انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الخلود في النار»

ط
سطر ٢٧: سطر ٢٧:


===المخالفون للعذاب الأبدي===
===المخالفون للعذاب الأبدي===
يوجد من بين علماء المذاهب المختلفة من يخالف مسألة العذاب الأبدي، لكن هؤلاء أنظارهم متعدِّدة، أي خلافهم لمسألة العذاب الأبدي لا ينصبّ على نقطة واحدة يتفقون عليها بل كلٌّ منهم لديه دليله الخاصّ، وبحسب البحوث التي ذكرت في المقام، فإنَّ المخالفين لمسألة العذاب الأبدي يمكن تقسيمهم ستة أقسام:<ref>قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص125.</ref>
يوجد من بين علماء المذاهب المختلفة من يخالف مسألة العذاب الأبدي، لكن هؤلاء أنظارهم متعدِّدة، أي خلافهم لمسألة العذاب الأبدي لا ينصبّ على نقطة واحدة يتفقون عليها بل كلٌّ منهم لديه دليله الخاصّ، وبحسب البحوث التي ذكرت في المقام، فإنَّ المخالفين لمسألة العذاب الأبدي يمكن تقسيمهم ستة أقسام:<ref>قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص125.</ref>


- القسم الأول: خروج أصحاب النار من جهنم ودخولهم إلى الجنة.<ref>قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص125.</ref>
*القسم الأول: خروج أصحاب النار من جهنم ودخولهم إلى الجنة.<ref>قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص125.</ref>
 
*القسم الثاني: زوال النار وأهلها.<ref>قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص125.</ref>
- القسم الثاني: زوال النار وأهلها.<ref>قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص125.</ref>
*القسم الثالث: إعطاء قوة الصبر لأهل جهنم ونسيان العذاب.<ref>قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص126.</ref>
 
*القسم الرابع: اختلاط العذاب بالنِّعمة.<ref>قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص126.</ref>
- القسم الثالث: إعطاء قوة الصبر لأهل جهنم ونسيان العذاب.<ref>قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص126.</ref>
*القسم الخامس: تنعُّم أهل النَّار بالنَّار.<ref>قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص127.</ref>
 
*القسم السادس: الخلود النَّوعي.<ref>جوادي آملي، تفسير تسنیم، ج39، ص436؛ قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص128.</ref>
- القسم الرابع: اختلاط العذاب بالنِّعمة.<ref>قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص126.</ref>
 
- القسم الخامس: تنعُّم أهل النَّار بالنَّار.<ref>قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص127.</ref>
 
- القسم السادس: الخلود النَّوعي.<ref>جوادي آملي، تفسير تسنیم، ج39، ص436؛ قدردان قراملکی،‌ «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص128.</ref>


وقيل أنَّ فقط جهم بن صفوان وبعض من تابعه من ذهب إلى القول بفناء النَّار والجنَّة، وبالتالي ليست عندهم عقيدة بخصوص مسألة الخلود.<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص474.</ref>
وقيل أنَّ فقط جهم بن صفوان وبعض من تابعه من ذهب إلى القول بفناء النَّار والجنَّة، وبالتالي ليست عندهم عقيدة بخصوص مسألة الخلود.<ref>الأشعري، مقالات الإسلاميين، ص474.</ref>
سطر ٤٨: سطر ٤٢:
أنّ بعض الباحثين الكبار من أساتذة فصوص الحكم والفتوحات المكية مثل [[السيد يزدان بناه|السيد يزدان پناه]] (حفظه الله) وهو أحد من أكبر أساتذة [[الفلسفة الإسلامية|الفلسفة]] و[[العرفان]] في مدينة [[قم المقدسة|قمّ المقدسة]] قد ذكر شرحًا لكلمات الشيخ ابن عربي وأنَّ الشيخ ابن عربي يقول أنَّ الإنسان له جانبان:
أنّ بعض الباحثين الكبار من أساتذة فصوص الحكم والفتوحات المكية مثل [[السيد يزدان بناه|السيد يزدان پناه]] (حفظه الله) وهو أحد من أكبر أساتذة [[الفلسفة الإسلامية|الفلسفة]] و[[العرفان]] في مدينة [[قم المقدسة|قمّ المقدسة]] قد ذكر شرحًا لكلمات الشيخ ابن عربي وأنَّ الشيخ ابن عربي يقول أنَّ الإنسان له جانبان:


١-جانب صوري.
#جانب صوري.
 
