مستخدمون مشرفون تلقائيون، confirmed، movedable، إداريون، templateeditor
٦٬٥٨٢
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٥: | سطر ٣٥: | ||
==التعريف== | ==التعريف== | ||
الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب الأموي،<ref>الزركلي، الأعلام، 1989م، ج8، ص121.</ref> ورد في نسبه هو الوليد بن عتبة بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي.<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، | الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب الأموي،<ref>الزركلي، الأعلام، 1989م، ج8، ص121.</ref> ورد في نسبه هو الوليد بن عتبة بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي.<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص206.</ref> كان من كبار بني أمية<ref>الزركلي، الأعلام، 1989م، ج8، ص 121.</ref> وابن أخٍ لمعاوية بن أبي سفيان.<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 206.</ref> يروى أنه كان رجلا حكيم،k<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 206.</ref> وذكرت بعض المصادر أنه رجل ذو فصاحة وحلم<ref>الزركلي، الأعلام، 1989م، ج8، ص 121.</ref> وكرم.<ref>العامري الحرضي، غربال الزمان، 1405 هـ، ص 59؛ أبو مخرمة، قلادة النحر، 1428 هـ، ج 1، ص 405.</ref> | ||
لم تتحدث المصادر التاريخية عن حياته، ولم تذكر زمن ولادته ولم تشر إلا إلى أهم أحداث حياته.<ref>على سبيل المثال ينظر: ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، | لم تتحدث المصادر التاريخية عن حياته، ولم تذكر زمن ولادته ولم تشر إلا إلى أهم أحداث حياته.<ref>على سبيل المثال ينظر: ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 206.</ref> ورد أنه كان مرشحا للخلافة بعد يزيد بن معاوية،<ref>العامري الحرضي، غربال الزمان، 1405 هـ، ص 59؛ قأبو مخرمة، قلادة النحر، 1428 هـ، ج 1، ص 405؛ ابن عماد الحنبلي، شذرات الذهب، 1406 هـ، ج 1، ص 287.</ref> وقد قرر أهالي الشام على اختياره خلفا ليزيد بن معاوية،<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 212.</ref> وقد رفض هذا الأمر،<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 211.</ref> ويروى أن الوليد بن عتبة هو الذي صلى على معاوية بن يزيد.<ref>خليفة بن خياط، تاريخ خليفة، 1415 هـ، ص 158؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 1407 هـ، ج 8، ص 114.</ref> | ||
كان يحب شرب الخمر في السر والخفاء، وله صاحب باسم عبد الرحمن بن سيحان يصطحبه في شرب الخمر.<ref name=":0">مادلونگ، جانشینی محمد، 1377ش، | كان يحب شرب الخمر في السر والخفاء، وله صاحب باسم عبد الرحمن بن سيحان يصطحبه في شرب الخمر.<ref name=":0">مادلونگ، جانشینی محمد، 1377ش، ص 473.</ref> توفي الوليد سنة 64 هـ بالطاعون،<ref name=":1">العامري الحرضي، غربال الزمان، 1405 هـ، ص 59؛ أبو مخرمة، قلادة النحر، 1428 هـ، ج 1، ص 405؛ ابن عماد الحنبلي، شذرات الذهب، 1406 هـ، ج 1، ص 287.</ref> ورد عندما كان يصلي على جسد معاوية بن يزيد صلاة الجنائز أصيب بالطاعون.<ref name=":2">ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 208.</ref> | ||
===من ولاة بني أمية=== | ===من ولاة بني أمية=== | ||
