١١٬٨٥٤
تعديل
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) (عدد انگلیسی) |
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٦: | سطر ٦: | ||
==هويته وحياته== | ==هويته وحياته== | ||
اسمه عبد العُزَّى، وكنيته «أبو لهب». كانت كنيته الأصليّة أبو عُتبة، إلاّ أنّ أباه [[عبد المطلب]] كان يدعوه أبا لهب؛ لجماله وحُمرة وجهه.<ref>ابن سعد، الطبقات | اسمه عبد العُزَّى، وكنيته «أبو لهب». كانت كنيته الأصليّة أبو عُتبة، إلاّ أنّ أباه [[عبد المطلب]] كان يدعوه أبا لهب؛ لجماله وحُمرة وجهه.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج1، ص93.</ref> وقد أشارت بعض المصادر إلي انحراف عينه بالإضافة إلى جماله.<ref>ابن حبيب، المنمق، ص423.</ref> وكانت أمّه لُبنى بنت هاجر بن عبد مناف من قبيلة خزاعة، ولم تنجب ولداً غيره.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، دار المعرفة، ج1، ص110.</ref> | ||
لا توجد معلومات كثيرة عن حياة أبي لهب قبل ظهور [[الإسلام]]، ولكن يظهر من الآية الثانية من [[سورة المسد]]: {{قرآن|مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}}<ref>سورة المسد، الآية 2.</ref> أنّه ربّما كان يعمل التجارة مثل مُعظم [[قريش|قريش]] وقد ادّخر ثروة باهضة من خلال ذلك. سرق أبو لهب مع جماعة الغزالة الذهبية التي أهداها عبد المطلب [[الكعبة|للكعبة]]. وبعد القبض على اللصوص، قطعت أيدي بعض السارقين، إلاّ أنّ أخوال أبي لهب من قبيلة خزاعة حالوا دون قطع يده.<ref>ابن حبيب، المنمق في اخبار قريش، | لا توجد معلومات كثيرة عن حياة أبي لهب قبل ظهور [[الإسلام]]، ولكن يظهر من الآية الثانية من [[سورة المسد]]: {{قرآن|مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}}<ref>سورة المسد، الآية 2.</ref> أنّه ربّما كان يعمل التجارة مثل مُعظم [[قريش|قريش]] وقد ادّخر ثروة باهضة من خلال ذلك. سرق أبو لهب مع جماعة الغزالة الذهبية التي أهداها عبد المطلب [[الكعبة|للكعبة]]. وبعد القبض على اللصوص، قطعت أيدي بعض السارقين، إلاّ أنّ أخوال أبي لهب من قبيلة خزاعة حالوا دون قطع يده.<ref>ابن حبيب، المنمق في اخبار قريش، 1405هـ، ص59-71؛ ابن دريد، الاشتقاق، 1378هـ، ص121؛ ابن قتيبة، المعارف، 1960م، ص125.</ref> | ||
وبعد ولادة [[النبي محمد (ص)]] وقبل أن تتولّى [[حليمة السعدية|حليمة]] إرضاعه؛ أرضعته ثُوَيْبَة جارية أبي لهب. وفيما بعد اقترح النبي على أبي لهب أن يبيعها له؛ حتى يُعتقها، لكنّ أبا لهب رفض ذلك، وبعد [[هجرة النبي]] إلى [[المدينة]] أعتقها أبو لهب.<ref>ابن سعد، الطبقات | وبعد ولادة [[النبي محمد (ص)]] وقبل أن تتولّى [[حليمة السعدية|حليمة]] إرضاعه؛ أرضعته ثُوَيْبَة جارية أبي لهب. وفيما بعد اقترح النبي على أبي لهب أن يبيعها له؛ حتى يُعتقها، لكنّ أبا لهب رفض ذلك، وبعد [[هجرة النبي]] إلى [[المدينة]] أعتقها أبو لهب.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج1، ص108؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 1959م، ج1، ص96، اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 1379هـ، ج2، ص9.</ref> | ||
