ابن السكون الحلي

من ويكي شيعة
ابن السكون الحلي
كاتب وفقيه ومحدث شيعي
تاريخ ولادة530هـ
تاريخ وفاة600هـ
مكان وفاةمكة
دفنمكة
إقامةالحلة
تأثرابن الخشاب وابن العصار
دينالإسلام
مذهبالشيعة
أعمال بارزةتصحيح الصحيفة السجادية والمصباح الكبير والمصباح الصغير للشيخ الطوسي والأمالي للشيخ الصدوق


ابن السكون هو علي بن محمد بن علي الحلي (530هـ ـ 600هـ)، كاتب، وفقيه، ومحدث شيعي. وفضلا عن النحو واللغة والأدب والبلاغة، تفقه على الفقه الإمامي وبرع فيه ودرسه. قام بتصحيح الصحيفة السجادية والمصباح الكبير والمصباح الصغير للشيخ الطوسي والأمالي للشيخ الصدوق. و قيل إنّه نظم الشعر؛ مع أن أغلب علماء الشيعة يرونه من الشيعة إلا أن هناك خلافا في تحديد مذهبه.

حياته

لا تتوفر لدينا أية معلومات عن تفاصيل حياته، لا سيّما في أواخر عمره و استشف بعض المعاصرين مما جاء في ترجمته أنّه عاش في أواخر حياته مجاورا لمكة و هو رجل غريب لا أهل له هناك و لا عشيرة[١].

النسب

دعي بهذا الاسم نسبة إلى جدّه الأكبر السَّكون (أو السُّكون)، وأسمته بعض المصادر المتأخرة السّكوني أيضا.[٢] كان والده من العلماء والمحدثين المعروفين في عصره.[٣]

الولادة والطفولة

أمضى فترة طفولته وصباه في مسقط رأسه الحلة الواقعة بين بغداد والكوفة والتي كانت موطن أجداده قديما.[٤]

أساتذته

ربما درس ابن سكون على أبيه مقدمات العلوم إبّان طفولته وصباه. قدم بغداد أيام شبابه وأقام بها طالبا للعلم، فقرأ النحو على ابن الخشاب واللغة على ابن العصار حتى برع فيهما.

المكانة العلمية

وقد مدحه معاصروه مدحا بليغا لتبحّره بالفنون الأدبية ونبوغه المفرط في حفظ اللغة.[٥] وفضلا عن النحو واللغة والأدب والبلاغة، فقد تفقه على مذهب الشيعة أيضا وبرع فيه ودرّسه.

من بغداد إلى الشام

أما المخطوطات القيّمة التي وصلتنا منه فقد كتبها خلال إقامته في بغداد، حيث لم يلبث طويلا فيها وبعد فترة سافر إلى المدينة وأقام بها وأصبح كاتبا لدى أميرها، ثم ترك المدينة بعد مدة وقدم الشام ودخل بلاط صلاح الدين الأيوبي ومدحه.

ترك بغداد

ولا نعرف لماذا ترك ابن السكون بغداد التي نال فيها الجاه والجلال، فهل كان يبحث عن أمير كريم يهبه المال والثروة، أم أنّه فرّ منها بسبب الأذى الذي كان يتعرض له الشيعة فيها؟ وما يدعونا إلى احتمال الرأي الأخير، التهمة التي ألصقها به معاصره ياقوت[٦] بأنه كان نُصيريا، ويتفق ابن النجار (ن.ص) مع ياقوت في رأيه هذا، رغم أنّه قد وصفه بالتدين والعبادة وكثرة الصلاة بالليل، في حين أنّ النصيرية[٧] فرقة ملحدة من وجهة نظر بعض العلماء.

هذا وقد فنّد علماء الرجال الشيعة هذه التهمة بالأدلة والحجج.[٨]

نظم الشعر

وكان ابن السكون ينظم الشعر أيضا وتمتاز مقطوعاته الشعرية التي أوردتها المصادر برقة ذوقه. قال عنه ياقوت[٩] "وكان يجيد قول الشعر" إلا أنّه لم يذكر شيئا منه وأورد ابن النجار أبياتا من شعره.[١٠]

آثاره

نسخ الكتب

ذكر ياقوت[١١] نقلا عن شاعر عاصر ابن السكون أنّ له تصانيف، إلا أنّ كافة المصادر القريبة من عصره لم تنسب أي كتاب أو رسالة له. و يمكن القول إنّه كتب كثيرا من الآثار بدقة بالغة و خط جميل لحرصه على تصحيح المتون و تحريرها مما دعا إلى الظنّ بأنّها من تأليفه، و يبدو أنّه كان يتردد في التحرير والتصحيح، فلم يكتب إلا ما وعاه قلبه و فهمه لبّه (ياقوت، ج15، ص 75). و كان حريصا على دقّة الكلمات و نقل صحيح العبارات (أفندي، ج4، ص 243).

