جامع براثا

بَراثا، أو بُراثا، محلة أو جامع مقدس للشيعة يقع في بغداد القديمة.

يعود أهمية جامع براثا عند الشيعة لروايات وردت حول إقامة الإمام علي (ع) في تلك البقعة عند رجوعة من معركة النهروان وظهور بعض الكرامات منه، وكذلك يروى أن بعض الأنبياء صلوا فيه، وفي فترة من الزمن كان الجامع مركزاً لنشر أحاديث أهل البيت (ع).

ويعتبر جامع براثا في الوقت الراهن من أهم مراكز الشيعة لإقامة صلاة الجمعة.

موقعه الجغرافي

براثا بالثاء المثلثة والقصر: محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محوّل، وجامع براثا واقع في محلّة براثا وهو مسجد صلى فيه أمير المؤمنين (ع) لما رجع من قتال أهل النهروان. هذه المنطقة أقدم من مدينة بغداد، وكانت في الأصل قرية تبعد عن مركز بغداد بثلاثة كليومترات، وعندما بنيت بغداد وبدأت بالتوسعة، ضمت إليها حتى صارت منطقة براثا إحدى أحياء بغداد.

وجه التسمية

ورد في تسميته عدة موارد منها:

• أمر امير المؤمنين عليه السلام الراهب الذي كان في الدير - كون المكان كان ديرا للنصارى - أن يبني مسجداً مكان الدير، ويسميه باسم بانيه.
• كلمة براثا تتكون من مقطعين في اللغة السريانية:

1. بر: أرض
2. اثا: العجائب

وبذلك يكون تفسيرها أرض العجائب.

• وتفسير آخر: تعني التربة الرخوة الخمراء.

مسجد براثا والإمام علي (ع)

البئر التي حفرت بأمر الإمام علي (ع) وظهرت كرامات له (ع)

تشير بعض المصادر الشيعية عن حضور الإمام علي (ع) في ذلك المكان وعن أحداث جرت هناك منها محادثاته مع راهب الصومعة وفي جملة ما جرى بينهما أن الإمام تحدث عن نص ولايته من قبل النبي الأكرم (ص)، كما ذًكر كرامات له عليه السلام أيضاً.

تاريخه

لم يذكر لهذه البقعة تاريخاً محدداً. في المصادر المتقدمة وبناء على ما نقله ابن حوقل المتوفي 367هـ. ينسب بناء المسجد إلى الإمام علي (ع). وظاهر الأمر أن بدل هذا المسجد كانت صومعة لراهب نصاراني يقيم فيها حتى سنة 37 ه./657م, وهناك أخبار كثيرة وردت في المصادر تتحدث عن العابد أبي شعيب البراثي وزوجته حيث يقيمان في براثا كأول المسلمين هناك.

أصبح المسجد في أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع قاعدة لنشاطات الشيعة في بغداد، فإضافة إلى إقامة الطقوس الدينية كان مكاناً مناسباً لترويج ونشر الأحاديث الشيعية. سنة 313ه./925م أُخبر المقتدر العباسي بأن ممارسة تلك الطقوس هي تغطية لنشاطاتهم، فبادر الخليفة العباسي في يوم الجمعة - حيث كان الشيعة مجمتعين لإقامة الصلاة - بتخريب المسجد وتسويته بالتراب واعتقل المتواجدين فيه، وضم المسجد بالمقبرة التي كانت خلفه.

يحدد الاصطخرى إقامة صلاة الجمعة في ثلاثة مساجد في بغداد سنة 340ه/951م, ولم يذكر براثا من جملة الأماكن التي تقام فيها صلاة الجمعة، لكن ابن الأثير ينقل خبراً عن فتنة حدثت بين أهل السنة سنة 349ه/ 960م حيث تعطلت صلاة الجمعة في جانبي بغداد فيما كانت تستمر إقامة صلاة الجمعة في براثا في غاية الأمن والأمان.

انخفضت في بداية القرن الخامس للهجرة نشاط المسجد إلى أن تعطل من العمل وذلك سنة 450ه/1058م.

يذكر السمعاني أن في زمانه أمر الخليفة بإغلاق أبواب المسجد.

ليس هناك خبر عن إعادة بناء أو تشيد جديد للمسجد حتى القرن العاشر وسيطرة الصفويين على بغداد، لكن الشهيد الأول وفي منتصف القرن الثامن للهجرة وأثناء زيارته للبغداد مكث في هذا المسجد، ووجده مسجداً عامراً.

أهميته

المصادر الشيعية تتحدث عن صلاة الإمام علي (ع) في هذا المكان عند رجوعه من معركة نهروان، كما هناك روايات تذكر محادثة الإمام مع الراهب النصاري ومكثه في تلك البقعة أربعة أيام، فهذه المصادر تشير إلى فضيلة المسجد، وعلاوة عليه أن الشمس ردت في هذا المكان إلى الإمام أمير المؤمنين (ع).

وأخبار أخرى تحكي أن مريم(ع) والنبي عيسى (ع) وحتى النبي إبراهيم(ع) صلوا في هذا المكان.

وفي مبحث الاعتكاف اعتبرته الشيعة من المساجد الستة المختص لها.

الترميم والإعمار

قبل الإعمار الحالي تم إعمار المسجد في الستينات من القرن الماضي على عهد السيد محسن الحكيم وبإشراف الشيخ الصغير تم توسعة المسجد بإنشاء حرم الزهراء عليها السلام وحرم الحسنين (ع) وحرم أبي الفضل (ع) وبناية جديدة للمكتبة ومضيف أمير المؤمنين ومركزاً طبياً وحرما للنساء وكل ذلك كان بتبرعات المؤمنين دون مساعدة أي جهة رسمية أو الوقف.

التفجيرات

تعرض هذا الجامع وفي سنة الأخيرة لعدة تفجيرات إرهابية.

وصلات خارجية

• إطلالة تاريخية عن مسجد براثا
• فضل مسجد براثا

المصادر

• ترجم المقال من موقع الموسوعة الفارسي (بتفاوت يسير)