انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التحكيم»

من ويكي شيعة
imported>Ali110110
imported>Ali110110
سطر ٢٩: سطر ٢٩:
{{شطر|'''بسم الله الرحمن الرحيم'''|}}
{{شطر|'''بسم الله الرحمن الرحيم'''|}}
{{نهاية قصيدة}}
{{نهاية قصيدة}}
هذا ما تقاضى عليه [[علي بن أبي طالب|عليّ بن أبي طالب]] و [[معاوية بن أبي سفيان]] قاضى عليّ على أهل الكوفة و من معهم من شيعتهم من المؤمنين و المسلمين، و قاضى معاوية على أهل الشام ومن كان معهم من المؤمنين و المسلمين، إنا ننزل عند حكم اللّٰه و كتابه، ولا يجمع بيننا غيره وأن كتاب الله عز وجل بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيى ما أحيا، ونميت ما أمات، فما وجد الحكمان في كتاب الله عز وجل وهما أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص القرشي عملاً به، وما لم يجدا في كتاب الله عز وجل فالسنة العادلة الجامعة غير المفرقة.
هذا ما تقاضى عليه [[علي بن أبي طالب|عليّ بن أبي طالب]] و [[معاوية بن أبي سفيان]] قاضى عليّ على أهل الكوفة و من معهم من شيعتهم من المؤمنين و المسلمين، و قاضى معاوية على أهل الشام ومن كان معهم من المؤمنين و المسلمين، إنا ننزل عند حكم اللّٰه و كتابه، ولا يجمع بيننا غيره وأن كتاب الله عز وجل بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيى ما أحيا، ونميت ما أمات، فما وجد الحكمان في كتاب الله عز وجل وهما أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص القرشي عملاً به، وما لم يجدا في كتاب الله عز وجل [[السنة  النبوية|فالسنة]] العادلة الجامعة غير المفرقة.


وأخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين من العهود والميثاق والثقة من الناس أنّهما آمنان على أنفسهما وأهلهما والأمة لهما أنصار على الذى يتقاضيان عليه وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين كلتيهما عهد الله وميثاقه أنا على ما في هذه الصحيفة، وأن قد وجبت قضيتهما على المؤمنين، فان الأمن والاستقامة ووضع السلاح بينهم أينما ساروا على أنفسهم وأهليهم وأموالهم وشاهدهم وغائبهم وعلى عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص عهد الله وميثاقه أن يحكما بين هذه الأمة، ولا يرداها في حرب ولا فرقة حتى يعصيا وأجل القضاء إلى رمضان، وإن أحبا أن يؤخرا ذلك أخراه على تراض منهما، وإن توفي أحد الحكمين فان أمير الشيعة يختار مكانه، ولا يألو من أهل المعدلة والقسط، وإنّ مكان قضيتهما الذى يقضيان فيه مكان عدل بين أهل الكوفة وأهل الشام، وإن رضيا، وأحبا فلا يحضرهما فيه إلاّ من أرادا، و يأخذ الحكمان من أرادا من الشهود، ثم يكتبان شهادتهما على ما في هذه الصحيفة.
وأخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين من العهود والميثاق والثقة من الناس أنّهما آمنان على أنفسهما وأهلهما والأمة لهما أنصار على الذى يتقاضيان عليه وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين كلتيهما عهد الله وميثاقه أنا على ما في هذه الصحيفة، وأن قد وجبت قضيتهما على المؤمنين، فان الأمن والاستقامة ووضع السلاح بينهم أينما ساروا على أنفسهم وأهليهم وأموالهم وشاهدهم وغائبهم وعلى عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص عهد الله وميثاقه أن يحكما بين هذه الأمة، ولا يرداها في حرب ولا فرقة حتى يعصيا وأجل القضاء إلى [[شهر رمضان المبارك|رمضان]]، وإن أحبا أن يؤخرا ذلك أخراه على تراض منهما، وإن توفي أحد الحكمين فان أمير الشيعة يختار مكانه، ولا يألو من أهل المعدلة والقسط، وإنّ مكان قضيتهما الذى يقضيان فيه مكان عدل بين أهل [[الكوفة]] وأهل [[الشام]]، وإن رضيا، وأحبا فلا يحضرهما فيه إلاّ من أرادا، و يأخذ الحكمان من أرادا من الشهود، ثم يكتبان شهادتهما على ما في هذه الصحيفة.
وهم أنصار على من ترك ما في هذه الصحيفة، وأراد فيه إلحاداً وظلماً. اللهم‏ إنا نستنصرك على من ترك ما في هذه الصحيفة.<ref>الطبري، ج3، ص53.</ref>
وهم أنصار على من ترك ما في هذه الصحيفة، وأراد فيه إلحاداً وظلماً. اللهم‏ إنا نستنصرك على من ترك ما في هذه الصحيفة.<ref>الطبري، ج3، ص53.</ref>



