انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إبليس»

أُزيل ١ بايت ،  ١٣ مارس ٢٠١٨
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
سطر ٣٤: سطر ٣٤:


يطلق العرب كلمة [[الشيطان]] على كل كائن متمرد مهما كان جنسه ونوعه: الجن أو الإنس أو الحيوان،<ref>الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 15.</ref> وإبليس اسم علم للشيطان الذي وسوس لآدم،<ref>مکارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 163.</ref>  واستعمال الشيطان في إبليس غالب.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 7، ص 321؛ الآلوسي، روح المعاني، ج4، ص 202.</ref>
يطلق العرب كلمة [[الشيطان]] على كل كائن متمرد مهما كان جنسه ونوعه: الجن أو الإنس أو الحيوان،<ref>الحجتي، إبليس في القرآن والحديث، ص 15.</ref> وإبليس اسم علم للشيطان الذي وسوس لآدم،<ref>مکارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 163.</ref>  واستعمال الشيطان في إبليس غالب.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 7، ص 321؛ الآلوسي، روح المعاني، ج4، ص 202.</ref>
==إبليس، جن أو ملك؟==
هناك ثلاث نظريات في جنس إبليس:
'''إنه من الجن'''
ذهب جمع كثير من العلماء إلى أن إبليس من الجن، حیث قال [[الشيخ المفيد]]، إن [[الإمامية]] على هذا الرأي،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 189.</ref> كما قال [[الفخر الرازي]] إن [[المعتزلة]] ذهبوا إليه.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 213.</ref>
أقام هؤلاء العلماء أدلة<ref>العیاشي، تفسیر العیاشي، ج 1، ص 34؛ البحراني، البرهان، ج 1، ص 170؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 11، ص 144.</ref> على رأيهم، هي:
#بعض الأحاديث<ref>الميبدي، كشف الأسرار، ج 3، ص 570؛ الطوسي، التبيان، ج 1، ص 152؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج60، باب ذكر إبليس وقصصه، ح 47، و54، و55، و109، و133، و142.</ref>
#نص الآية: "{{قرآن|فَسجَدوا إِلاَّ إِبلیس کَانَ مِن الجِنِّ فَفَسقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ}}"<ref>الكهف، الآیة: 50.</ref>
#أن إبليس اعترف بأنه خلق من نار<ref>ص، الآية: 76.</ref> والجن هو الذي خلق من النار.<ref>الحجر، الآية: 27.</ref>
#أن إبليس [[الكبر|استكبر]] وعصى أمر ربه فلا يمكن أن يكون من [[الملائكة]]؛ لأن الملائكة معصومون ولا يعصون أمر ربهم أبدا.<ref>التحريم، الآية: 6.</ref>
وجمعه مع الملائكة من أجل أن عددهم كان غالبا<ref>الزمخشري، الكشاف، ج 1، ص 127.</ref> أو من أجل أنه كان مشغولا ب[[العبادة]] معهم.<ref>الزمخشري، الکشّاف، ج3، ص 91</ref>
'''إنه من الملائكة'''
ذهب جمع من العلماء إلى أن إبليس من الملائكة، منهم [[الشيخ الطوسي]].<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 150.</ref> ونسب الآلوسي هذا الرأي إلى أكثر [[الصحابة]] و[[التابعين]].<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.</ref> وقال هؤلاء إن إبليس كان قبل عصيانه من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة، وكان خازناً على الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض.<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 151.</ref>
أقام القائلون بهذه النظرية أدلة، هي:
#بعض الروايات.<ref>نهج البلاغة، الخطبة: 192، ص 386ـ 387؛ الطبري، جامع البيان، ج 1، ص 321.</ref>
#ظاهر آيات مثل: "{{قرآن|وإِذ قُلنَا لِلملَائِکةِ اسجُدوا}}"<ref>البقرة، الآية: 34.</ref>؛ فإنه لو لم يكن إبليس من الملائكة لما شمله أمر [[الله]]، وكان لإبليس ألا يسجد بهذه الذريعة.<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 153.</ref>
#استثناء إبليس من [[الملائكة]] في عدة من الآيات يدل على أنه كان منهم، وإلا يلزم أن نقول بأن الاستثناء منقطع وهو مجاز مخالف للظاهر.<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 153.</ref> مع أنه يستلزم تخصيص العمومات وهو أكثر محذورا من القول بأن إبليس من الملائكة.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 215؛ الطريحي، مجمع البحرين، ج 1، ص 239.</ref>
