مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صلح الإمام الحسن عليه السلام»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110 طلا ملخص تعديل |
imported>Ali110110 طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٥٣: | سطر ٥٣: | ||
والمختار هو ذلك الشخص الذي ثار بعد خمسة وعشرين عاماً لدماء الشهداء وقاد حركة [[الشيعة]] ضد الحكم [[بني أمية|الأموي]]، مما يجعلنا نشك في ما نسب إلى الرجل من كلمات قد تكون من ابتكارات خصومه [[الزبير|الزبيريين]] (اتباع [[عبد الله بن الزبير]])، وعلى فرض صحة ما نسب | والمختار هو ذلك الشخص الذي ثار بعد خمسة وعشرين عاماً لدماء الشهداء وقاد حركة [[الشيعة]] ضد الحكم [[بني أمية|الأموي]]، مما يجعلنا نشك في ما نسب إلى الرجل من كلمات قد تكون من ابتكارات خصومه [[الزبير|الزبيريين]] (اتباع [[عبد الله بن الزبير]])، وعلى فرض صحة ما نسب إليه فهو أمر لا غرابة فيه وممكن صدوره من شاب حدث لا خبرة لها بالسياسة وبمنازل الرجال، وسواء صحّت النسبة أم لم تصح الا أن الكلام المذكور والأحداث التي وقعت تكشف لنا عن حقيقة خطرة وهي أن تصدي الإمام الحسن (عليه السلام) للحكم اقترن بوجود تيار من النفعيين الذين لا يهمهم الا مصالحهم الشخصية وما تدرّه السياسة عليهم من مناصب وأموال تعزز كياناتهم الشخصية والعشائرية فقط ولا تهمهم مصالح المسلمين قطعاً.<ref>جعفر شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، ص159.</ref> | ||
سطر ٧١: | سطر ٧١: | ||
روى [[الطبري]] في تاريخه: أن معاوية قد أرسل إلى الحسن (عليه السلام) بصحيفة بيضاء، مختوم على أسفلها، وكتب | روى [[الطبري]] في تاريخه: أن معاوية قد أرسل إلى الحسن (عليه السلام) بصحيفة بيضاء، مختوم على أسفلها، وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت فهو لك. | ||
فلما أتت الحسن اشترط اضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك، وأمسكها عنده، وأمسك معاويه صحيفه الحسن (عليه السلام) التي كتب | فلما أتت الحسن اشترط اضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك، وأمسكها عنده، وأمسك معاويه صحيفه الحسن (عليه السلام) التي كتب إليه يسأله ما فيها، فلما التقى معاويه والحسن (عليه السلام)، ساله الحسن (عليه السلام) أن يعطيه الشروط التي شرط في السجل الذى ختم معاويه في أسفله، فأبى معاويه أن يعطيه ذلك، | ||
فقال: لك ما كنت كتبت الي أوّلا تسألني أن أعطيكه، فاني قد اعطيتك حين جاءني كتابك. | فقال: لك ما كنت كتبت الي أوّلا تسألني أن أعطيكه، فاني قد اعطيتك حين جاءني كتابك. | ||
قال الحسن (عليه السلام): وأنا قد اشترطت حين جاءني كتابك، وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيه فاختلفا في ذلك، فلم ينفذ للحسن (عليه السلام) من الشروط شيئا.<ref>الطبري، تاريخ الرسل و الملوك (تاريخ الطبري) بريل، 1881م، ج7، ص2؛ نقلا عن جعفر شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، ص160.</ref> وروى مضمون ذلك ابن الأثير في تاريخه.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، بيروت: دار صادر، 1385هـ ق، ج3، ص405؛ نقلا عن جعفر شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، ص160.</ref> | قال الحسن (عليه السلام): وأنا قد اشترطت حين جاءني كتابك، وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيه فاختلفا في ذلك، فلم ينفذ للحسن (عليه السلام) من الشروط شيئا.<ref>الطبري، تاريخ الرسل و الملوك (تاريخ الطبري) بريل، 1881م، ج7، ص2؛ نقلا عن جعفر شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، ص160.</ref> وروى مضمون ذلك ابن الأثير في تاريخه.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، بيروت: دار صادر، 1385هـ ق، ج3، ص405؛ نقلا عن جعفر شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، ص160.</ref> | ||
