مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الرجعة»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٣: | سطر ٣٣: | ||
* إنّ هذه الفكرة لها تطبيقات في الاُمم والنبوات السابقة على الإسلام وقد حكى [[القرآن الكريم]] هذه التطبيقات بنحو مؤكد ، مما يدلّل بوضوح على أنّ فكرة [[الرجعة]] ليست أنها لا تتصادم مع العقيدة الإسلامية فحسب ، بل إنها من متطلباتها ومستلزماتها ، ذلك أن القرآن الكريم لا يحدّث بما ينافي [[التوحيد]]، بل لا يأتي إلاّ بما يدعم قضية التوحيد ويؤكد على ما فيه، والملاحظ للقرآن الكريم يجد أنه لا يكتفي بإشارة عابرة واحدة الى حصول مسألة [[الرجعة]] وتحققها في الاُمم السابقة على الاسلام ، بل يكرر هذه الإشارة بالنحو الذي يفيد أنه يريد التأكيد عليها ، مما يدل على أن فكرة [[الرجعة]] تعود بنفع مؤكد على التوحيد. ففي سورة البقرة نقرأ قوله تعالى: «'''ألم ترَ الى الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر الموت فقال لهم اللّه موتوا ثمّ أحياهم إن اللّه لذوفضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون'''».<ref>البقرة : 243</ref> | * إنّ هذه الفكرة لها تطبيقات في الاُمم والنبوات السابقة على الإسلام وقد حكى [[القرآن الكريم]] هذه التطبيقات بنحو مؤكد ، مما يدلّل بوضوح على أنّ فكرة [[الرجعة]] ليست أنها لا تتصادم مع العقيدة الإسلامية فحسب ، بل إنها من متطلباتها ومستلزماتها ، ذلك أن القرآن الكريم لا يحدّث بما ينافي [[التوحيد]]، بل لا يأتي إلاّ بما يدعم قضية التوحيد ويؤكد على ما فيه، والملاحظ للقرآن الكريم يجد أنه لا يكتفي بإشارة عابرة واحدة الى حصول مسألة [[الرجعة]] وتحققها في الاُمم السابقة على الاسلام ، بل يكرر هذه الإشارة بالنحو الذي يفيد أنه يريد التأكيد عليها ، مما يدل على أن فكرة [[الرجعة]] تعود بنفع مؤكد على التوحيد. ففي سورة البقرة نقرأ قوله تعالى: «'''ألم ترَ الى الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر الموت فقال لهم اللّه موتوا ثمّ أحياهم إن اللّه لذوفضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون'''».<ref>البقرة : 243</ref> | ||
ونقرأ أيضاً قوله تعالى: « '''وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى اللّه جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ، ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون'''»<ref>البقرة : 55 ـ 56</ref> وفيها روى المفسرون ـ ومنهم الطبري ـ أنهم ماتوا جميعاً بعد قولهم ذلك وأن [[موسى]] لم يزل يناشد ربه عزّ وجل ويطلب منه إحيائهم حتى رد إليهم أرواحهم.<ref>تفسير الطبري 1 :290 ـ 293</ref> | ونقرأ أيضاً قوله تعالى: « '''وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى اللّه جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ، ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون'''»<ref>البقرة : 55 ـ 56</ref> وفيها روى المفسرون ـ ومنهم الطبري ـ أنهم ماتوا جميعاً بعد قولهم ذلك وأن [[موسى]] لم يزل يناشد ربه عزّ وجل ويطلب منه إحيائهم حتى رد إليهم أرواحهم.<ref>تفسير الطبري 1 :290 ـ 293</ref> | ||
ونقرأ أيضاً قوله تعالى: « '''أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه اللّه بعد موتها فأماته اللّه مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه وانظر الى حمارك ولنجعلك آيةً للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبيّن له قال أعلم أنّ اللّه على كل شيء قدير'''».<ref>البقرة : 259</ref> | ونقرأ أيضاً قوله تعالى: « '''أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه اللّه بعد موتها فأماته اللّه مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه وانظر الى حمارك ولنجعلك آيةً للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبيّن له قال أعلم أنّ اللّه على كل شيء قدير'''».<ref>البقرة : 259</ref> | ||
