مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الرجعة»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{معتقدات الشيعة}} | {{معتقدات الشيعة}} | ||
'''الرجعة''' كاصطلاح هي بمعنى رجوع الحجج الإلهية و [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة الطاهرين]] وثلة من المؤمنين وغيرهم إلى الدنيا بعد قيام دولة [[المهدي]]. | '''الرجعة''' كاصطلاح هي بمعنى رجوع الحجج الإلهية و [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة الطاهرين]] وثلة من المؤمنين وغيرهم إلى الدنيا بعد قيام دولة [[المهدي]]. | ||
وقد فسرها البعض برجوع دولة الحق لا رجوع الأموات إلى الدنيا وهو تفسير لا يقول به مشهور [[الامامية]] . | وقد فسرها البعض برجوع دولة الحق لا رجوع الأموات إلى الدنيا وهو تفسير لا يقول به مشهور [[الامامية]] . | ||
سطر ١٤: | سطر ١٣: | ||
والرأي الأوّل هو الشائع بين جمهور [[الإمامية]] أخذاً بما جاء من روايات مروية عن أهل [[أهل البيت|البيت]] {{هما}} منذ عهد [[الشيخ الصدوق]] و[[الشيخ المفيد]] و[[السيد المرتضى]] و[[الشيخ الطوسي]] وحتى [[العلاّمة المجلسي]] و[[الحر العاملي]] ، وإلى الفقهاء والعلماء المعاصرين. | والرأي الأوّل هو الشائع بين جمهور [[الإمامية]] أخذاً بما جاء من روايات مروية عن أهل [[أهل البيت|البيت]] {{هما}} منذ عهد [[الشيخ الصدوق]] و[[الشيخ المفيد]] و[[السيد المرتضى]] و[[الشيخ الطوسي]] وحتى [[العلاّمة المجلسي]] و[[الحر العاملي]] ، وإلى الفقهاء والعلماء المعاصرين. | ||
== | == عند الشيعة == | ||
الرجعة من اعتقادات [[الشيعة]] غير الضرورية، بمعنى أنّ منكرها لا يخرج عن المذهب الشيعي، بخلاف الضروريات التي إذا لم يعتقد بها شخص يخرج عن المذهب الشيعي كما في إمامة و<nowiki/>[[العصمة|عصمة]] [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|أئمة أهل البيت عليهم السلام]]. | الرجعة من اعتقادات [[الشيعة]] غير الضرورية، بمعنى أنّ منكرها لا يخرج عن المذهب الشيعي، بخلاف الضروريات التي إذا لم يعتقد بها شخص يخرج عن المذهب الشيعي كما في إمامة و<nowiki/>[[العصمة|عصمة]] [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|أئمة أهل البيت عليهم السلام]]. | ||
سطر ٢٣: | سطر ٢٢: | ||
ومن هذا المنطلق الأخير وجدنا أن بعض علماء [[الإمامية]] أنفسهم، ممّن لم تبلغ لديهم دلالة نصوص [[الرجعة]] حدّ القطع بهذا المعنى المشهور، قد ذهبوا الى تفسيرها على نحو لا يلزم منه عودة الحياة بعد الموت الى فريق من الناس قبل يوم القيامة، وإنّما فسرت الرجعة بمعنى عودة دولة الحق والعدل إلى أهله بظهور الإمام المهدي{{ع}}، وهزيمة الجور والظلم والطغيان.<ref>انظر، مجمع البيان 7:366 تفسير الآية 83 من سورة النمل</ref> | ومن هذا المنطلق الأخير وجدنا أن بعض علماء [[الإمامية]] أنفسهم، ممّن لم تبلغ لديهم دلالة نصوص [[الرجعة]] حدّ القطع بهذا المعنى المشهور، قد ذهبوا الى تفسيرها على نحو لا يلزم منه عودة الحياة بعد الموت الى فريق من الناس قبل يوم القيامة، وإنّما فسرت الرجعة بمعنى عودة دولة الحق والعدل إلى أهله بظهور الإمام المهدي{{ع}}، وهزيمة الجور والظلم والطغيان.<ref>انظر، مجمع البيان 7:366 تفسير الآية 83 من سورة النمل</ref> | ||