عندما بلغ النبي محمد (ص) الثامنة من عمره، جمع [[حمزة بن عبد المطلب|عبد المطلب]] أولاده وهو على فراش الموت، وأوصاهم برعاية محمد (ص). فتطوَّع أبو لهب لرعايته، فأجابه عبد المطلب: "كفّ شرّك عنه" واختار [[أبا طالب]] لرعايته.<ref>ابن | عندما بلغ النبي محمد (ص) الثامنة من عمره، جمع [[حمزة بن عبد المطلب|عبد المطلب]] أولاده وهو على فراش الموت، وأوصاهم برعاية محمد (ص). فتطوَّع أبو لهب لرعايته، فأجابه عبد المطلب: "كفّ شرّك عنه" واختار [[أبا طالب]] لرعايته.<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، 1379هـ، ج1، ص35.</ref> | ||
حينما بعث النبي محمد إلى [[النبوة|النبوّة]] لم يؤمن به أبو لهب قطّ، وكان ما زال من أعداء [[الإسلام]]، رغم أنه كان عمّ النبي، وقد تولّى خدمة صنم العُزَّى والدفاع عنه ضد الإسلام. وروي أنّه كان يقول: "لو غَلَبَت عُزّى لَكنتُ عبدَها وخادمَها، ولو غَلَبَ محمد ـ ولن يَغلِبَ ـ لَكان ابن عمّي".<ref> | حينما بعث النبي محمد إلى [[النبوة|النبوّة]] لم يؤمن به أبو لهب قطّ، وكان ما زال من أعداء [[الإسلام]]، رغم أنه كان عمّ النبي، وقد تولّى خدمة صنم العُزَّى والدفاع عنه ضد الإسلام. وروي أنّه كان يقول: "لو غَلَبَت عُزّى لَكنتُ عبدَها وخادمَها، ولو غَلَبَ محمد ـ ولن يَغلِبَ ـ لَكان ابن عمّي".<ref>الواقدي، المغازي، 1966م، ج3، ص874؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 1959م، ج1، ص478.</ref> | ||
تُوُفّي أبو لهب بعد وقعة بدر بسبع ليالٍ بمرض «العدسة»،<ref>ابن سعد، الطبقات | تُوُفّي أبو لهب بعد وقعة بدر بسبع ليالٍ بمرض «العدسة»،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج4، ص73؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 1959م، ج1، ص131.</ref> وبقيت جثّته عدّة أيام في حجرته ولم يُدفن حتى أنتن، لأنَّ مرضَه كان مُعدياً. ثمَّ بعد ذلك حملوا جسده إلى خارج مكة، ووضعوه عند جدارٍ، وواروه بقذف الحجارة عليه من بعيد.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، 1959م، ج1، ص478.</ref> وذكر ابن بطوطة في كتابه قبر أبي لهب وزوجته خارج [[مكة]]، وأنّ المارّة كانوا يرمون عليه بالحجارة.<ref>ابن بطوطة، رحلة، 1417هـ، ج1، ص382.</ref> | ||
==إيذاء النبي (ص) ومنع انتشار الإسلام== | ==إيذاء النبي (ص) ومنع انتشار الإسلام== | ||
بعد [[البعثة النبوية]] أصبح أبو لهب من ألدّ أعداء [[النبي (ص)]]، وقد اشتهر في التاريخ الإسلامي بعدائه هذا. وبدأ معارضته للإسلام منذ بداية الدعوة العلنية للنبي محمد (ص)، وذلك حينما نزلت [[آية الإنذار]]، وأمر الله النبي (ص) بدعوة قبيلته وعشيرته الأقربيين إلي الإسلام. فدعا النبي (ص) بني عبد المطلب واستضافهم في بيته. ورغم أنّ الطعام كان قليلاً؛ لكن الجميع تناولوا منه وشبعوا بفضل كرامة الرسول (ص). إلّا أنّ أبا لهب اعتبر ذلك سحرًا من النبي (ص)، فسكت الرسول (ص) يومئذ، وأجّل أمر الدعوة إلى اليوم التالي.<ref> | بعد [[البعثة النبوية]] أصبح أبو لهب من ألدّ أعداء [[النبي (ص)]]، وقد اشتهر في التاريخ الإسلامي بعدائه هذا. وبدأ معارضته للإسلام منذ بداية الدعوة العلنية للنبي محمد (ص)، وذلك حينما نزلت [[آية الإنذار]]، وأمر الله النبي (ص) بدعوة قبيلته وعشيرته الأقربيين إلي الإسلام. فدعا النبي (ص) بني عبد المطلب واستضافهم في بيته. ورغم أنّ الطعام كان قليلاً؛ لكن الجميع تناولوا منه وشبعوا بفضل كرامة الرسول (ص). إلّا أنّ أبا لهب اعتبر ذلك سحرًا من النبي (ص)، فسكت الرسول (ص) يومئذ، وأجّل أمر الدعوة إلى اليوم التالي.<ref>الخصيبي، الهداية الكبرى، 1419هـ، ص46.</ref> | ||
