انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مناسك الحج»

أُضيف ١٥٬٩٧٣ بايت ،  ١٤ نوفمبر ٢٠٢٣
ط
لا يوجد ملخص تحرير
(إفراغ الصفحة)
وسم: إفراغ
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{قيد الإنشاء|user=Foad|date=14 نوفمبر 2023}}
'''مناسك الحج'''
==المكانة==
يُعتبر الحج فرع من فروع الدين الإسلامي،<ref>الطيب، أطيب البيان، 1378ش، ج6، ص296؛ السبحاني، الحج في الشريعة الإسلامية الغراء، ج1، ص19.</ref> ويجب على كل مسلم ـ في حال توفرت الشروط ـ أن يحج مرة واحدة.<ref>المحقق الحلي، شرائع الإسلام، 1408هـ، ج1، ص198.</ref> ويحتوي القرآن على سورة تسمى الحج وهي تذكر مسائل الحج في عدة آيات.<ref>سورة الحج، الآية 27 ـ 32.</ref> وقد وردت أيضاً أحاديث كثيرة في مسألة الحج عن الأئمة المعصومين، حيث ورد في كتاب وسائل الشيعة، ومستدرك الوسائل أكثر من 9150 حديث في مكانة الحج وأحكامه، مما يدل على أهمية هذا الفريضة الإلهية في الدين الإسلامي وكثرة أحكامها.<ref>برکت رضایی، [http://iqna.ir/fa/news/3591933/وجود-9150-حدیث-در-خصوص-حج-ائمهع-نیز-برای-مصالح-عالی-به-حج-می‌رفتند «وجود ۹۱۵۰ حدیث در خصوص حج»]، سایت خبری ایکنا.</ref>
==التعريف والأقسام==
مناسك الحج هي نفسها أفعال الحج.<ref>عبد المنعم، معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية، 1419هـ، ج3، ص357.</ref> الحج عبادة خاصة تُؤدى من أجل الطاعة والتقرب إلى الله تعالى،<ref>الطريحي، مجمع البحرين، 1375ش، ج2، ص285.</ref> في مدينة مكة وفي شهر ذي الحجة.<ref>مهریزی، فرهنگنامه حج و عمره، ۱۳۶۷ش، ص۱۳.</ref> والمناسك جمع منسك (اسم مكان أو زمان لنَسك)، وهو ما يعني مكان أو زمان العبادة،<ref>الشهيد الثاني، الروضة البهية، 1410هـ، ج2، ص281؛ ابن منظور، لسان العرب، ج10، ص399.</ref> وذهب البعض أن كلمة نَسَكَ هي بمعنى العبادة.<ref>ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج5، ص420.</ref>


وينقسم الحج في الكتب الفقهية الشيعية والسنية إلى ثلاثة أقسام: حج التمتع، وحج القران، وحج الإفراد.<ref>الطوسي، الوسيلة إلى نيل الفضيلة، 1408هـ، ص157؛ مغنية، الفقه على المذاهب الخمسة، 1421هـ، ص205.</ref> وجح التمتع على خلاف حج القران والإفراد فهو وظيفة من يكون البعد بين أهله والمسجد الحرام أكثر من 16 فرسخ أو 48 ميل.<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص 5.</ref>
==مناسك حج التمتع==
وبحسب فقهاء الشيعة والسنة فإن مناسك حج التمتع نوعان:<ref>ابن فهد الحلي، الرسائل العشر، 1409هـ، ص333 ـ 335؛ النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص3ـ 4؛ مغنية، الفقه على المذاهب الخمسة، 1421هـ، ص205.</ref> عمرة التمتع وهي عبارة عن خمسة أعمال، وحج التمتع يتكون من ثلاثة عشر عمل، يتم أدائها بعد عمرة التمتع.<ref>ابن فهد الحلي، الرسائل العشر، 1409هـ، ص333 ـ 335؛ النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص3ـ 4؛ مغنية، الفقه على المذاهب الخمسة، 1421هـ، ص205.</ref>
===أعمال عمرة التمتع===
ورد في كتب الفقه خمسة أعمال لعمرة التمتع، وهي عبارة عن:<ref>ابن فهد الحلي، الرسائل العشر، 1409هـ، ص333.</ref>
#الإحرام من إحدى المواقيت الخمسة،<ref>الخميني، تحرير الوسيلة، ج1، ص411.</ref> وفي أشهر الحج،<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص 3.</ref> بحيث تتم العمرة قبل الظهر من يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة).
