انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإرث»

أُضيف ٥٦ بايت ،  ٢٤ أغسطس ٢٠١٧
ط
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ١٣٩: سطر ١٣٩:
*تعريف الحاجب
*تعريف الحاجب


'''لغة''': المنع،<ref>الفراهيدي، العين، ج3، ص86. </ref> ومنه قيل للستر: حجاب؛ لأنّه يمنع من المشاهدة،<ref>الفيروزآبادي، القاموس المحيط، ج1، ص179.</ref> وللبوّاب حاجب؛ لأنّه يمنع من الدخول،<ref>الجوهري، الصحاح، ج1، ص107. </ref> ومنه الحجب في الفرائض؛ لأنّه يمنع من الإرث.<ref>الطريحي، مجمع البحرين، ج1، ص360.</ref>
'''لغة''': المنع،<ref>الفراهيدي، العين، ج 3، ص 86. </ref> ومنه قيل للستر: حجاب؛ لأنّه يمنع من المشاهدة،<ref>الفيروزآبادي، القاموس المحيط، ج 1، ص 179.</ref> وللبوّاب حاجب؛ لأنّه يمنع من الدخول،<ref>الجوهري، الصحاح، ج 1، ص 107. </ref> ومنه الحجب في الفرائض؛ لأنّه يمنع من الإرث.<ref>الطريحي، مجمع البحرين، ج 1، ص 360.</ref>


'''اصطلاحاً''': منع من قام به سبب الإرث بالكلّية أو من أوفر حظّيه.<ref>السبزواري، كفاية الأحكام، ج2، ص808.</ref>
'''اصطلاحاً''': منع من قام به سبب الإرث بالكلّية أو من أوفر حظّيه.<ref>السبزواري، كفاية الأحكام، ج 2، ص 808.</ref>
*'''الفرق بين المنع والحجب'''
*'''الفرق بين المنع والحجب'''
والفرق بين المنع، والحجب من وجوه:  
والفرق بين المنع، والحجب من وجوه:  
:::#الأوّل: أنّ الوارث إذا كان ممنوعاً عنه لأمرٍ يرجع إلى الغير فذاك حجب، وإن كان ممنوعاً لأمرٍ حاصلٍ فيه، فذلك المنع.<ref>العاملي، مفتاح الكرامة، ج8، ص99.</ref>
:::#الأوّل: أنّ الوارث إذا كان ممنوعاً عنه لأمرٍ يرجع إلى الغير فذاك حجب، وإن كان ممنوعاً لأمرٍ حاصلٍ فيه، فذلك المنع.<ref>العاملي، مفتاح الكرامة، ج 8، ص 99.</ref>
:::#الثاني: انّ الحجب لا يكون بأمر عارضي بينما يكون المنع بأمر عارضي.
:::#الثاني: انّ الحجب لا يكون بأمر عارضي بينما يكون المنع بأمر عارضي.
:::#الثالث: انّ الحجب قد يكون حجب حرمان، وهو الحجب عن الإرث بالكلّية، وقد يكون حجب نقصان، وهو الحجب عن بعض الإرث، بينما يكون المنع من الإرث بالكلّية.
:::#الثالث: انّ الحجب قد يكون حجب حرمان، وهو الحجب عن الإرث بالكلّية، وقد يكون حجب نقصان، وهو الحجب عن بعض الإرث، بينما يكون المنع من الإرث بالكلّية.
:::#الرابع: أنّ المانع يمنع نفس من يتّصف بوجود المانع عن الإرث بينما انّ الحاجب لا يمنع من يتّصف بوجود الحاجب عن الإرث، بل يمنع غيره عنه، ولهذا يكون المتّصف بصفة المانع لولا المانع وارثاً بينما يمكن أن لا يكون المتّصف بصفة الحاجب لولا الحجب وارثاً كما في الإخوة، فإنّهم لا يرثون من أخيهم إذا كان له أبوان، وإنّما يظهر أثر الحجب بالنسبة إلى قدر إرث الاُمّ لا بالنسبة إلى أنفسهم.
:::#الرابع: أنّ المانع يمنع نفس من يتّصف بوجود المانع عن الإرث بينما انّ الحاجب لا يمنع من يتّصف بوجود الحاجب عن الإرث، بل يمنع غيره عنه، ولهذا يكون المتّصف بصفة المانع لولا المانع وارثاً بينما يمكن أن لا يكون المتّصف بصفة الحاجب لولا الحجب وارثاً كما في الإخوة، فإنّهم لا يرثون من أخيهم إذا كان له أبوان، وإنّما يظهر أثر الحجب بالنسبة إلى قدر إرث الاُمّ لا بالنسبة إلى أنفسهم.
:::#الخامس: انّ الحاجب عبارة عن الإنسان بينما يكون المانع غير الإنسان ك[[الكفر]] والقتل، ونحوهما.<ref>النراقي، مستند الشيعة،ج19، ص117.</ref>
:::#الخامس: انّ الحاجب عبارة عن الإنسان بينما يكون المانع غير الإنسان ك[[الكفر]] والقتل، ونحوهما.<ref>النراقي، مستند الشيعة، ج 19، ص 117.</ref>
*'''أنواع الحجب'''
*'''أنواع الحجب'''


