أسلحة الدمار الشامل
هذه مقالة أو قسم تخضع لتحريرٍ مُكثَّفٍ في الفترة الحالية لفترةٍ قصيرةٍ. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها. فضلًا أزل القالب لو لم تُجرَ أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. A.yasin (نقاش) • مساهمات • انتقال ٢٩ يونيو ٢٠٢٥ |
![]() | تكتب مقالات ويكي شيعة بناء على مفاهيم "مدرسة أهل البيت" والمواضيع ذات صلة بها. للمزيد من المعلومات حول جوانب أخرى لهذا الموضوع راجعوا المصادر الأخرى. |
أسلحة الدمار الشامل هي أسلحة يؤدي استخدامها إلى مقتل المدنيين وتدمير البيئة تدميراً لا يمكن تداركه. وفقاً لفقهاء الشيعة، فإن الاستخدام الابتدائي لهذه الأسلحة - أي قبل أن يستخدمها العدو - حرام؛ لكنهم اختلفوا في حكم استخدامها في حالات الضرورة، أي عندما يكون استخدامها ضرورياً لتحقيق النصر على العدو. فبعضهم أجاز استخدامها، بينما أفتى آخرون بحرمة ذلك.
مع ظهور أنواع جديدة من أسلحة الدمار الشامل مثل الأسلحة النووية والكيميائية، أصدر بعض الفقهاء فتاوى بشأنها، ومنهم السيد علي الخامنئي، قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأحد مراجع التقليد لدى الشيعة، حيث أفتى بحرمة تصنيع واستخدام الأسلحة النووية، واعتبر هذه الأسلحة تهديداً للبشرية، وحرّم إنتاجها وتخزينها.
التعريف والأهمية
أسلحة الدمار الشامل هي أسلحة يؤدي استخدامها لأغراض عسكرية إلى مقتل المدنيين وتدمير البيئة تدميراً لا يمكن جبرانه.[١]
إنّ مسألة الأسلحة التي قد يؤدي استخدامها إلى قتل المدنيين، بما فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والأسرى المسلمين، كانت موجودة منذ عصر صدر الإسلام وعهد النبي ، وقد تناولتها الروايات الشيعية أيضاً.[٢] وقد ذكر أبو القاسم علي دوست، مدرّس خارج الفقه والأصول في الحوزة العلمية بقم، أنّ فقهاء الشيعة ناقشوا هذه المسألة منذ ما لا يقل عن عشرة قرون.[٣]
وفي القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين، ظهرت أنواع جديدة من أسلحة الدمار الشامل مثل الأسلحة النووية والكيميائية،[٤] ولها عواقب لم تكن موجودة في الماضي، ولذلك اعتُبرت من المسائل المستحدثة في الفقه.[٥]
الحكم الشرعي لأسلحة الدمار الشامل
بحث فقهاء الشيعة مسألة أسلحة الدمار الشامل من عدة جوانب: الاستخدام الابتدائي لها (أي قبل أن يبدأ العدو باستخدامها)، وتصنيعها وتخزينها، واستخدامها في حال الضرورة:
ووفقًا لبعض الأبحاث، فإنّ جميع فقهاء الشيعة يحرّمون الاستخدام الابتدائي لأسلحة الدمار الشامل.[٦] وقد ذكر أبو القاسم علي دوست أنّ فقهاء الشيعة أفتوا منذ ما لا يقل عن عشرة قرون بحرمة استخدام الأسلحة والأدوات التي تؤدي إلى قتل أعداد كبيرة من البشر وتدمير الكائنات الحية والبيئة.[٧]
أما بالنسبة لتصنيعها وتخزينها، مع الأخذ بعين الاعتبار ظهور أنواع جديدة من أسلحة الدمار الشامل،[٨] فقد أصدر بعض الفقهاء فتاوى في هذا الشأن، ومنهم آية الله الخامنئي الذي أفتى بحرمة تصنيع واستخدام الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، واعتبر أنّها تشكّل تهديداً حقيقيًا للبشرية.[٩] كما أيّد بعض المراجع مثل مكارم الشيرازي، ونوري الهمداني، وجعفر السبحاني، وجوادي الآملي هذا الرأي الفقهي وأكّدوا عليه.[١٠] واعتبر مكارم الشيرازي أنّ إنتاج وتخزين هذه الأسلحة يتنافى مع الفطرة الإنسانية.[١١]
أما بالنسبة لحالة الضرورة، أي عندما يتوقف انتصار المسلمين على استخدام أسلحة الدمار الشامل، فإنّ آراء فقهاء الشيعة تختلف: حيث يرى بعضهم مثل المحقق الحلي (602-676 هـ)، والشيخ الطوسي (385-460 هـ)، والشهيد الثاني (911-955 أو 965 هـ) جواز استخدام هذه الأسلحة في مثل هذه الحالات.[١٢] وفي المقابل، يرى الآغا ضياء العراقي (1278-1361 هـ) أنّ استخدام السمّ - الذي كان يعتبر سلاح دمار شامل في ذلك الوقت - ممنوع حتى لو كان النصر متوقفاً عليه.[١٣]
الهوامش
- ↑ رستمي نجف آبادي، فرهادیان، «جرم بودن إقدام علیه بشریت به وسیله سلاح های هستهای از نگاه فقه با رویکرد فتواي مقام معظم رهبري»، ص103؛ عبدي وآخرون، «بررسي تحلیلي مفهوم سلاحهاي کشتار جمعي وتطبیق آن بر دیدگاه إسلامي با تأکید بر آراي مقام معظم رهبري»، ص720.