== أدلة | === أدلة إثباتها === | ||
إن عملية إثبات [[الرجعة]] والبرهنة عليها تمرّ بثلاث مراحل هي: | إن عملية إثبات [[الرجعة]] والبرهنة عليها تمرّ بثلاث مراحل هي: | ||
* '''إمكانها وعدم استحالتها''' | |||
وأفضل ما يثبت إمكانها بلحاظ الواقع هو أن [[الرجعة]] نوع من [[المعاد]] لا يختلف عنه شيئاً، سوى أن [[الرجعة]] معاد دنيوي يكون في آخر الزمان لبعض الناس وهم أئمة الإيمان ورؤوس الكفر ، والمعاد [[الرجعة|رجعة]] اُخروية شاملة لكل البشرية، وكل ما يؤتى به كدليل على إمكان [[المعاد]] عقلا يعدُّ بنفسه صالحاً لأن يكون دليلاً على إمكان الرجعة، أي مرحلة إمكان وقوعها، وأما إثبات تحقق الرجعة فهي تنحصر بأدلة الرجعة نفسها ، وهي أدلة نقلية متعددة. | وأفضل ما يثبت إمكانها بلحاظ الواقع هو أن [[الرجعة]] نوع من [[المعاد]] لا يختلف عنه شيئاً، سوى أن [[الرجعة]] معاد دنيوي يكون في آخر الزمان لبعض الناس وهم أئمة الإيمان ورؤوس الكفر ، والمعاد [[الرجعة|رجعة]] اُخروية شاملة لكل البشرية، وكل ما يؤتى به كدليل على إمكان [[المعاد]] عقلا يعدُّ بنفسه صالحاً لأن يكون دليلاً على إمكان الرجعة، أي مرحلة إمكان وقوعها، وأما إثبات تحقق الرجعة فهي تنحصر بأدلة الرجعة نفسها ، وهي أدلة نقلية متعددة. | ||
* '''عدم تصادمها مع العقيدة الإسلامية''' | |||
قد تكون الفكرة في نفسها ممكنة بلحاظ الواقع إلا أنّ الاعتقاد بها يتصادم أو يضعف جانباً معيناً من جوانب العقيدة الإسلامية ، فهل [[الرجعة]] متوفرة على هذا الإثبات؟ | قد تكون الفكرة في نفسها ممكنة بلحاظ الواقع إلا أنّ الاعتقاد بها يتصادم أو يضعف جانباً معيناً من جوانب العقيدة الإسلامية ، فهل [[الرجعة]] متوفرة على هذا الإثبات؟ | ||
سطر ٥٦: | سطر ٥٤: | ||
ومن مجموع ذلك نلاحظ تركيز [[القرآن الكريم]] على هذا المفهوم من خلال تأكيد وقوعه مرّة بعد اُخرى ، وفي أطوار مختلفة في استعراض وقائع حصلت في الاُمم السابقة الأمر الذي لابدّ وأن يكون من ورائه غرض يرمي [[القرآن الكريم]] الى تحقيقه ، ولابدّ أن يكون ذلك الغرض مما يعود الى قضية [[التوحيد]] والعقيدة بالنفع على نحو التعميق والتأكيد. | ومن مجموع ذلك نلاحظ تركيز [[القرآن الكريم]] على هذا المفهوم من خلال تأكيد وقوعه مرّة بعد اُخرى ، وفي أطوار مختلفة في استعراض وقائع حصلت في الاُمم السابقة الأمر الذي لابدّ وأن يكون من ورائه غرض يرمي [[القرآن الكريم]] الى تحقيقه ، ولابدّ أن يكون ذلك الغرض مما يعود الى قضية [[التوحيد]] والعقيدة بالنفع على نحو التعميق والتأكيد. | ||
* '''إثبات وقوعها في المستقبل''' | |||
بعد المرحلتين السابقتين يصل الدور إلى إثبات وقوع [[الرجعة]] في مستقبل الاُمةالإسلامية، لأن الإمكان شيء والوقوع شيء آخر. وليس كل امر ممكن هو | بعد المرحلتين السابقتين يصل الدور إلى إثبات وقوع [[الرجعة]] في مستقبل الاُمةالإسلامية، لأن الإمكان شيء والوقوع شيء آخر. وليس كل امر ممكن هو | ||
واقع أيضا. | واقع أيضا. | ||
سطر ٩٠: | سطر ٨٨: | ||