كان الوليد بن عتبة من ولاة الدولة الأموية من قبل [[معاوية بن أبي سفيان]] وابنه يزيد،<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، | كان الوليد بن عتبة من ولاة الدولة الأموية من قبل [[معاوية بن أبي سفيان]] وابنه يزيد،<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 206.</ref> وعيّن لعدة مرات واليا على [[المدينة]]،<ref>أبو مخرمة، قلادة النحر، 1428 هـ، ج 1، ص 405.</ref> فبعد عزل مروان بن الحكم من إمارة المدينة [[سنة 57 هـ]] عُين العتبة واليا على المدين،<ref name=":7">ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 207؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 1413 هـ، ج 4، ص 162-163؛ ابن الجوزي، المنتظم، 1412 هـ، ج 5، ص 289.</ref> وبقي في هذا المنصب حتى فترة حكم معاوية،<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 208.</ref> وعزل الوليد سنة 60 هـ من إمارة المدينة، وصار عمرو بن سعيد خلفا له، فلم يلبث طويلا حتى أعيد مرة أخرى لإمارة المدينة،<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 207.</ref> وتذكر بعض الأخبار أن الوليد في سنة 56 هـ، و57 هـ، و58 هـ،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 1387 هـ، ج 5، ص ،301، 308، 309 ؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 1407 هـ، ج 8، ص 78، 81، 82.</ref> و61 هـ، و62 هـ، قد عُين إمام للحاج. | ||
<ref name=":7" /> | <ref name=":7" /> | ||
==المنازعة المالية مع الإمام الحسين (ع)== | ==المنازعة المالية مع الإمام الحسين (ع)== | ||
ورد أن الوليد بن العتبة عندما كان في [[المدينة المنورة|المدينة]] حدث نزاع بينه وبين [[الإمام الحسين (ع)]] حول مال في منطقة تسمى بذي المروة، حيث طالبه الإمام من حقه في المنطقة، وقال الإمام إذا لم يمنح حقه منها ليأخذ سيفه ويتوجه إلى [[مسجد النبي]] ويدعو الناس إلى [[حلف الفضول]]، فعند سماع هذا الكلام من الإمام هناك من لبى لدعوته،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، دار المعرفة، ج1، | ورد أن الوليد بن العتبة عندما كان في [[المدينة المنورة|المدينة]] حدث نزاع بينه وبين [[الإمام الحسين (ع)]] حول مال في منطقة تسمى بذي المروة، حيث طالبه الإمام من حقه في المنطقة، وقال الإمام إذا لم يمنح حقه منها ليأخذ سيفه ويتوجه إلى [[مسجد النبي]] ويدعو الناس إلى [[حلف الفضول]]، فعند سماع هذا الكلام من الإمام هناك من لبى لدعوته،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، دار المعرفة، ج1، ص 134-135؛ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، 1415 هـ، ج 17، ص 188؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 210؛ الأعرجي، مناهل الضرب، 1419 هـ، ص 27؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1404 هـ، ج 15، ص 226-227.</ref> حتى بلغ الخبر إلى الوليد بن عتبة فأعطاه حقه حتى رضي الإمام.<ref>ابن الأثير، الكامل، 1385ش، ج2، ص 41؛ ابن كثیر، ''البدایة و النهایة''، 1407 هـ، ج 2، ص 293؛ اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، ج 1، ص 314.</ref> | ||
وتشير بعض الأخبار الأخرى إلى نشوب خلافات بين الوليد والإمام الحسين (ع) يذكر أنه تعامل مع الإمام بالمداراة،<ref name=":3">ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، | وتشير بعض الأخبار الأخرى إلى نشوب خلافات بين الوليد والإمام الحسين (ع) يذكر أنه تعامل مع الإمام بالمداراة،<ref name=":3">ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 210.</ref> وهناك أخبار تتحدث عن معاملة الوليد مع [[الإمام السجاد (ع)]] حول عين تتعلق بالإمام الحسين (ع)،<ref name=":4">ابن شهرآشوب المازندراني، مناقب آل أبي طالب، 1379 هـ، ج 4، ص 144.</ref> أورد بعض الفقهاء هذه القضية واستدلوا بها على جواز بيع الماء.<ref name=":5">بَابُ جَوَازِ بَیعِ الْمَاءِ إِذَا کانَ مِلْکاً لِلْبَائِعِ وَ اسْتِحْبَابِ بَذْلِهِ لِلْمُسْلِمِ تَبَرُّعا النوري، مستدرك الوسائل1408 هـ، ج 13، ص 243-244.</ref> | ||
==مهمة أخذ البيعة من الإمام الحسين (ع) ليزيد== | ==مهمة أخذ البيعة من الإمام الحسين (ع) ليزيد== | ||