وأحياناً عندما كان النبي (ص) يدعو جماعة إلى الإسلام، يتقدّم أبو لهب و<nowiki/>[[عباس بن عبد المطلب]] ويقولان لهم: "إنّ ابن أخينا هذا كذّاب فلا يغرّنكم عن دينكم".<ref> | وأحياناً عندما كان النبي (ص) يدعو جماعة إلى الإسلام، يتقدّم أبو لهب و<nowiki/>[[عباس بن عبد المطلب]] ويقولان لهم: "إنّ ابن أخينا هذا كذّاب فلا يغرّنكم عن دينكم".<ref>المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج18، ص203.</ref> كما أنّه أثناء [[موسم الحج]] عندما كان النبي يذهب إلى الجماعات المتوافدة لزيارة [[الكعبة]] ليدعوهم إلى الإسلام؛ كانت [[قريش]] تحذّرهم من قبول دعوته، وأشدّهم في ذلك أبو لهب.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، دار احياء التراث العربي، ج3، ص11.</ref> كما أنّه كان يؤذي النبي (ص) جسدياً، وأحياناً يتبع النبي (ص) فيرميه بالحجارة حتي جرحت قدماه، وكان يتّهمه بالكذب أيضًا.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج18، ص202.</ref> وذات مرة عندما كان النبي (ص) ساجداً، رفع أبو لهب حجرًا ليضرب به رأس النبي، إلا أنّ يديه أمسكَت، فتضرّع إلى النبي (ص) أن ترجع يدُه، فدعا له، فبرأ، إلا أنّه اعتبر ذلك سحراً من النبي.<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، 1379هـ، ج1، ص78.</ref> وقد روي عن رسول الله (ص): «كنتُ بين شرّ جارَين: بين عُقْبَةَ بنِ أبي مُعَيْط، وأبي لَهَب، كانا يأتيان بالفروث، فيطرحانها على بابي».<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، 1959م، ج1، ص131.</ref> | ||
عندما قرَّرت قريش مقاطعة [[بني هاشم]] والمسلمين؛ وهم في [[شعب أبي طالب]]، انضمّ أبو لهب إلى قريش رغم أنّه من بني هاشم.<ref>ابن سعد، الطبقات | عندما قرَّرت قريش مقاطعة [[بني هاشم]] والمسلمين؛ وهم في [[شعب أبي طالب]]، انضمّ أبو لهب إلى قريش رغم أنّه من بني هاشم.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج1، ص209.</ref> وكان من الذين ختموا صحيفة المقاطعة.<ref>طبرسي، اعلام الوري، 1417هـ، ج1، ص126.</ref> | ||
==حالات دعم أبي لهب للنبي (ص)== | ==حالات دعم أبي لهب للنبي (ص)== | ||
إنّ أبا لهب كان يعادي [[الإسلام]]، إلا أنّه هناك حالات أشارت إليها المصادر التاريخية أبدى فيها أبو لهب بعضًا من الدعم ل<nowiki/>[[أبي طالب]] وللنبي (ص). ومنها أنّ [[قريش]] اعترضت لأبي طالب بسبب حمايته لأحد المسلمين، فحذّرهم أبو لهب من ذلك، وهدّد بأنّه سيقف إلى جانب أبي طالب ويساند الإسلام. فسُرّ أبو طالب لذلك، وأنشد أشعارا في تحريضه على نصرة رسول الله، إلا أنها لم تؤثّر عليه.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، دار المعرفة، ج1، ص371.</ref> ومنها أنّ كبار المشركين تآمروا علي قتل النبي (ص)، ولم يخبروا أبا لهب بذلك خوفا من معارضته لهم. فاطّلع أبو طالب على المؤامرة، فبعث ب<nowiki/>[[علي (ع)|عليّ (ع)]] إلى أبي لهب ليخبره بقرار قريش. فذهب أبو لهب غاضبًا إلى زعماء المشركين، ومنعهم من ذلك قائلا: «واللّات والعزّى لقد هممتُ أن أسلم، ثمّ تنظرون ما أصنع». فاعتذورا إليه، وتراجعوا عن قرارهم.