هذه جملة مختصرة مما استدل به على وقوع الرجعة في آخر الزمان ، ومهما أمكن التواضع العلمي بشأنها فإنها في الحد الأدنى تجعل الرجعة فكرة مقبولة، وبوسع المعارض أن يعارض بدليل، بل بوسعه المعارضة بدون دليل ، ولكن ليس مقبولاً من أحد أن يهزأ بأفكار الآخرين وقناعاتهم التي آمنوا بها عبر أدلة وبراهين. | هذه جملة مختصرة مما استدل به على وقوع الرجعة في آخر الزمان ، ومهما أمكن التواضع العلمي بشأنها فإنها في الحد الأدنى تجعل الرجعة فكرة مقبولة، وبوسع المعارض أن يعارض بدليل، بل بوسعه المعارضة بدون دليل ، ولكن ليس مقبولاً من أحد أن يهزأ بأفكار الآخرين وقناعاتهم التي آمنوا بها عبر أدلة وبراهين. | ||
== | == عند أهل السنة == | ||
والذي يقرأ كلمات المعارضين لمدرسة أهل البيت عليهم السلام في مسألة الرجعة يتصور أنهم أبعد ما يكونون عنها في تراثهم وخطهم الفكري ، ولكن الذي يطالع هذا التراث ويتأمل فيه يجد فيه الشيء الكثير من هذه الأخبار والروايات ، والتي تدلل على وجود اعتقاد لديهم بجوهر ومضمون فكرة الرجعة. | والذي يقرأ كلمات المعارضين لمدرسة أهل البيت عليهم السلام في مسألة الرجعة يتصور أنهم أبعد ما يكونون عنها في تراثهم وخطهم الفكري ، ولكن الذي يطالع هذا التراث ويتأمل فيه يجد فيه الشيء الكثير من هذه الأخبار والروايات ، والتي تدلل على وجود اعتقاد لديهم بجوهر ومضمون فكرة الرجعة. | ||
سطر ١٠٧: | سطر ١٠٥: | ||
==اسئلة حول الإعتقاد بالرجعة== | ==اسئلة حول الإعتقاد بالرجعة== | ||
تواجه فكرة الرجعة عدّة أسئلة تتطلب إجابات واضحة، وهي: | تواجه فكرة الرجعة عدّة أسئلة تتطلب إجابات واضحة، وهي: | ||
* '''السوال الأول''' | |||
إن عقيدة الرجعة تؤدي الى الإغراء بالمعصية ، اتّكالاً على التوبة حين الرجعة؟ | إن عقيدة الرجعة تؤدي الى الإغراء بالمعصية ، اتّكالاً على التوبة حين الرجعة؟ | ||
سطر ١١٤: | سطر ١١٢: | ||
إن الرجعة غير شاملة لكل الناس ، بل الرجعة خاصة بأئمة الكفر وأئمة الإيمان ، وليس هناك من يستطيع أن يعيّن هؤلاء بأشخاصهم وأعيانهم ، والأمر كلّه الى اللّه سبحانه ، وهذا كافٍ في عدم الإغراء بالمعصية. | إن الرجعة غير شاملة لكل الناس ، بل الرجعة خاصة بأئمة الكفر وأئمة الإيمان ، وليس هناك من يستطيع أن يعيّن هؤلاء بأشخاصهم وأعيانهم ، والأمر كلّه الى اللّه سبحانه ، وهذا كافٍ في عدم الإغراء بالمعصية. | ||
* '''السوال الثاني''' | |||
إن عقيدة الرجعة تفضي الى القول [[التناسخ|بالتناسخ]] الباطل بالضرورة لدى المسلمين؟ | إن عقيدة الرجعة تفضي الى القول [[التناسخ|بالتناسخ]] الباطل بالضرورة لدى المسلمين؟ | ||
سطر ١٢٣: | سطر ١٢١: | ||
وقد تواترت الأخبار عن [[الأئمة عليهم السلام]] في بطلان التناسخ ، وأكد علماء [[الإمامية]] قديماً وحديثاً على ذلك، وأنّه يؤدي الى الكفر، وقد فرّق [[أبو الحسن الأشعري]] في كتابه ([[مقالات الإسلاميين (كتاب)|مقالات الإسلاميين]]) بين قول الإمامية بالرجعة وبين القول بالتناسخ الذي ذهب إليه [[الغلو|الغلاة]] والزنادقة المنكرون للقيامة.<ref>انظر مقالات الإسلاميين 1:114</ref> | وقد تواترت الأخبار عن [[الأئمة عليهم السلام]] في بطلان التناسخ ، وأكد علماء [[الإمامية]] قديماً وحديثاً على ذلك، وأنّه يؤدي الى الكفر، وقد فرّق [[أبو الحسن الأشعري]] في كتابه ([[مقالات الإسلاميين (كتاب)|مقالات الإسلاميين]]) بين قول الإمامية بالرجعة وبين القول بالتناسخ الذي ذهب إليه [[الغلو|الغلاة]] والزنادقة المنكرون للقيامة.<ref>انظر مقالات الإسلاميين 1:114</ref> | ||
* '''السوال الثالث''' | |||
