انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو الفرج الأصفهاني»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Maytham
imported>Nabavi
طلا ملخص تعديل
سطر ٧: سطر ٧:
==النشأة والنسب==
==النشأة والنسب==


هو علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان الأموي الزيدي.<ref>الطهراني، الآغا بزرك، الذريعة، ج 21، ص 276.</ref>
هو علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن [[مروان بن الحكم|مروان الأموي]] الزيدي.<ref>الطهراني، الآغا بزرك، الذريعة، ج 21، ص 276.</ref>


ولد في 284 هـ،<ref>البغدادي، الخطيب، تاريخ بغداد، ج 11، ص 337.</ref> في خلافة المعتضد باللّه،<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، الأغاني، ج 1، ص 14.</ref> وتوفي في 356 هـ،<ref>الحموي، ياقوت، معجم الأدباء، ج 13، ص 95.</ref> اشتهر بالأصفهاني.<ref>البغدادي، الخطيب، تاريخ بغداد، ج 11، ص 337.</ref>
ولد في 284 هـ،<ref>البغدادي، الخطيب، تاريخ بغداد، ج 11، ص 337.</ref> في خلافة [[المعتضد باللّه]]،<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، الأغاني، ج 1، ص 14.</ref> وتوفي في 356 هـ،<ref>الحموي، ياقوت، معجم الأدباء، ج 13، ص 95.</ref> اشتهر بالأصفهاني.<ref>البغدادي، الخطيب، تاريخ بغداد، ج 11، ص 337.</ref>


إلا أنه لم ينشأ بها، وإنما نشأ في مدينة بغداد وجعلها موطناً له، حتى أن داره التي كان يسكنها ببغداد معروفة، ونص على أنها واقعة على [[نهر دجلة]] في المكان المتوسط بين درب سليمان ودرب دجلة، وهي ملاصقة لدار الوزير أبي الفتح البريدي.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 4.</ref>  
إلا أنه لم ينشأ بها، وإنما نشأ في [[مدينة بغداد]] وجعلها موطناً له، وداره التي كان يسكنها ببغداد معروفة، ونص على أنها واقعة على [[نهر دجلة]] في المكان المتوسط بين درب سليمان ودرب دجلة، وهي ملاصقة لدار الوزير أبي الفتح البريدي.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 4.</ref>  


وقدّمه الثعالبی بوصفه أصفهاني الأصل.<ref>الثعالبي، أبو منصور، يتيمة الدهر، ج 3، ص 127.</ref> واتفق الجميع في القرن الأخير على أن مسقط رأسه مدينة أصفهان، ثم کرّره المستشرقون مثل [[نیکلسون]]،<ref>Niholson, R.A Literary History Of Arabs, p.347</ref> وکذلك جمع من الکتّاب العرب.
وقدّمه [[الثعالبی]] بوصفه أصفهاني الأصل.<ref>الثعالبي، أبو منصور، يتيمة الدهر، ج 3، ص 127.</ref> واتفق الجميع في القرن الأخير على أن مسقط رأسه [[مدينة أصفهان]]، ثم کرّره المستشرقون مثل [[نیکلسون]]،<ref>Niholson, R.A Literary History Of Arabs, p.347</ref> وکذلك جمع من الکتّاب العرب.


وربما الدليل على هذا الكلام القول بأن لـ[[مروان بن الحکم]] أعقاب في [[أصفهان]] ومصر منهم صاحب الأغاني أبو الفرج.<ref>ابن حزم، علي بن أحمد، جمهرة أنساب العرب، ص 107.</ref>
ويرجع البعض الدليل على هذا الكلام، القول بأن لـ[[مروان بن الحکم]] أعقاب في [[أصفهان]] ومصر منهم صاحب الأغاني أبو الفرج.<ref>ابن حزم، علي بن أحمد، جمهرة أنساب العرب، ص 107.</ref>


