confirmed، movedable، templateeditor
٨٬٩٠٤
تعديل
سطر ٣٦: | سطر ٣٦: | ||
==آثار الاعتقاد بالمعاد في الحياة الدنيا== | ==آثار الاعتقاد بالمعاد في الحياة الدنيا== | ||
إن الاهتمام بالمعاد، ومعرفة جزئياته له أثر نفسي وروحي وتربوي كبير في نباء النفس الإنسانية، في جميع مراحل حياة الإنسان.<ref>مكارم الشيرازي، نفحات القرآن، ج6، ص7.</ref> بحسب مصباح اليزدي، فأي شخص يؤمن بالمعاد لا يعتبر الموت نهاية حياته، | إن الاهتمام بالمعاد، ومعرفة جزئياته له أثر نفسي وروحي وتربوي كبير في نباء النفس الإنسانية، في جميع مراحل حياة الإنسان.<ref>مكارم الشيرازي، نفحات القرآن، ج6، ص7.</ref> بحسب مصباح اليزدي، فأي شخص يؤمن بالمعاد لا يعتبر [[الموت]] نهاية حياته، وسيضع البرامج في حياته بما يعود عليه بالنفع في حياته الأبدية، ومن ناحية أخرى فإن المصاعب والأخطاء والخسائر التي يواجها في حياته الدنيوية، لا تثبطه ولا تمنعه من محاولة تحقيق السعادة والكمال الأبدي. ومن وجهة نظره فإن تأثير [[الإيمان]] بالمعاد لا ينحصر في الحياة الفردية، بل إن الإيمان به يلعب دوراً هاماً في الحياة الاجتماعية، كاحترام حقوق الآخرين، والشعور بالمحتاجين. وحينما يسود المجتمع الاعتقاد بالمعاد، فلا يحتاج كثيرًا إلى استخدام القوة لتطبيق القوانين، والأحكام العادلة، ومكافحة الظلم والاعتداء على الآخرين.<ref>مصباح اليزدي، دروس في العقيدة الإسلامية، ج3، ص10.</ref> ذكر [[آية الله جوادي الآملي]]، مفسر و<nowiki/>[[الفلسفة|فيلسوف]] شيعي، أن أهم آثار ذكر المعاد هو إقامة العدل والقسط الفردي والاجتماعي، وآثار نسيان المعاد يؤدي إلى الضلال والظلم الفردي والاجتماعي.<ref>جوادي الآملي، المعاد في القرآن، ج1، ص18.</ref> | ||
فالإنسان الذي يعتقد بالمعاد ينظر إلى الدنيا على أنها مزرعة | فالإنسان الذي يعتقد بالمعاد ينظر إلى الدنيا على أنها مزرعة [[الآخرة]]، وأن أعماله بمنزلة البذرة التي سيجني ثمارها في الآخرة. لذلك فهو يتصرف ضمن خطوات مدروسة في حياته الدنيوية، ولا يقصر في أداء التكاليف والأوامر الإلهية.<ref>السبحاني وبرنجكار، العقائد والمعارف، ص 335.</ref> كما أن الاعتقاد بالمعاد يغير طريقة النظر إلى الموت، ويحوله من معنى الفناء والعدم، إلى بوابة وجسر إلى عالم جميل وأرفع.<ref>السبحاني وبرنجكار، العقائد والمعارف، ص335.</ref> ومن آثار المعاد الأخرى يوسع الرؤية لدى الإنسان ويخرجه عن دائرة الماديات، فلا يواجه الفراغ والضعف في الحياة.<ref>السبحاني وبرنجكار، العقائد والمعارف، ص336.</ref> | ||
لقد قيل أن الاعتقاد بالمعاد يمكن أن يكون فعالاً في الحياة الدنيا إذا كانت هناك علاقة علية (علاقة السبب والمسبب أو العلة والمعلول) بين الحياة الدنيا والآخرة، وأن النعم والعذاب في الآخرة هو نتيجة فعل وعمل الإنسان في هذا العالم.<ref>مصباح اليزدي، دروس في العقيدة الإسلامية، ج3، ص11.</ref> | |||
