١٢٬٧٤٠
تعديل
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) (اصلاح نشانی وب) |
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{قيد الإنشاء|user=Ahmadnazem|date=١٧ ديسمبر ٢٠٢٤}} | {{قيد الإنشاء|user=Ahmadnazem|date=١٧ ديسمبر ٢٠٢٤}} | ||
{{تاريخ صدر الإسلام}} | {{تاريخ صدر الإسلام}} | ||
'''وفاة النبي (ص)''' هي إحدى أحداث [[سنة 11 للهجرة|سنة 11هـ]]، والتي أدّت إلى اختلاف المسلمين، وكان لهذه القضية أثر كبير في مصيرهم. وكانت وفاة [[النبي (ص)]] | '''وفاة النبي (ص)''' هي إحدى أحداث [[سنة 11 للهجرة|سنة 11هـ]]، والتي أدّت إلى اختلاف المسلمين، وكان لهذه القضية أثر كبير في مصيرهم. وكانت وفاة [[النبي (ص)]] يوم [[28 صفر]] حسب القول المشهور عند [[الشيعة]]، ويوم [[12 ربيع الأول]] حسب القول المشهور عند [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة]]. كما أن مسألة وفاة النبي وعواقبها من المواضيع المهمة في التاريخ [[الإسلامي]]. وبناء على الروايات الواردة في المصادر [[الحديث|الحديثية]] لدى الشيعة والسنّة فقد صرّح [[الشيخ المفيد]] و<nowiki/>[[الشيخ الطوسي]] و<nowiki/>[[العلامة الحلي]] أن النبي (ص) توفّي مسموماً واستشهد على يد امرأة [[اليهود|يهودية]]، ولكن البعض يرى أن النبي توفّي موتاً طبيعياً. وبحسب [[جعفر مرتضى العاملي]]، الباحث في التاريخ الإسلامي، فإنّ رسول الله (ص) اغتيل عدة مرات، وتوفي مسموماً. | ||
وبحسب المصادر التاريخية، بعد وفاة النبي (ص) حزن أهل [[المدينة]]، وخاصة ابنته [[فاطمة (ع)]]. وأصرّ [[عمر بن الخطاب]] على أن النبي لم يمت، وهدّد بقتل من يعتقد أن النبي قد مات، حتى جاء [[أبو بكر]] وهدّأه بقراءة [[الآية 144 من سورة آل عمران]]. واعتبر البعض ما قام به عمر بمثابة خطّة مسبقة لإيصال أبي بكر إلى السلطة. وفقاً للمؤرخين فإنّ [[الإمام علي (ع)]] قام ب<nowiki/>[[تجهيز الميت|تجهيز النبي]] لدفنه بمساعدة أشخاص مثل [[الفضل بن عباس بن عبد المطلب|الفضل بن عباس]] و<nowiki/>[[أسامة بن زيد]]، و<nowiki/>[[الدفن|دفنه]] في منزله. وفي وقت تجهيز ودفن النبي اجتمع بعض رؤوس [[الأنصار]] و<nowiki/>[[المهاجرين]] في [[سقيفة بني ساعدة]]، وعيّنوا [[أبا بكر]] [[الخلافة|خليفة]] للنبي، على خلاف ما أمر به رسول الله (ص). | وبحسب المصادر التاريخية، بعد وفاة النبي (ص) حزن أهل [[المدينة]]، وخاصة ابنته [[فاطمة (ع)]]. وأصرّ [[عمر بن الخطاب]] على أن النبي لم يمت، وهدّد بقتل من يعتقد أن النبي قد مات، حتى جاء [[أبو بكر]] وهدّأه بقراءة [[الآية 144 من سورة آل عمران]]. واعتبر البعض ما قام به عمر بمثابة خطّة مسبقة لإيصال أبي بكر إلى السلطة. وفقاً للمؤرخين فإنّ [[الإمام علي (ع)]] قام ب<nowiki/>[[تجهيز الميت|تجهيز النبي]] لدفنه بمساعدة أشخاص مثل [[الفضل بن عباس بن عبد المطلب|الفضل بن عباس]] و<nowiki/>[[أسامة بن زيد]]، و<nowiki/>[[الدفن|دفنه]] في منزله. وفي وقت تجهيز ودفن النبي اجتمع بعض رؤوس [[الأنصار]] و<nowiki/>[[المهاجرين]] في [[سقيفة بني ساعدة]]، وعيّنوا [[أبا بكر]] [[الخلافة|خليفة]] للنبي، على خلاف ما أمر به رسول الله (ص). | ||
