مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وفاة النبي (ص)»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Nabavi لا ملخص تعديل |
imported>Nabavi لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{تطوير مقال}} | {{تطوير مقال}} | ||
{{تاريخ صدر الإسلام}} '''وفاة النبي''' (ص) كانت في السنة 11ه يوم الإثنين كما هو متفق عليه، ولكن تضاربت الآراء في تحديد ساعته وشهره. يرى [[أهل السنة]] بأن [[الرسول]] توفي في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، بينما [[الشيعة]] تعتقد أنها كانت في اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر. إن فقدان الرسول | {{تاريخ صدر الإسلام}}'''وفاة النبي''' (ص) كانت في السنة 11ه يوم الإثنين كما هو متفق عليه، ولكن تضاربت الآراء في تحديد ساعته وشهره. يرى [[أهل السنة]] بأن [[الرسول]] توفي في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، بينما [[الشيعة]] تعتقد أنها كانت في اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر. إن فقدان الرسول يكون منعطفاٌ مصيرياً [[المسلمين|للمسلمين]] كافة، كما يُعد نقطة بداية إنقسام المسلمين إلي فريقين أساسيين، الأول؛ المؤيدون لمن تعيّن في إجتماع السقيفة، بالإضافة إلى المبايعين والخاضعين للأمر الواقع، من يطلق عليهم عنوان [[أهل السنة والجماعة]] وهم الأغلبية، والثاني؛ الموالون [[أهل بيت النبوة|لأهل بيت النبوة]]، من سُمّوا [[شيعة علي (ع)|بشيعة علي]] وفيما بعد [[الشيعة|بالشيعة]] وهم في الأقلية. | ||
== | ==مجريات ما قبل الوفاة== | ||
===النبي طريح الفراش=== | ===النبي طريح الفراش=== | ||
لازم | لازم رسول الله الفراش حوالي أسبوعين إلى أن واراه الثرى. وقد اختلف في مدة مرضه، فالأكثر على أنها ثلاثة عشر يوماٌ، وقيل اثنتي عشرة ليلة،<ref>ابن الجوزي، المنتظم، ج4،ص26.</ref> عن إبن إسحاق قال: ...إبتدئ رسول الله (ص) يشكوه الَّذي قبضه اللَّه فيه، إلَى ما أراد به من كرامته ورحمته، في ليال بقين من صفر، أو في أول شهر ربيع الأول.<ref>إبن هشام، سيرة النبي، ج2، ص642.</ref> | ||
بدأ بعض التطاولات على مكانة الرسول في هذه المدة يبرز إلى العلن واحداً تلو الآخر، والأمر يوحي وكأنه كان موضع الترقّب من قبل بعض الشخصيات منذ زمن. الكتب التاريخية والسيَر من الفريقين تروي هذه الحوادث وحيثياتها إما بإسهاب وإما على الإجمال. | بدأ بعض التطاولات على مكانة الرسول في هذه المدة يبرز إلى العلن واحداً تلو الآخر، والأمر يوحي وكأنه كان موضع الترقّب من قبل بعض الشخصيات منذ زمن. الكتب التاريخية والسيَر من الفريقين تروي هذه الحوادث وحيثياتها إما بإسهاب وإما على الإجمال. | ||
سطر ١٠: | سطر ١٠: | ||
يقال أن وفاة النبي كان إثر تسمّمه بسمّ دسّته إمرأة من [[اليهود]] في طعامه يوم [[خيبر]] إنتقاماً لذويها الذين قتلوا في تلك الحرب.<ref>الواقدي، المغازي، ج2، ص677-678؛ الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص247 نقلاً عن الصحيح من السيرة للعاملي، ج32، ص213.</ref> | يقال أن وفاة النبي كان إثر تسمّمه بسمّ دسّته إمرأة من [[اليهود]] في طعامه يوم [[خيبر]] إنتقاماً لذويها الذين قتلوا في تلك الحرب.<ref>الواقدي، المغازي، ج2، ص677-678؛ الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص247 نقلاً عن الصحيح من السيرة للعاملي، ج32، ص213.</ref> | ||
