الفرق بين المراجعتين لصفحة: «لبس السواد»

يعتبر اللون الأسود لون الحداد في العديد من الدول والثقافات، كالثقافة الفارسية والرومانية والروسية والألمانية.<ref>البستاني، دائرة المعارف: قاموس عام لكل فن ومطلب، ج6، ص710 ـ 712.</ref> وقد وردت شواهد مختلفة على أن اللون الأسود كان شائعًا عند العرب كلون للحداد.<ref>مؤلف أخبار الدولة العباسية – مجهول، أخبار الدولة العباسية وفيه أخبار العباس وولده، ص247.</ref> ويقال أنه في العراق والعديد من المناطق الأخرى، كانت الملابس السوداء علامة على الحداد منذ القرون الأولى للهجرة.<ref>فقيهي، آل‌بویه نخستین سلسله قدرتمند شیعه، ص809.</ref>

===سيرة النبي(ص) والأئمة(ع)===

فعلى سبيل المثال فقد لبست زينب بنت أم سلمة ثوب الثوب الأسود لمدة ثلاثة أيام حدادًا على حمزة بن عبد المطلب، فواساها رسول الله،<ref>الزمخشري، الفائق في غريب الحديث، ج2، ص154.</ref> وكما أمر رسول الله ايضًا أسماء بنت عميس أن تلبس السواد لثلاثة أيام حدادًا على شهادة زوجها جعفر بن أبي طالب،<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص473.</ref> وورد أيضًا في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، إنَّ الإمام الحسن المجتبى حضر بين الناس وهو يرتدي الملابس السوداء بعد شهادة الإمام علي.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج16، ص22.</ref> وقد ذكر الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا إن الشيعة الذين شيعوا الإمام الكاظم كانوا يلبسون السواد.<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص100.</ref>

وبحسب نقل العلامة المجلسي في بحار الأنوار، بعدما أطلق يزيد أسرى كربلاء، لبست جميع نساء بني هاشم الثياب السوداء سبعة أيام حزنًا على الإمام الحسين.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج45، ص196.</ref> وروى الكليني في الكافي أن الإمام السجاد كان يلبس السواد.<ref>الكليني، الكافي، ج6، ص449.</ref> وفي رواية غي كتاب المحاسن للبرقي أنَّه بعد شهادة الإمام الحسين لبسن نساء بني هاشم السواد، وكان علي بن الحسين يعمل لهن الطعام.<ref>البرقي، المحاسن، ج2، ص420.</ref> وتعتبر هذه الرواية أقوى الروايات في هذا المجال دليلاً ومضموناً.<ref>أبو الحسني، سیاه‌پوشی در سوگ ائمه نور، ص116؛ الطباطبائي الحائري، إرشاد العباد إلى استحباب لبس السواد، ص28 ـ 29.</ref>

===الثقافة الشائعة عند الشيعة في زمن الغيبة===

وبحسب النقول التاريخية، فإن ثقافة لبس اللون الأسود كانت شائعة بين الشيعة بعد الأئمة وأثناء الغيبة الكبرى، وفي عهد البويهيين جرت العادة على إقامة مراسيم عزاء أهل البيت بالملابس السوداء،<ref>المقدسي، أحسن التقاسيم، ج2، ص545؛ كبير، آل بويه در بغداد، ص312.</ref> وجاء في الكامل في التاريخ أن أول عزاء رسمي للشيعة على الإمام الحسين، كان بأمر معز الدولة في سنة 352هـ، وأمر أن يخرج النساء منشرات الشعور مسودات الوجوه.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص549.</ref> وورد في كتاب أدب الطف قصيدة ـ لشاعر من القرن الخامس الهجري ـ أشار فيها إلى لبس السواد حدادًا على الإمام الحسين.<ref>شبر، أدب الطف، ج3، ص268.</ref>