ويبدو أن الذي جعل الجميع يعتقد بكونه أصفهانياً هو نسبه الأصفهاني. وعلى ما هو ظاهر أن هذه الكلمة كانت تطلق على أكثر أفراد أسرته بوصفها لقباً. دُعي أبوه وعمه وابن عمه وجدّه بأسرهم بلقب الأصفهاني.<ref>خلف الله، محمد أحمد، صاحب الأغاني أبو الفرج الإصفهاني الرواية، ص 103 - 106.</ref> إلا أنه لم یشر فی المصادر المتقدمة إلى مكان ولادته.  
ويبدو أن الذي جعل الكثير يعتقد بكونه أصفهانياً هو نسبه الأصفهاني. ودُعي أبوه وعمه وابن عمه وجدّه بأسرهم بلقب الأصفهاني.<ref>خلف الله، محمد أحمد، صاحب الأغاني أبو الفرج الإصفهاني الرواية، ص 103 - 106.</ref> إلا أنه لم یشر فی المصادر المتقدمة إلى مكان ولادته.  


کان جدّه محمّد بن أحمد الإصفهاني وکذلک عمّه الحسن بن محمّد وعم أبيه عبد العزيز بن أحمد من أعلام كتّاب سامراء في عصر المتوکّل العبّاسي،<ref>خلف الله، صاحب الأغاني، ص 36.</ref> وقد نقل المترجم مراراً روايات عن طريق هؤلاء،<ref>أبو الفرج، الأصفهاني، الأغاني، ج 16، ص 396 - ج 18، ص 119؛ خلف الله، صاحب الأغاني، ص 40.</ref> ووالده الحسين بن محمد كان يقطن بغداد.
کان جدّه محمّد بن أحمد الإصفهاني وکذلک عمّه الحسن بن محمّد وعم أبيه عبد العزيز بن أحمد من أعلام كتّاب سامراء في عصر [[المتوکّل العبّاسي]]،<ref>خلف الله، صاحب الأغاني، ص 36.</ref> وقد نقل المترجم مراراً [[رواية|روايات]] عن طريق هؤلاء،<ref>أبو الفرج، الأصفهاني، الأغاني، ج 16، ص 396 - ج 18، ص 119؛ خلف الله، صاحب الأغاني، ص 40.</ref> ووالده الحسين بن محمد كان يقطن بغداد.


وكان أبو الفرج من أسرة من أهل الأدب والموسيقى. لاتوجد أية معلومات عن أبیه، ويعلل البعض السبب إلى موته المبكر. وعلى أية حال فإن عمه وعم أبيه كانا من المشاهير، وكانا من الكتّاب الكبار في سامراء.<ref>ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص 107.</ref>  
وكان أبو الفرج من أسرة من أهل الأدب والموسيقى. لاتوجد أية معلومات عن أبیه، ويعلل السبب إلى موته المبكر.<ref>ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص 107.</ref>  


==الحياة والرحلات==
==الحياة والرحلات==
بحسب القرائن عاش أبو الفرج في بغداد بعد سنة 300 للهجرة بقليل. والدليل على ذلك ترجمته لحياة أبي شراعة.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج 5، ص 220.</ref>
بحسب القرائن عاش أبو الفرج في بغداد بعد سنة 300 للهجرة بقليل. والدليل هو ترجمته لحياة أبي شراعة.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج 5، ص 220.</ref>
ولوحظ في رواية أبي شراعة أن أبا الفرج کان یعیش منذ السابعة عشرة من عمره وما بعدها مع أبيه في بغداد في منزل على شاطئ دجلة يتصل ببيت أبي الفتح البريدي.<ref>الحموي، ياقوت، معجم الأدباء، ج 4، ص 1710. </ref>
ولوحظ في رواية أبي شراعة أن أبا الفرج کان یعیش منذ السابعة عشرة من عمره وما بعدها مع أبيه في بغداد.<ref>الحموي، ياقوت، معجم الأدباء، ج 4، ص 1710. </ref>


