١١٬٨٥٤
تعديل
لا ملخص تعديل |
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
''' | '''عبد العُزُّى بن عبد المطلب''' (وفاة [[2هـ]])، المعروف بـ'''أبي لهب'''، هو عمّ [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]] {{ص}} ومن أشدّ أعداء [[الإسلام]]. سعى هو وإمرأته في إيذاء النبي {{ص}} كثيراً، ولم يدّخرا جهداً في معارضة الإسلام. ولذلك نزلت [[سورة المسد]] في ذمّهما. | ||
كان أبو لهب يعتبر [[معجزات رسول الله]] سحرًا، كما كان يعيق انتشار الإسلام من خلال الافتراء على النبي {{ص}} والإساءة إليه. عندما قرّر كفّار [[قريش]] مقاطعة المسلمين و<nowiki/>[[بني هاشم]]، كان أبو لهب الشخص الوحيد من بني هاشم الذي رافق قريش. ويعدّ أبو لهب من زعماء قريش الذين تآمروا لقتل النبّي وهو في فراشه ليلاً. لم يشارك أبو لهب في [[غزوة بدر]]، لكنه أرسل من ينوب عنه. وتوفّي بعد سبعة أيام من غزوة بدر بسبب مرض. | |||
أرضعت جاريته ثُوَيْبَة الأسلمية النبي لمدّة. وتزوّج عُتبَة وعُتَيبَة ابنا أبي لهب من [[رقية بنت النبي (ص)|رُقَيَّة]] و<nowiki/>[[أم كلثوم بنت رسول الله (ص)|أم كلثوم]] ابنتي النبي {{ص}}، لكن بعد ظهور الإسلام ونزول [[سورة المسد]]، حملهما أبو لهب وزوجته على [[طلاق]] بنتي النبي. | |||
==هويته وحياته== | |||
اسمه عبد العُزَّى، وكنيته «أبو لهب». كانت كنيته الأصليّة أبو عُتبة، إلاّ أنّ أباه [[عبد المطلب]] كان يدعوه أبا لهب؛ لجماله وحُمرة وجهه.<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، دار صادر، ج۱، ص۹۳.</ref> وقد أشارت بعض المصادر إلي انحراف عينه بالإضافة إلى جماله.<ref>ابن حبیب، المنمق، ۱۴۰۵ق، ص۴۲۳.</ref> وكانت أمّه لُبنى بنت هاجر بن عبد مناف من قبيلة خزاعة، ولم تنجب ولداً غيره.<ref>ابن هشام، السیرة النبویة، دار المعرفة، ج۱، ص۱۱۰.</ref> | |||
لا توجد معلومات كثيرة عن حياة أبي لهب قبل ظهور [[الإسلام]]، ولكن يظهر من الآية الثانية من [[سورة المسد]]: {{قرآن|مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}}<ref>سورة المسد، الآية ۲.</ref> أنّه ربّما كان يعمل التجارة مثل مُعظم [[قریش|قريش]] وقد ادّخر ثروة باهضة من خلال ذلك. سرق أبو لهب مع جماعة الغزالة الذهبية التي أهداها عبد المطلب [[الكعبة|للكعبة]]. وبعد القبض على اللصوص، قطعت أيدي بعض السارقين، إلاّ أنّ أخوال أبي لهب من قبيلة خزاعة حالوا دون قطع يده.<ref>ابن حبیب، المنمق فی اخبار قریش، ۱۴۰۵ق، ص۵۹-۷۱؛ ابن درید، الاشتقاق، ۱۳۷۸ق، ص۱۲۱؛ ابن قتیبه، المعارف، ۱۹۶۰م، ص۱۲۵.</ref> | |||