و من آثاره المخطوطة، نسخة من الصحيفة السجادية[١٢] وهي تختلف كثيرا عن النسخ المتداولة المشهورة، كما نسخ كتابي المصباح الكبير والمصباح الصغير للشيخ الطوسي.[١٣] و له أيضا نسخة نفيسة من كتاب الأمالي للشيخ الصدوق انتهى منها في 14 ذي الحجة 563، كانت محفوظة في مكتبة المحدث القمي.[١٤]

تصوَّر بعض المعاصرين خطأً أنّه صنّف كتابي ضبط اختلافات الصحيفة السجادية، واختلافات نسخ المصباح الصغير،[١٥] في حين ذكرت المصادر أنّ جماعة من علماء الشيعة ضبطوا تلك الإختلافات عن النسخة التي كانت بخطه.[١٦] و توجد له إجازة بخطه كتبها لشمس الدين محمد بن علي بن الحسين العاملي، جد الشيخ البهائي الأعلى، يجيزه فيها برواية الصحيفة السجادية.[١٧]

اهتمام المجلسي بنسخته

و يشير المجلسي في مقدمة شرحه للصحيفة أنّه اختار لشرحه نسخة شمس الدين محمد العاملي التي نقلها بواسطة واحدة عن الصحيفة السجادية بخط ابن السكون.[١٨]

الشعر

أما فيما يتعلق بالشعر، فقد روى عنه في المصادر الموجودة 30 بيتا فقط، روى ابن النجار 25 بيتا منها عن خريدة القصر، وروى له مؤلف أعيان الشيعة عن كتاب الطليعة في شعراء الشيعة للشيخ محمدالسماوي (مخطوط) بيتين في مدح الإمام علي (ع).[١٩]

الهوامش

  1. حمد كمال الدين، ج1، ص 132
  2. ظ: أفندي، ج4، ص 239؛ عبدالعزيز، ج1، ص 156؛ الدجيلي، ج2، ص 55؛ حمد كمال الدين، ج1، ص 131؛ البغدادي، ج1، ص 704
  3. أفندي، ج4، ص 241
  4. ظ: ابن النجار، ج4، ص 88؛ قا: ياقوت، ج15، ص 75
  5. ياقوت، ج15، ص 75؛ ابن النجار، ج4، ص 88ـ89
  6. ياقوت، ج15، ص 75
  7. ظ: النوبختي، ص 78؛ الشهرستاني، ج1، ص 188ـ189
  8. أفندي، ج4، ص 243؛ الصدر، تأسيس، ص 126؛ الخاقاني، ج4، ص 252
  9. ياقوت، ج15، ص 75
  10. ج4، ص 89ـ92
  11. ج15، ص 75
  12. آقا بزرك، ص 115
  13. أفندي، ج4، ص 242
  14. القمي، ص 327
  15. كحالة، ج7، ص 229
  16. أفندي، ج4، ص242؛ النوري، ج3، ص 483
  17. ظ: الصدر، تكملة، ص 356ـ357؛ نص الإجازة
  18. المجلسي، الفرائد، ص 9، بحار، ج107، ص 60
  19. ابن النجار، ج4، ص 89ـ92؛ الأمين، ج8، ص 314

المصادر

  1. آقا بزرك، طبقات أعلام الشيعة (القرن السابع)، تقـ: علي نقي منزوي، بيروت، 1972م
  2. ابن النجار، محمد، ذيل تاريخ بغداد، تقـ: قيصر فرح، حيدر آباد الدكن، 1404هـ/ 1985م
  3. أفندي، عبدالله، رياض العلماء، تقـ: أحمد الحسيني، قم، 1401هـ
  4. الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تقـ: حسن الأمين، بيروت، 1403هـ/ 1983م
  5. البغدادي، هدية
  6. حمد كمال الدين، هادي، فقهاء الفيحاء أو تطور الحركة الفكرية في الحلة، بغداد، 1962م
  7. الخاقاني، علي، شعراء الحلة أو البابليات، النجف، 1372هـ/ 1952م
  8. الدجيلي، عبد الصاحب عمران، أعلام العرب في العلوم والفنون، النجف، 1386هـ/1966م
  9. الشهرستاني، محمد، الملل والنحل، تقـ: محمد سيد كيلاني، بيروت، دار المعرفة
  10. الصدر، حسن، تأسيس الشيعة، طهران، منشورات الأعلمي
  11. الصدر، حسن، تكملة أمل الآمل، تقـ: أحمد الحسيني، قم، 1406هـ
  12. عبد العزيز، دائرة المعارف الإسلامية، طهران
  13. القمي، عباس، الفوائد الرضوية، طهران، 1327ش
  14. كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفين، بيروت، 1957م
  15. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، 1403هـ/1983م
  16. المجلسي، محمد باقر، الفرائد الطريفة في شرح الصحيفة الشريفة، تقـ: مهدي رجائي، أصفهان، 1407هـ
  17. النوبختي، الحسن، فرق الشيعة، تقـ: هـ.ريتر، إستانبول، 1931م
  18. النوري، الميرزا حسين، مستدرك الوسائل، طهران، 1318ـ1321هـ
  19. ياقوت، الأدباء

الوصلات الخارجية