وذهب الباحث جعفر شهيدي في تحليله للخبر إلى القول بأنه: لاشك أن الرواية بهذه الصورة هي من مبتكرات ذهنية مؤرخي العصر الأموي أو أنهم تصرفوا في الخبر بنحو ما فاضافوا | وذهب الباحث جعفر شهيدي في تحليله للخبر إلى القول بأنه: لاشك أن الرواية بهذه الصورة هي من مبتكرات ذهنية مؤرخي العصر الأموي أو أنهم تصرفوا في الخبر بنحو ما فاضافوا إليه من مفترياتهم؛ وذلك لان الباحث المنصف الذي يرصد الاحداث كما هي يرى أن الإمام الحسن (عليه السلام) لم يكن بالرجل الذي تهمه منافعه الشخصية وأنه ممن يزيد في السعر عندما يرى بضاعته رائجة بل كان وبغض النظر عن اعتقاد [[الشيعة]] بإمامته وعصمته رجلا ورعا يهمه شأن الناس وراحتهم وحفظ حياتهم وعدم سفك دمائهم، فعندما رأى ان الصراع من معاوية لا يجدي نفعا ولا يعود على الأمّة الا بسفك الكثير من الدماء وان نتيجة الصراع والمعركة محسومة لمعاوية - وان وقعت الحرب وسالت الدماء- لعدم تكافؤ القوى، قرر الصلح صيانة لكيان الأمّة وحفظاً لوحدتها وكانت شروطه منسجمه مع هذا الهدف الكبير.<ref>جعفر شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، صص160-161.</ref> | ||
سطر ١٤٧: | سطر ١٤٧: | ||
وهذا ما أشار | وهذا ما أشار إليه [[أبو سعيد عقيصا]] حيث قال: قلت للحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام): يا ابن [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسول الله]](صلى الله عليه وآله) لم داهنت معاوية وصالحته وقد علمت أن الحق لك دونه وأن معاوية ضال باغ؟ فقال: يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبني ضمرة و بني أشجع و لأهل مكة حين انصرف من الحديبية ... و لولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل.<ref>الشيخ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص: 211.</ref> | ||
سطر ١٩٦: | سطر ١٩٦: | ||
===تململ الجماهير من الحرب=== | ===تململ الجماهير من الحرب=== | ||
لا يشك المتابع لتاريخ المسلمين منذ [[الهجرة النبوية]] إلى [[المدنية المنورة]] مروراً بعهد [[الخلفاء]] أنهم عاشوا الكثير من [[الغزوة|الغزوات]] والحروب التي طال أمد بعضها كالحروب مع الرومان والفرس وبعض الاقوام والشعوب المجاورة كما في [[الجزيرة العربية]] يضاف إلى ذلك الحروب الثلاثة التي أثيرت بوجه حكومة [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|أمير المؤمنين]] (عليه السلام)، كل ذلك كانت له انعكاسات سلبية على روحية المسلمين عامة والمقاتلين خاصّة، وهذا ما اشار | لا يشك المتابع لتاريخ المسلمين منذ [[الهجرة النبوية]] إلى [[المدنية المنورة]] مروراً بعهد [[الخلفاء]] أنهم عاشوا الكثير من [[الغزوة|الغزوات]] والحروب التي طال أمد بعضها كالحروب مع الرومان والفرس وبعض الاقوام والشعوب المجاورة كما في [[الجزيرة العربية]] يضاف إلى ذلك الحروب الثلاثة التي أثيرت بوجه حكومة [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|أمير المؤمنين]] (عليه السلام)، كل ذلك كانت له انعكاسات سلبية على روحية المسلمين عامة والمقاتلين خاصّة، وهذا ما اشار إليه [[الشيخ المفيد]] حينما سجل لنا شهادة تاريخية تكشف عن تلك الحقيقة قائلا: «وسار [[معاوية]] نحو [[العراق]] ليغلب عليه فلما بلغ جسر منبج تحرك الحسن (عليه السلام) وبعث حجر بن عدي فأمر العمال بالمسير واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه ثم خف معه أخلاط من الناس...».<ref>المفيد، الإرشاد ج2، ص 6.</ref> | ||