1. '''حجب الحرمان''': وهو أن يمنع الحاجب المحجوب عن الإرث بالكلّية،<ref>الأصفهاني، وسيلة النجاة، ج2، ص488، م 1.</ref> بشرط خلوّه عن موانع الإرث،<ref>المفيد، المقنعة، ص704.</ref> كمنع الأبعد بالأقرب.<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج39، ص76.</ref>
1. '''حجب الحرمان''': وهو أن يمنع الحاجب المحجوب عن الإرث بالكلّية،<ref>الأصفهاني، وسيلة النجاة، ج 2، ص 488، م 1.</ref> بشرط خلوّه عن موانع الإرث،<ref>المفيد، المقنعة، ص 704.</ref> كمنع الأبعد بالأقرب.<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 39، ص 76.</ref>


والورثة بالنسبة إلى هذا الحجب ينقسمون إلى قسمين: قسم لا يحجبون بحال من الأحوال وهم ستّة: الأب والاُم والزوج والزوجة والابن والبنت، وقسم عرضة للحجب، وهم من عدا هؤلاء من الورثة من ولد الولد والجدّ والأخ والاُخت والعمّ والخال وأولادهم والموالي والإمام، فهم تارةً محجوبون عند وجود الحاجب، وتارةً يرثون عند عدم الحاجب حسب القواعد الحجب.
والورثة بالنسبة إلى هذا الحجب ينقسمون إلى قسمين: قسم لا يحجبون بحال من الأحوال وهم ستّة: الأب والاُم والزوج والزوجة والابن والبنت، وقسم عرضة للحجب، وهم من عدا هؤلاء من الورثة من ولد الولد والجدّ والأخ والاُخت والعمّ والخال وأولادهم والموالي والإمام، فهم تارةً محجوبون عند وجود الحاجب، وتارةً يرثون عند عدم الحاجب حسب القواعد الحجب.
سطر ١٥٧: سطر ١٥٧:
'''قواعد حجب الحرمان''': المستفاد من كلمات [[الفقهاء]] أنّ حجب الحرمان مبنيّ على اُصول ثلاثة: القرب، وقوّة القرابة، و[[الإسلام]].
'''قواعد حجب الحرمان''': المستفاد من كلمات [[الفقهاء]] أنّ حجب الحرمان مبنيّ على اُصول ثلاثة: القرب، وقوّة القرابة، و[[الإسلام]].