كما له حكايات تدل على تواجده في سامراء.<ref>أبو الفرج، الأصفهاني، الأغاني، ج 5، ص 193.</ref> وتحدث هو عن سفره إلى عدة مدن أو إقامته في أخرى وأولها الكوفة.<ref>أبو الفرج، الأصفهاني، الأغاني، ج 14، ص 465.</ref>
كما له حكايات تدل على تواجده في [[سامراء]].<ref>أبو الفرج، الأصفهاني، الأغاني، ج 5، ص 193.</ref> وتحدث هو عن سفره إلى عدة مدن أو إقامته في أخرى وأولها [[الكوفة]].<ref>أبو الفرج، الأصفهاني، الأغاني، ج 14، ص 465.</ref>


ذهب إلى أنطاكية في تاريخ غير معروف، وذكر في الأغاني مرتين أنه سمع هناك روايات من أشخاص عدة.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، الأغاني، ج 13، ص 24.</ref>  
ذهب إلى أنطاكية في تاريخ غير معروف، وذكر في الأغاني مرتين أنه سمع هناك روايات من أشخاص عدة.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، الأغاني، ج 13، ص 24.</ref>  
وکانت رحلته الثانية، إلى مدينة البصرة، وقد وردت رواية هذه الرحلة فى كتابه الآخر أدب الغرباء. فهو يقول في هذه الرواية إنه ذهب إلى البصرة قبل عدة سنوات ووجد له بيتاً في خانٍ بحي قريش، وعاش فيه غريباً.
وکانت رحلته الثانية، إلى مدينة [[البصرة]]، وقد وردت رواية هذه الرحلة فى كتابه الآخر أدب الغرباء. فهو يقول في هذه الرواية إنه ذهب إلى البصرة قبل عدة سنوات ووجد له بيتاً في خانٍ بحي قريش، وعاش فيه غريباً.
وبعد عدة أيام وحين كان يغادره متجهاً إلى "حصن مهدي"{{ملاحظة|حي فى شمال البصرة قريب من نهر الأبلة.}}، كتب على جدار البيت مقطوعة من ۸ أبیات.<ref>الحموي، ياقوت، معجم الأدباء، ج 4، ص 1715.</ref>
وبعد عدة أيام وحين كان يغادره متجهاً إلى "حصن مهدي"{{ملاحظة|حي فى شمال البصرة قريب من نهر الأبلة.}}، كتب على جدار البيت مقطوعة من ۸ أبیات.<ref>الحموي، ياقوت، معجم الأدباء، ج 4، ص 1715.</ref>


سطر ٤٢: سطر ٤٢:
{{بيت|سبحان من يعلم ما خلفــــنا|وبين أيدينا وتحت الثــــــــــــــــرى}}<ref>الحموي، ياقوت، معج الأدباء، ج 4، ص 1715.</ref>
{{بيت|سبحان من يعلم ما خلفــــنا|وبين أيدينا وتحت الثــــــــــــــــرى}}<ref>الحموي، ياقوت، معج الأدباء، ج 4، ص 1715.</ref>
{{نهاية قصيدة}}
{{نهاية قصيدة}}
ومن بين ما يشار إليها تواجده في الأهواز لفترة، ذلك أنه قال مرة إن كُتبياً من تلك المدينة نقل له حكاية، وقد انبهر بمشاهدة "الشاذروان"{{ملاحظة|يحتمل أن يكون هو نفس السد المعروف في العصر الساساني.}}هناك.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج 5، ص 220.</ref>
ومن بين ما يشار إليها تواجده في [[الأهواز]] لفترة، ذلك أنه قال مرة إن كُتبياً من تلك المدينة نقل له حكاية، وقد انبهر بمشاهدة "الشاذروان"{{ملاحظة|يحتمل أن يكون هو نفس السد المعروف في العصر الساساني.}}هناك.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج 5، ص 220.</ref>


