مجزرة قانا الأولى

من ويكي شيعة
(بالتحويل من مجزره قانا الأولى)
مجزرة قانا 1996 م
مسلسل العدوان الإسرائيلي
الطفل حسن بلص أحد قتلى مجزرة قانا
الطفل حسن بلص أحد قتلى مجزرة قانا
خارطة لبنان-قانا.jpg
الموقعقرية قانا-جنوب لبنان
التاريخ18 نيسان 1996 م
الساعة ثانية بعد الظهر
الهدفقاعدة فيجي التابعة لقوات السلام الدولية
الضحاياأكثر من 100 شهيد
المنفذونالكيان الصهيوني
أسلحة محرّمةأسلحة محرّمة
الدافععدواني


مجزرة قانا الأولى، هي عملية قتل جماعي حصل يوم 18 نيسان 1996، قام بها الكيان الصهيوني في قرية قانا بالقرب من الحدود الجنوبية اللبنانيةـ حيث بدأ الكيان الصهيوني حرباً سُميت "عناقيد الغضب"، مما أدّى إلى لجوء العوائل إلى قاعدة فيجي التابعة لقوة حفظ السلام الدولية في قانا، ظناً منهم أن مراكز الأمم المتحدة ستكون بمنأى عن القصف، فأُطلقت المدفعية "الاسرائيلية" قذائفها نحو القاعدة مما تسبب في قتل أكثر من 100 شخص وجرح 129 آخرون بينهم أطفال ونساء وشيوخ. وقد أصيب بعض النّاجين بجروح فظيعة، ووصلوا إلى المستشفيات المحلّية بأجساد مشوّهة ومحروقة ومصابة بشظايا.

القذائف المستخدمة

أورد الجنرال فرانكلين فان كابن،[١] في تقريره بتاريخ 1 أيار 1996 م حول الهجوم على قانا، أنه "كانت هناك أدلّة مهمة على انفجار قذائف مدفعية، مزودة بصواعق تفجير فعند الاقتراب من الهدف، فوق المجمع مباشرة، وتغطيتها لجزء كبير من مساحته. وعلى الرغم أنّ عدد القذائف لا يمكن أن يحدد بالضبط، فإنّ الأدلة المتوفرة تشير إلى أنّ ثماني قذائف من هذا النوع انفجرت فوق المجمّع ولم تنفجر سوى قذيفة واحدة خارجه".‏‏‏

فيرجع العدد المرتفع للشهداء إلى نوع القذائف التي استخدمت في القصف، فحوالي ثلثي مجموع القذائف كانت من التي تنفجر في الجوّ فوق الهدف؛ وهذه القذائف الشديدة الانفجار أسلحة مضادة للأفراد ومصمّمة لتنفجر فوق الأرض وتنشر الشظايا على امتداد منطقة واسعة بهدف زيادة حجم الإصابات على الأرض إلى أقصى ما يمكن.

تفاصيل المجزرة

شنّ الكيان الصهيوني في الحادي عشر من نيسان عام 1996 على لبنان حرب اسماها "عناقيد الغضب" بحجة القضاء على القوة العسكرية لحزب الله. كان أسلوبه الحرب عن بعد، حملة جوية شاملة وقصف من البر والبحر دون توغل بري، قصفت مدن لبنان وقراها خلالها بما لا يقل عن 23 ألف قذيفة وانتهكت سماؤه بـ 523 غارة جوية حصيلتها 5 مجازر آخرها مجزرة قانا. [٢]

فركز القصف الإسرائيلي على الجنوب معقل المقاومة مما دفع أهل القرى إلى النزوح شمالاً، بلغ مجموع العائلات النازحة حتى مساء الخامس والعشرين من نيسان عام 1996 م 22945 عائلة مسجلة علماً بأن 40% من مجمل النازحين غير مسجلين لدى هيئة الإغاثة أو لدى أي مؤسسة أخرى لأنهم نزلوا عند أقارب لهم، أخلي ما يزيد على 100 قرية وبعض من بقي من أهلها التجأ أيام القصف المكثف إلى مراكز هيئة الأمم المتحدة العاملة في الجوار طلباً للمأوى والحماية.[٣]

وبلغت الحرب ذروتها في الثامن عشر من نيسان مما أجبر مجموعة من أهالي قانا المدنيين اللجوء إلى معسكر للأمم المتحدة لحماية حياة الأطفال والنساء والشيوخ، ظناً منهم أنّ القوات الإسرائيلية لا تقصف مراكز قوات الطوارئ الدولية، ولكن في الساعة الثانية بعد ظهر 18 نيسان إنهار وابل من قذائف المدفعية الإسرائيلية الثقيلة على مقرّ فيجي لقوات الأمم المتحدة في قانا. وبعد أقل من ربع ساعة تحول 107 من المدنيين اللبنانيين إلى جثث محترقة وأشلاء يصعب تميّزها. [٤]