'''الأصل الأول:''' القرب: بمعنى أنّ كلّ قريب من الورّاث يمنع البعيد منهم، وهو إمّا نسبي بمعنى اتّصال بين شخصين بسبب الولادة،<ref>المقدس الأردبيلي، مجمع الفائدة، ج11، ص346.</ref> أو سببي، وهو قسمان: زوجيّة وولاء، والمراد به هنا تقرّب أحد الشخصين بالآخر على وجه يوجب الإرث بغير نسب، ولا زوجيّة،<ref>الطباطبائي، رياض المسائل، ج12، ص438.</ref> فقد نزّله الشارع منزلة النسب كما في قوله {{صل}}: «الولاء لحمة كلحمة النسب».<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج23، ص75.</ref>
'''الأصل الأول:''' القرب: بمعنى أنّ كلّ قريب من الورّاث يمنع البعيد منهم، وهو إمّا نسبي بمعنى اتّصال بين شخصين بسبب الولادة،<ref>المقدس الأردبيلي، مجمع الفائدة، ج 11، ص 346.</ref> أو سببي، وهو قسمان: زوجيّة وولاء، والمراد به هنا تقرّب أحد الشخصين بالآخر على وجه يوجب الإرث بغير نسب، ولا زوجيّة،<ref>الطباطبائي، رياض المسائل، ج 12، ص 438.</ref> فقد نزّله الشارع منزلة النسب كما في قوله {{صل}}: «الولاء لحمة كلحمة النسب».<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 23، ص 75.</ref>
والفقهاء رتّبوا طبقات مستحقّي الإرث من الأنساب، والأسباب على أساس قاعدة الأقرب كالتالي:
والفقهاء رتّبوا طبقات مستحقّي الإرث من الأنساب، والأسباب على أساس قاعدة الأقرب كالتالي:


سطر ١٧٤: سطر ١٧٤:
الثانية: ضامن الجريرة .
الثانية: ضامن الجريرة .


الثالثة: [[الإمام]].<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج39، ص173.</ref>
الثالثة: [[الإمام]].<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 39، ص 173.</ref>
{{Div col end}}
{{Div col end}}
فذو النسب من أيّ طبقة كان يحجب ذي الولاء، وكلّ طبقة سابقة من الأنساب والأسباب حاجبة للاحقة منهما، فمع أحد الأبوين والأولاد لا يرث الإخوة والأجداد، ومع أحد الإخوة أو أولادهم أو الأجداد، وإن علوا لا يرث الأعمام والأخوال وأولادهم، وكذا مع فقد ذوي الأنساب جميعاً وانتهاء الأمر إلى ذوي الولاء، فمع المعتق لا يرث ضامن جريرة، ومعه لا يرث الإمام،<ref>الأصفهاني، وسيلة النجاة، ج2، ص488، م 1. </ref>وأمّا الزوجان فيجتمعان مع جميع المراتب.
فذو النسب من أيّ طبقة كان يحجب ذي الولاء، وكلّ طبقة سابقة من الأنساب والأسباب حاجبة للاحقة منهما، فمع أحد الأبوين والأولاد لا يرث الإخوة والأجداد، ومع أحد الإخوة أو أولادهم أو الأجداد، وإن علوا لا يرث الأعمام والأخوال وأولادهم، وكذا مع فقد ذوي الأنساب جميعاً وانتهاء الأمر إلى ذوي الولاء، فمع المعتق لا يرث ضامن جريرة، ومعه لا يرث الإمام،<ref>الأصفهاني، وسيلة النجاة، ج 2، ص 488، م 1. </ref>وأمّا الزوجان فيجتمعان مع جميع المراتب.


