الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إبليس»
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٤: | سطر ٣٤: | ||
يطلق العرب كلمة [[الشيطان]] على كل كائن متمرد مهما كان جنسه ونوعه: الجن أو الإنس أو الحيوان،<ref>الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 15.</ref> وإبليس اسم علم للشيطان الذي وسوس لآدم،<ref>مکارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 163.</ref> واستعمال الشيطان في إبليس غالب.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 7، ص 321؛ الآلوسي، روح المعاني، ج4، ص 202.</ref> | يطلق العرب كلمة [[الشيطان]] على كل كائن متمرد مهما كان جنسه ونوعه: الجن أو الإنس أو الحيوان،<ref>الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 15.</ref> وإبليس اسم علم للشيطان الذي وسوس لآدم،<ref>مکارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 163.</ref> واستعمال الشيطان في إبليس غالب.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 7، ص 321؛ الآلوسي، روح المعاني، ج4، ص 202.</ref> | ||
==إبليس، جن أو ملك؟== | |||
هناك ثلاث نظريات في جنس إبليس: | |||
'''إنه من الجن''' | |||
ذهب جمع كثير من العلماء إلى أن إبليس من الجن، حیث قال [[الشيخ المفيد]]، إن [[الإمامية]] على هذا الرأي،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 189.</ref> كما قال [[الفخر الرازي]] إن [[المعتزلة]] ذهبوا إليه.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 213.</ref> | |||
أقام هؤلاء العلماء أدلة<ref>العیاشي، تفسیر العیاشي، ج 1، ص 34؛ البحراني، البرهان، ج 1، ص 170؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 11، ص 144.</ref> على رأيهم، هي: | |||
#بعض الأحاديث<ref>الميبدي، كشف الأسرار، ج 3، ص 570؛ الطوسي، التبيان، ج 1، ص 152؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج60، باب ذكر إبليس وقصصه، ح 47، و54، و55، و109، و133، و142.</ref> | |||
#نص الآية: "{{قرآن|فَسجَدوا إِلاَّ إِبلیس کَانَ مِن الجِنِّ فَفَسقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ}}"<ref>الكهف، الآیة: 50.</ref> | |||
#أن إبليس اعترف بأنه خلق من نار<ref>ص، الآية: 76.</ref> والجن هو الذي خلق من النار.<ref>الحجر، الآية: 27.</ref> | |||
#أن إبليس [[الكبر|استكبر]] وعصى أمر ربه فلا يمكن أن يكون من [[الملائكة]]؛ لأن الملائكة معصومون ولا يعصون أمر ربهم أبدا.<ref>التحريم، الآية: 6.</ref> | |||
وجمعه مع الملائكة من أجل أن عددهم كان غالبا<ref>الزمخشري، الكشاف، ج 1، ص 127.</ref> أو من أجل أنه كان مشغولا ب[[العبادة]] معهم.<ref>الزمخشري، الکشّاف، ج3، ص 91</ref> | |||
'''إنه من الملائكة''' | |||
ذهب جمع من العلماء إلى أن إبليس من الملائكة، منهم [[الشيخ الطوسي]].<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 150.</ref> ونسب الآلوسي هذا الرأي إلى أكثر [[الصحابة]] و[[التابعين]].<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.</ref> وقال هؤلاء إن إبليس كان قبل عصيانه من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة، وكان خازناً على الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض.<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 151.</ref> | |||