إحدى أهم أحداث حياة الوليد بن عتبة التي تناولتها الأخبار هو استدعاء [[الإمام الحسين (ع)]] إلى دار الإمارة في [[المدينة]] وأخذ بيعة من الإمام لـ<nowiki/>[[يزيد بن معاوية]].<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، | إحدى أهم أحداث حياة الوليد بن عتبة التي تناولتها الأخبار هو استدعاء [[الإمام الحسين (ع)]] إلى دار الإمارة في [[المدينة]] وأخذ بيعة من الإمام لـ<nowiki/>[[يزيد بن معاوية]].<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417 هـ، ص 75-83.</ref> تعد هذه الحادثة انطلاقة لحركة الإمام الحسين (ع) ونهضته، ولها صدى كبير في المصادر حتى أن بعضها تتحدث عنها بصورة عامة دون تفاصيلها،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف،1417 هـ، ج 3، ص 155؛ بندنیجی قادری، جامع الأنوار، 1422 هـ، ص 71-72؛ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، 1325 هـ، ج 2، ص 348؛ الأربلي، كشف الغمة، 1381 هـ، ج 2، ص 42.</ref> والأخرى تتطرق إليها بشكل كامل وبالتفاصيل.<ref>على سبيل المثال ينظر: الطبري، تاريخ الطبري، 1387 هـ، ج 5، ص 338-340؛ الشامي، الدر النظيم، ، ص 540؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ش، ص ،227-228؛ ابن الجوزي، المنتظم، 1412 هـ، ج 5، ص 322؛ الأعرجي، مناهل الضرب، 1419 هـ، ص 383.</ref> | ||
بعد أن مات [[معاوية بن أبي سفيان]] في [[شهر رجب]] [[سنة 60 للهجرة]]،<ref>الأعرجي، مناهل الضرب، | بعد أن مات [[معاوية بن أبي سفيان]] في [[شهر رجب]] [[سنة 60 للهجرة]]،<ref>الأعرجي، مناهل الضرب، 1419 هـ، ص 383؛ الأمين، أعيان الشيعة، 1403 هـ، ج 1، ص 587.</ref> بادر يزيد إلى أخذ [[بيعة]] لنفسه ممن رفض دعوة معاوية للبيعة مع يزيد، وقد ورد أن هؤلاء هم الإمام الحسين (ع)، و<nowiki/>[[عبد الله بن الزبير]]، و<nowiki/>[[عبد الله بن عمر]].<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417 هـ، ص 75.</ref> بعث يزيد رسالة إلى والي المدينة نعى فيها معاوية وطلب منه فور وصول الرسالة أن يقبض على هؤلاء وسرعان أن يأخذ بيعة منهم،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417 هـ، ص 75؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، 1415 هـ، ج 2، ص 69.</ref> وإن خالفوا الأمر يضرب عنقهم.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص 241.</ref> يروى إن هذه القضية هي مبادرة يزيد الأولى لقتل الإمام الحسين (ع).<ref>الأميني، مع الركب الحسيني، 1386ش، ج6، ص 55.</ref> | ||
بعد أن وصلت هذه الرسالة إلى الوليد دعا [[مروان بن الحكم]]؛ ليستشيره في هذا الامر، وطلب مروان منه أن يستدعيهم، ثم يأخذ البيعة منهم، وإن رفضوا البيعة قتلهم،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، | بعد أن وصلت هذه الرسالة إلى الوليد دعا [[مروان بن الحكم]]؛ ليستشيره في هذا الامر، وطلب مروان منه أن يستدعيهم، ثم يأخذ البيعة منهم، وإن رفضوا البيعة قتلهم،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417 هـ، ص 77؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص 241.</ref> وكان يعتقد مروان إنّ هؤلاء إذا علموا بموت معاوية فروا إلى أماكن شتى ثم يظهر المخالفة ويدعون الناس إلى أنفسهم.<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417 هـ، ص 77.</ref> | ||
===إحضار الإمام إلى دار الإمارة=== | ===إحضار الإمام إلى دار الإمارة=== | ||
أرسل الوليد بن عتبة ليلا شخصا إلى [[الإمام الحسين (ع)]] و<nowiki/>[[عبد الله بن الزبير]] يدعوهما إلى دار الإمارة، فسأل عبد الله بن الزبير الإمام، برأيك لماذا يدعون في هذه الساعة من الليل التيلم يكن يجلس فيه للعمل؟<ref name=":8">أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، | أرسل الوليد بن عتبة ليلا شخصا إلى [[الإمام الحسين (ع)]] و<nowiki/>[[عبد الله بن الزبير]] يدعوهما إلى دار الإمارة، فسأل عبد الله بن الزبير الإمام، برأيك لماذا يدعون في هذه الساعة من الليل التيلم يكن يجلس فيه للعمل؟<ref name=":8">أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417 هـ، ص 79.</ref> فأجاب الإمام أظن أن [[معاوية]] قد مات ويريد أن يأخذ البيعة منا. فالإمام الحسين (ع) أخذ شبابه من [[بنو هاشم|أهل بيته]] وتوجه إلى دار الإمارة وأمرهم أن يقفوا خلف الباب، أن يكون على استعداد تام أن يدخلوا المجلس إذا مست الحاجة إلى ذلك، وذلك للحد من المؤامرة المحتملة.<ref name=":8" /> | ||