'''درجات القرب''': هي الترتيب في أهل كلّ مرتبة<ref>السبزواري، كفاية الأحكام، ج2، ص789.</ref> على أساس الأقرب فالأقرب، وهي تراعى في المرتبة الاُولى في صنف الأولاد فقط لا الأبوين، فالأقرب منهم الابن والبنت، ثمّ أولادهما، ثمّ أولاد أولادهما، وهكذا .
'''درجات القرب''': هي الترتيب في أهل كلّ مرتبة<ref>السبزواري، كفاية الأحكام، ج 2، ص 789.</ref> على أساس الأقرب فالأقرب، وهي تراعى في المرتبة الاُولى في صنف الأولاد فقط لا الأبوين، فالأقرب منهم الابن والبنت، ثمّ أولادهما، ثمّ أولاد أولادهما، وهكذا .


وفي المرتبة الثانية تراعى في الصنفين:
وفي المرتبة الثانية تراعى في الصنفين:
سطر ١٨٦: سطر ١٨٦:
2 ـ صنف الإخوة: فالأقرب منهم الأخ والاُخت، ثمّ أولادهما ثمّ أولاد أولادهما وإن نزلوا.
2 ـ صنف الإخوة: فالأقرب منهم الأخ والاُخت، ثمّ أولادهما ثمّ أولاد أولادهما وإن نزلوا.


وفي المرتبة الثالثة تراعى بين الأعمام والأخوال وأولادهم المتنازلين.<ref>الأصفهاني، وسيلة النجاة، ج2، 489 -490، م 2.</ref>
وفي المرتبة الثالثة تراعى بين الأعمام والأخوال وأولادهم المتنازلين.<ref>الأصفهاني، وسيلة النجاة، ج 2، ص 489 - 490، م 2.</ref>


'''الأصل الثاني:'''قوّة القرابة: اتّفق [[الفقهاء]]<ref>الطوسي، النهاية، ص653 . </ref> على أنّ الأقوى قرابةً - وهو من يتقرّب بالأب والاُمّ ، كالأخ والعمّ منهما - يحجب الأضعف كالإخوة من الأب وحده والعمّ كذلك؛ لقول [[الإمام الباقر]] {{عليه ‏السلام}}: «عمّك أخو أبيك من أبيه واُمّه أولى بك من عمّك أخي أبيك من أبيه».<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج26، ص63-64.</ref>
'''الأصل الثاني:'''قوّة القرابة: اتّفق [[الفقهاء]]<ref>الطوسي، النهاية، ص 653 . </ref> على أنّ الأقوى قرابةً - وهو من يتقرّب بالأب والاُمّ ، كالأخ والعمّ منهما - يحجب الأضعف كالإخوة من الأب وحده والعمّ كذلك؛ لقول [[الإمام الباقر]] {{عليه ‏السلام}}: «عمّك أخو أبيك من أبيه واُمّه أولى بك من عمّك أخي أبيك من أبيه».<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 26، ص 63 -64.</ref>


ويُشترط في الحجب بـ (قوّة القرابة) أمران: اتّحاد القرابة، وتساوي الدرجة.قال [[صاحب الجواهر|المحقّق النجفي]]: «إنّ المتقرّب بالأبوين في جميع حواشي النسب ولو واحداً اُنثى يمنع المتقرّب بالأب خاصّة وإن كان متعدّداً ذكراً، بشرط اتّحاد القرابة وتساوي الدرجة كالإخوة للأبوين مع الإخوة للأب والأعمام والأخوال لهما مع الأعمام والأخوال له، فلو اختلفت القرابة اشتركا إن استوى القرب كالعمّ لهما مع الخال له وبالعكس، فهما من هذه الجهة حينئذٍ كالصنفين».<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج39، ص10.</ref>  
ويُشترط في الحجب بـ (قوّة القرابة) أمران: اتّحاد القرابة، وتساوي الدرجة.قال [[صاحب الجواهر|المحقّق النجفي]]: «إنّ المتقرّب بالأبوين في جميع حواشي النسب ولو واحداً اُنثى يمنع المتقرّب بالأب خاصّة وإن كان متعدّداً ذكراً، بشرط اتّحاد القرابة وتساوي الدرجة كالإخوة للأبوين مع الإخوة للأب والأعمام والأخوال لهما مع الأعمام والأخوال له، فلو اختلفت القرابة اشتركا إن استوى القرب كالعمّ لهما مع الخال له وبالعكس، فهما من هذه الجهة حينئذٍ كالصنفين».<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 39، ص 10.</ref>  


