انتقل إلى المحتوى

القراءات الأربع عشرة

من ويكي شيعة

القراءات الأربع عشرة أو "الروايات الأربع عشرة"، عبارة عن أربع عشرة قراءة مختلفة من القرآن وُجِدَت استنادًا إلى قراءة القُرّاء السبعة. حتى القرن الرابع الهجري، ولأسباب ما مثل وجود مصاحف مختلفة بين المسلمين، وبدايات الخط العربي، وتدخّل أذواق قرّاء القرآن (الذين كانوا يعلّمون القرآن)، انتشرت قراءات متعدّدة للقرآن بين المسلمين. وفي هذا القرن اختار ابن مجاهد سبع قراءات من بين جميع القراءات، وأصبح قرّاؤها يُعرفون بالقرّاء السبعة. وبما أنّ كلّ واحدة من هذه القراءات السبع نُقِلَت بروايتين مختلفتين، فقد تكوّنت أربع عشرة قراءة متمايزة للقرآن.

ورد أنّ القراءات الأربع عشرة تختلف في نحو 1100 موضع. ويعدّ أهل السنّة وكذلك الشيعة جميع هذه الروايات الأربع عشرة صحيحة. واليوم تنتشر قراءة حفص عن عاصم بين المسلمين، وهذه الرواية هي المثبتة في المصاحف المطبوعة. ويرى بعضهم أنّ عاصم أخذ قراءته بواسطة واحدة عن الإمام عليعليه السلام.

تشكّل القراءات الأربع عشرة

حتى القرن الرابع الهجري، انتشرت قراءات متعدّدة للقرآن بين المسلمين؛ وذلك لأسباب متعددة مثل وجود مصاحف مختلفة، وبدائية الخط العربي، وعدم وجود النقط على الحروف، وخلوّ الحروف من الحركات، ووجود لهجات متنوّعة، وتدخّل أذواق قرّاء القرآن (الذين كانوا يعلّمون القرآن).[١]

وفي القرن الرابع الهجري، اختار ابن مجاهد، وهو أستاذ علماء القراءات في بغداد، سبع قراءات من بين جميع القراءات، وأصبح قرّاؤها يُعرفون بالقرّاء السبعة. وبعد ذلك اختار علماء القراءات من بين الروايات الموجودة لكلّ قراءة من القراءات السبع روايتين أكثر دقّة من غيرهما، فشاعت بين المسلمين أربع عشرة رواية لقراءة القرآن.[٢]

الفرق بين القراءات الأربع عشرة والروايات الأربع عشرة

تذكر مصادر علوم القرآن أربع عشرة قراءة للقرآن،[٣] ولا ينبغي الخلط بينها وبين الروايات الأربع عشرة. فالمقصود بالقراءات الأربع عشرة هو مجموع قراءات القرّاء السبعة، مضافًا إليها سبع قراءات أخرى أُلحقت لاحقًا.[٤] وكلّ واحدة من هذه القراءات الأربع عشرة نُقلت بروايتين، فكوّنت في المجموع 28 رواية للقرآن، وأمّا الروايات الأربع عشرة فهي خاصة بالروايات التي وصلت من قراءات القرّاء السبعة، وانتشرت بين المسلمين.[٥]

القراءات السبع

القرّاء الذين نُقلت عنهم الروايات الأربع عشرة هم:

  1. عبد الله بن عامر الدمشقي (وفاة: 118هـ)
  2. عبد الله بن كثير المكي (وفاة: 120هـ)
  3. أبو عمرو بن العلاء المازني (وفاة: 154هـ)
  4. نافع بن عبد الرحمن (وفاة: 169هـ)
  5. عاصم بن أبي النجود (وفاة: 128هـ)
  6. حمزة بن حبيب الكوفي (وفاة: 156هـ)
  7. علي بن حمزة الكسائي (وفاة: 189هـ)[٦]

اختلافات القراءات

بحسب كتاب "التيسير في القراءات السبع" لأبي عمرو الداني، هناك نحو 1100 اختلاف في القراءات، وأكثرها يرجع إلى الإدغام أو الإظهار أو اختلاف ضمائر الغائب والحاضر في الأفعال المضارعة.[٧] ومن أمثلة الاختلاف في سورة الفاتحة:

  • «مالِك/مَلِك»: قرأها عاصم والكسائي "مالِك"، وقرأها باقي القرّاء "مَلِك".[٨]
  • «صِراط/سِراط»: قرأها ابن كثير بالسين «سراط» (بمعنى الطريق السهل)،[٩] وقرأها حمزة بصوت بين السين والزاي، وقرأها غيرهم بالصاد «صراط».[١٠]
  • «عَلَیهِم»: قرأها حمزة بضمّ الهاء «عَلَیهُم»، وقرأها ابن كثير ونافع «عَلَیهِمو»، وقرأها الآخرون بالصيغة المشهورة «عَلَیهِم».[١١]