#الطواف
#صلاة الطواف
#السعي بين الصفا والمروة
#التقصير (أخذ مقدار من الشعر أو الأظافر) ولا يجوز الحلق.<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص 3.</ref>
===أعمال حج التمتع===
وقد ورد في الكتب الفقهية ثلاثة عشر عمل لحج التمتع وهي عبارة عن:<ref>ابن فهد الحلي، الرسائل العشر، 1409هـ، ص335؛ النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص3ـ 4.</ref>
#الإحرام من مكة في وقت يعلم أنه يدرك الوقوف بعرفة، والأفضل إيقاعه يوم التروية الثامن من ذي الحجة.<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص4.</ref>
#الوقوف في عرفات من زوال اليوم التاسع من ذي الحجة إلى المغرب.
#الوقوف في المشعر يوم عيد الأضحى العاشرة من ذي الحجة من الفجر إلى طلوع الشمس.
#رمي جمرة العقبة في منى بسبع حصيات صغيرة الحجم يوم العيد.
#الذبح في منى يوم العيد.
#الحلق أو التقصير في منى يوم العيد.
#طواف الزيارة بالبيت سبعاً.
#صلاة الطواف: ركعتان خلف مقام النبي إبراهيم.
#السعي بين الصفا والمروة سبعاً.
#طواف النساء.
#صلاة طواف النساء: ركعتان خلف مقام النبي إبراهيم.
#البيتوتة  في منى في أيام التشريق (ليلة الحادي عشر من ذي الحجة والثاني عشر من ذي الحجة )، بل والليلة الثالث عشر من ذي الحجة.
#رمي الجمرات في أيام التشريق الجمرة الأولى والجمرة الوسطى ثم جمرة العقبة، ويجب الرمي في اليوم الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة واليوم الثالث عشر لمن بات في منى.<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص3ـ 4.</ref>
وبحسب الفقهاء، يجوز للحاج أن يؤدي أعمال الحج بالترتيب المذكور، أو يمكنه البقاء في منى بعد الحلق أو التقصير، وبعد أداء أعمال منى (البيتوتة في الليلة 11 و12 من ذي الحجة ورمي الجمرات الثلاثة)، وبعد زوال الشمس (عند الظهر) من اليوم الثاني عشر، يذهب إلى مكة ويأتي بالأعمال الخاصة فيها السعي والطواف والصلاة.<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص4.</ref>
===الإخلال في مناسك الحج===
وبحسب الفقهاء، فإن الإحرام، والطواف، والوقوف في عرفات، والوقوف في المشعر الحرام، وسعي بين الصفا والمروة من أركان الحج،<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص136.</ref> وتركهما عمدًا (وليس سهواً) يبطل الحج.<ref>الشهيد الأول، الدروس الشرعية، 1417هـ، ج1، ص328؛ النجفي، جواهر الكلام، 1404هـ، ج18، ص136؛ الكلبايكاني، كتاب الحج، 1403هـ، ج1، ص17.</ref> كما اعتبر الشهيد الأول والمحقق الكركي النية والتلبية والترتيب بين أعمال الحج من الأركان.<ref>الشهيد الأول، الدروس الشرعية، 1417هـ، ج1، ص328 ـ 329؛ المحقق الكركي، جامع المقاصد، 1414هـ، ج3، ص110.</ref> 