==العقيدة والمذهب==
==العقيدة والمذهب==
قد يرى الكثيرون بأن الرجل [[شيعي]] زيدي المذهب، منهم الذهبي واليافعي واللذان أظهرا التعجب من كونه مروانياً شيعياً.<ref>الطهراني، الآغا بزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 21، ص 376.</ref>
قد يرى الكثيرون بأن الرجل [[شيعي]] زيدي المذهب، منهم الذهبي واليافعي واللذان أظهرا التعجب من كونه مروانياً شيعياً.<ref>الطهراني، الآغا بزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 21، ص 376.</ref>


وقد نص على تشيعه أكثر مترجميه، ومنهم معاصره القاضي التنوخي، فقد ذكر في كتابه نشوار المحاضرة أنه من المتشيعين الذين شاهدهم، وقال ابن شاكر في عيون التواريخ انه كان ظاهر التشيع، وكذلك نص على تشيعه الحر العاملي في أمل الآمل والخونساري في روضات الجنات.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 14.</ref>
وقد كان يعطي الإمام علي بن [[أبي طالب]] عنوان '''أمير المؤمنين'''  وأولاده '''عليهم السلام''' عوضاً عن '''كرم الله وجهه''' أو '''رضي الله عنهم''' ويعظمهم من خلال عبارات تبجيلية.<ref>الإصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 8-11-12-13-14-15-16-18 و...</ref>  


إلا أن البعض أبدى خلاف الرأي المشهور ونبذ الأمر بشدة، استناداً إلى بعض كلماته وأشعاره اللتان لا يعوّل عليهما على حد تعبيرهم. ويعتبرون المديح الموجود في بعضها غير صريحة ولو سلّمنا، فهي "محمولة على قصد التقرب إلى أبواب ملوك ذلك العصر... والطّمع فى جوائزهم العظيمة بالنّسبة إلى مادحيهم كما هو شأن كثير من شعراء ذلك الزّمان".<ref>الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات، ج ص 221.</ref>
والتسائل المطروح هنا: هل كان أبو الفرج أمويّ يدّعي التّشيّع؟ فنرى في أقوال الکثير من العلماء أنّه من المتشيّعين، ما أثار استغراب البعض.<ref>الذهبي، شمس الدين، سير أعلام النبلاء، ج 16، ص 202، وتاريخ الإسلام، ج 26، ص 144.</ref>  
 
كما كان يعطي الإمام علي بن أبي طالب عنوان '''أمير المؤمنين'''  وأولاده '''عليهم السلام''' عوضاً عن '''كرم الله وجهه''' أو '''رضي الله عنهم''' ويعظمهم من خلال عبارات تبجيلية.<ref>الإصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 8-11-12-13-14-15-16-18 و...</ref>  
وقد نص على تشيعه أكثر مترجميه، ومنهم معاصره القاضي التنوخي، فقد ذكر في كتابه نشوار المحاضرة أنه من المتشيعين الذين شاهدهم، وقال ابن شاكر في عيون التواريخ انه كان ظاهر التشيع، وكذلك نص على تشيعه [[الحر العاملي]] في أمل الآمل والخوانساري في [[روضات الجنات (كتاب)|روضات الجنات]]،<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 14.</ref>


والتسائل المطروح هنا: هل كان أبو الفرج أمويّ يدّعي التّشيّع؟ فنرى في أقوال الکثير من العلماء أنّه من المتشيّعين، ما أثار استغراب البعض.<ref>الذهبي، شمس الدين، سير أعلام النبلاء، ج 16، ص 202، وتاريخ الإسلام، ج 26، ص 144.</ref>  
وطعن الأخير في كون الرجل شيعياً ويقول بأن ما وجد من مدح وتكريم للأئمة المعصومين شئ لا يعول عليه ولم يظهر البرائة عن الشّيخين على حد تعبير صاحب روضات الجنات.<ref>الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات، ج ص 221-222.</ref>
ومن خلال معارضته الشديدة لهذا الانتساب، استناد إلى بعض كلماته وأشعاره واعتقد بأنها لا يعوّل عليها، والمديح الموجود في بعضها غير صريحة ولو سلّمنا، فهي "محمولة على قصد التقرب إلى أبواب ملوك ذلك العصر... والطّمع فى جوائزهم العظيمة بالنّسبة إلى مادحيهم كما هو شأن كثير من شعراء ذلك الزّمان".<ref>الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات، ج ص 221.</ref>