رواة الروايات الأربع عشرة

بما أنّ حفص بن عمر الدوري روى عن قراءين اثنين، فإنّ الروايات الأربع عشرة لها ثلاثة عشر راوياً،[١٢] وهذه هي الروايات ورُواتها:

  1. رواية هشام بن عمّار (153-245هـ) عن عبد الله بن عامر الدمشقي؛
  2. رواية ابن ذكوان (173-242هـ) عن عبد الله بن عامر الدمشقي؛
  3. رواية أحمد بن محمد البزّي (170-250هـ) عن ابن كثير المكي؛
  4. رواية أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن (قُنبل) (195-291هـ) عن ابن كثير المكي؛
  5. رواية حفص بن سليمان (90-180هـ) عن عاصم بن أبي النجود؛
  6. رواية شعبة بن عيّاش (95-194هـ) عن عاصم بن أبي النجود؛
  7. رواية حفص بن عمر الدوري (وفاة: 246هـ) عن أبي عمرو؛
  8. رواية السوسي (وفاة: 261هـ) عن أبي عمرو؛
  9. رواية خلاد بن خالد الشيباني (142-220هـ) عن حمزة بن حبيب؛
  10. رواية خلف بن هشام البزّاز (150-220هـ) عن حمزة بن حبيب؛
  11. رواية عثمان بن سعيد المصري (وَرَش) (110-197هـ) عن نافع بن عبد الرحمن؛
  12. رواية عيسى بن مينا (قالون) (120-220هـ) عن نافع بن عبد الرحمن؛
  13. رواية ليث بن خالد (وفاة: 240هـ) عن علي بن حمزة الكسائي؛
  14. رواية حفص بن عمر الدوري (وفاة: 246هـ) عن علي بن حمزة الكسائي.[١٣]

أشهر الروايات

بحسب ما ذكره محمد هادي معرفة، فإنّ أشهر القراءات عبر العصور كانت قراءة عاصم برواية حفص.[١٤] وقد عُدّت هذه القراءة شيعية خالصة؛ لأنّ حفصًا كان من أصحاب الإمام الصادقعليه السلام، وعاصمًا من كبار شيعة الكوفة.[١٥] وبحسب كتاب التمهيد، فإنّ عاصم أخذ قراءته بواسطة واحدة عن الإمام عليعليه السلام.[١٦] ومع ذلك، فإنّ فقهاء الشيعة يجيزون قراءة القرآن والصلاة بغيرها من القراءات المتداولة أيضًا.[١٧]

وصلات خارجية

الهوامش

  1. معرفة، التمهيد، ج2، ص10، 12، 16، 25.
  2. الخرَّمشاهي، حافظ‌نامه، ص447.
  3. انظر: شريعت، چهارده روایت در قرائت قرآن مجید، ص15-39؛ ناصحيان، علوم قرآني در مکتب أهل بیت، ص199، 200.
  4. انظر: معرفة، التمهيد، ج2، ص226، 227.
  5. الخرَّمشاهي، حافظ‌نامه، ص447.
  6. معرفة، التمهيد، ج2، ص228.
  7. خرَّمشاهي، حافظ‌نامه، ص445-446.
  8. شريعت، چهارده‌ روایت در قرائت قرآن مجید، ص45.
  9. الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة «السرط».
  10. شريعت، چهارده‌ روایت در قرائت قرآن مجید، ص46.
  11. شريعت، چهارده‌ روایت در قرائت قرآن مجید، ص46-47.
  12. الخرَّمشاهي، حافظ‌نامه، ص448.
  13. معرفت، التمهيد، ج2، ص228.
  14. معرفت، التمهيد، ج2، ص231.
  15. معرفت، التمهيد، ج2، ص240.
  16. معرفت، التمهيد، ج2، ص240.
  17. ناصحيان، علوم قرآني در مکتب أهل بیت، ص199.

المصادر والمراجع

  • الخرمشاهي، بهاء الدين، حافظ‌نامه، طهران، سروش، الطبعة الثانية عشرة، 1380ش.
  • الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن، بيروت، دار القلم، الطبعة الأولى، د.ت.
  • سعيدي، علي، «قرائت قرآن در چهارده روایت وتضمین حافظ»، علوم إسلامي، العدد 12، 1387ش.
  • شريعت، محمد جواد، چهارده روایت در قرائت قرآن مجید، طهران، أساطير، الطبعة الأولى، 1386ش.
  • معرفة، محمد هادي، التمهید في علوم القرآن، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولى، 1412هـ.
  • ناصحيان، علي أصغر، علوم قرآني در مکتب أهل بیت، مشهد، جامعة علوم إسلامي رضوي، الطبعة الأولى، 1389ش.