب سفينة البحار نقلاً عن مقدمة كتاب أمل الآمل للشيخ الحر العاملي. ومن الذين اعتبروا هذه الجملة حديثاً مروياً عن النبي: ابن العربي في تفسيره، والسيد محسن الأمين في أعيان الشيعة، والميرزا حبيب الله الخوئي في شرحه لـنهج البلاغة. لكن هؤلاء لم يذكروا سنداً لهذا الحديث.

وذكر أنّ العديد من علماء أهل السنّة اعتبروا هذا الحديث موضوعاً، وأوردوا عدّة إشكالات على مضمونه.

الاشكال في علاقة الإيمان بحبّ الوطن

وقد ناقش بعض الباحثين التأثير المتبادل بين حبّ الوطن الجغرافي والإيمان، وقاموا بتأويل كلمة الوطن. وقد قيل: لا يمكن قبول ظاهر جملة حبّ الوطن من الإيمان؛ لأن الكافر والمنافق أيضًا يحبون أوطانهم، وهم لا يؤمنون، فلا يمكن أن يكون هذا الحبّ علامة على إيمانهم. كما أن المؤمن إذا ولد ونشأ في بلاد الكفرّ وأحبّ وطنه، فإن الربط بين الإيمان وحب هذا الوطن ليس منطقيا. ويرى السيد جعفر مرتضى العاملي والسيد مرتضى العسكري وهما من علماء الشيعة في مجال الحديث والسيرة أنّ الحبّ في هذا الحديث هو الحب المرتبط بأهداف الإسلام السامية، والمراد بالوطن هو الوطن الإسلامي الكبير.

التأويل العرفاني للوطن

اعتقد بعض الباحثين أنّ المراد من الوطن في هذا الحديث هي الجنّة. وبناء على هذا الرأي فإنّ المؤمن غريب في الدنيا، ويشتاق إلى الرجوع إلى وطنه من خلال الأعمال الصالحة. وقد ذهب العرفاء المسلمون إلى توسعة وتطوير معنى الوطن إلى المكان الذي يحصل فيه الإنسان على الهدوء والسكينة، وعلى هذا الأساس اعتبروا أنّ الوطن الحقيقي هو العالم العِلوي ومقام القُرب الإلهي، وإنّ منشأ تفسير الوطن في هذا الحديث بالوطن الأرضي هو حبّ الدنيا.

في الشعر العربي

انعكست جملة حب الوطن من الإيمان على نطاق واسع في الشعر العربي، ومنها ما أنشده أمين الجندي:

حُــب حُمــص قَــد كَسـاني مَرَضـا

وَمِـــن الإِيمــان حُــب الــوَطنِ

وأنشد فتح الله البيلوني الحلبي:

فقـل لمـن نـافق في حبها

إن مـن الإيمان حب الوطن

وقال بهاء الدين الروّاس:

ســَكَني حيــثُ ســَكَنْتُمْ وسـِوى		مـا سـَكَنْتُمْ ليـس لي فيهِ سَكَنْ
وحِمـــاكُمْ وحِمـــاكُمْ وَطَنــي		ومــنَ الإِيمــانِ حُــبٌّ للـوَطَنْ