وبعد | وبعد ولادة [[النبي محمد (ص)]] وقبل أن تتولّى [[حليمة السعدية|حليمة]] إرضاعه؛ أرضعته ثُوَيْبَة جارية أبي لهب. وفيما بعد اقترح النبي على أبي لهب أن يبيعها له؛ حتى يُعتقها، لكنّ أبا لهب رفض ذلك، وبعد [[هجرة النبي]] إلى [[المدينة]] أعتقها أبو لهب.<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، دارصادر، ج۱، ص۱۰۸؛ بلاذری، انساب الاشراف، ۱۹۵۹م، ج۱، ص۹۶، یعقوبی، تاریخ، ۱۳۷۹ق، ج۲، ص۹.</ref> | ||
عندما بلغ النبي محمد (ص) الثامنة من عمره، جمع [[حمزة بن عبد المطلب|عبد المطلب]] أولاده وهو على فراش الموت، وأوصاهم برعاية محمد (ص). فتطوَّع أبو لهب لرعايته، فأجابه عبد المطلب: "كفّ شرّك عنه" واختار [[أبا طالب]] لرعايته.<ref>ابن شهراشوب، مناقب آل ابی طالب، ۱۳۷۹ق، ج۱، ص۳۵.</ref> | |||
حينما بعث النبي محمد إلى [[النبوة|النبوّة]] لم يؤمن به أبو لهب قطّ، وكان ما زال من أعداء [[الإسلام]]، رغم أنه كان عمّ النبي، وقد تولّى خدمة صنم العُزَّى والدفاع عنه ضد الإسلام. وروي أنّه كان يقول: "لو غَلَبَت عُزّى لَكنتُ عبدَها وخادمَها، ولو غَلَبَ محمد ـ ولن يَغلِبَ ـ لَكان ابن عمّي".<ref>واقدی، المغازی، ۱۹۶۶م، ج۳، ص۸۷۴؛ بلاذری، انساب الاشراف، ۱۹۵۹م، ج۱، ص۴۷۸.</ref> | |||
تُوُفّي أبو لهب بعد وقعة بدر بسبع ليالٍ بمرض «العدسة»،<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، دارصادر، ج۴، ص۷۳؛ بلاذری، انساب الاشراف، ۱۹۵۹م، ج۱، ص۱۳۱.</ref> وبقيت جثّته عدّة أيام في حجرته ولم يُدفن حتى أنتن، لأنَّ مرضَه كان مُعدياً. ثمَّ بعد ذلك حملوا جسده إلى خارج مكة، ووضعوه عند جدارٍ، وواروه بقذف الحجارة عليه من بعيد.<ref>بلاذری، انساب الاشراف، ۱۹۵۹م، ج۱، ص۴۷۸.</ref> وذكر ابن بطوطة في كتابه قبر أبي لهب وزوجته خارج [[مكة]]، وأنّ المارّة كانوا يرمون عليه بالحجارة.<ref>ابن بطوطه، رحله، ۱۴۱۷ق، ج۱، ص۳۸۲.</ref> | |||
==إيذاء النبي (ص) ومنع انتشار الإسلام== | |||
بعد [[البعثة النبوية]] أصبح أبو لهب من ألدّ أعداء [[النبي (ص)]]، وقد اشتهر في التاريخ الإسلامي بعدائه هذا. وبدأ معارضته للإسلام منذ بداية الدعوة العلنية للنبي محمد (ص)، وذلك حينما نزلت [[آية الإنذار]]، وأمر الله النبي (ص) بدعوة قبيلته وعشيرته الأقربيين إلي الإسلام. فدعا النبي (ص) بني عبد المطلب واستضافهم في بيته. ورغم أنّ الطعام كان قليلاً؛ لكن الجميع تناولوا منه وشبعوا بفضل كرامة الرسول (ص). إلّا أنّ أبا لهب اعتبر ذلك سحرًا من النبي (ص)، فسكت الرسول (ص) يومئذ، وأجّل أمر الدعوة إلى اليوم التالي.<ref>خصیبی، الهدایه الکبری، ۱۴۱۹ق، ص۴۶.</ref> | |||