أقام القائلون بهذه النظرية أدلة، هي: | |||
#بعض الروايات.<ref>نهج البلاغة، الخطبة: 192، ص 386ـ 387؛ الطبري، جامع البيان، ج 1، ص 321.</ref> | |||
#ظاهر آيات مثل: "{{قرآن|وإِذ قُلنَا لِلملَائِکةِ اسجُدوا}}"<ref>البقرة، الآية: 34.</ref>؛ فإنه لو لم يكن إبليس من الملائكة لما شمله أمر [[الله]]، وكان لإبليس ألا يسجد بهذه الذريعة.<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 153.</ref> | |||
#استثناء إبليس من [[الملائكة]] في عدة من الآيات يدل على أنه كان منهم، وإلا يلزم أن نقول بأن الاستثناء منقطع وهو مجاز مخالف للظاهر.<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 153.</ref> مع أنه يستلزم تخصيص العمومات وهو أكثر محذورا من القول بأن إبليس من الملائكة.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 215؛ الطريحي، مجمع البحرين، ج 1، ص 239.</ref> | |||
أجاب القائلون بهذه النظرية عن الاستدلال بالآية "{{قرآن|كان من الجنّ}}<ref>الكهف، الآية: 50.</ref> بأن الجن من أصناف الملائكة، ولعل منشأه حديث [[ابن عباس]]، الذي ذكر أن إبليس كان من قبيلة من الملائكة، كانت تسمى ب[[الجن]]، ولم يخلق من [[نار السموم]] إلا هذه القبيلة من الملائكة، والوجه في تسميتهم بالجن أنهم كان خزنة الجنة وقيل سموا بذلك؛ لاختفائهم عن العيون.<ref>الطبري، جامع البيان، ج 1، ص 322؛ الطوسين التبيان، ج 1، ص 152؛ الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.</ref> وأجابوا عن الاستدلال بعصمة الملائكة بأن المستفاد من آيات [[القرآن]] عصمة بعض الملائكة لا كلهم.<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 152.</ref> | |||
'''إنه ملك ممسوخ''' | |||
ذهب البعض إلى أن إبليس كان قبل عصيانه من الملائكة، وبعد عصيانه مسخ وصار من الجن،<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.</ref> وقال هؤلاء العلماء: معنى الآية: "{{قرآن|كان من الجن}}<ref>الكهف، الآية: 50.</ref> أنه صار من الجن. ومن الممكن أن كلام الزمخشري ناظر إلى هذه النظرية، ومن هنا فسرت الآية: "{{قرآن|فاخرجْ منها}}" بالخروج من الخلق الأولي أي أن إبليس كان في خلقه الأولي أبيض فاسودّ، وكان جميلا فقبح، وكان نورانيا فأظلم.<ref>الزمخشري، الكشاف، ج 4، ص 107.</ref> | |||
==قصة إبليس== | ==قصة إبليس== | ||
سطر ٦٥: | سطر ٩٢: | ||
وقال الآخرون: إنه كان [[مؤمنا]]، فكفر بإبائه وامتناعه من السجود لآدم، ويطرح سؤال على هذا التفسير وهو: لماذا قال [[الله]] {{قرآن|وكان من الكافرين}}،<ref>البقرة، 34؛ ص: 74.</ref> بصيغة الماضي مع أنه كان مؤمنا؟ فتصدى هؤلاء للإجابة على هذا السؤال فقال بعضهم: لأن الله كان يعلم من الأزل إن إبليس سيكون من الكفار ومن هنا عبّر بالماضي فالكفر بالنسبة إلى علم الله ماض،<ref>الطبري، جامع البيان، ج 23، ص 220؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.</ref> وقال بعض آخر: إن "كان" استعملت بمعنى "صار" أي صار من الكافرين، وقال ثالث: إن التعبير ب"كان" بعد مضي زمن قليل أمر جائز ومتداول.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 237؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.