<ref> | إنّ أبا لهب كان يعادي [[الإسلام]]، إلا أنّه هناك حالات أشارت إليها المصادر التاريخية أبدى فيها أبو لهب بعضًا من الدعم ل<nowiki/>[[أبي طالب]] وللنبي (ص). ومنها أنّ [[قريش]] اعترضت لأبي طالب بسبب حمايته لأحد المسلمين، فحذّرهم أبو لهب من ذلك، وهدّد بأنّه سيقف إلى جانب أبي طالب ويساند الإسلام. فسُرّ أبو طالب لذلك، وأنشد أشعارا في تحريضه على نصرة رسول الله، إلا أنها لم تؤثّر عليه.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، دار المعرفة، ج1، ص371.</ref> ومنها أنّ كبار المشركين تآمروا علي قتل النبي (ص)، ولم يخبروا أبا لهب بذلك خوفا من معارضته لهم. فاطّلع أبو طالب على المؤامرة، فبعث ب<nowiki/>[[علي (ع)|عليّ (ع)]] إلى أبي لهب ليخبره بقرار قريش. فذهب أبو لهب غاضبًا إلى زعماء المشركين، ومنعهم من ذلك قائلا: «واللّات والعزّى لقد هممتُ أن أسلم، ثمّ تنظرون ما أصنع». فاعتذورا إليه، وتراجعوا عن قرارهم.<ref>الكليني، الكافي، 1407هـ، ج8، ص277.</ref> | ||
وقد ورد في مصادر [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة]] أنّ قريش بعد وفاة أبي طالب و<nowiki/>[[خديجة]] زادت من إيذائها للنبي (ص). وعندما بلغ ذلك أبا لهب، قام بحماية النبي (ص)، وقال لقريش: "ما فارقتُ دين [[عبد المطلب]]، ولكني أمنع بن أخي أن يضام حتى يمضي لما يريد" لكن عندما علم بعقيدة النبي بأنّ عبد المطلب ومن كان على دينه في النار؛ قال له: والله لا برحت لك عدوًّا أبدًا وأنت تزعم أنّ عبد المطلب في النار»، فشدّد عليه هو وقريش.<ref>ابن سعد، الطبقات | وقد ورد في مصادر [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة]] أنّ قريش بعد وفاة أبي طالب و<nowiki/>[[خديجة]] زادت من إيذائها للنبي (ص). وعندما بلغ ذلك أبا لهب، قام بحماية النبي (ص)، وقال لقريش: "ما فارقتُ دين [[عبد المطلب]]، ولكني أمنع بن أخي أن يضام حتى يمضي لما يريد" لكن عندما علم بعقيدة النبي بأنّ عبد المطلب ومن كان على دينه في النار؛ قال له: والله لا برحت لك عدوًّا أبدًا وأنت تزعم أنّ عبد المطلب في النار»، فشدّد عليه هو وقريش.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج1، ص210؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 1959م، ج1، ص121.</ref> ولكن نظراً إلى اعتقاد [[الشيعة]] بطهارة آباء النبي (ص) وأجداده من رجس [[الشرك]] و<nowiki/>[[الوثنية]]، فقد رفض علماء الشيعة هذه الرواية، ولم يقبلوها.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج19، ص22.</ref> | ||
==مؤامرة قتل النبي (ص)== | ==مؤامرة قتل النبي (ص)== | ||
بعد وفاة [[أبي طالب]]، اجتمع رؤوس المشركين في [[دار الندوة]] وعزموا على قتل النبي (ص) ليلًا، وشارك معهم أبو لهب أيضًا في هذا الاجتماع.<ref>ابن سعد، الطبقات | بعد وفاة [[أبي طالب]]، اجتمع رؤوس المشركين في [[دار الندوة]] وعزموا على قتل النبي (ص) ليلًا، وشارك معهم أبو لهب أيضًا في هذا الاجتماع.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج1، ص228.</ref> ولمّا أرادوا أن يختاروا من قبائل [[قريش]] من يشارك في قتل النبي(ص) تطوّع أبو لهب من بني هاشم.<ref>الطبرسي، إعلام الورى، 1417هـ، ج1، ص145.</ref> فحاصر المشركون بيت النبي (ص) من أوّل الليل، ليَهجموا عليه في منتصف الليل، ولكن منعهم أبو لهب من ذلك وقال: «يا قوم إنّ في هذه الدار نساء بني هاشم وبناتهم، ولاتأمن أن تقع يد خاطئة إذا وقعت الصيحة عليهن فيبقى ذلك علينا مسبّة وعاراً إلى آخر الدهر في العرب» فأجّلوا الهجوم إلي طلوع الفجر.<ref>قطب الدين الراوندي، الخرائج و الجرائح، 1409هـ، ج1، ص143.</ref> | ||