==المكانة والأهمية== | ==المكانة والأهمية== | ||
وكان لوفاة نبي الإسلام تأثير واضح ومهم على مصير المسلمين.<ref>ر.ك: شهيدي، تاريخ تحليلي | وكان لوفاة نبي الإسلام تأثير واضح ومهم على مصير المسلمين.<ref>ر.ك: شهيدي، تاريخ تحليلي إسلام، 1390ش، ص106-107.</ref> وفور وفاة النبي اجتمع مجموعة من رؤوس [[المهاجرين]] و<nowiki/>[[الأنصار]] في [[سقيفة بني ساعدة]]، واختاروا [[أبا بكر]] ليكون [[خليفة الله|خليفة]].<ref>الالطبري، تاريخ الطبري، 1387ش، ج3، ص201-203.</ref> وقد هاجم أعوان الخليفة بيت علي وفاطمة (صهر النبي وبنته) ليأخذوا البيعة من علي لأبي بكر.<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، 1410هـ، ج1، ص30-31.</ref> وفي هذا الهجوم أصيبت فاطمة،<ref>المسعودي، إثبات الوصية، 1384ش، ص146.</ref> مما أدى إلى استشهادها بحسب اعتقاد الشيعة.<ref>مهدي، الهجوم، 1425هـ، ص221-356.</ref> ويرى الشيعة أنّه بعد وفاة النبي لم يتم تنفيذ أوامره بخصوص خلافة الإمام علي (ع)<ref> شهيدي، تاريخ تحليلي إسلام، 1390ش، ص106-107.</ref> وبذلك تحول الخلاف حول خلافة النبي إلى صراع عميق في المجتمع الإسلامي، ووضع الأساس في خلق المذهبين الرئيسيين، أي الشيعة والسنة.<ref>الطباطبائي، الشيعة في الإسلام، 1378ش، ص28.</ref> | ||
تقام في مختلف دول العالم مراسم [[العزاء]] في ذكرى وفاة [[رسول الله (ص)]].<ref>[https://www.alalam.ir/news/6703893/ذكرى-وفاة-النبي-ص--وأكاذيب-الأعداء-للنيل-من-وحدة-المسلمين ذكرى وفاة النبي (ص)...]، قناة العالم.</ref><ref>[https://arabic.iranpress.com/tag/47205-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%B1%D9%85-(%D8%B5) ذكرى وفاة الرسول الأكرم (ص) ]، إيران پرس.</ref> وفي إيران يعتبر يوم 28 صفر عطلة رسمية باعتباره يوم وفاة الرسول، ويقيمون العزاء بهذه المناسبة.<ref> | تقام في مختلف دول العالم مراسم [[العزاء]] في ذكرى وفاة [[رسول الله (ص)]].<ref>[https://www.alalam.ir/news/6703893/ذكرى-وفاة-النبي-ص--وأكاذيب-الأعداء-للنيل-من-وحدة-المسلمين ذكرى وفاة النبي (ص)...]، قناة العالم.</ref><ref>[https://arabic.iranpress.com/tag/47205-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%B1%D9%85-(%D8%B5) ذكرى وفاة الرسول الأكرم (ص) ]، إيران پرس.</ref> وفي إيران يعتبر يوم 28 صفر عطلة رسمية باعتباره يوم وفاة الرسول، ويقيمون العزاء بهذه المناسبة.<ref> [https://www.tasnimnews.com/fa/news/1398/08/05/2128227 «حركت وتجمع دستهجات عزاداري در سالروز رحلت پيامبر اكرم(ص) در بوشهر»]، خبرگزاري تسنيم.</ref> | ||
==هل توفّي مسموما أو بالموت الطبيعي؟== | ==هل توفّي مسموما أو بالموت الطبيعي؟== | ||