</ref> | وقال الآخرون: إنه كان [[مؤمنا]]، فكفر بإبائه وامتناعه من السجود لآدم، ويطرح سؤال على هذا التفسير وهو: لماذا قال [[الله]] {{قرآن|وكان من الكافرين}}،<ref>البقرة، 34؛ ص: 74.</ref> بصيغة الماضي مع أنه كان مؤمنا؟ فتصدى هؤلاء للإجابة على هذا السؤال فقال بعضهم: لأن الله كان يعلم من الأزل إن إبليس سيكون من الكفار ومن هنا عبّر بالماضي فالكفر بالنسبة إلى علم الله ماض،<ref>الطبري، جامع البيان، ج 23، ص 220؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.</ref> وقال بعض آخر: إن "كان" استعملت بمعنى "صار" أي صار من الكافرين، وقال ثالث: إن التعبير ب"كان" بعد مضي زمن قليل أمر جائز ومتداول.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 237؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.</ref> | ||
==حكمة خلق إبليس وإمهاله== | ==حكمة خلق إبليس وإمهاله== | ||
بعدما طرد إبليس من مقامه التمس من [[الله]] أن يُمهله إلى [[يوم القيامة]]، لكن الله أمهله إلى "'''الوقت المعلوم'''". وهذا ما ورد في هذه الآيات: {{قرآن|قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ}}،<ref>الحجر، الآية: 36 و37 و38.</ref> وفي بعض المصادر الحديثية، ذكر أن إمهاله كان أجر عبادته الطويلة.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ص 178.</ref> | بعدما طرد إبليس من مقامه التمس من [[الله]] أن يُمهله إلى [[يوم القيامة]]، لكن الله أمهله إلى "'''الوقت المعلوم'''". وهذا ما ورد في هذه الآيات: {{قرآن|قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ}}،<ref>الحجر، الآية: 36 و37 و38.</ref> وفي بعض المصادر الحديثية، ذكر أن إمهاله كان أجر عبادته الطويلة.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ص 178.</ref> |
مراجعة ١٦:٠٨، ١٣ مارس ٢٠١٨
إِبليس، اسم جِنّ أو مَلَكٍ عصی أمر الله في أن يسجد للنبي آدم ، فأصبح من المطرودين، واعتبره أكثر المفسرين من الجن بينما اعتبره الآخرون من الملائكة.
بعد أن عصى إبليس الأمر بالسجود، لعنه الله تعالى بسبب ذلك، وطرده من رحمته، فطلب من الله أن يُمهله إلى يوم القيامة، لكن الله لم يُنظره إلا إلى الوقت المعلوم، وأقسم إبليس حینها أن يُغوي بني آدم بكل جهوده، لكن هذا الإغواء ليس إلا وساوسه لفعل السيئات ولا يمكنه أن يجبر أحداً على فعلها، ومصيره ومصير من اتبعه بحسب التعاليم الإسلامية إلى نار جهنم.
دراسة المفردة
هناك نظريتان حول الأصل اللغوي لمفردة "إبليس":
- الأولى: أنها عربية من أبلس، على وزن إفعيل،[١] وأبلس تعني يَئِس،[٢] أو حَزن من شدة البأس،[٣] أو دَهِش وتحيّر، أو انكسر وحزن، أو سكت غمّا وحزنا، أو ندم.[٤]
- الثانية: أنها كلمة أجنبية دخلت في العربية.[٥]
الأسماء والألقاب والكنى
ورد في بعض الأحاديث أنّ اسم إبليس كان حارث (حَرَث)، ثم سمّي عزازيل أي عزيز الله؛ لطول عبادته، وبعد أن استكبر سمي إبليس، وبعد إبائه من السجود وطرده من رحمة الله دُعي بالشيطان.[٢١] وسمي رجيما؛ لأنّ النبي إبراهيم رجمه في منى، أو لأن الملائكة رمته بالشهب السماوية.[٢٢]
وفي الكتاب المقدس تعابير عن إبليس، هي: ملاك الهاوية،[٢٣] ورئيس الشياطين،[٢٤] و ورئيس سلطان الهواء،[٢٥] وكذاب، وأبو الكذاب،[٢٦] ورئيس العالم،[٢٧] وإله هذا الدهر.[٢٨]
العلاقة بين إبليس والشيطان