فنعى الوليد معاوية إلى الإمام، وأنه مات، وطلب منه أن يبايع يزيد، واستدل الإمام على أن تكون البيعة علانية أمام أعين الناس، وتركها ليوم غد، والوليد قبل الأمر،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، | فنعى الوليد معاوية إلى الإمام، وأنه مات، وطلب منه أن يبايع يزيد، واستدل الإمام على أن تكون البيعة علانية أمام أعين الناس، وتركها ليوم غد، والوليد قبل الأمر،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417 هـ، ص 80.</ref> وعندها قال مروان إلى الوليد إذا تركته لم يبايعك أبدا حتى تكثرا القتلى بين الطرفين، وطلب من الوليد أن يحبس الإمام حتى يبايع، وإذا خالف يضرب عنق الإمام،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417 هـ، ص 81.</ref> فغضب الإمام على مروان وقال له: "يا بن الزَّرْقَاءِ أَنْتَ تَقْتُلُنِي؟ كَذَبْتَ وَاللَّهِ وَأَثِمْتَ."<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417 هـ، ص 80-82.</ref> | ||
ثم وجه الإمام الحسين (ع) خطابه إلى الوليد، وقال: "إنّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله، وبنا ختم الله، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله"،<ref>ابن أعثم الكوفي، الفتوح، | ثم وجه الإمام الحسين (ع) خطابه إلى الوليد، وقال: "إنّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله، وبنا ختم الله، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله"،<ref>ابن أعثم الكوفي، الفتوح، 1411 هـ، ج 5، ص 14؛ الأمين، أعيان الشيعة، 1403 هـ، ج 1، ص 588؛ ابن نما الحلي، مثير الأحزان، 1406 هـ، ص 24.</ref> فخرج الإمام الحسين (ع) من عنده وتوجه إلى بيته،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417 هـ، ص 81.</ref> ثم بعد مدة خرج من المدينة متوجها نحو مكة.<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417 هـ، ص 83؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413 هـ، ج 2، ص 32-34؛ الفتال النيشابوري، روضة الواعظين، 1375ش، ج1، ص 171.</ref> | ||
===عزله من إمارة المدينة=== | ===عزله من إمارة المدينة=== | ||
أبلغ [[الأمويون]] عن مواقف الوليد بن عتبة وتساهله ومداراته مع [[الإمام الحسين (ع)]] إلى جهاز الخلافة، الأمر الذي أغضب يزيد مما جعله يعزل الوليد عن إمارة المدينة،<ref>مجلسی، زندگانی حضرت امام حسین(ع)، 1364ش، ج2، | أبلغ [[الأمويون]] عن مواقف الوليد بن عتبة وتساهله ومداراته مع [[الإمام الحسين (ع)]] إلى جهاز الخلافة، الأمر الذي أغضب يزيد مما جعله يعزل الوليد عن إمارة المدينة،<ref>مجلسی، زندگانی حضرت امام حسین(ع)، 1364ش، ج2، ص 403؛ الأمين، أعيان الشيعة، 1403 هـ، ج 1، ص 588.</ref> ويستخلف [[عمرو بن سعيد بن العاص]] الأشداق مكانه.<ref>طبری، تاریخ الطبری، 1387 هـ، ج 5، ص 343؛ مجلسی، زندگانی حضرت امام حسین(ع)، 1364ش، ج2، ص 403.</ref> | ||
دعا الخليفة الأموي الوليد إلى الشام ثم عينّه مستشارا في بلاطه، لكن في [[سنة 61 للهجرة]] وبعد [[واقعة الطف]] أعيد في منصبه حاكما على المدينة،<ref>الزركلي، الأعلام، 1989م، ج8، | دعا الخليفة الأموي الوليد إلى الشام ثم عينّه مستشارا في بلاطه، لكن في [[سنة 61 للهجرة]] وبعد [[واقعة الطف]] أعيد في منصبه حاكما على المدينة،<ref>الزركلي، الأعلام، 1989م، ج8، ص 121.</ref> وهذا الحدث كان مقارنا مع خروج [[عبد الله بن الزبير]] في [[مكة]].<ref>ابن طاووس، اللهوف، 1380ش، ص 85.</ref> | ||