أما هناك من طعن في كونه شيعياً ويقول بأن ما وجد من مدح وتكريم للأئمة المعصومين شئ لا يعول عليه ولم يظهر البرائة عن الشّيخين على حد تعبير صاحب روضات الجنات.<ref>الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات، ج 5، ص 221-222.</ref>


==الشيوخ والتلاميذ==
==الشيوخ والتلاميذ==
انتهل العلم من الكثير من الأعلام وروى عنهم وسمع، منهم: أبو بكر بن الأنباري وعليّ بن سليمان الأخفش ومحمد بن جرير الطبري وأحمد بن جعفر جحظة ومحمد بن خلف المرزبان وجعفر بن قدامة وأبي أحمد يحيى بن علي بن يحيى المنجم وعمه الحسن بن محمد وغيرهم.<ref>أبو الفرج، الأصفهاني، الأغاني، ج 1، ص 14.</ref>
بشهادة الأغاني ومقاتل الطالبين، فإنه التقى العديد من مشاهير زمانه وعلمائه وسمع منهم الروايات.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج 5، ص 220.</ref>
 
فأخذ العلم من شخصيات وروى عنهم وسمع منهم:<ref>أبو الفرج، الأصفهاني، الأغاني، ج 1، ص 14.</ref>
 
* عليّ بن سليمان الأخفش
* محمد بن جرير الطبري
* أحمد بن جعفر جحظة
* محمد بن خلف المرزبان
* جعفر بن قدامة
* أبي أحمد يحيى بن علي بن يحيى المنجم
* عمه الحسن بن محمد وغيرهم


کما أوردوا أسماء من روی عنهم بالشكل التالي: ابن درید و ابوبکر ابن الانباری والفضل بن حباب الجمحي وعلي بن سليمان الأخفش ونفطويه.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، ج 1، ص 14.</ref> إلا أن أياً من هذه الفهارس ليس كاملاً. فبشهادة الأغاني ومقاتل الطالبين، فإنه التقى العديد من مشاهير زمانه وعلمائه وسمع منهم الروايات.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج 5، ص 220.</ref>
کما أوردوا أسماء من روی عنهم بالشكل التالي:<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، ج 1، ص 14.</ref>
* ابن درید
* ابوبکر ابن الانباري
* الفضل بن حباب الجمحي
* علي بن سليمان الأخفش
* نفطويه


وقد ذكر الذهبي شيوخه بالتفصيل وقسمهم  إلى طبقات وبحسب المدن التي حضر عندهم الأصفهاني،أشهرهم: محمد بن عبدالله الحضرمي مطين ومحمد بن جعفر القات والحسين بن عمر بن أبي الأحوص الثقفي وعلي بن العباس المقائعي وعلي بن إسحاق بن زاطيا وأبو خبيب البرتي ومحمد بن العباس الیزیدی.<ref>الذهبي، شمس الدين، سير أعلام النبلاء، ج 12، ص 394-396.</ref> 
وقد ذكر الذهبي شيوخه بالتفصيل وقسمهم  إلى طبقات وبحسب المدن التي حضر عندهم الأصفهاني، أشهرهم:<ref>الذهبي، شمس الدين، سير أعلام النبلاء، ج 12، ص 394-396.</ref> 
* محمد بن عبدالله الحضرمي مطين
* محمد بن جعفر القات
* الحسين بن عمر بن أبي الأحوص الثقفي
* علي بن العباس المقائعي
* علي بن إسحاق بن زاطيا
* أبو خبيب البرتي
* محمد بن العباس الیزیدی  
وقد اضاف أبونعيم الی هذه المجموعة جعفر بن مروان.<ref>الأصبهاني، الحافظ، ذكر أخبار إصبهان، ج 2، ص 22.</ref>
وقد اضاف أبونعيم الی هذه المجموعة جعفر بن مروان.<ref>الأصبهاني، الحافظ، ذكر أخبار إصبهان، ج 2، ص 22.</ref>