ويرى البعض أن الاعتقاد بالمعاد هو عامل من عوامل صحة المجتمع، وعامل الأمن الحقوقي والاجتماعي، وعامل من عوامل تحسين العلاقة بين البشر.<ref>النمازي، المعاد بنظر الآيات والروايات، ص12 ـ 15.</ref> | |||
==المفهوم== | ==المفهوم== | ||
المعاد في اصطلاح المتكلمين هو عودة الروح إلى الجسد في القيامة وأحياء الإنسان مرة أخرى، ليلاقي جزاء أعماله التي عملها في الدنيا، فيدخل أصحاب العمل الصالح إلى الجنة والنعيم، وأصحاب الأعمال الطالحة إلى النار والعذاب.<ref>فياض اللاهيجي، كوهر مراد، ص595؛ المجلسي، حق اليقين، ج2، ص369؛ الخاتمي، فرهنك علم الكلام، ص204.</ref> وذكر الشيخ عبد الله جوادي الآملي أن معنى المعاد هو عودة الإنسان إلى الله تعالى.<ref>جوادي الآملي، المعاد في القرآن، ص18.</ref> ذكر سعد الدين التفتازاني، أحد علماء السنة في القرن الثامن الهجري أربعة معان للمعاد: الرجوع إلى الوجود بعد الفناء، أو رجوع أجزاء البدن إلى الاجتماع بعد التفرق، والرجوع إلى الحياة بعد الموت، ورجوع الأرواح إلى الأبدان بعد مفارقتها.<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج5، ص82.</ref> وقد اعتبر البعض أن المعاد بمثابة بداية حياة الإنسان في عالم آخر بعد الموت.<ref>النمازي، المعاد بنظر الآيات والروايات، ص15.</ref> ذكر العلامة المجلسي: المعاد في اللغة إما مصدر ميمي أو اسم زمان أو اسم مكان، وعليه فله ثلاثة معان: إرجاع الشيء إلى المكان أو الحالة التي نُقل منها، وزمان الإرجاع، ومكان الإرجاع.<ref>المجلسي، حق اليقين، ص369.</ref> | المعاد في اصطلاح المتكلمين هو عودة الروح إلى الجسد في القيامة وأحياء الإنسان مرة أخرى، ليلاقي جزاء أعماله التي عملها في الدنيا، فيدخل أصحاب العمل الصالح إلى الجنة والنعيم، وأصحاب الأعمال الطالحة إلى النار والعذاب.<ref>فياض اللاهيجي، كوهر مراد، ص595؛ المجلسي، حق اليقين، ج2، ص369؛ الخاتمي، فرهنك علم الكلام، ص204.</ref> وذكر الشيخ عبد الله جوادي الآملي أن معنى المعاد هو عودة الإنسان إلى الله تعالى.<ref>جوادي الآملي، المعاد في القرآن، ص18.</ref> ذكر سعد الدين التفتازاني، أحد علماء السنة في القرن الثامن الهجري أربعة معان للمعاد: الرجوع إلى الوجود بعد الفناء، أو رجوع أجزاء البدن إلى الاجتماع بعد التفرق، والرجوع إلى الحياة بعد الموت، ورجوع الأرواح إلى الأبدان بعد مفارقتها.<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج5، ص82.</ref> وقد اعتبر البعض أن المعاد بمثابة بداية حياة الإنسان في عالم آخر بعد الموت.<ref>النمازي، المعاد بنظر الآيات والروايات، ص15.</ref> ذكر العلامة المجلسي: المعاد في اللغة إما مصدر ميمي أو اسم زمان أو اسم مكان، وعليه فله ثلاثة معان: إرجاع الشيء إلى المكان أو الحالة التي نُقل منها، وزمان الإرجاع، ومكان الإرجاع.<ref>المجلسي، حق اليقين، ص369.</ref> |