في المدة التي أمضى النبي على فراش الموت في المدينة كان [[علي بن أبي طالب]] يتولى أموره خاصة وأن الفترة تزامنت إرسال [[جيش أسامة]] لغزو الروم. فخرج الجيش وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش، وفيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وغيرهم.<ref>إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص159</ref> | في المدة التي أمضى النبي على فراش الموت في المدينة كان [[علي بن أبي طالب]] يتولى أموره خاصة وأن الفترة تزامنت إرسال [[جيش أسامة]] لغزو الروم. فخرج الجيش وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش، وفيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وغيرهم.<ref>إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص159.</ref> | ||
===وصايا النبي والكتاب الذي لم يكتب === | ===وصايا النبي والكتاب الذي لم يكتب === | ||
كان إبن عباس كلما يذكر يوم الخميس الذي مُنع فيه الرسول من [[قلم وقرطاس]] (أو كَتِفٍ) ليكتب الوصية يبكي ويقول: إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.<ref>إبن كثير، السيرة النبوية، ج4، ص451.</ref> | كان إبن عباس كلما يذكر يوم الخميس الذي مُنع فيه الرسول من [[قلم وقرطاس]] (أو كَتِفٍ) ليكتب الوصية يبكي ويقول: إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.<ref>إبن كثير، السيرة النبوية، ج4، ص451.</ref> | ||
يعرف هذا اليوم [[يوم الرزية|بيوم الرزية]] أيضاً، وتعتقد [[الإمامية]] أن مبتغى الرسول من الكتاب، ما كان إلا التصريح بمن تكون ولاية المسلمين على عهدته وهو [[علي بن أبي طالب]]، الذي أثبتت له [[الولاية]] قبل ذلك في مواقف أخرى بحسب [[النصّ]] القرآني والنبوي<></>إلا أن الكثير لم | يعرف هذا اليوم [[يوم الرزية|بيوم الرزية]] أيضاً، وتعتقد [[الإمامية]] أن مبتغى الرسول من الكتاب، ما كان إلا التصريح بمن تكون ولاية المسلمين على عهدته وهو [[علي بن أبي طالب]]، الذي أثبتت له [[الولاية]] قبل ذلك في مواقف أخرى بحسب [[النصّ]] القرآني والنبوي<></>إلا أن الكثير لم یقتنع بذلک وتضاربت الأقوال وتعارضت النصوص وتطاولت الأعناق إلى المقام هذا وبأنواع الأساليب وعلى غرار "الحكم لمن غلب". | ||
روى أبو يعلى بسند صحيح عن | روى أبو يعلى بسند صحيح عن جابر أن رسول الله دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلّون بعده وفي رواية: «يكتب فيهما كتابا لأمّته لا يَظلمون ولا يُظلَمون» وكان في البيت لغط فنكل عمر فرفضها رسول الله (ص).<ref>الصاحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص248.</ref> | ||
وروى الشيخان عن سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بلّ دمعه الحصى، سئل يا ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فقال [[عمر بن الخطاب|عمر]]: أن رسول الله مدّ عليه الوجع وعندكم [[القرآن]] حسبنا [[كتاب الله]]،<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص247.</ref> وعلى بعض الروايات ومنها | وروى الشيخان عن سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بلّ دمعه الحصى، سئل يا ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فقال [[عمر بن الخطاب|عمر]]: أن رسول الله مدّ عليه الوجع وعندكم [[القرآن]] حسبنا [[كتاب الله]]،<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص247.</ref> وعلى بعض الروايات ومنها المروية عن أهل السنة أيضاً كالخفاجي، بأن عمر هو الذي قال: "إن الرجل ليهجر".<ref>الخفاجي في شرح الشفاء، ج4، ص278، نقلاً عن الصحيح للعاملي، ج32، ص220.</ref>فاختلف من حضر في البيت فحصل نقاش بين الحاضرين. | ||