'''الأصل الثالث:'''[[الإسلام]]: حجب [[المسلم]] للكافر عن مورّثه [[الكفر|الكافر]] فرع أن يثبت في المرحلة السابقة أصل إرثه منه، فيرث المسلم الكافر بأنواعه أصليّاً أو [[الارتداد|مرتدّاً]]؛ لأنّ [[الإسلام]] لم يزده إلاّ عزّاً كما في [[الروايات|النصوص]]<ref>الفاضل الهندي، كشف اللثام، ج9، ص346. </ref> وعليه [[الإجماع|إجماع]] [[الشيعة|الطائفة]].<ref>السيد المرتضى، الناصريات، ص421 - 422.</ref>
'''الأصل الثالث:'''[[الإسلام]]: حجب [[المسلم]] للكافر عن مورّثه [[الكفر|الكافر]] فرع أن يثبت في المرحلة السابقة أصل إرثه منه، فيرث المسلم الكافر بأنواعه أصليّاً أو [[الارتداد|مرتدّاً]]؛ لأنّ [[الإسلام]] لم يزده إلاّ عزّاً كما في [[الروايات|النصوص]]<ref>الفاضل الهندي، كشف اللثام، ج9، ص346. </ref> وعليه [[الإجماع|إجماع]] [[الشيعة|الطائفة]].<ref>السيد المرتضى، الناصريات، ص 421 - 422.</ref>


قال [[صاحب الجواهر|المحقّق النجفي]]: «لا خلاف أجده فيه، بل [[الإجماع]] بقسميه عليه، بل المنقول منه نصّاً، وظاهراً . . . مستفيض».<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج39، ص16.</ref>
قال [[صاحب الجواهر|المحقّق النجفي]]: «لا خلاف أجده فيه، بل [[الإجماع]] بقسميه عليه، بل المنقول منه نصّاً، وظاهراً . . . مستفيض».<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 39، ص 16.</ref>


والوارث المسلم يمنع الوارث [[الكفر|الكافر]] وإن كان أقرب منه بلا خلاف، بل قد ادّعي عليه [[الإجماع]]،<ref>ابن ادريس، السرائر، ج3، ص266. </ref> فلو مات كافر وله وارث كافر ووارث مسلم - غير الإمام والزوجة - كان ميراثه للمسلم، وإن بَعُدَ نسباً أو سبباً كمولى نعمة أو ضامن جريرة، دون الكافر وإن قرب كالولد، أمّا عدم حجب [[الإمام]] فواضح؛ لأنّ الكفّار يرثون بعضهم بعضاً، فلو حجب الإمام لم يبق لتوريث الكافر بعضهم من بعض مجال، وأمّا الزوجة فعدم حجبها مبنيّ على أنّ الزائد من فرضها لا يردّ عليها فيما لو انحصر الوارث بها، بل يكون للإمام وفيه خلاف.<ref>الأعرجي، كنز الفوائد، ج3، ص343.</ref>  
والوارث المسلم يمنع الوارث [[الكفر|الكافر]] وإن كان أقرب منه بلا خلاف، بل قد ادّعي عليه [[الإجماع]]،<ref>ابن ادريس، السرائر، ج 3، ص 266. </ref> فلو مات كافر وله وارث كافر ووارث مسلم - غير الإمام والزوجة - كان ميراثه للمسلم، وإن بَعُدَ نسباً أو سبباً كمولى نعمة أو ضامن جريرة، دون الكافر وإن قرب كالولد، أمّا عدم حجب [[الإمام]] فواضح؛ لأنّ الكفّار يرثون بعضهم بعضاً، فلو حجب الإمام لم يبق لتوريث الكافر بعضهم من بعض مجال، وأمّا الزوجة فعدم حجبها مبنيّ على أنّ الزائد من فرضها لا يردّ عليها فيما لو انحصر الوارث بها، بل يكون للإمام وفيه خلاف.<ref>الأعرجي، كنز الفوائد، ج 3، ص 343.</ref>  