وأحياناً عندما كان النبي (ص) يدعو جماعة إلى الإسلام، يتقدّم أبو لهب و<nowiki/>[[عباس بن عبد المطلب]] ويقولان لهم: "إنّ ابن أخينا هذا كذّاب فلا يغرّنكم عن دينكم".<ref>مجلسی، بحار الانوار، ۱۴۰۳ق، ج۱۸، ص۲۰۳.</ref> كما أنّه أثناء [[موسم الحج]] عندما كان النبي يذهب إلى الجماعات المتوافدة لزيارة [[الكعبة]] ليدعوهم إلى الإسلام؛ كانت [[قريش]] تحذّرهم من قبول دعوته، وأشدّهم في ذلك أبو لهب.<ref>ابن خلدون، تاریخ، دار احياء التراث العربی، ج۳، ص۱۱.</ref> كما أنّه كان يؤذي النبي (ص) جسدياً، وأحياناً يتبع النبي (ص) فيرميه بالحجارة حتي جرحت قدماه، وكان يتّهمه بالكذب أيضًا.<ref>مجلسی، بحار الانوار، ۱۴۰۳ق، ج۱۸، ص۲۰۲.</ref> وذات مرة عندما كان النبي (ص) ساجداً، رفع أبو لهب حجرًا ليضرب به رأس النبي، إلا أنّ يديه أمسكَت، فتضرّع إلى النبي (ص) أن ترجع يدُه، فدعا له، فبرأ، إلا أنّه اعتبر ذلك سحراً من النبي.<ref>ابن شهراشوب، مناقب آل ابی طالب، ۱۳۷۹ق، ج۱، ص۷۸.</ref> وقد روي عن رسول الله (ص): «كنتُ بين شرّ جارَين: بين عُقْبَةَ بنِ أبي مُعَيْط، وأبي لَهَب، كانا يأتيان بالفروث، فيطرحانها على بابي».<ref>بلاذری، انساب الاشراف، ۱۹۵۹م، ج۱، ص۱۳۱.</ref> | |||
عندما قرَّرت قريش مقاطعة [[بني هاشم]] والمسلمين؛ وهم في [[شعب أبي طالب]]، انضمّ أبو لهب إلى قريش رغم أنّه من بني هاشم.<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، دارصادر، ج۱، ص۲۰۹.</ref> وكان من الذين ختموا صحيفة المقاطعة.<ref>طبرسی، اعلام الوری، ۱۴۱۷ق، ج۱، ص۱۲۶.</ref> | |||
== | ==حالات دعم أبي لهب للنبي (ص)== | ||
إنّ أبا لهب كان يعادي [[الإسلام]]، إلا أنّه هناك حالات أشارت إليها المصادر التاريخية أبدى فيها أبو لهب بعضًا من الدعم ل<nowiki/>[[أبي طالب]] وللنبي (ص). ومنها أنّ [[قريش]] اعترضت لأبي طالب بسبب حمايته لأحد المسلمين، فحذّرهم أبو لهب من ذلك، وهدّد بأنّه سيقف إلى جانب أبي طالب ويساند الإسلام. فسُرّ أبو طالب لذلك، وأنشد أشعارا في تحريضه على نصرة رسول الله، إلا أنها لم تؤثّر عليه.<ref>ابن هشام، السیرة النبویة، دار المعرفة، ج۱، ص۳۷۱.</ref> ومنها أنّ كبار المشركين تآمروا علي قتل النبي (ص)، ولم يخبروا أبا لهب بذلك خوفا من معارضته لهم. فاطّلع أبو طالب على المؤامرة، فبعث ب<nowiki/>[[علي (ع)|عليّ (ع)]] إلى أبي لهب ليخبره بقرار قريش. فذهب أبو لهب غاضبًا إلى زعماء المشركين، ومنعهم من ذلك قائلا: «واللّات والعزّى لقد هممتُ أن أسلم، ثمّ تنظرون ما أصنع». فاعتذورا إليه، وتراجعوا عن قرارهم.<ref>کلینی، الکافی، ۱۴۰۷ق، ج۸، ص۲۷۷.</ref> | |||