سطر ٦٣: | سطر ٦١: | ||
* قوله تعالى: « '''ويوم نحشر من كل اُمة فوجاً ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون'''»،<ref>النمل : 83</ref> فهذه الآية تتحدث عن حشر سوف يكون لبعض الناس، ومثل هذا الحشر لا يمكن أن يكون حشر [[يوم القيامة]]، لأن الحشر فيه يكون عامّاً، فما معنى التخصيص ببعض الناس؟ خاصة وأن [[القرآن الكريم]] يذكر بعد ثلاث آيات من هذه الآية [[يوم القيامة]] بقوله: « '''ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه وكل أتوه داخرين'''» فعلامات [[يوم القيامة]] واضحة في هذه الآية دون تلك ، ولو كانت الآية السابقة [[يوم القيامة|ليوم القيامة]] أيضاً لكانت الآية اللاحقة تكراراً بلا وجه. | * قوله تعالى: « '''ويوم نحشر من كل اُمة فوجاً ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون'''»،<ref>النمل : 83</ref> فهذه الآية تتحدث عن حشر سوف يكون لبعض الناس، ومثل هذا الحشر لا يمكن أن يكون حشر [[يوم القيامة]]، لأن الحشر فيه يكون عامّاً، فما معنى التخصيص ببعض الناس؟ خاصة وأن [[القرآن الكريم]] يذكر بعد ثلاث آيات من هذه الآية [[يوم القيامة]] بقوله: « '''ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه وكل أتوه داخرين'''» فعلامات [[يوم القيامة]] واضحة في هذه الآية دون تلك ، ولو كانت الآية السابقة [[يوم القيامة|ليوم القيامة]] أيضاً لكانت الآية اللاحقة تكراراً بلا وجه. | ||
* قوله تعالي: « '''كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون'''»<ref>البقرة : 28</ref>ووجه الاستدلال أنه تعالى ذكر حياتين للإنسان وبعدهما رجوع إليه ، الحياة الاُولى هي الحياة الدنيا، والحياة الثانية « '''ثم يحييكم'''» تكون بين الحياة الاُولى وبين الرجوع إليه سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن تكون هذه إلا [[الرجعة]]. | * قوله تعالي: « '''كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون'''»<ref>البقرة : 28</ref>ووجه الاستدلال أنه تعالى ذكر حياتين للإنسان وبعدهما رجوع إليه ، الحياة الاُولى هي الحياة الدنيا، والحياة الثانية « '''ثم يحييكم'''» تكون بين الحياة الاُولى وبين الرجوع إليه سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن تكون هذه إلا [[الرجعة]]. | ||
سطر ٧٢: | سطر ٦٩: | ||
قال بعضهم: إنّ المراد من الآية هو: أنه خلقهم أمواتاً قبل الحياة !! ولكن هذا لا يستقيم مع لغة العرب ، فالذي خلقهم اللّه لا يقال عنهم أمواتا قبل أن يولدوا. | قال بعضهم: إنّ المراد من الآية هو: أنه خلقهم أمواتاً قبل الحياة !! ولكن هذا لا يستقيم مع لغة العرب ، فالذي خلقهم اللّه لا يقال عنهم أمواتا قبل أن يولدوا. | ||
وقال آخرون: الموتة الثانية تكون بعد حياتهم في القبور للمساءلة!! | وقال آخرون: الموتة الثانية تكون بعد حياتهم في القبور للمساءلة!! | ||
سطر ١٠٦: | سطر ١٠٢: | ||
تواجه فكرة الرجعة عدّة أسئلة تتطلب إجابات واضحة، وهي: | تواجه فكرة الرجعة عدّة أسئلة تتطلب إجابات واضحة، وهي: | ||
* '''السوال الأول''' | * '''السوال الأول''' | ||
إن عقيدة الرجعة تفضي الى القول [[التناسخ|بالتناسخ]] الباطل بالضرورة لدى المسلمين؟ | إن عقيدة الرجعة تفضي الى القول [[التناسخ|بالتناسخ]] الباطل بالضرورة لدى المسلمين؟ | ||
سطر ١٢٠: | سطر ١٠٩: | ||
وقد تواترت الأخبار عن [[الأئمة عليهم السلام]] في بطلان التناسخ ، وأكد علماء [[الإمامية]] قديماً وحديثاً على ذلك، وأنّه يؤدي الى الكفر، وقد فرّق [[أبو الحسن الأشعري]] في كتابه ([[مقالات الإسلاميين (كتاب)|مقالات الإسلاميين]]) بين قول الإمامية بالرجعة وبين القول بالتناسخ الذي ذهب إليه [[الغلو|الغلاة]] والزنادقة المنكرون للقيامة.<ref>انظر مقالات الإسلاميين 1:114</ref> | وقد تواترت الأخبار عن [[الأئمة عليهم السلام]] في بطلان التناسخ ، وأكد علماء [[الإمامية]] قديماً وحديثاً على ذلك، وأنّه يؤدي الى الكفر، وقد فرّق [[أبو الحسن الأشعري]] في كتابه ([[مقالات الإسلاميين (كتاب)|مقالات الإسلاميين]]) بين قول الإمامية بالرجعة وبين القول بالتناسخ الذي ذهب إليه [[الغلو|الغلاة]] والزنادقة المنكرون للقيامة.<ref>انظر مقالات الإسلاميين 1:114</ref> | ||