تكررت المفردة "إبليس" في القرآن الكريم "إحدى عشرة" مرة،[٢٩] كما ورد فيه "الشيطان" في سبعين موضعاً بصيغة المفرد وثماني عشرة مرة بصيغة الجمع.[٣٠]
يطلق العرب كلمة الشيطان على كل كائن متمرد مهما كان جنسه ونوعه: الجن أو الإنس أو الحيوان،[٣١] وإبليس اسم علم للشيطان الذي وسوس لآدم،[٣٢] واستعمال الشيطان في إبليس غالب.[٣٣]
إبليس، جن أو ملك؟
هناك ثلاث نظريات في جنس إبليس:
إنه من الجن
ذهب جمع كثير من العلماء إلى أن إبليس من الجن، حیث قال الشيخ المفيد، إن الإمامية على هذا الرأي،[٣٤] كما قال الفخر الرازي إن المعتزلة ذهبوا إليه.[٣٥]
أقام هؤلاء العلماء أدلة[٣٦] على رأيهم، هي:
- بعض الأحاديث[٣٧]
- نص الآية: "﴿فَسجَدوا إِلاَّ إِبلیس کَانَ مِن الجِنِّ فَفَسقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ﴾"[٣٨]
- أن إبليس اعترف بأنه خلق من نار[٣٩] والجن هو الذي خلق من النار.[٤٠]
- أن إبليس استكبر وعصى أمر ربه فلا يمكن أن يكون من الملائكة؛ لأن الملائكة معصومون ولا يعصون أمر ربهم أبدا.[٤١]
وجمعه مع الملائكة من أجل أن عددهم كان غالبا[٤٢] أو من أجل أنه كان مشغولا بالعبادة معهم.[٤٣]
إنه من الملائكة
ذهب جمع من العلماء إلى أن إبليس من الملائكة، منهم الشيخ الطوسي.[٤٤] ونسب الآلوسي هذا الرأي إلى أكثر الصحابة والتابعين.[٤٥] وقال هؤلاء إن إبليس كان قبل عصيانه من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة، وكان خازناً على الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض.[٤٦]
أقام القائلون بهذه النظرية أدلة، هي:
- بعض الروايات.[٤٧]
- ظاهر آيات مثل: "﴿وإِذ قُلنَا لِلملَائِکةِ اسجُدوا﴾"[٤٨]؛ فإنه لو لم يكن إبليس من الملائكة لما شمله أمر الله، وكان لإبليس ألا يسجد بهذه الذريعة.[٤٩]
- استثناء إبليس من الملائكة في عدة من الآيات يدل على أنه كان منهم، وإلا يلزم أن نقول بأن الاستثناء منقطع وهو مجاز مخالف للظاهر.[٥٠] مع أنه يستلزم تخصيص العمومات وهو أكثر محذورا من القول بأن إبليس من الملائكة.[٥١]
أجاب القائلون بهذه النظرية عن الاستدلال بالآية "﴿كان من الجنّ﴾[٥٢] بأن الجن من أصناف الملائكة، ولعل منشأه حديث ابن عباس، الذي ذكر أن إبليس كان من قبيلة من الملائكة، كانت تسمى بالجن، ولم يخلق من نار السموم إلا هذه القبيلة من الملائكة، والوجه في تسميتهم بالجن أنهم كان خزنة الجنة وقيل سموا بذلك؛ لاختفائهم عن العيون.[٥٣] وأجابوا عن الاستدلال بعصمة الملائكة بأن المستفاد من آيات القرآن عصمة بعض الملائكة لا كلهم.[٥٤]
إنه ملك ممسوخ ذهب البعض إلى أن إبليس كان قبل عصيانه من الملائكة، وبعد عصيانه مسخ وصار من الجن،[٥٥] وقال هؤلاء العلماء: معنى الآية: "﴿كان من الجن﴾[٥٦] أنه صار من الجن. ومن الممكن أن كلام الزمخشري ناظر إلى هذه النظرية، ومن هنا فسرت الآية: "﴿فاخرجْ منها﴾" بالخروج من الخلق الأولي أي أن إبليس كان في خلقه الأولي أبيض فاسودّ، وكان جميلا فقبح، وكان نورانيا فأظلم.[٥٧]
قصة إبليس
عَنِ الصَّادِقِ : أُمِرَ إِبْلِیسُ بِالسُّجُودِ لآِدَمَ، فَقَالَ یا رَبِّ وَعِزَّتِک، إِنْ أَعْفَیتَنِي مِنَ السُّجُودِ لآِدَمَ لَأَعْبُدَنَّک عِبَادَةً مَا عَبَدَک أَحَدٌ قَطُّ مِثْلَهَا، قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: إِنِّی أُحِبُّ أَنْ أُطَاعَ مِنْ حَیثُ أُرِیدُ.
المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 250.
لمّا خلق الله النبي آدم ، أمر الملائكة بالسجود له،[٥٨] فسجدوا كلّهم إلا إبليس، أبى واستكبر[٥٩]، سأله الله عن السبب، فقال: إني خير منه؛ لأنك خلقتني من نار وخلقته من الطين، ومن هنا أهبطه الله من مقامه وطرده من رحمته ولعنه،[٦٠] وحينئذ التمس من الله الإمهال والإنظار إلى يوم البعث، لكن الله لم يُمهله إلا إلى الوقت المعلوم،[ملاحظة ١]فأقسم إبليس أن يغوي جميع عباد الله إلا المخلصين منهم، فتوعد الله أن يدخله ومن اتبعه في جهنم.[٦١]
كفر إبليس
ورد في القرآن: ﴿وكان من الكافرين﴾،[٦٢] وهناك خلاف حول كفر إبليس من جهتين، أولا: نوع كفره، ثانيا: فترة كفره:
فأما بالنسبة إلى نوع كفره فقال بعض المفسرين: إن كفره كان ناشئا عن عناده؛ لأنه قال: ﴿لأقعُدَنَّ لَهم صِرَاطَك المُستقِیمَ﴾[٦٣] و﴿لأغوينّهم﴾،[٦٤] وهذا إقرار منه على أنه كان عالما بالصراط المستقيم ودين الحق وكان يميز بين الهداية والغواية ومع ذلك لم يسلك طريق الهداية، وقال الآخرون: إن كفره كان ناشئا عن جهله؛ لأن اختيار الشقاء مع العلم بالضلالة أمر مستحيل.[٦٥]
وأما بالنسبة إلى فترة كفره فقال البعض: إن إبليس قبل الأمر بالسجود للنبي آدم كان كافرا، وكان طول عبادته عن رئاء ونفاق لا عن إيمان وإخلاص، وليكون متلونا بلون جماعة الملائكة،[٦٦] كما يستفاد ذلك من قوله ﴿لَم أَکنْ لِأَسجُدَ لِبشر خَلقتَهُ مِن صَلصال مِن حَمإ مَسنون﴾،[٦٧][٦٨] ويؤكده ما طرحه على الملائكة في حواره المشهور معهم من الشبهات في حكمة الخلق وفائدة التكليف.[٦٩]
وقال الآخرون: إنه كان مؤمنا، فكفر بإبائه وامتناعه من السجود لآدم، ويطرح سؤال على هذا التفسير وهو: لماذا قال الله ﴿وكان من الكافرين﴾،[٧٠] بصيغة الماضي مع أنه كان مؤمنا؟ فتصدى هؤلاء للإجابة على هذا السؤال فقال بعضهم: لأن الله كان يعلم من الأزل إن إبليس سيكون من الكفار ومن هنا عبّر بالماضي فالكفر بالنسبة إلى علم الله ماض،[٧١] وقال بعض آخر: إن "كان" استعملت بمعنى "صار" أي صار من الكافرين، وقال ثالث: إن التعبير ب"كان" بعد مضي زمن قليل أمر جائز ومتداول.[٧٢]
حكمة خلق إبليس وإمهاله
بعدما طرد إبليس من مقامه التمس من الله أن يُمهله إلى يوم القيامة، لكن الله أمهله إلى "الوقت المعلوم". وهذا ما ورد في هذه الآيات: ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾،[٧٣] وفي بعض المصادر الحديثية، ذكر أن إمهاله كان أجر عبادته الطويلة.[٧٤]
طرح في تفاسير الشيعة هذا السؤال: "لماذا خلق الله إبليس مع أنه كان يعرف إبليس وكان يعلم أنه كائن شرير؟ مضافا إلى ذلك، لماذا استجاب طلبه للإمهال؟[٧٥] أجاب الملا صدرا بأن لخلق الشيطان حِكَماً مختلفة لكن لم يُحط بها إلا الله.[٧٦]
مصير إبليس
اختلفت الأحاديث في المراد من الوقت المعلوم الذي أمهل إبليس إلى حينه، حيث قال الله: "﴿فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم﴾.[٧٧] فمن الأحاديث ما نقل أن الإمام المهدي سوف يطيح برأسه بعد ظهوره،[ملاحظة ٢]ومنها ما ذكر أن زمن موت إبليس بين النفخة الأولى والثانية وهي صور إسرافيل[٧٨] ومنها ما ذكر أن إبليس سوف يقتل بيد النبي في زمن الرجعة.[٧٩] واعتقد العلامة المجلسي بعد نقل الأحاديث المختلفة أن إبليس سيحيى إلى قبل القيامة ويتحقق موته حين نفخ الصور.[٨٠]
