انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الخلود في النار»

أُضيف ٥٧٣ بايت ،  يوم السبت الساعة ٠٩:٠٥
سطر ٨٦: سطر ٨٦:
في الطرف المقابل قام [[الشيخ علي رباني الگلپایگاني]] وهو أحد المتخصصين في علم الكلام، وذكر أنَّ العذاب الأبدي لا يتنافى مع العدل الإلهي؛ لأنَّ مراعاة إعطاء المجرم ما يستحقه ليس الأمر ينظر له في جانب الزمان فقط، بل لابد من النظر إلى جانب عظم الجرم والمفاسد الكبيرة، فالعقلاء في قوانين العقوبات لديهم نلاحظ أنَّه عندما يقوم الشخص بالإخلال بالنظام الاجتماعي كالقتل وغيرها من الجرائم يحكم على الشخص بالحبس المؤبد، فالجريمة وقتها قليل لكن مفسدتها طويلة وعظيمة، فكذلك الأمر بخصوص العذاب الأبدي، ما يقوم به المجرمون بلحاظ مفاسده عظيم لا يتنافى مع خلود العذاب والحبس في النار.<ref>الگلپایگاني، القواعد الكلامية (يبحث عن أصول عامة يعتمد عليها في حلّ المسائل الكلامية)، ص206.</ref>  
في الطرف المقابل قام [[الشيخ علي رباني الگلپایگاني]] وهو أحد المتخصصين في علم الكلام، وذكر أنَّ العذاب الأبدي لا يتنافى مع العدل الإلهي؛ لأنَّ مراعاة إعطاء المجرم ما يستحقه ليس الأمر ينظر له في جانب الزمان فقط، بل لابد من النظر إلى جانب عظم الجرم والمفاسد الكبيرة، فالعقلاء في قوانين العقوبات لديهم نلاحظ أنَّه عندما يقوم الشخص بالإخلال بالنظام الاجتماعي كالقتل وغيرها من الجرائم يحكم على الشخص بالحبس المؤبد، فالجريمة وقتها قليل لكن مفسدتها طويلة وعظيمة، فكذلك الأمر بخصوص العذاب الأبدي، ما يقوم به المجرمون بلحاظ مفاسده عظيم لا يتنافى مع خلود العذاب والحبس في النار.<ref>الگلپایگاني، القواعد الكلامية (يبحث عن أصول عامة يعتمد عليها في حلّ المسائل الكلامية)، ص206.</ref>  


وذكر أيضًا أنَّ العذاب هو من آثار ما صنعه الإنسان بنفسه عندما صوَّر وعجن نفسه بعجينة الشَّقاء بحيث هذه العجينة والصورة تبقى معه دائمًا، والعذاب ليس إلا أثر صورة الشقاء الناتجة، وبعبارة واضحة: العذاب من آثار ما جعله الإنسان في نفسه من حقيقة الشَّقاء، وليس العذاب من آثار الأفعال المحدودة التي قام بها؛ لأنَّ الإنسان عندما يقوم بعمل غير صالحٍ ينعكس هذا الفعل على نفسه وتصبح نفسه شقيَّة، والعذاب ليس للفعل الذي عمله بل هو أثر صيرورة نفسه شقيَّة، وبالتالي كما أنَّ صيرورة حقيقة الإنسان هي الشقاء أمر أزلي ومؤبد فكذلك العذاب هو من آثار هذه الحقيقة، وبالتالي يكون العذاب مؤبَّد، والنتيجة هي عدم تنافي العذاب الأبدي مع حكمة الله؛ لأنَّ المسألة تكوينية.<ref>الگلپایگاني، القواعد الكلامية (يبحث عن أصول عامة يعتمد عليها في حلّ المسائل الكلامية)، ص206.</ref>
وذكر أيضًا أنَّ العذاب هو من آثار ما صنعه الإنسان بنفسه عندما صوَّر وعجن نفسه بعجينة الشَّقاء بحيث هذه في الطرف المقابل قام [[الشيخ علي رباني الگلپایگاني]] وهو أحد المتخصصين في علم الكلام، وذكر أنَّ العذاب الأبدي لا يتنافى مع العدل الإلهي؛ لأنَّ مراعاة إعطاء المجرم ما يستحقه ليس الأمر ينظر له في جانب الزمان فقط، بل لابد من النظر إلى جانب عظم الجرم والمفاسد الكبيرة، فالعقلاء في قوانين العقوبات لديهم نلاحظ أنَّه عندما يقوم الشخص بالإخلال بالنظام الاجتماعي كالقتل وغيرها من الجرائم يُحكم على الشخص بالحبس المؤبد، فالجريمة وقتها قليل لكن مفسدتها عظيمة، فكذلك الأمر بخصوص العذاب الأبدي، ما يقوم به المجرمون بلحاظ المفاسد عظيم، فلا يتنافى مع خلود العذاب والحبس في النار.<ref>الگلپایگاني، القواعد الكلامية (يبحث عن أصول عامة يعتمد عليها في حلّ المسائل الكلامية)، ص206.</ref>
 