==غزوة بدر== | ==غزوة بدر== | ||
لم يشارك أبو لهب في [[غزوة بدر]]. وذكر في بعض المصادر أنّ السبب في ذلك هو المرض.<ref> | لم يشارك أبو لهب في [[غزوة بدر]]. وذكر في بعض المصادر أنّ السبب في ذلك هو المرض.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، 1959م، ج1، ص292.</ref> كما جاء في مصادر أخرى أنّ سبب عدم مشاركته في الحرب هو رؤيا [[عاتكة بنت عبد المطلب]] عمّة النبي التي تنبّأت بانتصار المسلمين على أهل [[مكة]] في هذه الغزوة.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج8، ص43.</ref> فبعث بدلاً عن نفسه العاص بن هشام بن المغيرة، وكان لأبي لهب عليه دَين، فوهب له دَينه بشرط مشاركته في الحرب.<ref>الواقدي، المغازي، 1966م، ج1، ص33.</ref> | ||
==ذمّه في القرآن== | ==ذمّه في القرآن== | ||
يعتقد [[المفسرون]] أنّ بعض آيات [[القرآن]] نزلت في أبي لهب، وأشهرها [[سورة المسد]]. فبعد أن أعلن [[رسول الله (ص)]] دعوته جمع قبائل [[قريش]] وحذّرهم من عذاب الله ودعاهم إلى [[التوحيد]]. فقال له أبو لهب: «تَبًّا لَكَ! فلهذا دعوتَنا!؟» فنزلت سورة المسد: {{قرآن|تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}}<ref>ابن سعد، الطبقات | يعتقد [[المفسرون]] أنّ بعض آيات [[القرآن]] نزلت في أبي لهب، وأشهرها [[سورة المسد]]. فبعد أن أعلن [[رسول الله (ص)]] دعوته جمع قبائل [[قريش]] وحذّرهم من عذاب الله ودعاهم إلى [[التوحيد]]. فقال له أبو لهب: «تَبًّا لَكَ! فلهذا دعوتَنا!؟» فنزلت سورة المسد: {{قرآن|تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}}<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج1، ص74؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 1959م، ج1، ص119؛ الطبرسي، مجمع البيان، دارالمعرفة، ج7، ص323.</ref> وهناك آراء أخرى حول سبب نزول هذه السورة.<ref>فخر الرازي، التفسير الكبير، 1420هـ، ج32، ص349-350.</ref> عاش أبو لهب بعد نزول هذه السورة أكثر من عشر سنوات، ولكنه لم يؤمن، ومات علي الشرك. وهذه إحدى النبوءات والمعجزات القرآنية.<ref>الكراجكي، كنز الفوائد، 1410هـ، ج1، ص178؛ قطب الدين الراوندي، الخرائج و الجرائج، 1409هـ، ج3، ص1053.</ref> | ||
ذُكر أبو لهب في سورة المسد بكنيته، مع أنّ الكنية فيها دلالة علي الاحترام! وقد ذُكرت أسباب مختلفة لهذا الخطاب، منها: | ذُكر أبو لهب في سورة المسد بكنيته، مع أنّ الكنية فيها دلالة علي الاحترام! وقد ذُكرت أسباب مختلفة لهذا الخطاب، منها: | ||
*أنّه كان يُعرف غالباً بكنيته، فلا يدلّ استخدامها على الاحترام. | *أنّه كان يُعرف غالباً بكنيته، فلا يدلّ استخدامها على الاحترام. | ||
*كان اسمه «عبد العزّى»، فكَرِه الله سبحانه أن ينسبه إلى العزّى، وإن كان اسماً له.<ref> | *كان اسمه «عبد العزّى»، فكَرِه الله سبحانه أن ينسبه إلى العزّى، وإن كان اسماً له.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، دارالمعرفة، ج10، ص852.</ref> | ||