ينتهي مصير إبليس ومن تبعه إلى النار؛ لما قال الله: "﴿قالَ اذهَبْ فمَن تَبِعك مِنهُم فَإِنَّ جَهنَّم جَزاؤُکُم جَزاءً مَوفوراً﴾".[٨١] وهناك آيات تدل على أن إبليس بعد حكم الله وقضائه يوم القيامة يتبرأ من تبعته ويوقع مسئولية سيئاتهم على أنفسهم:[٨٢] حيث يقول: "﴿ومَا کَانَ لِي عَلیکُم مِن سُلطن إلاَّ أَن دَعوتُکُم فَاستَجبتُم لِي فَلاَتَلومونِي ولوموا أَنفسَکُم﴾.[٨٣] وفي النهاية یجمعون ویطرح بعضهم على بعض ثم يُدخَلون النار:[٨٤] "﴿فَکُبکِبوا فیهَا هُم وَالغَاوُونَ وجُنودُ إِبلیسَ أَجمَعونَ﴾.[٨٥]
الهوامش
- ↑ الراغب الإصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص 143؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 188.
- ↑ الجوهري، الصحاح، ج 3، ص 909؛ ابن فارس، معجم مقائيس اللغة، ج 1، ص 300
- ↑ الراغب الإصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص 143.
- ↑ الزبيدي، تاج العروس، ج 8، ص 209.
- ↑ الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 5.
- ↑ الحائري، دائرة المعارف الشيعية العامة، ج 2، ص 199؛ الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 12.
- ↑ الحائري، دائرة المعارف الشيعية العامة، ج 2، ص 199؛ الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 12.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 6، ص 517.
- ↑ الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 13.
- ↑ الشبستري، أعلام القرآن، ص 32
- ↑ الشبستري، أعلام القرآن، ص 32.
- ↑ الشبستري، أعلام القرآن، ص 32.
- ↑ الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 12.
- ↑ الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 12.
- ↑ الشبستري، أعلام القرآن، ص 32.
- ↑ الشبستري، أعلام القرآن، ص32.
- ↑ الشبستري، أعلام القرآن، ص 32.
- ↑ الميبدي، كشف الأسرار، ج 1، ص 145.
- ↑ الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 12.
- ↑ الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 13.
- ↑ الحائري، دائرة المعارف الشيعة العامة، ج 2، ص 199.
- ↑ الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 12.
- ↑ الكتاب المقدس، رؤيا يوحنا، ألأصحاح التاسع، الآية 11.
- ↑ الكتاب المقدس، إنجيل متى، الأصحاح التاسع، الآية 34.
- ↑ الكتاب المقدس، أَفسُس، الأصحاح الثاني، الآية 2.
- ↑ الكتاب المقدس، إنجيل يوحنا، الأصحاح الثامن، الآية: 44.
- ↑ الكتاب المقدس، إنجيل يوحنا، الأصحاح الثاني عشر، الآية: 31.
- ↑ الكتاب المقدس، رسالة بولُس الرسول الثانية إلى أهل كورِنثوس، الأصحاح الرابع، الآية 4.
- ↑ محمد فؤاد، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، ص 134؛ الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 6.
- ↑ الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 18.
- ↑ الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 15.
- ↑ مکارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 163.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 7، ص 321؛ الآلوسي، روح المعاني، ج4، ص 202.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 189.
- ↑ الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 213.
- ↑ العیاشي، تفسیر العیاشي، ج 1، ص 34؛ البحراني، البرهان، ج 1، ص 170؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 11، ص 144.