== | وقد ورد في مصادر [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة]] أنّ قريش بعد وفاة أبي طالب و<nowiki/>[[خديجة]] زادت من إيذائها للنبي (ص). وعندما بلغ ذلك أبا لهب، قام بحماية النبي (ص)، وقال لقريش: "ما فارقتُ دين [[عبد المطلب]]، ولكني أمنع بن أخي أن يضام حتى يمضي لما يريد" لكن عندما علم بعقيدة النبي بأنّ عبد المطلب ومن كان على دينه في النار؛ قال له: والله لا برحت لك عدوًّا أبدًا وأنت تزعم أنّ عبد المطلب في النار»، فشدّد عليه هو وقريش.<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، دارصادر، ج۱، ص۲۱۰؛ بلاذری، انساب الاشراف، ۱۹۵۹م، ج۱، ص۱۲۱.</ref> ولكن نظراً إلى اعتقاد [[الشيعة]] بطهارة آباء النبي (ص) وأجداده من رجس [[الشرك]] و<nowiki/>[[الوثنية]]، فقد رفض علماء الشيعة هذه الرواية، ولم يقبلوها.<ref>مجلسی، بحار الانوار، ۱۴۰۳ق، ج۱۹، ص۲۲.</ref> | ||
==مؤامرة قتل النبي (ص)== | |||
بعد وفاة [[أبي طالب]]، اجتمع رؤوس المشركين في [[دار الندوة]] وعزموا على قتل النبي (ص) ليلًا، وشارك معهم أبو لهب أيضًا في هذا الاجتماع.<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، دارصادر، ج۱، ص۲۲۸.</ref> ولمّا أرادوا أن يختاروا من قبائل [[قريش]] من يشارك في قتل النبي(ص) تطوّع أبو لهب من بني هاشم.<ref>طبرسی، اعلام الوری، ۱۴۱۷ق، ج۱، ص۱۴۵.</ref> فحاصر المشركون بيت النبي (ص) من أوّل الليل، ليَهجموا عليه في منتصف الليل، ولكن منعهم أبو لهب من ذلك وقال: «يا قوم إنّ في هذه الدار نساء بني هاشم وبناتهم، ولاتأمن أن تقع يد خاطئة إذا وقعت الصيحة عليهن فيبقى ذلك علينا مسبّة وعاراً إلى آخر الدهر في العرب» فأجّلوا الهجوم إلي طلوع الفجر.<ref>قطب الدین راوندی، الخرائج و الجرائح، ۱۴۰۹ق، ج۱، ص۱۴۳.</ref> | |||
==غزوة بدر== | |||
لم يشارك أبو لهب في [[غزوة بدر]]. وذكر في بعض المصادر أنّ السبب في ذلك هو المرض.<ref>بلاذری، انساب الاشراف، ۱۹۵۹م، ج۱، ص۲۹۲.</ref> كما جاء في مصادر أخرى أنّ سبب عدم مشاركته في الحرب هو رؤيا [[عاتكة بنت عبد المطلب]] عمّة النبي التي تنبّأت بانتصار المسلمين على أهل [[مكة]] في هذه الغزوة.<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، دارصادر، ج۸، ص۴۳.</ref> فبعث بدلاً عن نفسه العاص بن هشام بن المغيرة، وكان لأبي لهب عليه دَين، فوهب له دَينه بشرط مشاركته في الحرب.<ref>واقدی، المغازی، ۱۹۶۶م، ج۱، ص۳۳.</ref> | |||
==ذمّه في القرآن== | |||