*كان اسمه كنيته، وإنما سمِّي بذلك لِتَلَهُّبِ وجنتَيه وإشراقهما. | *كان اسمه كنيته، وإنما سمِّي بذلك لِتَلَهُّبِ وجنتَيه وإشراقهما. | ||
*بحسب الآية الثالثة من سورة المسد إنّ أبا لهب {{قرآن|سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}} فوافقت حالُه كنيتَه، فكان جدير بأن يُذكَر بها احتقارًا.<ref>فخر | *بحسب الآية الثالثة من سورة المسد إنّ أبا لهب {{قرآن|سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}} فوافقت حالُه كنيتَه، فكان جدير بأن يُذكَر بها احتقارًا.<ref>فخر الرازي، التفسير الكبير، 1420هـ، ج32، ص350.</ref> | ||
و يُقصَد أبو لهب أيضاً في تفسير بعض الآيات الأخري، منها: | و يُقصَد أبو لهب أيضاً في تفسير بعض الآيات الأخري، منها: | ||
*[[الآية 95 من سورة الحِجر]]: {{قرآن|إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}} حيث كان أبو لهب ممّن يسخر من النبي (ص)و وعد الله بأن يكفّ شرّهم عنه.<ref> | *[[الآية 95 من سورة الحِجر]]: {{قرآن|إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}} حيث كان أبو لهب ممّن يسخر من النبي (ص)و وعد الله بأن يكفّ شرّهم عنه.<ref>الشيخ الصدوق، الخصال، 1362ش، ج1، ص279.</ref> | ||
*[[الآية 19 من سورة الزمر]]: {{قرآن|أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ}} والمقصود في هذه الآية بـ"مَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ" هو أبو لهب وولدُه ومَن تخلّف من عشيرة النبي (ص) عن الإيمان.<ref> | *[[الآية 19 من سورة الزمر]]: {{قرآن|أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ}} والمقصود في هذه الآية بـ"مَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ" هو أبو لهب وولدُه ومَن تخلّف من عشيرة النبي (ص) عن الإيمان.<ref>الشوكاني، فتح القدير، 1414هـ، ج4، ص524.</ref> | ||
*[[الآية 22 من سورة الزمر]]: {{قرآن|أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}} حيث قيل في تفسيرها: إنّ مصداق «مَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه لِلْإِسْلَامِ» هو [[الإمام علي]] {{ع}} و<nowiki/>[[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] {{ع}} فهما شرح الله صدرهما للإسلام. كما يقصد بـ"وَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ" أبو لهب وأولاده (عُتبة، معتّب، عُتَيبة) الذين قست قلوبهم عن ذكر الله.<ref> | *[[الآية 22 من سورة الزمر]]: {{قرآن|أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}} حيث قيل في تفسيرها: إنّ مصداق «مَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه لِلْإِسْلَامِ» هو [[الإمام علي]] {{ع}} و<nowiki/>[[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] {{ع}} فهما شرح الله صدرهما للإسلام. كما يقصد بـ"وَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ" أبو لهب وأولاده (عُتبة، معتّب، عُتَيبة) الذين قست قلوبهم عن ذكر الله.<ref>الواحدي، أسباب نزول القرآن، 1419هـ، ص383.</ref> | ||
