مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صلاة التراويح»
←التشريع مختص بالله تعالي
imported>Ya zainab |
imported>Ya zainab |
||
سطر ١٧٥: | سطر ١٧٥: | ||
قال [[ابن الأثير]] في ''نهايته'': و من هذا النوع قول عمر : «نعمت البدعة هذه (التراويح) لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سمّاها بدعة و مدحها، إلاّ أنّ النبي {{صل}} لم يسنّها لهم، وإنما صلاها ليالي ثم تركها، و لم يحافظ عليها، ولا جمع الناس لها، و لا كانت في زمن أبي بكر، و إنما عمر جمع الناس عليها، و ندبهم إليها، فبهذا سمّاها بدعة، و هي في الحقيقة سنّة، لقوله {{صل}}: «عليكم بسنّتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي»، و قوله: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر».<ref>النهاية 1: 106 ، 107 ، باب الباء مع الدال</ref> | قال [[ابن الأثير]] في ''نهايته'': و من هذا النوع قول عمر : «نعمت البدعة هذه (التراويح) لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سمّاها بدعة و مدحها، إلاّ أنّ النبي {{صل}} لم يسنّها لهم، وإنما صلاها ليالي ثم تركها، و لم يحافظ عليها، ولا جمع الناس لها، و لا كانت في زمن أبي بكر، و إنما عمر جمع الناس عليها، و ندبهم إليها، فبهذا سمّاها بدعة، و هي في الحقيقة سنّة، لقوله {{صل}}: «عليكم بسنّتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي»، و قوله: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر».<ref>النهاية 1: 106 ، 107 ، باب الباء مع الدال</ref> | ||
== التشريع مختص بالله | == التشريع مختص بالله تعالى== | ||
إنّ هؤلاء الأكابر مع اعترافهم | إنّ هؤلاء الأكابر مع اعترافهم بأنّ النبي لم يسنّ الإجتماع، أسندوا إقامتها جماعة إلى عمل [[الخليفة]]، و معنى ذلك أنّ له حق التسنين و التشريع، و هذا يضاد [[إجماع الأمة]]، إذ لا حقَّ لأي إنسان أن يتدخل في أمر الشريعة بعد إكمالها، لقوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام ديناً»<ref>سورة المائدة : 3</ref> و كلامه يخالف الكتاب والسنّة، فإن التشريع حق للّه سبحانه لم يفوضه لأحد، و النبي الأكرم مبلغ عنه. | ||
أضف إلى ذلك لو أن الخليفة قد | أضف إلى ذلك لو أن الخليفة قد تلقّى ضوءاً أخضر في مجال التشريع و التسنين، فلم لا يكون لسائر [[الصحابة]] ذلك، مع كون بعضهم أقرأ منه، ك[[أُبي بن كعب]] و أفرض، ك[[زيد بن ثابت]]، و أعلم و أقضى منه، ك[[علي بن أبي طالب]] {{عليه السلام}}؟ فلو كان للجميع ذلك لانتشر الفساد و عمّت الفوضي أمر الدين، و كان اُلعوبة بأيدي غير [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]]. | ||
و أمّا التمسك بالحديثين، فلو | و أمّا التمسك بالحديثين، فلو صحّ سندهما فإنّهما لا يهدفان إلى أنّ لهما حق التشريع، بل يفيدان لزوم الاقتداء بهما، لأنّهما يعتمدان على سنّة النبي الأكرم، لا أنّ لهما حق التسنين. | ||
نعم، يظهر ممّا رواه [[السيوطي]] عن [[عمر بن عبد العزيز]] أنّه كان يعتقد | نعم، يظهر ممّا رواه [[السيوطي]] عن [[عمر بن عبد العزيز]] أنّه كان يعتقد أنّ للخلفاء حق التسنين، قال: قال حاجب بن خليفة شهدت [[عمر بن عبد العزيز]] يخطب و هو خليفة، فقال في خطبته: ألا إن ما سنّ [[رسول الله]] و صاحباه فهو دين نأخذ به و ننتهي إليه، و ما سنّ سواهما فإنا نرجئه.<ref>تاريخ الخلفاء : 241</ref>وهو كما ترى. | ||
و | و على كل تقدير، فإنّ الله سبحانه لم يفوّض أمر دينه في التشريع و التقنين إلى طريق غير الوحي، و في ذلك يقول [[الشوكاني]]: «و الحقّ أنّ قول الصحابي ليس بحجّة، فإنّ الله سبحانه و تعالى لم يبعث إلى هذه إلا نبيّنا محمداً {{صل}} و ليس لنا إلا رسول واحد، و [[الصحابة]] و من بعدهم مكلفون على السواء باتباع شرعه و الكتاب و السُنّة، فمَن قال إنّه تقوم الحجة في دين الله بغيرهما، فقد قال في دين الله بما لا يثبت، و أثبت شرعاً لم يأمر به الله».<ref>إرشاد العقول : 361 ط دار الكتب العلمية</ref> | ||
نعم، نقل القسطلاني عن ابن التين وغيره: | نعم، نقل القسطلاني عن ابن التين وغيره: أنّ عمر استنبط ذلك من تقرير النبي (صلى الله عليه وآله) من صلّى معه في تلك الليالي وإن كان كره لهم خشية أن يفرض عليهم، فلمّا غاب النبي (صلى الله عليه وآله) حصل الأمن من ذلك، ورجح عند عمر ذلك لما في الاختلاف من افتراق الكلمة، ولأن الاجتماع على واحد أنشط لكثير من المصلين.<ref>فتح الباري 4: 204</ref> | ||
ويلاحظ عليه أولاً: إنّ ما ذكره في آخر كلامه ليسوّغ جمع الناس | ويلاحظ عليه أولاً: إنّ ما ذكره في آخر كلامه ليسوّغ جمع الناس على إمام واحد، مكان الأئمة المتعدّدة، بينما النقاش في أصل إقامتها جماعة، واحداً كان الإمام أو أكثير. | ||
وثانياً: إنّ | وثانياً: إنّ معنى كلامه أن هناك أحكاماً لم تسنّ ما دام النبي حيّاً لمانع خاص، كخشية الفرض، ولكن في وسع آحاد الأمة تشريعها بعد موته (صلى الله عليه وآله) ومفاده فتح باب التشريع بملاكات خاصة في وجه الأمة إلى يوم القيامة، وهذه رزيّة ليست بعدها رزية، وتلاعب بالدين وفتح الطريق لاستئصاله. | ||
== تخرصات للفرار من وصمة البدعة== | == تخرصات للفرار من وصمة البدعة== |