- ↑ الميبدي، كشف الأسرار، ج 3، ص 570؛ الطوسي، التبيان، ج 1، ص 152؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج60، باب ذكر إبليس وقصصه، ح 47، و54، و55، و109، و133، و142.
- ↑ الكهف، الآیة: 50.
- ↑ ص، الآية: 76.
- ↑ الحجر، الآية: 27.
- ↑ التحريم، الآية: 6.
- ↑ الزمخشري، الكشاف، ج 1، ص 127.
- ↑ الزمخشري، الکشّاف، ج3، ص 91
- ↑ الطوسي، التبيان، ج 1، ص 150.
- ↑ الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.
- ↑ الطوسي، التبيان، ج 1، ص 151.
- ↑ نهج البلاغة، الخطبة: 192، ص 386ـ 387؛ الطبري، جامع البيان، ج 1، ص 321.
- ↑ البقرة، الآية: 34.
- ↑ الطوسي، التبيان، ج 1، ص 153.
- ↑ الطوسي، التبيان، ج 1، ص 153.
- ↑ الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 215؛ الطريحي، مجمع البحرين، ج 1، ص 239.
- ↑ الكهف، الآية: 50.
- ↑ الطبري، جامع البيان، ج 1، ص 322؛ الطوسين التبيان، ج 1، ص 152؛ الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.
- ↑ الطوسي، التبيان، ج 1، ص 152.
- ↑ الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.
- ↑ الكهف، الآية: 50.
- ↑ الزمخشري، الكشاف، ج 4، ص 107.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 4، ص 618.
- ↑ البقرة: 34؛ الحجر: 30.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 4، ص 620.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 4، ص 622 و626.
- ↑ البقرة، 34؛ ص: 74.
- ↑ الأعراف: 16.
- ↑ ص: 38 و82.
- ↑ الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 14، ص 39.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191؛ أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، ج 1، ص 213.
- ↑ الحجر: 33.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 12، ص 155.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 8، ص 48.
- ↑ البقرة، 34؛ ص: 74.
- ↑ الطبري، جامع البيان، ج 23، ص 220؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.
- ↑ الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 237؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.
- ↑ الحجر، الآية: 36 و37 و38.
- ↑ الصدوق، علل الشرائع، ص 178.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 8، ص 54ـ 69.
- ↑ الملا صدرا، تفسير القرآن الكريم، ج 5، ص 286 و287.
- ↑ ص، الآية: 80 و81.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 244.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 244.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 244.
- ↑ الإسراء، الآية: 63.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 6، ص 478.
- ↑ إبراهيم، الآیة 22.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 305.
- ↑ الشعراء، الآية: 94 و95.
ملاحظات
- ↑ ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِی إِلَیٰ یوْمِ یبْعَثُونَ* قَالَ فَإِنَّک مِنَ الْمُنظَرِینَ * إِلَیٰ یوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ ص: 79ـ 81؛ ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِی إِلَیٰ یوْمِ یبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّک مِنَ الْمُنظَرِینَ * إِلَیٰ یوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ الحجر: 36ـ 38.
- ↑ قال الإمام الصادق : "...إذا بعث الله قائمنا ... فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه... ". العياشي، تفسير العياشي، ج 2، ص 242.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الكتاب المقدس.
- الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، تحقيق علي عبد الباري عطية، بيروت ـ لبنان، دار الكتب العلمية ـ منشورات محمد علي بيضون، ط 1، 1415 هـ.
- ابن کثیر، البدایة والنهایة، تحقيق علي محمد المعوض وعادل أحمد، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1418 هـ.
- ابن منظور، محمد بن مکرم، لسان العرب، تحقيق علي الشیري، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، 1408 هـ.
- أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، معجم مقائيس اللغة، تحقيق عبد السلام محمد هارون، قم ـ إيران، انتشارات مكتب الإعلام الإسلامي لحوزة قم العلمية، ط 1، 1404 هـ.