بعد إطلاق قذائف الهاون رفعت قاعدة قانا "تقريراً عن الحادث" إلى قيادة "يونيفيل" وأصدرت تحذيراً عبر أجهزة الميكروفون إلى جنود القوة الدولية بأنّ عليهم أن يرتدوا السترات الواقية من الرصاص، فإنّ أولى القذائف بدأت تسقط قرب موقع الهون بعد انقضاء حوالي 8 إلى 10 دقائق على التحذير الموجه عبر الميكروفون، في الساعة 2.08 أو 2.10 تقريباً بعد الظهر، ثم تعرضت القاعدة ذاتها إلى القصف، وسقطت القذيفة الأولى على محيط المجمع، قرب المدخل الرئيسي، ودمرت بنايتين من النوع المسبق الصنع. وأدّت القذائف الثلاث الأولى إلى تدمير خطوط الكهرباء والاتصالات. وقال الكولونيل واهمي: "كانت مواقعنا في التلال تنقل إلينا ما يجري كنّا هنا في انتظار الموت. لم يكن هناك إطلاقاً ما يمكن أن نفعله".

وأضاف: "كان هناك الكثير من الصُراخ، وكانت المباني تشتعل لم نستطع أن نصدّق أنّ قاعدتنا تتعرض إلى هجوم، كان صوت القذائف الآتية، تعقبها الانفجارات، ومنظر القتلى يفوق حدود الوصف. كانت هناك أشلاء في كل مكان".‏‏‏

وأبلغ موظف في "يونيفيل" كان موجوداً أثناء الهجوم، أنّ العائلات المشرّدة كانت متجمّعة في ثمانية مواقع في القاعدة. ودمّر القصف بشكل كامل ثلاثة مبان جاهزة كانت تؤوي حوالي 240 شخصاً ـ كل ما تبقّى عند زيارتي للمكان حفرة مستطيلة ضخمة أحدثها القصف وقال : "كان هناك 126 شخصاً آخرين داخل منزل "فاتوا" حيث انفجرت قنبلة في الجوّ فوقه وقتلت 52 شخصاً".‏‏‏ [٥]

المجزرة المتعمّدة

موظف باليونيفيل:

هناك خط دقيق يفصل بين انعدام الحرص والاهمال وبين القتل المتعمد في هجوم مقصود.‏‏

من بين أكثر القضايا إثارة للخلاف في شأن مجزرة قانا هو ما إذا كان الهجوم "الإسرائيلي" عرضياً أم متعمداً. وما إذا كان القذائف التي سقطت داخل القاعدة قذائف طائشة ـ تعرف بـ "نثار المدفعية".‏‏‏

وعبر مسؤول كبير في "يونيفيل" عن قناعته بأنّ الهجوم على قانا لم يكن حالة "نثار مدفعي". ولم يجادل هو أيضاً بأنّ القاعدة استهدفت بشكل متعمد: "كانوا يعرفون أنّهم يطلقون النار قرب قاعدة تابعة للأمم المتحدة. كان الخطر الحقيقي هو مدفعية الهاون، وكان مثالاً على الإهمال. كان قراراً اتخذته القيادة الشمالية (للجيش "الإسرائيلي") بإطلاق النار على منطقة مكتظّة بالمباني. هناك خط دقيق يفصل بين انعدام الحرص والإهمال وبين القتل المتعمد في هجوم مقصود.[٦]

تجريم الكيان الصهيوني

كان إجمالي الضحايا وفق تقارير إعلامية نحو 175 شهيداً وثلاثمئة جريح، ونزوح عشرات الآلاف، إضافة إلى أضرار مادّية كبيرة في المنشآت. [٧]

وأجرت عدّة منظمات عالمية مهتمة بحقوق الإنسان تحقيقات حول المجزرة، وخلصت كلّها إلى ترجيح أن يكون القصف متعمداً وليس نتيجة الخطأ التقني الذي ادّعته "اسرائيل".

رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية تقرير الأمم المتحدة وتقارير المنظمات الدولية الأخرى حول اتهام "إسرائيل" بارتكاب المجزرة عن قصد وزعمت كذباً وبهتاناً في البيان الصادر عنها أنّ حزب الله يتحمل المسؤولية عن المجزرة، وإنّه من الصعب على "إسرائيل" إدراك سبب عدم إدانة التقرير (الأممي) لحزب الله، وإنّ هذا التقرير غير الدقيق والمنحاز هو تقرير مضلل.

ومارست إدارة الرئيس الأمريكي كلينتون حينها ضغوطاً هائلة على الأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي كي لا ينشر التقرير الأممي، ولكنه أصرّ على نشره فعاقبته أمريكا بعدم تجديد انتخابه مرة ثانية.

وكشف التقرير بجلاء معرفة وعلم "اسرائيل" بوجود المدنيين في مقر اليونيفيل، وإنّها دمرته عن عمد وسبق إصرار وليس عن طريق الخطأ كما زعمت. [٨]

وقد اجتمع مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل، ولكن الولايات المتحدة الأميركية كعادتها أجهضت القرار باستخدام حق النقض (الفيتو). [٩]

الهوامش

المصادر والمراجع

  • موقع المقاومة الإسلامية
  • موقع قناة المنار
  • موقع الجزيرة الإخبارية

الوصلات الخارجية



معرض الصور