يعتقد [[المفسرون]] أنّ بعض آيات [[القرآن]] نزلت في أبي لهب، وأشهرها [[سورة المسد]]. فبعد أن أعلن [[رسول الله (ص)]] دعوته جمع قبائل [[قريش]] وحذّرهم من عذاب الله ودعاهم إلى [[التوحيد]]. فقال له أبو لهب: «تَبًّا لَكَ! فلهذا دعوتَنا!؟» فنزلت سورة المسد: {{قرآن|تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}}<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، دارصادر، ج۱، ص۷۴؛ بلاذری، انساب الاشراف، ۱۹۵۹م، ج۱، ص۱۱۹؛ طبرسی، مجمع البیان، دارالمعرفة، ج۷، ص۳۲۳.</ref> وهناك آراء أخرى حول سبب نزول هذه السورة.<ref>فخر رازی، التفسیر الكبير، ۱۴۲۰ق، ج۳۲، ص۳۴۹-۳۵۰.</ref> عاش أبو لهب بعد نزول هذه السورة أكثر من عشر سنوات، ولكنه لم يؤمن، ومات علي الشرك. وهذه إحدى النبوءات والمعجزات القرآنية.<ref>کراجکی، کنز الفوائد، ۱۴۱۰ق، ج۱، ص۱۷۸؛ قطب الدین راوندی، الخرائج و الجرائج، ۱۴۰۹ق، ج۳، ص۱۰۵۳.</ref> | |||
ذُكر أبو لهب في سورة المسد بكنيته، مع أنّ الكنية فيها دلالة علي الاحترام! وقد ذُكرت أسباب مختلفة لهذا الخطاب، منها: | |||
*أنّه كان يُعرف غالباً بكنيته، فلا يدلّ استخدامها على الاحترام. | |||
*كان اسمه «عبد العزّى»، فكَرِه الله سبحانه أن ينسبه إلى العزّى، وإن كان اسماً له.<ref>طبرسی، مجمع البیان، دارالمعرفة، ج۱۰، ص۸۵۲.</ref> | |||
*كان اسمه كنيته، وإنما سمِّي بذلك لِتَلَهُّبِ وجنتَيه وإشراقهما. | |||
*بحسب الآية الثالثة من سورة المسد إنّ أبا لهب {{قرآن|سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}} فوافقت حالُه كنيتَه، فكان جدير بأن يُذكَر بها احتقارًا.<ref>فخر رازی، التفسیر الكبير، ۱۴۲۰ق، ج۳۲، ص۳۵۰.</ref> | |||
و يُقصَد أبو لهب أيضاً في تفسير بعض الآيات الأخري، منها: | |||
*[[الآية 95 من سورة الحِجر]]: {{قرآن|إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}} حيث كان أبو لهب ممّن يسخر من النبي (ص)و وعد الله بأن يكفّ شرّهم عنه.<ref>ابن بابویه، الخصال، ۱۳۶۲ش، ج۱، ص۲۷۹.</ref> | |||
*[[الآية 19 من سورة الزمر]]: {{قرآن|أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ}} والمقصود في هذه الآية بـ"مَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ" هو أبو لهب وولدُه ومَن تخلّف من عشيرة النبي (ص) عن الإيمان.<ref>شوکانی، فتح القدیر، ۱۴۱۴ق، ج۴، ص۵۲۴.</ref> | |||