وقد روى عن أبي الفرج عدد كبير منهم محمد بن أحمد المغربي، ومنهم أبو الحسن علي بن محمد بن دينار، وقد حدث عنه ابن بشران النحوي، ومنهم الدارقطني (306 هـ - 385 هـ) وعبد الله بن الحسين الفارسي، وأبو إسحاق الطبري (324 هـ - 393 هـ).<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ج 1، ص 17.</ref>
وقد روى عن أبي الفرج عدد آخر منهم:
محمد بن أحمد المغربي، وأبو الحسن علي بن محمد بن دينار.
وقد حدّث عنه ابن بشران النحوي، ومنهم الدارقطني (306 هـ - 385 هـ) وعبد الله بن الحسين الفارسي، و[[أبو إسحاق الطبري]] (324 هـ - 393 هـ).<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ج 1، ص 17.</ref>


كما روى عنه إبراهيم بن مخلد، ومحمد بن أَبي الفوارس، وحدّثنا عنه علي بن أحمد الرزاز.<ref>البغدادي، الخطيب، تاريخ بغداد، ج 13، ص 337.</ref>
ويقول البغدادي: "روى عنه إبراهيم بن مخلد، ومحمد بن أَبي الفوارس، وحدّثنا عنه علي بن أحمد الرزاز".<ref>البغدادي، الخطيب، تاريخ بغداد، ج 13، ص 337.</ref>


وجحظة الذي كان من البرامکة هو أحمد بن جعفر، قد قرأ عليه أبو الفرج كتاب أخبار أبي حشيشة الذي كان قد ألفه في الموسیقی، کما قراً علیه أثره کتاب الطنبوريات.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، الأغاني، ج 23، ص 59</ref>
وجحظة الذي كان من [[البرامکة]] هو أحمد بن جعفر، قد قرأ عليه أبو الفرج كتاب أخبار أبي حشيشة الذي كان قد ألفه في الموسیقی، کما قراً علیه أثره کتاب الطنبوريات.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، الأغاني، ج 23، ص 59</ref>


==شخصيته==
==شخصيته==
ولم يكن أبو الفرج يرضى لنفسه إلا الإجلال والاحترام، ولا يصبر على أي تهاون في ذلك يلقاه حتى من أكابر الدولة ورؤوس الملك في بغداد، وماجرى بينه -في وقت كان كاتبا لركن الدولة- وأبي الفضل بن العميد -وزير ركن الدولة البويهي- من التنافس والشحناء، تناولته المصادر.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 6.</ref>
ينقل عن أبي الفرج بأنه لم يكن يرضى لنفسه إلا الإجلال والاحترام، ولا يصبر على أي تهاون في ذلك يلقاه حتى من أكابر الدولة ورؤوس الملك في بغداد، وماجرى بينه -في وقت كان كاتبا لركن الدولة- وأبي الفضل بن العميد -وزير ركن الدولة البويهي- من التنافس والشحناء، تناولته المصادر.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 6.</ref>
   