هناك طائفتان من الأخبار حول هل توفي النبي موتاً طبيعياً أم مسموماً.<ref> | هناك طائفتان من الأخبار حول هل توفي النبي موتاً طبيعياً أم مسموماً.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم، 1385ش، ج33، ص141-158.</ref> فيرى البعض أن وفاة رسول الله كانت بسبب عوامل طبيعية،<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1404هـ، ج10، ص266.</ref> وقد ورد في [[كتاب الكافي]] حديث عن [[الإمام الصادق (ع)]]،<ref>الكليني، الكافي، 1407هـ، ج6، ص315، حديث 3.</ref> وكذلك ورد في [[بصائر الدراجات]]<ref>الصفار، بصائر الدرجات، 1404هـ، ص503.</ref> وطبقات ابن سعد<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1410هـ، ج2، ص156-155.</ref> وهو كتاب تاريخي في القرن الثالث الهجري، أخبار عن مرض النبي في أواخر حياته، بسبب تناول لحم غنم سمّته امرأة يهودية وأتت به للنبي و<nowiki/>[[الصحابة|أصحابه]] بعد [[فتح خيبر]]. | ||
وقد صرّح بوفاة النبي مسموماً كلّ من [[الشيخ المفيد]]،<ref> | وقد صرّح بوفاة النبي مسموماً كلّ من [[الشيخ المفيد]]،<ref>الشيخ المفيد، المقنعة، 1413هـ، ص456.</ref> و<nowiki/>[[الشيخ الطوسي]]،<ref>الطوسي، تهذيب الأحكام، 1407هـ، ج6، ص2.</ref> و<nowiki/>[[العلامة الحلي]]،<ref>الحلي، منتهى المطلب، 1412هـ، ج13، ص259.</ref> وأصحاب بعض المصادر السنية كـ<nowiki/>[[صحيح البخاري]]،<ref>البخاري، صحيح البخاري، 1422هـ، ج6، ص9، حديث 4428.</ref> وسنن الدارمي،<ref>الدارمي، سنن الدارمي، 1412هـ، ج1، ص207، ح 68.</ref> والمستدرك علي الصحيحين.<ref>حاكم النيشابوري، المستدرك، 1411هـ، ج3، ص61، حديث 4395.</ref> بالإضافة إلى ذلك، قام [[جعفر مرتضى العاملي]]، وهو مؤرخ شيعي، بجمع أخبار من مصادر شيعية وسنية حول محاولة اغتيال النبي،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم، 1385ش، ج33، ص141-158.</ref> ويعتقد بتسميم النبي واستشهاده،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم، 1385ش، ج33، ص159.</ref> ويعتبر بعض الأعداء الداخليين هم سبب تسميم النبي،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم، 1385ش، ج33، ص159ـ193.</ref> كما ورد في [[تفسير العياشي]] رواية عن [[الإمام الصادق (ع)]] تؤكد ذلك.<ref>العياشي، تفسير العياشي، 1380ش، ج1، ص200.</ref> | ||
==قصّة اللدود== | ==قصّة اللدود== | ||
[[قصة اللدود]] التي اعتبرها البعض مزيفة<ref> | [[قصة اللدود]] التي اعتبرها البعض مزيفة<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1404هـ، ج13، ص32؛ نجمي، «داستاني دروغين درباره پيامبر اعظم(ص)»، ص120.</ref> والبعض الآخر خرافية،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، 1385ش، ج32، ص130.</ref> هي أيضًا من أحداث أيام مرض النبي (ص). ورد في صحيح البخاري وطبقات ابن سعد عن [[عائشة]] أنه في أواخر حياة النبي حيث كان يغمى عليه من شدّة المرض؛ صبّوا اللدود في فم النبي، وهو دواء مرّ، لكن النبي أشار عليهم وهو في تلك الحالة أن لا يفعلوا ذلك. ولما تحسّن النبي أمر بصبّ الدواء في أفواه جميع الحاضرين في الاجتماع، باستثناء عمه [[العباس بن عبد المطلب|العباس]]،<ref>البخاري، صحيح البخاري، 1422هـ، ج6، ص14، حديث 4458 وج7، ص127، حديث 5712؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1410هـ، ج2، ص181.</ref> وبحسب الباحث الشيعي محمد صادق نجمي يحتمل أنّ من اختلق هذه القصّة كانوا يبحثون عن تأكيد وتأييد لفعل [[عمر بن الخطاب]] في [[رزية يوم الخميس]]، حيث اتهم النبي بأنّه يهجر.<ref>نجمي، «داستاني دروغين درباره پيامبر اعظم(ص)»، ص120؛ نجمي، أضواء على الصحيحين، ص264 .</ref> | ||