إن عقيدة الرجعة أدّت الى ظهور اليهودية في [[الشيعة|التشيع]] ، وهذا ما قاله [[أحمد أمين]] في كتابه «[[فجر الاسلام (كتاب)|فجر الاسلام]]». | إن عقيدة الرجعة أدّت الى ظهور اليهودية في [[الشيعة|التشيع]] ، وهذا ما قاله [[أحمد أمين]] في كتابه «[[فجر الاسلام (كتاب)|فجر الاسلام]]». | ||
سطر ١٣١: | سطر ١٢٩: | ||
والرجعة ليست من هذا الصنف ، إذ قد تحدّث عنها القرآن في آيات متعددة ، وقدم لنا منها نماذج مختلفة. | والرجعة ليست من هذا الصنف ، إذ قد تحدّث عنها القرآن في آيات متعددة ، وقدم لنا منها نماذج مختلفة. | ||
* '''السوال الرابع''' | |||
كيف يجتمع القول بالرجعة مع قوله تعالى: « '''وحرام على قرية أهلكناها انّهم لا يرجعون'''»<ref>الأنبياء : 95</ref> فهذه الآية تقرر عدم رجوع الظالمين ، فإذا قلنا برجوع بعضهم يكون ذلك مخالفاً للآية الكريمة؟ | كيف يجتمع القول بالرجعة مع قوله تعالى: « '''وحرام على قرية أهلكناها انّهم لا يرجعون'''»<ref>الأنبياء : 95</ref> فهذه الآية تقرر عدم رجوع الظالمين ، فإذا قلنا برجوع بعضهم يكون ذلك مخالفاً للآية الكريمة؟ | ||
سطر ١٣٨: | سطر ١٣٦: | ||
إن القول بالرجعة لا يعارض هذه الآية، إذ تتحدث هذه الآية عن نوع خاص من الظالمين ، وهم الذين اُهلكوا في هذه الدنيا ، ونالوا عقوبة سماوية فيها. أما الظالمون الذين رحلوا عن الدنيا بلا عقوبة ولا مؤاخذة فالآية ساكتة عنهم ، ولعل سكوتها عنهم يفيد نوعاً من الامضاء لفكرة رجعتهم ، أو رجعة بعضهم ، ممن يختاره اللّه للرجعة منهم. | إن القول بالرجعة لا يعارض هذه الآية، إذ تتحدث هذه الآية عن نوع خاص من الظالمين ، وهم الذين اُهلكوا في هذه الدنيا ، ونالوا عقوبة سماوية فيها. أما الظالمون الذين رحلوا عن الدنيا بلا عقوبة ولا مؤاخذة فالآية ساكتة عنهم ، ولعل سكوتها عنهم يفيد نوعاً من الامضاء لفكرة رجعتهم ، أو رجعة بعضهم ، ممن يختاره اللّه للرجعة منهم. | ||
* '''النتيجة'''= | |||
الرجعة ليست مستحيلة في نفسها وليست مخالفة لمبدأ التوحيد ، بل هي مظهرة لقدرة اللّه المطلقة ، هذا من ناحية..، ومن ناحية اُخرى فإنّ نماذج متعددة للرجعة قد وقعت فعلاً ، وقد تحدث عنها القرآن الكريم.. كما آمن أعلام الإسلام بعودة بعض الأموات الى الدنيا بعد تحقق موتهم.. ومن ناحية ثالثة فقد تظافرت بها الأخبار عن أعدال القرآن ـ أهل بيت النبي {{صل}} بعد ما أمكن الاستدلال بمجموعة من الآيات القرآنية على إثباتها، فهي كبعض أشراط الساعة ، وكنوع من المعاد الذي يستبعده الكافرون ، وبعد فهي ليست من الاُصول التي يبتني عليها الدين أو المذهب [[الشيعة|الشيعي]] . | الرجعة ليست مستحيلة في نفسها وليست مخالفة لمبدأ التوحيد ، بل هي مظهرة لقدرة اللّه المطلقة ، هذا من ناحية..، ومن ناحية اُخرى فإنّ نماذج متعددة للرجعة قد وقعت فعلاً ، وقد تحدث عنها القرآن الكريم.. كما آمن أعلام الإسلام بعودة بعض الأموات الى الدنيا بعد تحقق موتهم.. ومن ناحية ثالثة فقد تظافرت بها الأخبار عن أعدال القرآن ـ أهل بيت النبي {{صل}} بعد ما أمكن الاستدلال بمجموعة من الآيات القرآنية على إثباتها، فهي كبعض أشراط الساعة ، وكنوع من المعاد الذي يستبعده الكافرون ، وبعد فهي ليست من الاُصول التي يبتني عليها الدين أو المذهب [[الشيعة|الشيعي]] . | ||