وروي أنّه لمّا اجتمع زعماء المشركين لاتخاذ القرار في مواجهة دعوة النبي والردّ على سؤال الناس عن النبي؛ قال أبو لهب أنا أقول للناس «إنّه شاعر». فنزلت الآية 41 من سورة الحاقة: {{قرآن|وَمَا هُوَ بِقَول شَاعِرٍ}}.<ref>ابن | وروي أنّه لمّا اجتمع زعماء المشركين لاتخاذ القرار في مواجهة دعوة النبي والردّ على سؤال الناس عن النبي؛ قال أبو لهب أنا أقول للناس «إنّه شاعر». فنزلت الآية 41 من سورة الحاقة: {{قرآن|وَمَا هُوَ بِقَول شَاعِرٍ}}.<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، 1379هـ، ج1، ص80.</ref> | ||
==أسباب عداوته للإسلام== | ==أسباب عداوته للإسلام== | ||
ذكرت عدّة أسباب لعداوة أبي لهب للنبي(ص) والإسلام، ومنها: | ذكرت عدّة أسباب لعداوة أبي لهب للنبي(ص) والإسلام، ومنها: | ||
*التنافس مع [[أبو طالب|أبي طالب]]، لأنّ أبا طالب قد تولّي زعامة [[بني هاشم]] بعد وفاة [[عبد المطلب]]، وكان يدعم النبي (ص). وتشير الروايات التاريخية إلى أنّ العلاقة بين أبي لهب وأبي طالب لم تكن علاقة حسنة.<ref> | *التنافس مع [[أبو طالب|أبي طالب]]، لأنّ أبا طالب قد تولّي زعامة [[بني هاشم]] بعد وفاة [[عبد المطلب]]، وكان يدعم النبي (ص). وتشير الروايات التاريخية إلى أنّ العلاقة بين أبي لهب وأبي طالب لم تكن علاقة حسنة.<ref> البلاذري، أنساب الأشراف، 1959م، ج1، ص130.</ref> | ||
*العصبية القبلية أو النزعة القبلية: حيث أنّ زوجته أم جميل بنت حرب بن أمية، كانت أخت أبي سفيان ومن بني أمية، ممّا جعله يدعم بني أمية ويحارب دعوة الإسلام.<ref> | *العصبية القبلية أو النزعة القبلية: حيث أنّ زوجته أم جميل بنت حرب بن أمية، كانت أخت أبي سفيان ومن بني أمية، ممّا جعله يدعم بني أمية ويحارب دعوة الإسلام.<ref>الشوشتري، إحقاق الحق، ج29، ص613</ref> | ||
*الخوف من اندلاع حرب مع العرب: كان أبو لهب يعتبر قبول الإسلام بمثابة إعلان حرب علي العرب قاطبة.<ref>ابن سعد، الطبقات | *الخوف من اندلاع حرب مع العرب: كان أبو لهب يعتبر قبول الإسلام بمثابة إعلان حرب علي العرب قاطبة.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج8، ص 43.</ref> | ||
==زوجته وأولاده== | ==زوجته وأولاده== | ||
زوجة أبي لهب هي [[أم جميل]] بنت حرب بن أمية وأخت [[أبي سفيان]]، وقد بذلت جهداً كبيراً في إيذاء [[النبي محمد (ص)]]. ووصفها [[القرآن]] في [[سورة المسد]] بـ «[[حمالة الحطب|حمّالة الحطب]]».<ref>سورة المسد، الآية 4.</ref> وكان لأبي لهب ثلاثة أبناء، وهم: عُتبة، ومُعتّب، وعُتَيبَة،<ref>ابن حزم، جمهره | زوجة أبي لهب هي [[أم جميل]] بنت حرب بن أمية وأخت [[أبي سفيان]]، وقد بذلت جهداً كبيراً في إيذاء [[النبي محمد (ص)]]. ووصفها [[القرآن]] في [[سورة المسد]] بـ «[[حمالة الحطب|حمّالة الحطب]]».<ref>سورة المسد، الآية 4.</ref> وكان لأبي لهب ثلاثة أبناء، وهم: عُتبة، ومُعتّب، وعُتَيبَة،<ref>ابن حزم، جمهره أنساب العرب، 1403هـ، ص72.</ref> ولهب.<ref>البيهقي، دلائل النبوة، 1405هـ، ج2، ص338-339.</ref> وثلاث بنات، وهنّ: دُرَّة،<ref>ابن حزم، جمهره انساب العرب، 1403هـ، ص72.</ref> وعَزَّة، وخالدة.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج8، ص50.</ref> | ||