مراجعة ١٠:٠٠، ٢٦ أبريل ٢٠١٥

التحكيم أو تحكيم القرآن مصطلح يطلق ويراد منه عملية التحكيم التي انتهت بخطّة أبي موسى الاشعري على يد عمرو بن العاص بعد أن دعا اليها الشاميون في معركة صفين معتصمين بالقرآن الكريم، مقابل سيوف جيش أمير المؤمنين عليه السلام، في الوقت الذي كان فيه جيش معاوية مشرفاً على الهزيمة.[١] وكان الإمام علي (ع) رافضاً للتحكيم، ويريد استمرار الحرب.

ففي هذه القضية قرر عمرو بن عاص وأبي موسى الأشعري أن ينحيا كل منهما معاوية والإمام علي (ع)، ويرجع أمر الخلافة إلى الشورى، فعزل أبو موسى الإمام علي (ع) عن الحكم، ولكن عمرو بن العاص خالف وعده، فأيّد ما قام به أبو موسى، ونصب معاوية خليفة.

المفاوضون

التقى الجيشان العراقي والشامي فكانت ملحمة كبرى، ندرت فيها الرؤوس، حتى إذا كانت ليلة الهرير كانت ليلة فاصلة في القتال، هبت فيها رياح النصر مع أمير المؤمنين (ع)، وأبلت ربيعة وهمدان بلاءً حسناً ارتجّ له الميدان، ومالك الأشتر ينتقل من نصر إلى نصر، ويستنزل الظفر؛ وتداعت صفوف أهل الشام في الانهزام والفرار والقتل، وبدا عليهم الخذلان التام، فعندئذ استنجد معاوية بعمرو بن العاص، فتوصلا برفع الصحف مكيدة وحيلة، وإذا بمنادي أهل الشام يقول:

«هذا كتاب الله بيننا وبينكم من فاتحته إلى خاتمته، اللهَ اللهَ في العرب، الله الله في الإسلام، الله الله في الثغور...[٢]

فانطلت الحيلة على الكثير من العراقيين، واضطر أمير المؤمنين (ع) للرضوخ لأمر التحكيم على أن يختار العراقيون ممثلاً عنهم، ويختار الشاميون من ينوب عنهم في التحكيم شريطة أن يحكما بحكم كتاب الله تعالى، فاختار الشاميون عمرو بن العاص، وقرر أمير المؤمنين (ع) أن يمثله في التحكيم ابن عباس، فرفض القوم ذلك ، وحينئذ اختار مالكاً الأشتر لينوب عنه في التحكيم، الا أنّ الاشعث وجماعة رفضوا ذلك، قال صاحب الأخبار الطوال: «قال الأشعث ومن كان معه من قراء أهل العراق: قد رضينا نحن بأبى موسى بعد أن رشحه الشاميون للتحكيم».

فقال لهم علي (ع): «لست أثق برأي أبي موسى، ولا بحزمه، ولكن اجعل ذلك لعبد الله بن عباس».

قالوا: «والله ما نفرّق بينك وبين ابن عباس، وكأنك تريد أن تكون أنت الحاكم، بل اجعله رجلاً هو منك ومن معاويه سواء، ليس إلى أحد منكما بأدنى منه إلى الآخر».

قال علي(ع): «فلم ترضون لأهل الشام بابن العاص، وليس كذلك؟».

قالوا: «أولئك أعلم، إنما علينا أنفسنا».

قال: «فإني اجعل ذلك إلى الأشتر».