*[[الآية 22 من سورة الزمر]]: {{قرآن|أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}} حيث قيل في تفسيرها: إنّ مصداق «مَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه لِلْإِسْلَامِ» هو [[الإمام علي]] {{ع}} و<nowiki/>[[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] {{ع}} فهما شرح الله صدرهما للإسلام. كما يقصد بـ"وَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ" أبو لهب وأولاده (عُتبة، معتّب، عُتَيبة) الذين قست قلوبهم عن ذكر الله.<ref>واحدی، اسباب نزول القرآن، ۱۴۱۹ق، ص۳۸۳.</ref> | |||
وروي أنّه لمّا اجتمع زعماء المشركين لاتخاذ القرار في مواجهة دعوة النبي والردّ على سؤال الناس عن النبي؛ قال أبو لهب أنا أقول للناس «إنّه شاعر». فنزلت الآية 41 من سورة الحاقة: {{قرآن|وَمَا هُوَ بِقَول شَاعِرٍ}}.<ref>ابن شهراشوب، مناقب آل ابی طالب، ۱۳۷۹ق، ج۱، ص۸۰.</ref> | |||
==أسباب عداوته للإسلام== | |||
ذكرت عدّة أسباب لعداوة أبي لهب للنبي(ص) والإسلام، ومنها: | |||
*التنافس مع [[أبو طالب|أبي طالب]]، لأنّ أبا طالب قد تولّي زعامة [[بني هاشم]] بعد وفاة [[عبد المطلب]]، وكان يدعم النبي (ص). وتشير الروايات التاريخية إلى أنّ العلاقة بين أبي لهب وأبي طالب لم تكن علاقة حسنة.<ref>ر.ک: بلاذری، انساب الاشراف، ۱۹۵۹م، ج۱، ص۱۳۰.</ref> | |||
*العصبية القبلية أو النزعة القبلية: حيث أنّ زوجته أم جميل بنت حرب بن أمية، كانت أخت أبي سفيان ومن بني أمية، ممّا جعله يدعم بني أمية ويحارب دعوة الإسلام.<ref>شوشتری، احقاق الحق، ج۲۹، ص۶۱۳</ref> | |||
*الخوف من اندلاع حرب مع العرب: كان أبو لهب يعتبر قبول الإسلام بمثابة إعلان حرب علي العرب قاطبة.<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، دارصادر، ج۸، ص ۴۳.</ref> | |||
==زوجته وأولاده== | |||
زوجة أبي لهب هي [[أم جميل]] بنت حرب بن أمية وأخت [[أبي سفيان]]، وقد بذلت جهداً كبيراً في إيذاء [[النبي محمد (ص)]]. ووصفها [[القرآن]] في [[سورة المسد]] بـ «[[حمالة الحطب|حمّالة الحطب]]».<ref>سورة المسد، الآية ۴.</ref> وكان لأبي لهب ثلاثة أبناء، وهم: عُتبة، ومُعتّب، وعُتَيبَة،<ref>ابن حزم، جمهره انساب العرب، ۱۴۰۳ق، ص۷۲.</ref> ولهب.<ref>بیهقی، دلائل النبوه، ۱۴۰۵ق، ج۲، ص۳۳۸-۳۳۹.</ref> وثلاث بنات، وهنّ: دُرَّة،<ref>ابن حزم، جمهره انساب العرب، ۱۴۰۳ق، ص۷۲.</ref> وعَزَّة، وخالدة.<ref>ابن سعد، طبقات الکبری، دارصادر، ج۸، ص۵۰.</ref> | |||
تزوّج عُتبَة وعُتَيبَة من [[رقية بنت النبي (ص)|رُقَيَّة]] و<nowiki/>[[أم كلثوم بنت رسول الله (ص)|أم كلثوم]] ابنتي النبي (ص)،<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، دارصادر، ج۸، ص۳۷-۳۶، بلاذری، انساب الاشراف، ۱۹۵۹م، ج۱، ص۱۲۲-۱۲۳.</ref> لكن بعد ظهور الإسلام ونزول [[سورة المسد]]، حمل أبو لهب وزوجته<ref>بلاذری، انساب الاشراف، ۱۹۵۹م، ج۱، ص۱۲۲-۱۲۳، ۴۰۱.</ref> ابنيهما على طلاق بنتَي النبي(ص).<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، دارصادر، ج۸، ص۳۶-۳۷.</ref> | |||