- ↑ الطباطبائي، ریاض المسائل، ج 8، ص70.
- ↑ بررسي تحریم سلاح کشتار جمعي در تاریخ تشیع، الموقع الإعلامي لآية الله علي دوست.
- ↑ عبدي وآخرون، «بررسي تحلیلي مفهوم سلاحهاي کشتار جمعي وتطبیق آن بر دیدگاه إسلامي با تأکید بر آراي مقام معظم رهبري»، ص717؛ رباني وآخرون، بررسي أدلة جواز یا حرمت تولید وانباشت سلاحهای کشتار جمعي، ص90.
- ↑ باقرزاده مشکي باف، «عناصر تعیین کننده در حل مسائل مستحدثة»، ص50.
- ↑ رستمي وآخرون، «جرم بودن إقدام علیه بشریت بهوسیله سلاحهای هستهاي از نگاه فقه»، ص110.
- ↑ بررسي تحریم سلاح کشتار جمعي در تاریخ تشیع، الموقع الإعلامي لآية الله علي دوست.
- ↑ عبدي وآخرون، «بررسي تحلیلي مفهوم سلاحهاي کشتار جمعي وتطبیق آن بر دیدگاه إسلامي با تأکید بر آراي مقام معظم رهبري»، ص717؛ رباني وآخرون، بررسي أدلة جواز یا حرمت تولید وانباشت سلاحهای کشتار جمعي، ص90.
- ↑ «پیام به نخستین کنفرانس بینالمللي خلع سلاح هستهاي وعدم إشاعة»، مكتب حفظ ونشر آثار آية الله الخامنئي.
- ↑ «تحریم سلاح کشتار جمعي در تاريخ تشيع»، وكالة إيسنا للأنباء.
- ↑ مکارم الشيرازي، «مباني تحريم سلاحهای کشتار جمعي منظر معظم له»، بليغ نيوز.
- ↑ المحقق الحلّي، شرائع الإسلام، ج1، ص283؛ الطوسي، المبسوط، ج2، ص11؛ الشهيد الثاني، مسالك الإفهام، ج3، ص25.
- ↑ الآغا ضياء العراقي، شرح تبصرة المتعلمين، ج4، ص404.
المصادر والمراجع
- «بررسي تحريم سلاح كشتار جمعي در تاريخ تشيع»، موقع آية الله علي دوست الإعلامي، تاريخ النشر: 1 أكتوبر 2014 م، تاريخ الزيارة: 15 يناير 2024 م.
- «تحريم سلاح كشتار جمعي در تاريخ تشيع»، وكالة أنباء إيسنا، تاريخ النشر: 17 يونيو 2014 م، تاريخ الزيارة: 10 يناير 2024 م.
- الآغا ضیاء العراقي، علي بن ملا محمد، شرح تبصرة المتعلمين، قم، دفتر انتشارات إسلامي، 1414هـ.
- الحر العاملي، محمد بن الحسن، تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، قم، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، 1409هـ.
- الخامنئي، السيد علي، «بيانات در ديدار دانشمندان هستهاي»، الموقع الإعلامي لمكتب حفظ ونشر آثار آية الله الخامنئي، تاريخ الإدراج: 22 فبراير 2012 م، تاريخ الزيارة: 21 أكتوبر 2024 م.
- الرباني، مهدي و عباس علي روحاني، «بررسي أدلة جواز يا حرمت توليد و انباشت سلاحهاي كشتار جمعي»، فصلية الفقه والأصول، العدد 123، 1399ش.
- الشهيد الثاني، زين الدين بن علي، مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام، قم، مؤسسة المعارف الإسلامية، 1413هـ.
- الطباطبائي، السيد علي بن محمد، رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل، قم، مؤسسة آل البيت (ع)، 1418هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، المبسوط في فقه الإمامية، تحقيق: السيد محمد تقي كشفي، طهران، المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، 1387هـ.
- المحقق الحلي، جعفر بن الحسن، شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام، قم، مؤسسة إسماعیلیان، 1408هـ.
- باقر زاده مشکي باف، محمد تقي، «عناصر تعيينکننده در حل مسائل مستحدثة»، مجلة کاوشي نو در فقه، قم، دفتر تبليغات إسلامي حوزة علمية، العدد 43، ربيع 1384ش.
- رستمي نجف آبادي، حامد وآخرون، «جرم بودن إقدام عليه بشريت به وسيله سلاحهاي هستهاي از نگاه فقه»، فصلية الفقه ومباني حقوق الإسلامي، العدد 4، 1399ش.
- عبدي، حسن ومحمد جواد هاشمي، «بررسي تحليلي مفهوم سلاحهاي کشتار جمعي و تطبيق آن بر ديدگاه إسلامي با تأكيد بر آراي مقام معظم رهبري إمام خامنهاي»، فصلية السياسة، العدد 3، 1397ش.
- مكارم الشيرازي، ناصر، «مباني تحريم سلاحهاي كشتار جمعي از منظر معظم له»، موقع بليغ نيوز، تاريخ الزيارة: أكتوبر 2024 م.