قال الاشعث: «وهل سعر هذه الحرب إلا الأشتر، وهل نحن إلا في حكم الأشتر؟».[٣]

وبعد أن رُشح الحكمان تقرر أن يكون التحكيم في شهر رمضان أي بعد ثمانية أشهر.[٤] وأن يكون الاجتماع في منطقة دومة الجندل.[٥]

وثيقة التحكيم

ذكر الطبري وثيقة التحكيم بالنحو التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما تقاضى عليه عليّ بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان قاضى عليّ على أهل الكوفة و من معهم من شيعتهم من المؤمنين و المسلمين، و قاضى معاوية على أهل الشام ومن كان معهم من المؤمنين و المسلمين، إنا ننزل عند حكم اللّٰه و كتابه، ولا يجمع بيننا غيره وأن كتاب الله عز وجل بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيى ما أحيا، ونميت ما أمات، فما وجد الحكمان في كتاب الله عز وجل وهما أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص القرشي عملاً به، وما لم يجدا في كتاب الله عز وجل فالسنة العادلة الجامعة غير المفرقة.

وأخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين من العهود والميثاق والثقة من الناس أنّهما آمنان على أنفسهما وأهلهما والأمة لهما أنصار على الذى يتقاضيان عليه وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين كلتيهما عهد الله وميثاقه أنا على ما في هذه الصحيفة، وأن قد وجبت قضيتهما على المؤمنين، فان الأمن والاستقامة ووضع السلاح بينهم أينما ساروا على أنفسهم وأهليهم وأموالهم وشاهدهم وغائبهم وعلى عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص عهد الله وميثاقه أن يحكما بين هذه الأمة، ولا يرداها في حرب ولا فرقة حتى يعصيا وأجل القضاء إلى رمضان، وإن أحبا أن يؤخرا ذلك أخراه على تراض منهما، وإن توفي أحد الحكمين فان أمير الشيعة يختار مكانه، ولا يألو من أهل المعدلة والقسط، وإنّ مكان قضيتهما الذى يقضيان فيه مكان عدل بين أهل الكوفة وأهل الشام، وإن رضيا، وأحبا فلا يحضرهما فيه إلاّ من أرادا، و يأخذ الحكمان من أرادا من الشهود، ثم يكتبان شهادتهما على ما في هذه الصحيفة. وهم أنصار على من ترك ما في هذه الصحيفة، وأراد فيه إلحاداً وظلماً. اللهم‏ إنا نستنصرك على من ترك ما في هذه الصحيفة.[٦]

الإجراءات والمشورة التي قدمها الإمام علي (ع)

من الامور الاحترازية التي قام بها أمير المؤمنين (ع) إنه عندما أرسل أبا موسى الاشعري للتحكيم أرسل معه أربعمائة من فرسانه، وعليهم ابن عباس للصلاة، وشريح بن هاني أميراً، مع إرشاد أبي موسى الى حقيقة معاوية وخبثه ومكره وتقديم مجموعة من الارشادات والنصائح التي يحتاج اليها في عملية التحكيم. [٧]