أجاب القائلون بهذه النظرية عن الاستدلال بالآية "{{قرآن|كان من الجنّ}}<ref>الكهف، الآية: 50.</ref> بأن الجن من أصناف الملائكة، ولعل منشأه حديث [[ابن عباس]]، الذي ذكر أن إبليس كان من قبيلة من الملائكة، كانت تسمى ب[[الجن]]، ولم يخلق من [[نار السموم]] إلا هذه القبيلة من الملائكة، والوجه في تسميتهم بالجن أنهم كان خزنة الجنة وقيل سموا بذلك؛ لاختفائهم عن العيون.<ref>الطبري، جامع البيان، ج 1، ص 322؛ الطوسين التبيان، ج 1، ص 152؛ الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.</ref> وأجابوا عن الاستدلال بعصمة الملائكة بأن المستفاد من آيات [[القرآن]] عصمة بعض الملائكة لا كلهم.<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 152.</ref>
'''إنه ملك ممسوخ'''
ذهب البعض إلى أن إبليس كان قبل عصيانه من الملائكة، وبعد عصيانه مسخ وصار من الجن،<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.</ref> وقال هؤلاء العلماء: معنى الآية: "{{قرآن|كان من الجن}}<ref>الكهف، الآية: 50.</ref> أنه صار من الجن. ومن الممكن أن كلام الزمخشري ناظر إلى هذه النظرية، ومن هنا فسرت الآية: "{{قرآن|فاخرجْ منها}}" بالخروج من الخلق الأولي أي أن إبليس كان في خلقه الأولي أبيض فاسودّ، وكان جميلا فقبح، وكان نورانيا فأظلم.<ref>الزمخشري، الكشاف، ج 4، ص 107.</ref>


==قصة إبليس==
==قصة إبليس==
سطر ٦٥: سطر ٩٢:


وقال الآخرون: إنه كان [[مؤمنا]]، فكفر بإبائه وامتناعه من السجود لآدم، ويطرح سؤال على هذا التفسير وهو: لماذا قال [[الله]] {{قرآن|وكان من الكافرين}}،<ref>البقرة، 34؛ ص: 74.</ref> بصيغة الماضي مع أنه كان مؤمنا؟ فتصدى هؤلاء للإجابة على هذا السؤال فقال بعضهم: لأن الله كان يعلم من الأزل إن إبليس سيكون من الكفار ومن هنا عبّر بالماضي فالكفر بالنسبة إلى علم الله ماض،<ref>الطبري، جامع البيان، ج 23، ص 220؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.</ref> وقال بعض آخر: إن "كان" استعملت بمعنى "صار" أي صار من الكافرين، وقال ثالث: إن التعبير ب"كان" بعد مضي زمن قليل أمر جائز ومتداول.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 237؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.</ref>
وقال الآخرون: إنه كان [[مؤمنا]]، فكفر بإبائه وامتناعه من السجود لآدم، ويطرح سؤال على هذا التفسير وهو: لماذا قال [[الله]] {{قرآن|وكان من الكافرين}}،<ref>البقرة، 34؛ ص: 74.</ref> بصيغة الماضي مع أنه كان مؤمنا؟ فتصدى هؤلاء للإجابة على هذا السؤال فقال بعضهم: لأن الله كان يعلم من الأزل إن إبليس سيكون من الكفار ومن هنا عبّر بالماضي فالكفر بالنسبة إلى علم الله ماض،<ref>الطبري، جامع البيان، ج 23، ص 220؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.</ref> وقال بعض آخر: إن "كان" استعملت بمعنى "صار" أي صار من الكافرين، وقال ثالث: إن التعبير ب"كان" بعد مضي زمن قليل أمر جائز ومتداول.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 237؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 191.</ref>
==إبليس، جن أو ملك؟==
هناك ثلاث نظريات في جنس إبليس:
'''إنه من الجن'''
ذهب جمع كثير من العلماء إلى أن إبليس من الجن، حیث قال [[الشيخ المفيد]]، إن [[الإمامية]] على هذا الرأي،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 189.</ref> كما قال [[الفخر الرازي]] إن [[المعتزلة]] ذهبوا إليه.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 213.</ref>
أقام هؤلاء العلماء أدلة<ref>العیاشي، تفسیر العیاشي، ج 1، ص 34؛ البحراني، البرهان، ج 1، ص 170؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 11، ص 144.</ref> على رأيهم، هي:
#بعض الأحاديث<ref>الميبدي، كشف الأسرار، ج 3، ص 570؛ الطوسي، التبيان، ج 1، ص 152؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج60، باب ذكر إبليس وقصصه، ح 47، و54، و55، و109، و133، و142.</ref>
#نص الآية: "{{قرآن|فَسجَدوا إِلاَّ إِبلیس کَانَ مِن الجِنِّ فَفَسقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ}}"<ref>الكهف، الآیة: 50.</ref>
#أن إبليس اعترف بأنه خلق من نار<ref>ص، الآية: 76.</ref> والجن هو الذي خلق من النار.<ref>الحجر، الآية: 27.</ref>