==الوفاة والدفن== | ==الوفاة والدفن== | ||
[[ملف:عزاداری رحلت پیامبر در حرم امام علی.jpg|300px|تصغير|مراسم [[العزاء|عزاء]] وفاة النبي في [[حرم الامام علي (ع)]] (28 صفر 1445هـ)]] | [[ملف:عزاداری رحلت پیامبر در حرم امام علی.jpg|300px|تصغير|مراسم [[العزاء|عزاء]] وفاة النبي في [[حرم الامام علي (ع)]] (28 صفر 1445هـ)]] | ||
توفي نبي الإسلام [[سنة 11هـ]]<ref> | توفي نبي الإسلام [[سنة 11هـ]]<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، 1410هـ، ج1، ص182؛ الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج3، ص200.</ref> بـ<nowiki/>[[المدينة المنورة]].<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج1، ص182؛ الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج3، ص195.</ref> وقد اتّفق جميع المؤرخين أنّ وفاته كانت يوم الاثنين.<ref>جعفريان، سيره رسول خدا(ص)، 1383ش، ص682.</ref> ومن علماء الشيعة اعتبره [[الشيخ المفيد]] و<nowiki/>[[الشيخ الطوسي]] يوم [[28 صفر]].<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج1، ص189؛ الشيخ الطوسي، تهذيب الأحكام، 1407هـ، ج6، ص2.</ref> واعتقد [[الشيخ عباس القمي]] أنّه رأي معظم علماء الشيعة.<ref>القمي، منتهى الآمال، 1379ش، ج1، ص249.</ref> وبحسب رسول جعفريان، المؤرخ الشيعي، ليست هناك رواية أو خبر لهذا التاريخ.<ref>جعفريان، سيره رسول خدا(ص)، 1383ش، ص682.</ref> وقد قبل الشيعة هذا التاريخ اتباعاً للمفيد والطوسي.<ref>جعفريان، سيره رسول خدا(ص)، 1383ش، ص682.</ref> | ||
وقد ذكر [[أهل السنة]] وفاة النبي في [[1 ربيع الأول|اليوم الأول]]<ref> | وقد ذكر [[أهل السنة]] وفاة النبي في [[1 ربيع الأول|اليوم الأول]]<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، 1407هـ، ج5، ص254؛ السهيلي، الروض الأنف، 1412هـ، ج7، ص579.</ref> أو [[2 ربيع الأول|الثاني]]<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج3، ص200؛ السهيلي، الروض الأنف، 1412هـ، ج7، ص579.</ref> من ربيع الأول، وذكرت جماعة أيضاً اليوم [[12 ربيع الأول|الثاني عشر]] من هذا الشهر،<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، 1407هـ، ج5، ص276؛ الواقدي، المغازي للالواقدي، 1409هـ، ج3، ص1089؛ خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، 1415هـ، ص46؛ المسعودي، مروج الذهب، 1409هـ، ج2، ص280.</ref> وقد اعتبره البعض القول المشهور عند أهل السنة،<ref>تاري جليل، «تاملي در تاريخ وفات پيامبر(ص)»، ص12.</ref> إلا أن اثنين من علماء [[الشيعة]]، وهما [[الكليني]] و<nowiki/>[[ابن رستم الطبري]] يعتقدان أيضًا أن النبي توفي يوم 12 من ربيع الأول.<ref>الكليني، الكافي، 1362ش، ج4، ص439؛ الطبري، المسترشد، 1415هـ، ص 115.</ref> | ||