وقد ورد أنّ عتبة بن أبي لهب أساء إلى رسول الله (ص)، وبحسب رواية تفل في وجهه، فدعا عليه النبي (ص) قائلًا: «اللهمّ سلّط عليه كلباً من كلابك»، وخرج عتبة مع قريش في تجارة إلى الشّام. وفي إحدى الليالي هجم عليهم أسد وافترس من بينهم عتبة فقط.<ref>قطب الدین راوندی، الخرائج و الجرائح، ۱۴۰۹ق، ج۱، ص ۵۶؛ ابن شهراشوب، مناقب آل ابی طالب، ۱۳۷۹ق، ج۱، ص۸۰؛ هر دو به نقل از اهل سنت.</ref> وبحسب رواية أخرى حدثت هذه الحادثة لعتَيبة أو لَهب.<ref>بیهقی، دلائل النبوه، ۱۴۰۵ق، ج۲، ص۳۳۸-۳۳۹.</ref> أسلم مُعتّب وعتبة بن أبي لهب في [[فتح مكة]]، وشاركا في [[غزوة حنين|غزوة حُنَين]]<ref>طبری، تاریخ، دارالتراث، ج۱۱، ص۵۳۰.</ref> و<nowiki/>[[غزوة الطائف]]<ref>ابن اثیر، اسد الغابه، ۱۴۰۹ق، ج۳، ص۴۶۵.</ref> مع النبي(ص)، وهما من القلائل الذين ثبتوا مع رسول الله (ص).<ref>مفید، الارشاد، ۱۴۱۳ق، ج۱، ص۱۴۱.</ref> | |||
لمّا أسلمت دُرَّة بنت أبي لهب وهاجرت إلى [[المدينة]]، سخرت منها نساء المدينة بسبب أبيها. فشكت ذلك إلى النبي (ص)، فنهاهن عن ذلك.<ref>ابن اثیر، اسد الغابه، ج۶، ص۱۰۳.</ref> وقد روت حديثًا عن النبي (ص).<ref>طبرسی، مجمع البیان، دارالمعرفة، ج۲، ص۸۰۷.</ref> | |||
== ذات صلة == | |||
* [[سورة المسد]] | * [[سورة المسد]] | ||
*[[ | * [[حمالة الحطب]] | ||
*[[ | * [[أبو جهل]] | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== | ||
سطر ٤٧: | سطر ٨١: | ||
==المصادر والمراجع== | ==المصادر والمراجع== | ||
{{المصادر}} | {{المصادر}} | ||
*ابن | *ابن اثیر، علی بن محمد، اسد الغابة، دار الفکر، بیروت، ۱۴۰۹ق/۱۹۸۹م. | ||
*ابن | *ابن بابویه، محمد بن علی، الخصال، علی اکبر غفاری، جامعه مدرسین، قم، ۱۳۶۲ش. | ||
*ابن | *ابن بابویه، محمد بن علی، عیون اخبار الرضا(ع)، نشر جهان، تهران، ۱۳۷۸ق. | ||
*ابن | *ابن بطوطه، رحله ابن بطوطه، عبدالهادی التازی، اکادیمیه المملکه المغربیه، رباط، ۱۴۱۷ق/۱۹۹۷م. | ||
*ابن حزم، | *ابن حبیب، محمد، المنمق فی اخبار قریش، به کوشش خورشید احمد فارق، عالم الکتاب، بیروت، ۱۴۰۵ق/۱۹۸۵م. | ||
*ابن | *ابن حزم، علی بن احمد، جمهرة انساب العرب، بیروت، ۱۴۰۳ق/۱۹۸۳م. | ||
*ابن | *ابن خلدون، تاریخ، دار احياء التراث العربی، بیروت، بی تا. | ||