#أن إبليس [[الكبر|استكبر]] وعصى أمر ربه فلا يمكن أن يكون من [[الملائكة]]؛ لأن الملائكة معصومون ولا يعصون أمر ربهم أبدا.<ref>التحريم، الآية: 6.</ref>
وجمعه مع الملائكة من أجل أن عددهم كان غالبا<ref>الزمخشري، الكشاف، ج 1، ص 127.</ref> أو من أجل أنه كان مشغولا ب[[العبادة]] معهم.<ref>الزمخشري، الکشّاف، ج3، ص 91</ref>
'''إنه من الملائكة'''
ذهب جمع من العلماء إلى أن إبليس من الملائكة، منهم [[الشيخ الطوسي]].<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 150.</ref> ونسب الآلوسي هذا الرأي إلى أكثر [[الصحابة]] و[[التابعين]].<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.</ref> وقال هؤلاء إن إبليس كان قبل عصيانه من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة، وكان خازناً على الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض.<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 151.</ref>
أقام القائلون بهذه النظرية أدلة، هي:
#بعض الروايات.<ref>نهج البلاغة، الخطبة: 192، ص 386ـ 387؛ الطبري، جامع البيان، ج 1، ص 321.</ref>
#ظاهر آيات مثل: "{{قرآن|وإِذ قُلنَا لِلملَائِکةِ اسجُدوا}}"<ref>البقرة، الآية: 34.</ref>؛ فإنه لو لم يكن إبليس من الملائكة لما شمله أمر [[الله]]، وكان لإبليس ألا يسجد بهذه الذريعة.<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 153.</ref>
#استثناء إبليس من [[الملائكة]] في عدة من الآيات يدل على أنه كان منهم، وإلا يلزم أن نقول بأن الاستثناء منقطع وهو مجاز مخالف للظاهر.<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 153.</ref> مع أنه يستلزم تخصيص العمومات وهو أكثر محذورا من القول بأن إبليس من الملائكة.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 2، ص 215؛ الطريحي، مجمع البحرين، ج 1، ص 239.</ref>
أجاب القائلون بهذه النظرية عن الاستدلال بالآية "{{قرآن|كان من الجنّ}}<ref>الكهف، الآية: 50.</ref> بأن الجن من أصناف الملائكة، ولعل منشأه حديث [[ابن عباس]]، الذي ذكر أن إبليس كان من قبيلة من الملائكة، كانت تسمى ب[[الجن]]، ولم يخلق من [[نار السموم]] إلا هذه القبيلة من الملائكة، والوجه في تسميتهم بالجن أنهم كان خزنة الجنة وقيل سموا بذلك؛ لاختفائهم عن العيون.<ref>الطبري، جامع البيان، ج 1، ص 322؛ الطوسين التبيان، ج 1، ص 152؛ الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.</ref> وأجابوا عن الاستدلال بعصمة الملائكة بأن المستفاد من آيات [[القرآن]] عصمة بعض الملائكة لا كلهم.<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 152.</ref>
'''إنه ملك ممسوخ'''
ذهب البعض إلى أن إبليس كان قبل عصيانه من الملائكة، وبعد عصيانه مسخ وصار من الجن،<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.</ref> وقال هؤلاء العلماء: معنى الآية: "{{قرآن|كان من الجن}}<ref>الكهف، الآية: 50.</ref> أنه صار من الجن. ومن الممكن أن كلام الزمخشري ناظر إلى هذه النظرية، ومن هنا فسرت الآية: "{{قرآن|فاخرجْ منها}}" بالخروج من الخلق الأولي أي أن إبليس كان في خلقه الأولي أبيض فاسودّ، وكان جميلا فقبح، وكان نورانيا فأظلم.<ref>الزمخشري، الكشاف، ج 4، ص 107.</ref>
==حكمة خلق إبليس وإمهاله==
==حكمة خلق إبليس وإمهاله==
بعدما طرد إبليس من مقامه التمس من [[الله]] أن يُمهله إلى [[يوم القيامة]]، لكن الله أمهله إلى "'''الوقت المعلوم'''". وهذا ما ورد في هذه الآيات: {{قرآن|قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ}}،<ref>الحجر، الآية: 36 و37 و38.</ref> وفي بعض المصادر الحديثية،  ذكر أن إمهاله كان أجر عبادته الطويلة.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ص 178.</ref>
بعدما طرد إبليس من مقامه التمس من [[الله]] أن يُمهله إلى [[يوم القيامة]]، لكن الله أمهله إلى "'''الوقت المعلوم'''". وهذا ما ورد في هذه الآيات: {{قرآن|قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ}}،<ref>الحجر، الآية: 36 و37 و38.</ref> وفي بعض المصادر الحديثية،  ذكر أن إمهاله كان أجر عبادته الطويلة.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ص 178.</ref>
مستخدم مجهول