يحتوي مصادر مثل السيرة النبوية لابن هشام (وفاة: 218هـ)،<ref> | يحتوي مصادر مثل السيرة النبوية لابن هشام (وفاة: 218هـ)،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص649-666.</ref> والطبقات الكبرى لمحمد بن سعد (وفاة: 230هـ)،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1410هـ، ج2، ص129-253.</ref> و<nowiki/>[[تاريخ اليعقوبي]] لـ<nowiki/>[[أحمد بن أبي يعقوب]] (وفاة: 284هـ)،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص113-115.</ref> و<nowiki/>[[الإرشاد]] لـ<nowiki/>[[الشيخ المفيد|لشيخ مفيد]] (وفاة: 413هـ)<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج1، ص179-192.</ref> و<nowiki/>[[الصحيح من سيرة النبي الأعظم]] لـ<nowiki/>[[جعفر مرتضى العاملي]] (وفاة: 1441هـ)<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم، 1385ش، ج33، ص125-355 وص5-230.</ref> على مواضيع تتعلق بوفاة النبي (ص). | ||
[[ملف:Dome of Prophet's Mosque - Medina.jpg|250px|تصغير|يسار|القبة الخضراء على مدفن الرسول (ص) في [[المدينة]]]] | [[ملف:Dome of Prophet's Mosque - Medina.jpg|250px|تصغير|يسار|القبة الخضراء على مدفن الرسول (ص) في [[المدينة]]]] | ||
===تجهيزه وتدفينه=== | ===تجهيزه وتدفينه=== | ||
وفقاً لرواية ابن سعد في الطبقات الكبرى فإنّه بعد وفاة النبي (ص) حزن الناس حزناً شديداً،<ref> | وفقاً لرواية ابن سعد في الطبقات الكبرى فإنّه بعد وفاة النبي (ص) حزن الناس حزناً شديداً،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1410هـ، ج2، ص238.</ref> وظلت ابنته [[فاطمة (ع)]] تبكي ولم يره أحد يبتسم منذ وفاة النبي.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1410هـ، ج2، ص237-238.</ref> وفي [[نهج البلاغة]] روي عن [[الإمام علي (ع)]]: «وَلَقَد وُلّيتُ غُسلَهُ وَالمَلَائِكَهُ أعَواَنيِ فَضَجّتِ الدّارُ وَالأَفنِيَهُ مَلَأٌ يَهبِطُ وَمَلَأٌ يَعرُجُ وَمَا فَارَقَت سمَعيِ هَينَمَهٌ مِنهُم يُصَلّونَ عَلَيهِ حَتّي وَارَينَاهُ فِي ضَرِيحِهِ».<ref>الشريف الرضي، نهج البلاغة (صبحي صالح)، 1414هـ، ص311، خطبهٔ 197.</ref> | ||
وفقاً للمصادر التاريخية، توفي النبي في أحضان الإمام علي،<ref> | وفقاً للمصادر التاريخية، توفي النبي في أحضان الإمام علي،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1410هـ، ج2، ص201.</ref> وتولّى علي [[غسل الميت|تغسيل]] النبي بمساعدة [[الفضل بن عباس بن عبد المطلب|الفضل بن عباس]] و<nowiki/>[[أسامة بن زيد]] وآخرين من على قميصه، ثمّ [[الكفن|كفّنوه]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1410هـ، ج2، ص212و214؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص662-263.</ref> وبناء على اقتراح علي بن أبي طالب (ع)<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1410هـ، ج2، ص220؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص114.</ref> دخل الناس بيت النبي أفواجاً، و<nowiki/>[[صلاة الميت|صلّوا على النبي]] دون أن يؤمّهم أحد، واستمر ذلك إلى اليوم التالي.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1410هـ، ج2، ص220؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص114.