يقول ابن عباس: فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم ومنهم من يقول ما قال عمر. فتنازعوا ولا ينبغي عند النبي التنازع، فقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه! فذهبوا يعيدون عليه فقال رسول الله: «قوموا» لما أكثروا اللّغو والاختلاف عنده، دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه. فقال: وأوصاهم عند موته بثلاث فقال: «أخرجوا [[المشركين]] من [[جزيرة العرب]]، وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم قال: وسكت عن الثالثة، أو قال: فنسيها فقال ابن عباس إن الرّزيئة سحل الرّزيئة ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم هذا الكتاب لاختلافهم ولغطهم».<ref>الصاحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص248.</ref> | يقول ابن عباس: فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم ومنهم من يقول ما قال عمر. فتنازعوا ولا ينبغي عند النبي التنازع، فقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه! فذهبوا يعيدون عليه فقال رسول الله: «قوموا» لما أكثروا اللّغو والاختلاف عنده، دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه. فقال: وأوصاهم عند موته بثلاث فقال: «أخرجوا [[المشركين]] من [[جزيرة العرب]]، وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم قال: وسكت عن الثالثة، أو قال: فنسيها فقال ابن عباس إن الرّزيئة سحل الرّزيئة ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم هذا الكتاب لاختلافهم ولغطهم».<ref>الصاحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص248.</ref> | ||
سطر ٢٩: | سطر ٢٩: | ||
===رواية صلاة أبي بكر بالناس=== | ===رواية صلاة أبي بكر بالناس=== | ||
==مجريات الوفاة وما بعدها== | ==مجريات الوفاة وما بعدها == | ||
المشهور أن رسول الله (ص) قد توفي يوم الإثنين وتضاربت الأقوال في وقته؛ حين زاغت الشمس، أي ظهراً،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص273-274 و305 و441</ref>وقيل قبل أن ينتصف النهار<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج5، ص271 و275 و292</ref>أيضاً في وقت دفنه فقيل دفن يوم الأربعاء،<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج5، ص292</ref>وقيل ليلة الأربعاء<ref>الطبري، تاريخ، ج2، ص455؛</ref>وقيل توفي في الضحى وجزم به ابن اسحاق. وقيل الأكثر على أنه اشتد الضحى<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص305 عن المنهل، نقلاً عن الصحيح من سيرة النبي الأعظم للعاملي، ج32، ص337.</ref>وقيل توفي آخر يوم الإثنين.<ref>ابن كثير، السيرة النبوية، ج4، ص506 نقلاً عن الصحيح من سيرة النبي الأعظم للعاملي، ج32، ص337.</ref>لقد ذكر أكثر الإمامية أن النبي قبض يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة11 من الهجرة، وهو قول الشيخ الطوسي وغيره، ولو أخذنا ما ذكروه بأن الرسول قد توفي بعد حجه بثمانين، أو بإحدى وثمانين يوماً بعين الإعتبار، يتوافق مع ما عليه أكثر الإمامية، يعني 28 من صفر، إذا كان مبدأ حساب الثمانين من يوم عرفة "فإن الحج عرفة" كما رووا.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح، ج32، ص346.</ref> | |||
كما تضاربت الأقوال في وقت | كما تضاربت الأقوال في وقت دفنه أيضاً، فقيل دفن يوم الأربعاء<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص330 و333.</ref>وقيل دفن يوم الثلاثاء حين زالت الشمس.<ref>ابن أثير، أسد الغابة، ج1، ص34.</ref>ويرى الواقدي بأن رسول الله دفن ليلة الثلاثاء.<ref>ابن عياكر، تاريخ مدينة دمشق، ج3، ص68</ref>وعن [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، قالت: ماعلمنا بدفن الرسول حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثة في السحر.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص305.</ref>واتفق الزهري وابن كثير والعلامة المجلسي وابن سعد عن ابن شهاب على دفن النبي في نفس اليوم الذي توفي فيه أي الإثنين من غير تحديد.<ref>العاملي، الصحيح، ج32، ص341-342.</ref> | ||
===أين تواجدت كبار الصحابة=== | ===أين تواجدت كبار الصحابة=== | ||
====لحظة الوفاة==== | |||