==أسباب مداراته مع الإمام الحسين (ع)== | ==أسباب مداراته مع الإمام الحسين (ع)== | ||
يروى أن الوليد كان لا يجب أن يتخذ إجراء حاسما ضد [[الإمام الحسين (ع)]]، ومن أجل هذا الترديد عزل عن منصبه،<ref>تقیزاده داوری، تصویر امامان شیعة در دایرة المعارف اسلام، 1385ش، | يروى أن الوليد كان لا يجب أن يتخذ إجراء حاسما ضد [[الإمام الحسين (ع)]]، ومن أجل هذا الترديد عزل عن منصبه،<ref>تقیزاده داوری، تصویر امامان شیعة در دایرة المعارف اسلام، 1385ش، ص 150.</ref> وفي الأخبار التي تنقل عن [[أبو مخنف الأزدي|أبي مخنف]]<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 1387 هـ، ج 5، ص 340؛ ابن الجوزي، المنتظم، 1412 هـ، ج 5، ص 322.</ref> ورد أن الوليد رجل يطلب العافية،<ref>أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، 1417 هـ، ص 81.</ref> وورد أنه كان يبتعد عن الفتنة، وبناء عليه كان لا يريد أن ينازع الإمام الحسين (ع) في هذا الأمر، وعندما امتنع الإمام (ع) من البيعة ليزيد، لم يجبره على [[البيعة]]، حتى أنه لم يمنع من خروج الإمام والذهاب إلى مكة.<ref>مجلسی، زندگانی حضرت امام حسین(ع)، 1364ش، ج2، ص 403.</ref> | ||
وكان يعتقد مؤلف كتاب أعيان الشيعة السيد محسن الأمين، السبب من موقف الوليد من الإمام وعدم امتناعه، هو أن الوليد كان لديه معرفة بمكانة الإمام، وليس مجرد طلب العافية،<ref>الأمين، أعيان الشيعة، | وكان يعتقد مؤلف كتاب أعيان الشيعة السيد محسن الأمين، السبب من موقف الوليد من الإمام وعدم امتناعه، هو أن الوليد كان لديه معرفة بمكانة الإمام، وليس مجرد طلب العافية،<ref>الأمين، أعيان الشيعة، 1403 هـ، ج 1، ص 588.</ref> ويظهر من حوار الوليد مع [[مروان بن الحكم|مروان]] اعتقاده برفيع منزلة الإمامة، كما أنه وبعد معاتبة مروان إياه على عدم حبس وقتل الإمام، قال له الوليد: "والله ما أحب ان أملك الدنيا بأسرها واني قتلت حسينا"، ويرى أن في قتل الإمام خسارة الآخرة ولا ينظر إليه الله [[يوم القيامة]]، وسينال عذابا أليما.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، 1403 هـ، ج 1، ص 588؛ مع اختلاف يسير: ابن أعثم الكوفي، الفتوح، 1411 هـ، ج 5، ص 14؛ الطبري، تاريخ الطبري، 1387 هـ، ج 5، ص 340؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413 هـ، ج 2، ص 34؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ش، ص 228.</ref> | ||
==موقفه من رأس الإمام الحسين (ع)== | ==موقفه من رأس الإمام الحسين (ع)== | ||
روى ابن عساكر مؤلف كتاب تاريخ مدينة دمشق لما أتي برأس الحسين بن علي إلى [[عمرو بن سعيد بن العاص]] وضع بين يديه، طلب من الوليد أن يتحدث، فاستغفر الوليد له ولمخالفيه، وبرر قاتلي الإمام مما قام بمقتله، بالقول: "إن هذا [الإمام الحسين عليه السلام] عفى [[الله]] عنا وعنه خيرنا بين أن يقتلنا ظالما أو نقتله معذورين في قتله، فصرنا إلى التي كرهنا مضطرين"، ثم حلف بالله كان مستعد أن يوفر له كل ما يريد بأفضل ما يمكن، وإن عوتب من أجل ذلك.<ref name=":6">ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، | روى ابن عساكر مؤلف كتاب تاريخ مدينة دمشق لما أتي برأس الحسين بن علي إلى [[عمرو بن سعيد بن العاص]] وضع بين يديه، طلب من الوليد أن يتحدث، فاستغفر الوليد له ولمخالفيه، وبرر قاتلي الإمام مما قام بمقتله، بالقول: "إن هذا [الإمام الحسين عليه السلام] عفى [[الله]] عنا وعنه خيرنا بين أن يقتلنا ظالما أو نقتله معذورين في قتله، فصرنا إلى التي كرهنا مضطرين"، ثم حلف بالله كان مستعد أن يوفر له كل ما يريد بأفضل ما يمكن، وإن عوتب من أجل ذلك.<ref name=":6">ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 63، ص 211.</ref> | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== |