#جانب معنوي.                                                   
٢- جانب معنوي.                                                   


فأما الجانب الثاني وهو المعنوي فإنَّ الإنسان يبقى في حالة عذابٍ مستمرٍّ خالدٍ ولو بمقدار خوفه المستمرّ من رجوع العذاب.
فأما الجانب الثاني وهو المعنوي فإنَّ الإنسان يبقى في حالة عذابٍ مستمرٍّ خالدٍ ولو بمقدار خوفه المستمرّ من رجوع العذاب.


وأمَّا الجانب الصُّوري للإنسان فإنَّ النَّار لا ترفع عن أهل النَّار بل تبقى النَّار والثعابين والعقارب والدماء والقذارات على حالها لكن الذي يحصل أنَّ الإنسان يعتاد عليها، وهذا الأمر يكون بعد [[الأحقاب|أحقابٍ]] أي بعد سنوات مديدة طويلة جدًّا جدًّا، وبالتالي المرتفع عن أهل جهنم ليس الخلود في النار بل المرتفع هو خلود العذاب غير المعنوي، ثم أنَّ السيد يزدان پناه ذكر أنَّه بحسب فهمه لكلمات الشيخ ابن عربي - وبالخصوص مع ملاحظة الآيات القرآنية بدقة تفسيريَّة- يعتقد أنَّ الشيخ ابن عربي لا يقصد من كلامه هذا كل أهل جهنم والنار، بل هذا الكلام لخصوص بعض الأفراد من النار؛ لأنَّ طبقات جهنم متفاوتة في الشدة والضعف وبالتالي الحكم على كل الطبقات لا يكون واحدًا، بل كل طبقة من الطبقات وبحسب الأفراد وخصوصياتهم يكون الحكم مختلف، وبالتالي في أشد درجات جهنم يبقى العذاب خالد معنويًّا وصوريًّا دون انقطاع إلى أبد الآبدين، ولعلّ الشيخ لو كان حكمه بالتعميم على كل أهل النار، فإنّ الظاهر أنَّ الشيخ كانت [[المكاشفة|مكاشفته]] أنَّه شاهد قسمًا من جهنم، ولم يشاهد كل طبقاتها، وهذا ربما أوهمه أنَّ النار كلها هكذا والحال أنَّ قسمًا من النار هكذا.<ref>[https://youtu.be/Bl7_NbhEzPQ?si=5qn6CyfjBQ_4eb77 يزدان بناه 2 ( أسرار كتاب فصوص الحكم| العرفان الحضاري | المشروع الفلسفي)]</ref>  
وأمَّا الجانب الصُّوري للإنسان فإنَّ النَّار لا ترفع عن أهل النَّار بل تبقى النَّار والثعابين والعقارب والدماء والقذارات على حالها لكن الذي يحصل أنَّ الإنسان يعتاد عليها، وهذا الأمر يكون بعد [[الأحقاب|أحقابٍ]] أي بعد سنوات مديدة طويلة جدًّا جدًّا، وبالتالي المرتفع عن أهل جهنم ليس الخلود في النار بل المرتفع هو خلود العذاب غير المعنوي، ثم أنَّ السيد يزدان پناه ذكر أنَّه بحسب فهمه لكلمات الشيخ ابن عربي - وبالخصوص مع ملاحظة الآيات القرآنية بدقة تفسيريَّة- يعتقد أنَّ الشيخ ابن عربي لا يقصد من كلامه هذا كل أهل جهنم والنار، بل هذا الكلام لخصوص بعض الأفراد من النار؛ لأنَّ طبقات جهنم متفاوتة في الشدة والضعف وبالتالي الحكم على كل الطبقات لا يكون واحدًا، بل كل طبقة من الطبقات وبحسب الأفراد وخصوصياتهم يكون الحكم مختلف، وبالتالي في أشد درجات جهنم يبقى العذاب خالد معنويًّا وصوريًّا دون انقطاع إلى أبد الآبدين، ولعلّ الشيخ لو كان حكمه بالتعميم على كل أهل النار، فإنّ الظاهر أنَّ الشيخ كانت [[المكاشفة|مكاشفته]] أنَّه شاهد قسمًا من جهنم، ولم يشاهد كل طبقاتها، وهذا ربما أوهمه أنَّ النار كلها هكذا والحال أنَّ قسمًا من النار هكذا.<ref>[https://youtu.be/Bl7_NbhEzPQ?si=5qn6CyfjBQ_4eb77 يزدان بناه 2 ( أسرار كتاب فصوص الحكم| العرفان الحضاري | المشروع الفلسفي)]</ref>
 