   
وفي الطرف المقابل كان أبو الفرج عديم العناية -مهما كانت ضئيلة، بنظافة جسمه وثيابه، والمعروف عنه أنه لم يكن يغسل له ثوباً منذ أن يفصله إلى أن يقطعه ولم يكن ينزع دُرّاعته إلا بعد أن تبلى، حتى تناهى في القذارة إلى ما لا غاية بعده -بنص أحد مؤرخيه-.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 8.</ref>  
والمعروف كان الرجل عديم العناية بنظافة جسمه وثيابه، وذكر عنه أنه لم يكن يغسل له ثوباً منذ أن يفصله إلى أن يقطعه ولم يكن ينزع دُرّاعته إلا بعد أن تبلى، حتى تناهى في القذارة إلى ما لا غاية بعده -بنص أحد مؤرخيه-.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 8.</ref>  


ومن المفارقات في حياة أبي الفرج، جمعه بين علوم مختلفة كالرواية واللغة والتاريخ والشعر من جهة، والجوارح والنجوم والطب والبيطرة من جهة أخرى -وهناك حكايات نقلت عن ولعه الشديد بتربية الحيوانات الأهلية- وهذه العلوم هي في النظرة الأولى متنافرة لا يجمعها جامع من الدراسة المنهجية.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 9-10.</ref>  
وقد قام بالجمع بين علوم مختلفة كالرواية واللغة والتاريخ والشعر من جهة، والجوارح والنجوم والطب والبيطرة من جهة أخرى -وهناك حكايات نقلت عن ولعه بتربية الحيوانات الأهلية- وهذه العلوم هي في النظرة الأولىتبدو  متنافرة أساساً.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 9-10.</ref>  


وفضلاً عن الروايات الجمّة التي نقلها أبو الفرج عن جحظة، فإن حادثة أيضاً وقعت بین هذین الإثنین أوردها الخطیب: کان أبو الفرج حاضراً في مجلس هجا فيه مدرك بن محمد الشاعر، جحظة. ولما بلغ الخبر جحظة عاتب أبا الفرج بيتين لأنه لم يدافع عنه وفقاً لما تقتضيه الصداقة، فطمأنه أبو الفرج في 4 أبيات بأنه من المخلصين له.-<ref>البغدادي، الخطيب، تاريخ بغداد، ج 13، ص 337.</ref>
وفضلاً عن الروايات الجمّة التي نقلها أبو الفرج عن [[جحظة]]، فإن حادثة أيضاً وقعت بین هذین الإثنین أوردها الخطیب: کان أبو الفرج حاضراً في مجلس هجا فيه مدرك بن محمد الشاعر، جحظة. ولما بلغ الخبر جحظة عاتب أبا الفرج بيتين لأنه لم يدافع عنه وفقاً لما تقتضيه الصداقة، فطمأنه أبو الفرج في 4 أبيات بأنه من المخلصين له.-<ref>البغدادي، الخطيب، تاريخ بغداد، ج 13، ص 337.</ref>


==المصنفات==
==المصنفات==
'''الأغاني:'''
'''الأغاني:'''


عند استعراض عناوين مؤلفات أبي الفرج يظهر بأن موضوعات الكثير منها لا تخرج في مضامينها عن مضامين [[الأغاني (كتاب)|كتاب الأغاني]] ذاته وأنه لابد أن يكون أبو الفرج قد أدخل موضوعات هذه المؤلفات في ضمن كتاب الأغاني، لا سيما وقد جاء في أخبار أبي الفرج أنه استنفذ تأليفه لكتاب الأغاني من الزمن نحو خمسين سنة،<ref>ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 3، ص 308.</ref> أي جل حياة أبي الفرج الثقافية.
عند استعراض عناوين مؤلفات أبي الفرج يظهر بأن موضوعات الكثير منها لا تخرج في مضامينها عن مضامين [[الأغاني (كتاب)|كتاب الأغاني]] ذاته وأنه لابد أن يكون أبو الفرج قد أدخل موضوعات هذه المؤلفات في ضمن كتاب الأغاني، لا سيما وقد جاء في أخبار أبي الفرج أنه استنفذ تأليفه لكتاب الأغاني من الزمن نحو خمسين سنة،<ref>ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 3، ص 308.</ref> ما يعادل جل حياته.