تزوّج عُتبَة وعُتَيبَة من [[رقية بنت النبي (ص)|رُقَيَّة]] و<nowiki/>[[أم كلثوم بنت رسول الله (ص)|أم كلثوم]] ابنتي النبي (ص)،<ref>ابن سعد، الطبقات | تزوّج عُتبَة وعُتَيبَة من [[رقية بنت النبي (ص)|رُقَيَّة]] و<nowiki/>[[أم كلثوم بنت رسول الله (ص)|أم كلثوم]] ابنتي النبي (ص)،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج8، ص37-36، البلاذري، أنساب الأشراف، 1959م، ج1، ص122-123.</ref> لكن بعد ظهور الإسلام ونزول [[سورة المسد]]، حمل أبو لهب وزوجته<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، 1959م، ج1، ص122-123، 401.</ref> ابنيهما على طلاق بنتَي النبي(ص).<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، ج8، ص36-37.</ref> | ||
وقد ورد أنّ عتبة بن أبي لهب أساء إلى رسول الله (ص)، وبحسب رواية تفل في وجهه، فدعا عليه النبي (ص) قائلًا: «اللهمّ سلّط عليه كلباً من كلابك»، وخرج عتبة مع قريش في تجارة إلى الشّام. وفي إحدى الليالي هجم عليهم أسد وافترس من بينهم عتبة فقط.<ref>قطب الدين | وقد ورد أنّ عتبة بن أبي لهب أساء إلى رسول الله (ص)، وبحسب رواية تفل في وجهه، فدعا عليه النبي (ص) قائلًا: «اللهمّ سلّط عليه كلباً من كلابك»، وخرج عتبة مع قريش في تجارة إلى الشّام. وفي إحدى الليالي هجم عليهم أسد وافترس من بينهم عتبة فقط.<ref>قطب الدين الراوندي، الخرائج و الجرائح، 1409هـ، ج1، ص 56؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، 1379هـ، ج1، ص80؛ هر دو به نقل از اهل سنت.</ref> وبحسب رواية أخرى حدثت هذه الحادثة لعتَيبة أو لَهب.<ref>البيهقي، دلائل النبوة، 1405هـ، ج2، ص338-339.</ref> أسلم مُعتّب وعتبة بن أبي لهب في [[فتح مكة]]، وشاركا في [[غزوة حنين|غزوة حُنَين]]<ref>الطبري، تاريخ الطبري، دار التراث، ج11، ص530.</ref> و<nowiki/>[[غزوة الطائف]]<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، 1409هـ، ج3، ص465.</ref> مع النبي(ص)، وهما من القلائل الذين ثبتوا مع رسول الله (ص).<ref>المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج1، ص141.</ref> | ||
لمّا أسلمت دُرَّة بنت أبي لهب وهاجرت إلى [[المدينة]]، سخرت منها نساء المدينة بسبب أبيها. فشكت ذلك إلى النبي (ص)، فنهاهن عن ذلك.<ref>ابن | لمّا أسلمت دُرَّة بنت أبي لهب وهاجرت إلى [[المدينة]]، سخرت منها نساء المدينة بسبب أبيها. فشكت ذلك إلى النبي (ص)، فنهاهن عن ذلك.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج6، ص103.</ref> وقد روت حديثًا عن النبي (ص).<ref>الطبرسي، مجمع البيان، دارالمعرفة، ج2، ص807.</ref> | ||
== ذات صلة == | == ذات صلة == | ||
سطر ٩٠: | سطر ٩٠: | ||
*ابن دريد، محمد بن حسن، الاشتقاق، به كوشش عبدالسلام محمد هارون، قاهره، 1378ق/1958م. | *ابن دريد، محمد بن حسن، الاشتقاق، به كوشش عبدالسلام محمد هارون، قاهره، 1378ق/1958م. | ||
*ابن سعد، محمد، الطبقات الكبري، تصحيح مصطفي السقا و ديگران، بيروت، دار صادر، بي تا. | *ابن سعد، محمد، الطبقات الكبري، تصحيح مصطفي السقا و ديگران، بيروت، دار صادر، بي تا. | ||
*ابن | *ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل ابي طالب، علامه، قم، 1379ق. | ||
*ابن قتيبه، عبدالله بن مسلم، المعارف، به كوشش ثروت عكاشه، قاهره، 1960م. | *ابن قتيبه، عبدالله بن مسلم، المعارف، به كوشش ثروت عكاشه، قاهره، 1960م. | ||
*ابن هشام، عبدالملك، السيرة النبوية، به كوشش مصطفي السقا و ديگران، دارالمعرفة، بيروت، بي تا. | *ابن هشام، عبدالملك، السيرة النبوية، به كوشش مصطفي السقا و ديگران، دارالمعرفة، بيروت، بي تا. |
تعديل