</ref>و بحسب ما ورد في بعض الروايات فقد تعدّدت الاقتراحات حول مكان [[الدفن|دفن]] النبي، ولكن مع تأكيد الإمام علي (ع) على أن الله يتوفى [[الأنبياء]] في أطهر الأماكن، وافق الجميع على أن يُدفن جثمان النبي في نفس مكان وفاته (يعني في داره وحيث عاشت عائشة).<ref>الإربلي، كشف الغمة، 1381هـ، ج1، ص19.</ref> وقد جهّز القبر [[أبو عبيدة الجراح]] و<nowiki/>[[زيد بن سهل]]،<ref>ابنهشام، السيرة النبوية، دار المعرفة، ج2، ص263.</ref> ودفن علي (ع) جسد النبي بمساعدة الفضل بن عباس وأسامة بن زيد.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1410هـ، ج2، ص229.</ref> | ||
==مسألة خلافة الرسول== | ==مسألة خلافة الرسول== | ||
لقد كان مسألة [[خلافة النبي]] ورئاسة حكومة المسلمين بعد وفاته من أهم القضايا والسبب الرئيسي للفرقة بين [[المسلمين]].<ref> | لقد كان مسألة [[خلافة النبي]] ورئاسة حكومة المسلمين بعد وفاته من أهم القضايا والسبب الرئيسي للفرقة بين [[المسلمين]].<ref>مادلونغ، خلافة النبي محمد(ص)، 1377ش، ص13.</ref> وعليه، فإن الأحداث التي سبقت وفاة نبي الإسلام وبعدها بفترة قصيرة، تعتبر من أكثر الأحداث حساسيةً، وتمّ وصفها بالسرّية والتعقيد.<ref>غلامي، پس از غروب، 1388ش، ص21.</ref> وبناء على تحليل المصادر [[الشيعية]]، حاول [[النبي (ص)]] ومن أجل تثبيت خلافة علي بن أبي طالب (ع) بعد إعلانها في [[يوم الغدير]]، إبعاد المعارضين المحتملين لخلافة علي من [[المدينة]]؛ من خلال إرسالهم إلى [[جيش أسامة]]،<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج1، ص180.</ref> ويكتب وصية حول خليفته من بعده،<ref>البخاري، صحيح البخاري، 1422هـ، ج6، ص9، حديث 4432.</ref> وقد أكّد النبي (ص) على [[حديث الثقلين]] عدة مرات،<ref>الشيخ المفيد، الأمالي، 1413هـ، ص135؛ ابن حجر الهيثمي، الصواعق المحرقة، 1417هـ، ج2، ص438 و440.</ref> وقدّم خليفة من بعده،<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج1، ص185؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 1413هـ، ج11، ص224؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 1407هـ، ج7، ص359.</ref> ومنع [[أبا بكر]] من إقامة [[صلاة الجماعة]].<ref>جعفريان، سيره رسول خدا، 1383ش، ص679؛ سليم بن القيس، كتاب سليم بن القيس، 1378ش، ص420.</ref> | ||
وبناءً على الروايات التاريخية فإنّ [[الصحابة]] اتخذوا موقفين في مسألة [[خلافة النبي]]: قال جماعة منهم إنّ النبي لم يعيّن أحداً، واجتمعوا في [[سقيفة بني ساعدة]] واختاروا [[أبا بكر]] ليكون خليفة النبي.<ref> | وبناءً على الروايات التاريخية فإنّ [[الصحابة]] اتخذوا موقفين في مسألة [[خلافة النبي]]: قال جماعة منهم إنّ النبي لم يعيّن أحداً، واجتمعوا في [[سقيفة بني ساعدة]] واختاروا [[أبا بكر]] ليكون خليفة النبي.<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، 1410هـ، ج1، ص22؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص327.</ref> وفريق آخر أغلبهم من [[بني هاشم]] اعتقدوا -بناءً على كلام النبي- أن النبي استخلف علياً، ولهذا السبب لم يبايعوا أبا بكر لبعض الوقت.