====لحظة | |||
تضاربت الروايات فيما يتعلق بمكان تواجد [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]] حين وفاة رسول الله: | تضاربت الروايات فيما يتعلق بمكان تواجد [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]] حين وفاة رسول الله: | ||
*على بعض الروايات أنه كان حاضراً عند النبي وعلى رواية كان قد ذهب لزيارة عشيرة من عشائر أهل [[المدينة]].<ref>الطبري، تاريخ، ج2، ص443.</ref> | *على بعض الروايات أنه كان حاضراً عند النبي وعلى رواية كان قد ذهب لزيارة عشيرة من عشائر أهل [[المدينة]].<ref>الطبري، تاريخ، ج2، ص443.</ref> | ||
*حسب روايات أخرى لم يكن أبو بكر حاضراً لا في المسجد ولا عند النبي ولم يذكر مكان تواجده بالتحديد حينذاك.<ref>الترمذي، الشمائل المحمدية، ج1، ص219؛</ref> | *حسب روايات أخرى لم يكن أبو بكر حاضراً لا في المسجد ولا عند النبي ولم يذكر مكان تواجده بالتحديد حينذاك.<ref>الترمذي، الشمائل المحمدية، ج1، ص219؛</ref> | ||
*على القول المشهور كان أبو بكر في السُّنْح خارج المدينة،<ref>الطبري، تاريخ، ج2، ص442؛ الريشهري، موسوعة الإمام علي، ج2، ص15.</ref>فذهب سالم بن عبيد فأعلمه بوفاة رسول الله .<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج5، ص244.</ref> | *على القول المشهور كان أبو بكر في السُّنْح خارج المدينة،<ref>الطبري، تاريخ، ج2، ص442؛ الريشهري، موسوعة الإمام علي، ج2، ص15.</ref>فذهب سالم بن عبيد فأعلمه بوفاة رسول الله .<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج5، ص244.</ref> | ||
*بالنسبة إلى | *بالنسبة إلى عمر بن الخطاب الظاهر أنه كان حاضراً عند البيت، لا في داخله ولم يكن يصدّق بأن النبي (ص) قد قبض، وكان يتوعد الناس بالقتل، حتى أنه قال: "إن رسول الله لم يمت، ولكنه عرج بروحه كما عرج بروح [[موسى |موسى]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبري، ج2، ص266.</ref> ثم جاء أبوبكر وكان عمر يخاطب الناس فالأول أمره بالصمت بعبارة: "على رسلك يا عمر" فأنصت، أو "أسكت فسكت" عمر بن الخطاب.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص267؛ الطبري، تاريخ، ج2، ص442</ref>ثم صعد أبو بكر فاستشهد بآي من [[القرآن الكريم]]،<ref>"إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" (الزمر:30) أو "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ" (آل عمران: 144)</ref>حتى فرغ منها ثم أردف: من كان يعبد [[محمد (ص)|محمداً]] قد مات ومن كان يعبد [[الله]] حيّ لا يموت.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص267</ref> | ||
*هناك | *هناك روايات تدلّ على أن [[علي بن أبي طالب]] كان المصاحب الأخير للرسول وفاضت نفس النبي واضعاً رأسه في حجر [[علي]]، فهو آخر من عهد اليه النبي، ويتأكّد ذلك من خلال الروايات الدالة على كون النبي في بيت [[فاطمة]] آخر لحظات حياته.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج32، ص292.</ref> | ||
====مطرح النبي في مرضه إلى حين وفاته==== | |||
فيما يتعلق بالمكان الذي قضى رسول الله مدة مرضه ثم قبض فيه، هناك رأيان أساسيان: | |||
*الروايات التي تقول بتمريض الرسول في بيت (أو حجرة) عائشة وبالتالي توفيه ودفنه هناك. | |||
إن هذه النظرية تستند على العموم إلى الروايات المنقولة عن عائشة بنت أبي بكر، ومنها في رواية عن الشيخين عن عائشة قالت: "إن من أنعم الله علي أن رسول الله (ص) توفي في بيتي وبين سحري ونحري (وفي رواية) بين حاقنتي وداقنتي وأن الله تعالى جمع بين ريقي وريقه عند الموت، فدخل عليّ عبد الرحمن وبيده سواك"<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج12، ص261.</ref> | |||