- أبو الفتوح الرازي، حسین بن علي، روض الجنان و روح الجنان، تحقيق یاحقي وناصح، مشهد، العتبة الرضوية المقدسة، 1375 ش.
- الإصفهاني، حسين بن محمد الراغب، مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق صفوان عدنان الداودي، بيروت ـ لبنان، دار العلم ـ الدار الشامية، ط 1، 1412 هـ.
- البحراني، السید هاشم، البرهان فی تفسیر القرآن، قم، مؤسسة البعثة، 1415 هـ.
- الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح ـ تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق أحمد عبد الغفور العطار، بيروت ـ لبنان، دار العلم للملايين، ط 1، 1410 هـ.
- الحائري، محمد حسین الأعلمي، دائرة المعارف الشیعیة العامة، بیروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة الثانیة، 1413 هـ.
- الحجتي، محمد باقر، إبليس في القرآن والحديث، بيروت ـ لبنان، دار المجتبى، ط 1، 1413 هـ/ 1993 م.
- الزبيدي، محب الدين، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق علي الشيري، بيروت ـ لبنان، دار الفكر، ط 1، 1414 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الکشاف عن حقایق التنزیل وعیون الأقاویل في وجوه التأویل، قم، البلاغة، 1415 هـ.
- السیوطي، جلال الدین، الدر المنثور في التفسیر بالمأثور، بیروت، دار الفکر، 1414 هـ.
- الشبستري، عبد الحسين، أعلام القرآن، قم ـ إيران، انتشارات مكتب الإعلام الإسلامي لحوزة قم العلمية، ط 1، 1379 ش.
- الصادقي، محمد، الفرقان في تفسیر القرآن، طهران، الثقافة الإسلامية، 1365 ش.
- الصبحي صالح، نهج البلاغة، طهران، دار الاسوة، 1415 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي بن بابویه، علل الشرایع، بیروت، الأعلمي، 1408 هـ.
- الطباطبائي، السید محمد حسین، المیزان فی تفسیرالقرآن، بیروت، الأعلمي ، أفست، قم، المنشورات الإسلامية، 1393 هـ.
- الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقیق فضل الله الطباطبايي وهاشم الرسولي، طهران ـ إيران، ناصر خسرو، ط 3، 1372 ش.
- الطبري، محمد بن جریر، جامع البیان عن تأویل آیات القرآن، تحقيق جمیل العطار، بیروت، دار الفکر، 1415 هـ.
- الطریحي، فخر الدین، مجمع البحرین، تحقيق محمود عادل وأحمد الحسیني، طهران، نشر الثقافة الإسلامية، ط 2، 1408 هـ.
- الطوسي، محمد بن حسن، التبیان في تفسیر القرآن، تحقيق أحمد حبیب العاملي، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، 1963 م.
- العیاشي، محمد بن مسعود، تفسیر العیاشي، تحقيق الرسولي المحلاّتي، طهران، المکتبة العلمیة الإسلامیة، 1363 ش.
- الفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسیر الکبیر، قم، منشورات مكتب الإعلام الإسلامي، 1413 هـ.
- القمي المشهدي، محمد بن محمد رضا، تفسیر کنز الدقائق وبحر الغرائب، تحقيق حسین الدركاهي، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ط 1، 1411 هـ.
- الکلیني، محمد بن یعقوب، الکافي، تحقيق علي أكبر الغفاري، بیروت، دار التعارف، ط 3، 1401 هـ.
- محمد فؤاد عبد الباقي، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، مصر، دار الكتب المصرية، 1364 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، 1403 هـ.
- المغنیة، محمد جواد، التفسیر الکاشف، بیروت، دار العلم للملایین، 1981 م.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسیر کتاب الله المنزل، ترجمة محمد علي آذرشب، قم ـ إيران، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ط 1، 1421 هـ.
- ملاصدرا، محمد بن إبراهیم، تفسیر القرآن الکریم، د ـ م، مؤسسة البحوث ونشر معارف أهل البيت (ع). د ـ ت.
- الميبدي، أحمد بن محمد، کشف الأسرار وعدة الأبرار، طهران ـ إيران، أمير كبير، ط 5، 1371 ش.