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص124؛ عسكري، سقيفه: بررسي نحوه شكلگيري حكومت پس از پيامبر، 1387ش، ص99.</ref> وأدّت الخلافات بين هاتين الجماعتين إلى الهجوم على بيت الإمام علي.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص124؛ عسكري، سقيفه: بررسي نحوه شكلگيري حكومت پس از پيامبر، 1387ش، ص99.</ref> وبحسب بعض الروايات، لم يبايع علي بن أبي طالب أبا بكر إلا بعد [[استشهاد فاطمة]].<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، 1413هـ، ج1، ص30-31.</ref> وقد ورد في [[كتاب سليم بن القيس]] وغيره من المصادر أنّه تآمر عدد من الناس في حياة النبي على تحديد مهمة الخلافة، وقد اشتهر هذا الحدث في المصادر المذكورة بـ"[[الصحيفة الملعونة]]".<ref>سليم بن القيس، كتاب سليم بن القيس، 1378ش، ص269؛ القمي، سفينة البحار، 1414هـ، ج5، ص56؛ السيد ابن طاووس، طرف من الأنباء والمناقب، ص564؛ الشيخ المفيد، الفصول المختارة، 1413هـ، ج1، ص232.</ref> | ||
==دراسات حوله== | ==دراسات حوله== | ||
وقد كتبت في موضوع وفاة النبي (ص) بعض المؤلفات المستقلة، أغلبها لكتّاب من أهل السنة؛ منها: | وقد كتبت في موضوع وفاة النبي (ص) بعض المؤلفات المستقلة، أغلبها لكتّاب من أهل السنة؛ منها: | ||
*'''وفاة النبي (ص)''': تأليف عبد الواحد المظفر، ويتضمّن أسباب وفاته، ومرض الرسول ومدته وسببه، وأحداث قبيل وفاته، وتجهيزه وتدفينه، والعزاء عليه.<ref>المظفر، | *'''وفاة النبي (ص)''': تأليف عبد الواحد المظفر، ويتضمّن أسباب وفاته، ومرض الرسول ومدته وسببه، وأحداث قبيل وفاته، وتجهيزه وتدفينه، والعزاء عليه.<ref>المظفر، وفاة النبي(ص)، 1386ش، ص3.</ref> | ||
*'''وفاة النبي محمد (ص)''': للشيخ حسين الدرازي البحراني، من إصدار مؤسسة البلاغ في بيروت.<ref> | *'''وفاة النبي محمد (ص)''': للشيخ حسين الدرازي البحراني، من إصدار مؤسسة البلاغ في بيروت.<ref>الدرازي، وفاة النبي محمد(ص)، 1428هـ، ص2.</ref> | ||
*'''وفاة رسول الله (ص) وموضع قبره''' كتبه نبيل الحسني، وتحدّث فيه عن كيفية وفاة النبي (ص) ومكان دفنه والخلاف بين الصحابة في هذا الشأن.<ref>[https://www.ghbook.ir/index.php?option=com_dbook&task=viewbook&book_id=15681&lang=fa «وفاة رسول الله (ص) و موضع قبره»]، | *'''وفاة رسول الله (ص) وموضع قبره''' كتبه نبيل الحسني، وتحدّث فيه عن كيفية وفاة النبي (ص) ومكان دفنه والخلاف بين الصحابة في هذا الشأن.<ref>[https://www.ghbook.ir/index.php?option=com_dbook&task=viewbook&book_id=15681&lang=fa «وفاة رسول الله (ص) و موضع قبره»]، مكتبة قائميه.</ref> | ||
*'''وفاة النبي (ص) واظلمت المدينة'''، تأليف نزار النعلاواني العسقلاني، صدر عام 1424هـ عن دار المنهاج في بيروت.<ref>النعلاواني، وفاة النبي(ص)، 1424هـ، ص2.</ref> | *'''وفاة النبي (ص) واظلمت المدينة'''، تأليف نزار النعلاواني العسقلاني، صدر عام 1424هـ عن دار المنهاج في بيروت.<ref>النعلاواني، وفاة النبي(ص)، 1424هـ، ص2.</ref> | ||