*الروايات التي تقول بمبيت النبي في بيت إبنته [[فاطمة]] طيلة هذه المدة حتى اللحظة الأخيرة، ثم توفيه ودفنه هناك، وتخطئ ما هو منسوب إلى عائشة وتعتقد بأن نفس النبي قد فاضت وهو على صدر [[علي]] بناءاً على ما يلي: | |||
-إن علياً يقول: "فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين سحري وصدري نفسك، إنا لله وإنا إليه راجعون".<ref>المجلسي، البحار، ج22، ص542</ref> | |||
-وفي خطبة له قال: "...ولقد قبض النبي (ص) وإن رأسه لفي حجري، ولقد وليت غسله بيدي، تقلبه [[الملائكة المقربون]] معي..."<ref>المفيد، الأمالي، ص235</ref>ولقد قبض رسول الله (ص) وإن رأسه لعلى صدري، ولقد سالت نفسه في كفى، فأمررتها على وجهي ولقد وليت غسله (ص) والملائكة أعواني.<ref>إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج10، ص179.</ref> | |||
فعليهذا أيضاً لا مانع في إبتداء مرض النبي في حجرة عائشة، وقد انتقل منها إلى بيت [[فاطمة الزهراء]] ووافته المنية هناك وفيه دفن، لا في بيت عائشة. <ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج32، ص292.</ref> | |||
====بعد الوفاة إلى توديعه==== | |||
بينما قام علي بن إبي طالب [[العباس بن عبدالمطلب|والعباس بن عبدالمطلب]] بتجهيز النبي (ص) وجوه من الصحابة كانت تتناور في [[السقيفة (توضيح)|السقيفة]] لحسم أمر [[الخلافة]] بعد [[الرسول الأعظم]]. منهم [[الشيخين]] [[أبو عبيدة بن الجراح|وأبو عبيدة بن الجراح]] من جانب المهاجرين [[سعد بن عبادة|وسعد بن عبادة]] وغيرهم من جانب الانصار. | |||
بحسب الأدلة ما جرى من وقوع الخلاف ومناقشات ومجادلات وردود بين المهاجرين والأنصار في السقيفة كله قد وقع في بقية يوم الإثنين حتى الليل وشغلهم عن تجهيز رسول الله من تغسيله وتكفينه ودفنه الذي تمّ في نفس اليوم عند العتمة، وأنهم لم يعرفوا بدفنه إلا حين سمعوا صوت المساحي، فيتبين هنا بأن التجهيز لم يستغرق إلا بضع ساعات.<ref>العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح، ج32، ص342.</ref>والدليل على ذلك ما روَياه ابن سعد والبيهقي، عن عائشة، قالت: ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر، أو عن الزهري قال –نقلاً عن شيوخ من الأنصار في بني غنم: سمعنا صوت المساحي آخر الليل، ليلة الثلاثاء، أو -بحسب ابن كثير- ما رواه سيف عن هشام عن أَبيه قال: توفي رسول الله يوم الإثنين وغسّل يوم الإثنين ودفن ليلية الثلاثاء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص232-233.</ref> | |||
===بعد الوفاة إلى | |||
بينما | |||
سطر ٥٨: | سطر ٦٥: | ||
*الصالحي الشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد من سيرة خير العباد، تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان | *الصالحي الشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد من سيرة خير العباد، تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان | ||
*العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، دار الحديث للطباعة والنشر، قم-ايران، 1426 | *العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، دار الحديث للطباعة والنشر، قم-ايران، 1426 | ||
*إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، ج10، دار إحياء الكتب العربية، 1961م | |||
*المفيد، محمد بن النعمان، الأمالي، تحقيق: الحسين استاد ولي، على اكبر الغفاري، منشورات جامعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة | |||
*ابن كثير، اسماعيل، البداية والنهاية، تحقيق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي، ط الأولى، 1988 | |||
[[تصنيف:النبي محمد صلى الله عليه وآله]] | [[تصنيف:النبي محمد صلى الله عليه وآله]] | ||
[[تصنيف:الأنبياء؛ أنبياء أولي العزم؛]] | [[تصنيف:الأنبياء؛ أنبياء أولي العزم؛]] |