نتيجة حكم أبي موسى الأشعري

بعد حوار ونقاش طويل قال عمرو لأبي موسى الاشعري أخبرني ما رأيك يا أبا موسى؟ قال: أرى أن نخلع هذين الرجلين ونجعل الأمر شورى بين المسلمين يختارون من شاءوا. فقال عمرو: الرأي والله ما رأيت فأقبلا إلى الناس وهم مجتمعون فتكلم أبو موسى فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن رأيي ورأي عمرو قد اتفق على أمر نرجو أن يصلح الله به شأن هذه الأمة. فقال عمرو: صدق. ثم قال له: تقدّم يا أبا موسى فتكلم فقام ليتكلم فدعاه ابن عباس فقال له: ويحك والله إنّي لأظنه خدعك إن كنتما قد اتفقتما على أمر فقدمه قبلك ليتكلم به ثم تكلم أنت بعده فإنه رجل غدار ولا آمن أن يكون قد أعطاك الرضا فيما بينك وبينه فإذا قمت قمت به في الناس خالفك! وكان أبو موسى رجلا مغفلا فقال: إيها عنك إنا قد اتفقنا.[٨] فتقدم أبو موسى فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنا قد نظرنا في أمر هذه الأمة فلم نر شيئا هو أصلح لأمرها ولم شعثها من ألا تتباين أمورها وقد أجمع رأيي ورأي صاحبي على خلع علي (ع) ومعاوية وأن يستقبل هذا الأمر فيكون شورى بين المسلمين يولون أمورهم من أحبوا و إني قد خلعت عليّاً ومعاوية [٩] فاستقبلوا أموركم وولوا من رأيتموه لهذا الأمر أهلا ثم تنحى. فقام عمرو بن العاص في مقامه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن هذا قد قال ما سمعتم وخلع صاحبه وأنا أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحبي معاوية في الخلافة فإنّه ولي عثمان والطالب بدمه وأحق الناس بمقامه. فقال له أبو موسى ما لك لا وفقك الله قد غدرت و فجرت «واِنَّما مَثَلُك مَثَلُ الكَلبِ إن تَحمِل عَليهِ يلهَث أو تَترُكهُ يلهَث» [١٠] فقال له عمرو: «اِنَّما مَثَلُكَ مَثَلُ الحِمارِ يحمِل اَسفاراً».[١١] والتمس أصحاب علي (ع) أبا موسى فركب ناقته ولحق بمكة وكان ابن عباس يقول قبح الله أبا موسى لقد حذرته وهديته إلى الرأي فما عقل. وكان أبو موسى يقول: لقد حذرني ابن عباس غدرة الفاسق ولكني اطمأننت إليه وظننت أنّه لا يؤثر شيئا على نصيحة الأمة.[١٢]

ومن هنا تحول التحكيم من عمل بكتاب الله وسنة النبي الى حركة جرّت على الأمة الانشقاق والفرقة بين الشاميين والعراقيين.[١٣] ومن أهم النتائج التي ترتبت على التحكيم تثبيت معاوية في الوسط الشامي كخليفة شرعي فكانوا يلقبونه بأمير المؤمنين.[١٤]


مواضيع ذات صلة


الهوامش

  1. ابن ابي الحديد، نهج البلاغة: ج2، ص206.
  2. محمد حسين علي الصغير، الإمام علي (ع) سيرته و قيادته، صص 287- 289.
  3. ابن أعثم، ج3، ص163، الأخبارالطوال، ص:192.
  4. ابن مزاحم، ص504.
  5. راجع: شهيدي، ص142.
  6. الطبري، ج3، ص53.
  7. آبي ابو سعد، ج1، ص421.
  8. راجع: ابن أبي ‎‏الحديد، ج2، ص255.
  9. راجع: ابن أبي الحديد، ص256.
  10. راجع: الأعراف 176.
  11. راجع: الجمعة 5.
  12. راجع: ابن أبي ‏الحديد، ج 2، ص 256.
  13. ابن مزاحم، ص545 وراجع أيضا: شهيدي، ص143 و ابن أبي ‏الحديد، المصدر أعلاه.
  14. البلاذري، ج2، ص342.


المصادر

  • آبي أبوسعد، من نثر الدر، وزاة الثقافة سورية، دمشق.
  • ابن أبي‏ الحديد، شرح نهج البلاغة تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، 1378هـ ق - 1959م. (نسخة متوفرة في القرص المدمج مكتبة أهل البيت، النسخة 2.0).
  • ابن أعثم، الفتوح، دارالندوة، بيروت.
  • ابن مزاحم، وقعة صفين، انتشارات بصيرتي، قم.
  • البلاذري،أانساب الاشراف، تحقيق محمد باقر المحمودي، موسسه الأعلمي، بيروت.
  • شهيدي، السيد جعفر، تاريخ تحليلي اسلام، تا پايان امويان[تاريخ الإسلام التحليلي، إلى نهاية الخلافة الأموية] مرکز نشر دانشكاهي، (الطبعة 46) طهران، 1390هـ ش.
  • الصغير، محمد حسين علي، الإمام علي عليه السلام قيادته سيرته في ضوء المنهج التحليلي، مؤسسة العارف للمطبوعات.
  • الطبري، تاريخ الطبري، موسسه الأعلمي، بيروت.