*'''سَلْوةُ الكَئيب بوفاة الحبيب(ص)''' تأليف ابن ناصر الدين وقام بتحقيقه صالح يوسف معتوق. ويحتوي الكتاب أحداث ما بعد وفاة الرسول، وعزاء الملائكة، وتغسيل جسده على يد علي بن أبي طالب، وكذلك معلومات عن أولاد النبي وزوجاته.<ref> | *'''سَلْوةُ الكَئيب بوفاة الحبيب(ص)''' تأليف ابن ناصر الدين وقام بتحقيقه صالح يوسف معتوق. ويحتوي الكتاب أحداث ما بعد وفاة الرسول، وعزاء الملائكة، وتغسيل جسده على يد علي بن أبي طالب، وكذلك معلومات عن أولاد النبي وزوجاته.<ref>ابن ناصر الدين، سلوة الکئيب، 2007م، ص211.</ref> | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== | ||
{{مراجع}} | {{مراجع}} | ||
سطر ٧٢: | سطر ٧٢: | ||
*سهيلي، عبد الرحمن، الروض الانف في شرح السيرة النبوية، بيروت، دار احياء التراث العربي، چاپ اول، 1412ق. | *سهيلي، عبد الرحمن، الروض الانف في شرح السيرة النبوية، بيروت، دار احياء التراث العربي، چاپ اول، 1412ق. | ||
*سيد رضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح، قم، هجرت، چاپ اول، 1414ق. | *سيد رضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح، قم، هجرت، چاپ اول، 1414ق. | ||
*شهيدي، سيد جعفر، تاريخ تحليلي | *شهيدي، سيد جعفر، تاريخ تحليلي إسلام، تهران، مركز نشر دانشگاهي، 1390ش. | ||
*شيخ طوسي، محمد بن حسن، تهذيب الأحكام، تصحيح محمد آخوندي، تهران، دارالكتب الاسلاميه، چاپ چهارم، 1407ق. | *شيخ طوسي، محمد بن حسن، تهذيب الأحكام، تصحيح محمد آخوندي، تهران، دارالكتب الاسلاميه، چاپ چهارم، 1407ق. | ||
*شيخ مفيد، محمد بن محمد، الأمالي، تحقيق حسين استادولي، علياكبر غفاري، قم، كنگره شيخ مفيد، چاپ اول، 1413ق. | *شيخ مفيد، محمد بن محمد، الأمالي، تحقيق حسين استادولي، علياكبر غفاري، قم، كنگره شيخ مفيد، چاپ اول، 1413ق. | ||
سطر ٩٤: | سطر ٩٤: | ||
*نجمي، محمدصادق، «[https://ensani.ir/fa/article/245333/ داستاني دروغين درباره پيامبر اعظم(ص)]»، در فصلنامه ميقات حج، شماره 58، زمستان 1385ش. | *نجمي، محمدصادق، «[https://ensani.ir/fa/article/245333/ داستاني دروغين درباره پيامبر اعظم(ص)]»، در فصلنامه ميقات حج، شماره 58، زمستان 1385ش. | ||
*النعلاواني العسقلاني، نزار، وفاة النبي(ص) وأظلمت المدينة، بيروت، دار المِنهاج، 1434ق. | *النعلاواني العسقلاني، نزار، وفاة النبي(ص) وأظلمت المدينة، بيروت، دار المِنهاج، 1434ق. | ||
* | *الواقدي، محمد بن عمر، المغازي للالواقدي، تصحيح مارزدن جونز، بيروت، مؤسسه الأعلمي للمطبوعات، 1409ق. | ||
*[https://www.ghbook.ir/index.php?option=com_dbook&task=viewbook&book_id=15681&lang=fa «وفاة رسول الله (ص) وموضع قبره»]، بازار كتاب قائميه، تاريخ بازديد: 17 دي 1402ش. | *[https://www.ghbook.ir/index.php?option=com_dbook&task=viewbook&book_id=15681&lang=fa «وفاة رسول الله (ص) وموضع قبره»]، بازار كتاب قائميه، تاريخ بازديد: 17 دي 1402ش. | ||
*يعقوبي، احمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، چاپ اول، بيتا. | *يعقوبي، احمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، چاپ اول، بيتا. |
تعديل