ومن ناحية أخرى، فإنَّ ترك أركان الحج سهواً غير ترك الوقفين (الوقوف في عرفات، والمشعر)، وكذلك ترك الواجبات غير الركنية عمدًا أو سهواً (مثل رمي الجمرات والأضحية) لا يبطل الحج،<ref>ابن فهد الحلي، المهذب البارع، 1407هـ، ج2، ص206؛ النجفي، جواهر الكلام، 1404هـ، ج18، ص136؛ الكلبايكاني، كتاب الحج، 1403هـ، ج1، ص17.</ref> ولكن يجب على الحاج أداءهما منفصلين أو الحصول على نائب يؤديهما.<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص137.</ref>
==مناسك الحج القران والإفراد==
ورغم أن حج الإفراد هو في الغالب واجب على أهل مكة، إلا أنه بحسب الفقهاء، فإنه أحياناً يكون على الشخص الذي يقوم بأداء حج التمتع، فمثلاً، يجب على المرأة الحائض أو الذي لا يستطيع أداء عمرة التمتع لضيق الوقت، فإنَّه ينقل نيته إلى حج الإفراد ويؤدي أعماله. <ref>الصدر، منهج الصالحين، ج 2، ص 164.</ref> وأعمال حج الإفراد هي مثل حج التمتع،<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص 96.</ref> إلا أنهم ذكروا له بعض الاختلافات،<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص 75.</ref> مثل: على خلاف حج التمتع لا تجب الأضحية في حج الإفراد، بل هي مستحبة،<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 18، ص 96؛ السيستاني، مناسك الحج، م 158، ص87.</ref> وعلى خلاف حج التمتع يجوز تقديم الطواف والسعي في حج الإفراد على الوقوف في عرفات والمشعر.<ref>الخوئي، المعتمد في شرح المناسك، 1410هـ، ج3، ص275؛ السيستاني، مناسك الحج، م 158، ص87.</ref>
وبحسب رأي مشهور الفقهاء فإنَّ حج القران لا يختلف عن حج الإفراد من جميع النواحي، إلا أنَّه في حج القران يجب على المكلف أن يأخذ معه الأضحية، ولهذا السبب تجب عليه الأضحية.<ref>المحقق الحلي، شرائع الإسلام، 1408هـ، ج1، ص414؛ النجفي، جواهر الكلام، 1404هـ، ج18، ص50 و79؛ السيستاني، مناسك الحج،  م161، ص89.</ref> تعتبر مناسك العمرة المفردة مثل عمرة التمتع، مع اختلاف أنها فيها طواف النساء وصلاته، <ref>الصدر، منهج الصالحين، ج 2، ص 158؛ المحقق الحلي، شرائع الإسلام، ج 1، ص 240.</ref> ويمكن أداؤها في جميع أشهر السنة.<ref>الكليني، الكافي، ج4، ص536.</ref>
==مناسك الحج عند أهل السنة==
وقد قارنت بعض مصادر الفقه المقارن بين مناسك الحج في رأي الشيعية والمذاهب السنية، وعلى الرغم من الاختلاف في بعض الجزئيات والأحكام، لكنها أوردت نفس الشكل العام للمناسك.<ref>مغنية، الفقه على المذاهب الخمسة، 1421هـ، ص189 ـ 287؛  الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، 1419هـ، ج1، ص813 ـ 963.</ref> وبالطبع لا يوجد في الفقه السني ذكر لطواف النساء وصلاته،<ref>مغنية، الفقه على المذاهب الخمسة، 1421هـ، ص231.</ref> ولكن معظمهم يعتبرون طواف الوداع ـ الذي يُعتبر عند الشيعة من المستحبات ـ واجب. <ref>مغنية، الفقه على المذاهب الخمسة، 1421هـ، ص229 ـ 230.</ref> وفي بعض روايات الشيعة يُعتبر طواف الوداع عند أهل السنة بمنزلة طواف النساء، وبعده يجوز للمحرم الاستمتاع بالزوجة.<ref>الطوسي، تهذيب الأحكام، 1407هـ، ج5، 253، ح16.</ref>