وذكر أيضًا: العذاب من آثار ما جعله الإنسان في نفسه من حقيقة الشَّقاء، وليس العذاب من آثار الأفعال المحدودة التي قام بها، والنتيجة هي عدم تنافي العذاب الأبدي مع حكمة الله؛ لأنَّ المسألة تكوينية.<ref>الگلپایگاني، القواعد الكلامية (يبحث عن أصول عامة يعتمد عليها في حلّ المسائل الكلامية)، ص206.</ref>


===تبيين العذاب الأبدي بحسب نظرية تجسم الأعمال===
===تبيين العذاب الأبدي بحسب نظرية تجسم الأعمال===
سطر ٩٦: سطر ٩٨:


وفي هذا المضمار نجد [[السيد محمد حسين الطباطبائي|العلامة الطباطبائي]] حيث فسَّر الخلود على أساس المباني الفلسفية [[الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة|للحكمة المتعالية]] وبالخصوص القول [[الحركة الجوهرية|بالحركة الجوهرية]]، واعتقد أنَّ الصور القبيحة إن لم تصبح هي ونفس الإنسان واحدة، أي أنَّ العمل القبيح لم يرسخ في داخل الإنسان، فإنَّ العذاب سوف يزول عنها بعد فترة، وأمَّا إذا صارت [[الذنب|المعاصي]] أمر راسخ في داخل الإنسان بحيث صار جزءًا من حقيقته بحيث يصير هذا العمل القبيح مرضي عند الإنسان، ويصدر عنه بكلّ أريحيَّة، بدون تأنيب ضمير، أو ضغط نفسي، فهذا النوع مخلَّدٌ باقٍ متعذِّب في النَّار للأبد.<ref>العلامة الطباطبائي، المیزان في تفسير القرآن، ج1، ص412-413.</ref>
وفي هذا المضمار نجد [[السيد محمد حسين الطباطبائي|العلامة الطباطبائي]] حيث فسَّر الخلود على أساس المباني الفلسفية [[الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة|للحكمة المتعالية]] وبالخصوص القول [[الحركة الجوهرية|بالحركة الجوهرية]]، واعتقد أنَّ الصور القبيحة إن لم تصبح هي ونفس الإنسان واحدة، أي أنَّ العمل القبيح لم يرسخ في داخل الإنسان، فإنَّ العذاب سوف يزول عنها بعد فترة، وأمَّا إذا صارت [[الذنب|المعاصي]] أمر راسخ في داخل الإنسان بحيث صار جزءًا من حقيقته بحيث يصير هذا العمل القبيح مرضي عند الإنسان، ويصدر عنه بكلّ أريحيَّة، بدون تأنيب ضمير، أو ضغط نفسي، فهذا النوع مخلَّدٌ باقٍ متعذِّب في النَّار للأبد.<ref>العلامة الطباطبائي، المیزان في تفسير القرآن، ج1، ص412-413.</ref>
==الهوامش==
==الهوامش==
{{مراجع}}
{{مراجع}}
confirmed
٦٢٤

تعديل