2 -'''حجب النقصان''': وهو من حيث المفهوم، وإن لم يختصّ بمواضع معيّنة؛ لثبوته في حقّ كلّ وارث لولاه لورث الآخر أزيد ممّا يرث معه.
2 -'''حجب النقصان''': وهو من حيث المفهوم، وإن لم يختصّ بمواضع معيّنة؛ لثبوته في حقّ كلّ وارث لولاه لورث الآخر أزيد ممّا يرث معه.
سطر ٢٠٢: سطر ٢٠٢:
'''الولد:''' فإنّه حاجب في موضعين:
'''الولد:''' فإنّه حاجب في موضعين:


'''حجب الولد للأبوين''': ذكر [[الفقهاء]] أنّ الولد وإن نزل- ذكراً كان أو اُنثى - يحجب الأبوين عمّا زاد عن السدس؛<ref>المفيد، المقنعة، ص683 . </ref>لقوله تعالى: {{قرآن|وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ}}.<ref>النساء: 11.</ref>
'''حجب الولد للأبوين''': ذكر [[الفقهاء]] أنّ الولد وإن نزل- ذكراً كان أو اُنثى - يحجب الأبوين عمّا زاد عن السدس؛<ref>المفيد، المقنعة، ص 683 . </ref>لقوله تعالى: {{قرآن|وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ}}.<ref>النساء: 11.</ref>


'''حجب الولد للزوجين''': أجمع [[الفقهاء]] <ref>النجفي، جواهر الكلام، ج39، ص78-79.</ref> على أنّ الولد وإن نزل يحجب الزوج والزوجة عن نصيبهما الأعلى، وهو النصف للزوج والربع للزوجة إلى النصيب الأدنى، وهو الربع للزوج والثمن للزوجة؛<ref>الشهيد الأول، القواعد والفوائد، ج3، ص356.</ref> لقوله تعالى: {{قرآن|وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَم يَكُن لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ}} إلى أن قال: {{قرآن|وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَمْ يَكُن لَكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ}}.<ref>النساء: 12.</ref>
'''حجب الولد للزوجين''': أجمع [[الفقهاء]] <ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 39، ص 78-79.</ref> على أنّ الولد وإن نزل يحجب الزوج والزوجة عن نصيبهما الأعلى، وهو النصف للزوج والربع للزوجة إلى النصيب الأدنى، وهو الربع للزوج والثمن للزوجة؛<ref>الشهيد الأول، القواعد والفوائد، ج 3، ص 356.</ref> لقوله تعالى: {{قرآن|وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَم يَكُن لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ}} إلى أن قال: {{قرآن|وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَمْ يَكُن لَكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ}}.<ref>النساء: 12.</ref>


'''حجب الإخوة للاُمّ:'''إخوة الميّت وأخواته من الأبوين أو أب فقط يحجبون اُمّه عمّا زاد عن نصيبها الأدنى، وهو السدس بلا فرق في ذلك بين ما إذا بقي شيء يردّ على الورثة بعد أخذ كلّ منهم نصيبه أم لا.<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج39، ص83.</ref>
'''حجب الإخوة للاُمّ:'''إخوة الميّت وأخواته من الأبوين أو أب فقط يحجبون اُمّه عمّا زاد عن نصيبها الأدنى، وهو السدس بلا فرق في ذلك بين ما إذا بقي شيء يردّ على الورثة بعد أخذ كلّ منهم نصيبه أم لا.<ref>النجفي، جواهر الكلام، ج 39، ص 83.</ref>


==استحقاق الإرث==
==استحقاق الإرث==
مستخدم مجهول