* '''السوال الثاني''' | |||
* '''السوال | |||
إن عقيدة الرجعة أدّت الى ظهور اليهودية في [[الشيعة|التشيع]] ، وهذا ما قاله [[أحمد أمين]] في كتابه «[[فجر الاسلام (كتاب)|فجر الاسلام]]». | إن عقيدة الرجعة أدّت الى ظهور اليهودية في [[الشيعة|التشيع]] ، وهذا ما قاله [[أحمد أمين]] في كتابه «[[فجر الاسلام (كتاب)|فجر الاسلام]]». | ||
سطر ١٢٩: | سطر ١١٧: | ||
والرجعة ليست من هذا الصنف ، إذ قد تحدّث عنها القرآن في آيات متعددة ، وقدم لنا منها نماذج مختلفة. | والرجعة ليست من هذا الصنف ، إذ قد تحدّث عنها القرآن في آيات متعددة ، وقدم لنا منها نماذج مختلفة. | ||
* '''السوال | * '''السوال الثالث''' | ||
كيف يجتمع القول بالرجعة مع قوله تعالى: « '''وحرام على قرية أهلكناها انّهم لا يرجعون'''»<ref>الأنبياء : 95</ref> فهذه الآية تقرر عدم رجوع الظالمين ، فإذا قلنا برجوع بعضهم يكون ذلك مخالفاً للآية الكريمة؟ | كيف يجتمع القول بالرجعة مع قوله تعالى: « '''وحرام على قرية أهلكناها انّهم لا يرجعون'''»<ref>الأنبياء : 95</ref> فهذه الآية تقرر عدم رجوع الظالمين ، فإذا قلنا برجوع بعضهم يكون ذلك مخالفاً للآية الكريمة؟ | ||
سطر ١٣٦: | سطر ١٢٤: | ||
إن القول بالرجعة لا يعارض هذه الآية، إذ تتحدث هذه الآية عن نوع خاص من الظالمين ، وهم الذين اُهلكوا في هذه الدنيا ، ونالوا عقوبة سماوية فيها. أما الظالمون الذين رحلوا عن الدنيا بلا عقوبة ولا مؤاخذة فالآية ساكتة عنهم ، ولعل سكوتها عنهم يفيد نوعاً من الامضاء لفكرة رجعتهم ، أو رجعة بعضهم ، ممن يختاره اللّه للرجعة منهم. | إن القول بالرجعة لا يعارض هذه الآية، إذ تتحدث هذه الآية عن نوع خاص من الظالمين ، وهم الذين اُهلكوا في هذه الدنيا ، ونالوا عقوبة سماوية فيها. أما الظالمون الذين رحلوا عن الدنيا بلا عقوبة ولا مؤاخذة فالآية ساكتة عنهم ، ولعل سكوتها عنهم يفيد نوعاً من الامضاء لفكرة رجعتهم ، أو رجعة بعضهم ، ممن يختاره اللّه للرجعة منهم. | ||
* '''النتيجة''' | * '''النتيجة''' | ||
الرجعة ليست مستحيلة في نفسها وليست مخالفة لمبدأ التوحيد ، بل هي مظهرة لقدرة اللّه المطلقة ، هذا من ناحية..، ومن ناحية اُخرى فإنّ نماذج متعددة للرجعة قد وقعت فعلاً ، وقد تحدث عنها القرآن الكريم.. كما آمن أعلام الإسلام بعودة بعض الأموات الى الدنيا بعد تحقق موتهم.. ومن ناحية ثالثة فقد تظافرت بها الأخبار عن أعدال القرآن ـ أهل بيت النبي {{صل}} بعد ما أمكن الاستدلال بمجموعة من الآيات القرآنية على إثباتها، فهي كبعض أشراط الساعة ، وكنوع من المعاد الذي يستبعده الكافرون ، وبعد فهي ليست من الاُصول التي يبتني عليها الدين أو المذهب [[الشيعة|الشيعي]] . | الرجعة ليست مستحيلة في نفسها وليست مخالفة لمبدأ التوحيد ، بل هي مظهرة لقدرة اللّه المطلقة ، هذا من ناحية..، ومن ناحية اُخرى فإنّ نماذج متعددة للرجعة قد وقعت فعلاً ، وقد تحدث عنها القرآن الكريم.. كما آمن أعلام الإسلام بعودة بعض الأموات الى الدنيا بعد تحقق موتهم.. ومن ناحية ثالثة فقد تظافرت بها الأخبار عن أعدال القرآن ـ أهل بيت النبي {{صل}} بعد ما أمكن الاستدلال بمجموعة من الآيات القرآنية على إثباتها، فهي كبعض أشراط الساعة ، وكنوع من المعاد الذي يستبعده الكافرون ، وبعد فهي ليست من الاُصول التي يبتني عليها الدين أو المذهب [[الشيعة|الشيعي]] . | ||
سطر ١٤٣: | سطر ١٣١: | ||
== الهوامش == | == الهوامش == | ||
{{مراجع|2}} | {{مراجع|2}} | ||
== المصادر == | == المصادر == | ||
سطر ١٥٢: | سطر ١٣٨: | ||
{{المهدوية}} | {{المهدوية}} | ||
{{عقائد الشيعة}} | {{عقائد الشيعة}} | ||