==مناسك الحج قبل الإسلام==
لم يكن الحج في الإسلام فقط، بل بحسب الأحاديث فإن بعض الأنبياء طافوا حول الكعبة قبل الإسلام.<ref>العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج1، ص186.</ref> بعض الديانات الإلهية وغير الإلهية لها طقوس مثل حج المسلمين، حيث كان لليهود ثلاث أعياد تعرف بأعياد الحج، ويجب على كل يهودي أن يحج ثلاث مرات في العام.<ref> آل مرتضي، الحج عبر الحضارات والأمم، ص92.</ref> بحسب بعض المؤرخين، كان الحج في الجاهلية يعتمد على بقايا دين النبي إبراهيم، بما في ذلك المناسك مثل الإحرام، والتلبية، والطواف، والوقوف في عرفات، والمشعر والأضحية، وفيما بعد أعطاها المشركون صورة من الشرك، مع انتشار عبادة الأصنام،<ref>السهيلي، الروض الأنف، 1412هـ، ج1، ص351.</ref> كما كانت لهم أعمال لم يقر الإسلام بعضها، مثل الطواف وهم عراة،<ref>الآلوسي، روح المعاني، 1415هـ، ج3، ص234.</ref> وتغيير أيام الحج.<ref>الفخر الرازي، مفاتيح الغيب، 1420هـ، ج16، ص45.</ref>
==فلسفة مناسك الحج==
لفريضة الحج ظاهر وباطن، فظاهر الحج هي هذه المناسك والأعمال الخاصة بالحج،<ref>جوادي الآملي، صبهاي صفا، ص26.</ref> ولكن وراء هذا الظاهر وهذه الأعمال باطن فيه الكثير من الأسرار المخفية، ويعتقد البعض أن حقيقة الحج يجب أن تتم من خلال تحليل ومراجعة تلك الأسرار.<ref>جوادي الآملي، صبهاي صفا، ص26.</ref> ومن أهم ما تم التأكيد عليه في فلسفة الحج هو الوصول إلى حقيقة التوحيد والموحد. وقد أوصى الأئمة المعصومون قبل البدء بالحج أن يفرغ الحاج قلبه من كل شيء سوى الله، وأن يفوض أموره كلها إلى الله.<ref>المنسوب للإمام الصادق، مصباح الشريعة المنسوب للإمام الصادق (ع)، ص47.</ref> ولقد ذكر الإمام الرضا من ضمن فلسفة الحج الخوف من الله وعدم نسيانه وعدم رجاء غيره.<ref>الصدوق، علل الشرائع، 1385ش، ج2، ص404.</ref>
وجاء في بعض المصادر حوار بين الإمام السجاد وشخص اسمه شبلي كان قد ذهب إلى الحج، أوضح فيه الإمام السجاد المعنى الباطني لبعض أعمال الحج، وحقيقة الإحرام في أنه عندما خلع ملابسه نوى أن يخلع ثوب المعصية ويلبس ثوب الطاعة.<ref>النوري، مستدرك الوسائل، 1408هـ، ج10، ص166.</ref>
==التأليفات==
وقد قام معظم الفقهاء ومراجع التقليد، مع تأليف الرسالة العلمية تأليف كتاب يحمل عنوان مناسك الحج، حتى تكون أحكام الحج ومسائله في متناول يد المقلدين والحجاج. ولمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع وغيره من المؤلفات في مجال الحج، يمكنك الرجوع إلى المدخل التالي.
==الهوامش==
{{مراجع}}
==المصادر والمراجع==
confirmed، movedable، templateeditor
٧٬٨٩٤

تعديل