*ابن | *ابن درید، محمد بن حسن، الاشتقاق، به کوشش عبدالسلام محمد هارون، قاهره، ۱۳۷۸ق/۱۹۵۸م. | ||
*ابن | *ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، تصحیح مصطفی السقا و دیگران، بیروت، دار صادر، بی تا. | ||
* | *ابن شهراشوب، محمد بن علی، مناقب آل ابی طالب، علامه، قم، ۱۳۷۹ق. | ||
* | *ابن قتیبه، عبدالله بن مسلم، المعارف، به کوشش ثروت عکاشه، قاهره، ۱۹۶۰م. | ||
* | *ابن هشام، عبدالملک، السیرة النبویة، به کوشش مصطفی السقا و دیگران، دارالمعرفة، بیروت، بی تا. | ||
* | *بلاذری، احمد بن یحیی، انساب الاشراف، به کوشش محمد حمید الله، قاهره، ۱۹۵۹م. | ||
* | *بیهقی، احمد بن حسین، دلائل النبوة، به کوشش عبدالمعطی قلعجی، دارالکتب العلمیة، بیروت، ۱۴۰۵ق/۱۹۸۵م. | ||
* | *حسنی، هاشم معروف، سيره المصطفى نظره جديده، دار التعارف للمطبوعات، بیروت، ۱۴۱۶ق/۱۹۹۶م. | ||
* | *خصیبی، حسین بن حمدان، الهدایه الکبری، البلاغ، بیروت، ۱۴۱۹ق. | ||
* | *شوشتری، نورالله بن شریف الدین، احقاق الحق و ازهاق الباطل، کتابخانه آیت الله مرعشی نجفی، قم، ۱۴۰۹ق. | ||
* | *شوکانی، محمد بن علی، فتح القدیر، دار ابن کثیر، دمشق، ۱۴۱۴ق/۱۹۹۴م. | ||
* | *طبرسی، فضل بن حسن، اعلام الوری باعلام الهدی، موسسه آل البیت، قم، ۱۴۱۷ق. | ||
* | *طبرسی، فضل بن حسن، مجمع البیان، دارالمعرفة، بیروت، بی تا. | ||
* | *طبری، محمد بن جریر، تاریخ الطبری، محمد ابوالفضل ابراهیم، دارالتراث، بیروت، بی تا. | ||
* | *فخر رازی، محمد بن عمر، التفسیر الکبیر، دار احیاء التراث العربی، بیروت، ۱۴۲۰ق/۱۹۹۹م. | ||
*قطب الدین راوندی، سعید بن هبه الله، الخرائج و الجرائح، موسسه الامام المهدی، قم، ۱۴۰۹ق. | |||
*کراجکی، محمد بن علی، کنز الفوائد، دارالزخائر، قم، ۱۴۱۰ق. | |||
*کلبی، هشام بن محمد، جمهرة النسب، به کوشش ناجی حسن، بیروت، ۱۴۰۷ق/۱۹۸۶م. | |||
* | *کلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، تصحیح علی اکبر غفاری و دیگران، دار الکتب الاسلامیه، تهران، ۱۴۰۷ق. | ||
*مجلسی، محمدباقر بن محمدتقی، بحار الانوار، دار احیاء التراث العربی، بیروت، ۱۴۰۳ق. | |||
*مفید، محمد بن محمد، الارشاد فی معرفه حجج الله علی العباد، کنگره شیخ مفید، قم، ۱۴۱۳ق. | |||
* واحدی، علی بن احمد، اسباب نزول قرآن، تحقیق کمال بسیونی زغلول، دار الکتب العلمیة، بیروت، ۱۴۱۹ق/۱۹۹۸م. | |||
*واقدی، محمد بن عمر، المغازی، به کوشش مارسدن جونز، لندن، ۱۹۶۶م. | |||
*یعقوبی، احمد بن اسحاق، تاریخ، بیروت، ۱۳۷۹ق/۱۹۶۰م. | |||
{{نهایة}} | |||
}} | |||
[[تصنيف:خصوم الرسول]] | [[تصنيف:خصوم الرسول]] |
تعديل