إن أبا الفرج أهدى كتاب الأغاني إلى سيف الدولة بن حمدان فأعطاه ألف دينار،<ref>الحموي، ياقوت، معجم الأدباء، ج 13، ص97.</ref> واعتذر إليه. ويقول فيه ابن خلدون: "لعمري إن هذا الكتاب لجليل القدر، شائع الذّكر جمّ الفوائد، عظيم القلم، جامع بين الجدّ و البحت و الهزل و النّحت".<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، الأغاني، ج 1، ص 5.</ref>
إن أبا الفرج أهدى كتاب الأغاني إلى [[سيف الدولة بن حمدان]] فأعطاه ألف دينار،<ref>الحموي، ياقوت، معجم الأدباء، ج 13، ص97.</ref> واعتذر إليه. ويقول فيه [[ابن خلدون]]: "لعمري إن هذا الكتاب لجليل القدر، شائع الذّكر جمّ الفوائد، عظيم القلم، جامع بين الجدّ و البحت و الهزل و النّحت".<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، الأغاني، ج 1، ص 5.</ref>


'''مقاتل الطالبيين:'''
'''مقاتل الطالبيين:'''
سطر ١٢٧: سطر ١٥١:


==أقوال فيه==
==أقوال فيه==
تباينت الآراء وتضاربت الأفکار حول شخصية أبي الفرج الإصفهاني، فالعلماء معظمهم يتفقون علي مکانته الثّقافية والعلمية ولکن يختلفون في قيمته الذّاتية، يری الثّعالبي أنّه کان من أعيان أدباء بغداد، ويرى ابن خلّکان أنّه روى عن علماء يطول تعدادهم فکان عالماً بأيام النّاس والأنساب والسّير، كما يصفه ابن النديم بالشاعر المصنف الأديب.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، الأغاني، ج 1، ص 15-16.</ref>
تباينت الآراء وتضاربت الأفکار حول شخصية أبي الفرج الإصفهاني، فالعلماء معظمهم يتفقون علي مکانته الثّقافية والعلمية ولکن يختلفون في قيمته الذّاتية، يری الثّعالبي أنّه کان من أعيان أدباء بغداد، ويرى [[ابن خلّکان]] أنّه روى عن علماء يطول تعدادهم فکان عالماً بأيام النّاس والأنساب والسّير، كما يصفه ابن النديم بالشاعر المصنف الأديب.<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، الأغاني، ج 1، ص 15-16.</ref>


ٍٍٍٍوالقاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي الذي يقول فيه: ومن الرواة المتسعين الذين شاهدناهم أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، فإنه كان يحفظ من الشعر والأغاني، والأخبار، والآثار، والحديث المسند، والنسب، ما لم أر قط من يحفظ مثله. وكان شديد الاختصاص بهذه الأشياء ويحفظ دون ما يحفظ منها علوماً أخر، منها: اللغة، والنحو، الخرافات والسير، والمغازي، ومن آلة المنادمة شيئا كثيرا مثل علم الجوارح والبيطرة ونتفا من الطب والنجوم والأشربة وغير ذلك ".<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 4.</ref>
ٍٍٍٍوالقاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي الذي يقول فيه: ومن الرواة المتسعين الذين شاهدناهم أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، فإنه كان يحفظ من الشعر والأغاني، والأخبار، والآثار، والحديث المسند، والنسب، ما لم أر قط من يحفظ مثله. وكان شديد الاختصاص بهذه الأشياء ويحفظ دون ما يحفظ منها علوماً أخر، منها: اللغة، والنحو، الخرافات والسير، والمغازي، ومن آلة المنادمة شيئا كثيرا مثل علم الجوارح والبيطرة ونتفا من الطب والنجوم والأشربة وغير ذلك ".<ref>الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 4.</ref>
مستخدم مجهول