وبعد الشيخ ابن عربي جاء [[الملا صدرا|الملا صدرا الشيرازي]] المعروف بلقب ( صدر المتألهين) وقيل أنَّه وافق الشيخ ابن عربي في عقيدته؛ إذ في بعض آثاره خالف خروج الكفار من جهنّم واعتقد أنَّه بالنهاية سوف ينقطع العذاب عنهم ولن يستمرّ للأبد، وبالتالي في آخر المطاف لن يشعر أهل النار بإحساس الألم والعذاب<ref>قدردان قراملکی، «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص121.</ref>، لكن الملا صدرا في كتابه المشاعر ذكر أنَّ شهوده ومكاشفته والأدلة العقلية أيضًا تقوده لأمر آخر بخلاف ما ذكره الشيخ ابن عربي بأنَّ العذاب مستمرّ وخالد.<ref>[https://youtu.be/Bl7_NbhEzPQ?si=5qn6CyfjBQ_4eb77 يزدان بناه 2 ( أسرار كتاب فصوص الحكم| العرفان الحضاري | المشروع الفلسفي)]</ref>
وبعد الشيخ ابن عربي جاء [[الملا صدرا|الملا صدرا الشيرازي]] المعروف بلقب ( صدر المتألهين) وقيل أنَّه وافق الشيخ ابن عربي في عقيدته؛ إذ في بعض آثاره خالف خروج الكفار من جهنّم واعتقد أنَّه بالنهاية سوف ينقطع العذاب عنهم ولن يستمرّ للأبد، وبالتالي في آخر المطاف لن يشعر أهل النار بإحساس الألم والعذاب<ref>قدردان قراملکی، «تأملی در جاودانگی عذاب کفار ۲»، ص121.</ref>، لكن الملا صدرا في كتابه المشاعر ذكر أنَّ شهوده ومكاشفته والأدلة العقلية أيضًا تقوده لأمر آخر بخلاف ما ذكره الشيخ ابن عربي بأنَّ العذاب مستمرّ وخالد.<ref>[https://youtu.be/Bl7_NbhEzPQ?si=5qn6CyfjBQ_4eb77 يزدان بناه 2 ( أسرار كتاب فصوص الحكم| العرفان الحضاري | المشروع الفلسفي)]</ref>


وأيضًا ذكر بعض الباحثين أنَّ السيد [[السيد روح الله الموسوي الخميني|الإمام الخميني]] (رضوان الله تعالى عليه) يصنَّف بكونه من العلماء القائلين بانقطاع خلود العذاب، ويرى فائدة الشفاعة بالنسبة لهم<ref>ساطع و رفیعا، «مقایسه دیدگاه امام خمینی در باب خلود با سایر آرا مخالف و موافق»، ص95.</ref>، وذكر أنَّ السيد الإمام تمسَّك من أجل إثبات مدَّعاه بالرحمة الإلهية الشاملة لكل شيء، وأنَّ الخلود الأبدي للعذاب منافٍ [[الفطرة|للفطرة الإنسانيَّة]].<ref>ساطع و رفیعا، «مقایسه دیدگاه امام خمینی در باب خلود با سایر آرا مخالف و موافق»، ص95.</ref>
وأيضًا ذكر بعض الباحثين أنَّ السيد [[السيد روح الله الموسوي الخميني|الإمام الخميني]] (رضوان الله تعالى عليه) يصنَّف بكونه من العلماء القائلين بانقطاع خلود العذاب، ويرى فائدة الشفاعة بالنسبة لهم<ref>ساطع و رفیعا، «مقایسه دیدگاه امام خمینی در باب خلود با سایر آرا مخالف و موافق»، ص95.</ref>، وذكر أنَّ السيد الإمام تمسَّك من أجل إثبات مدَّعاه بالرحمة الإلهية الشاملة لكل شيء، وأنَّ الخلود الأبدي للعذاب منافٍ [[الفطرة|للفطرة الإنسانيَّة]].<ref>ساطع و رفیعا، «مقایسه دیدگاه امام خمینی در باب خلود با سایر آرا مخالف و موافق»، ص95.</ref>
confirmed، movedable، templateeditor
٨٬٣٢٢

تعديل